بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
ان غايات ودواعي ومقاصد السفر في الأزمنة القديمة كثيرة أيضا وتختلف حسب حاجة الانسان ، فقد يكون السفر لأجل الربح و الكسب في التجارة كما حصل ذلك في سفر وترحال النبي المصطفى محمد (ص) للتجارة في أموال خديجة رضوان الله تعالى عليها , وقد يكون السفر لأجل البحث عن الطعام والزاد كما حصل ذلك في قصة سفر اخوة نبي الله يوسف (ع) من كنعان الى مصر لغرض شراء الطعام والتخلص من القحط والجوع ، وقد يكون السفر لأجل طلب العلم والتزود به لمعرفة الحلال من الحرام وغيرها من العلوم الاسلامية والمتنوعة كسفر النبي موسى (ع) ليلتقي بالخضر ويتعلم منه الدروس في فترة لقائه هذا ، وقد يكون السفر لأجل الجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { .... فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } . (1) .
و ابرز مصداق للسفر و الهجرة والقتل في سبيل الله هو الامام الحسين (ع) حيث خرج من مكة في يوم التروية اي في اليوم الثامن من شهر ذي الحجةسنة 60 هجرية قاصداً العراق حتى وصل الركب الحسيني في اليوم الثاني من شهر محرم سنة 61 هجرية إلى أرض كربلاء المقدسة ورسموا في كربلاء اروع صور البطولة والشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى فخلدت سيرتهم وذكراهم من ذلك الزمان والى الان والى يوم القيامة .
حينما سار الامام الحسين (ع) وسار الحرّ في أصحابه يسايره وهو يقول له : إنّي أذكرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلن .
فقال الحسين (ع) : أفبالموت تخوّفني ؟ وسأقول ما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (ص) فخوّفه ابن عمّه وقال : إنّك مقتول فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهدَ مسلما .
واسى الرجالَ الصالحينَ بـــنفسهِ *** وفارقَ مثبوراً وودّعَ مجرما .
فان عشت لم اندم وان مت لم ألم *** كفى بك موتا ان تذل وتغرما . (2) .
فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه .
وفي موقف أخر قال عقبة بن سمعان : فسرنا مع الحسين ساعة فخفق (ع) هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين . ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً ، فأقبل إليه عليّ بن الحسين (ع) على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله واسترجعت ؟
قال : يا بنيّ ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا .
فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحقّ ؟
قال : بلى والذي إليه مرجع العباد .
قال : فإنّنا إذن لا نبالي أن نموت محقّين .
فقال له الحسين (ع) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده . (3) .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(1) الآية 95 من سورة آل عمران .
(2) كامل الزيارات / جعفر بن محمد بن قولويه / الصفحة 194 .
(3) جواهر البحار / الصفحة 380 ~~~ والإرشاد / الصفحة 209 .
وبه ستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
ان غايات ودواعي ومقاصد السفر في الأزمنة القديمة كثيرة أيضا وتختلف حسب حاجة الانسان ، فقد يكون السفر لأجل الربح و الكسب في التجارة كما حصل ذلك في سفر وترحال النبي المصطفى محمد (ص) للتجارة في أموال خديجة رضوان الله تعالى عليها , وقد يكون السفر لأجل البحث عن الطعام والزاد كما حصل ذلك في قصة سفر اخوة نبي الله يوسف (ع) من كنعان الى مصر لغرض شراء الطعام والتخلص من القحط والجوع ، وقد يكون السفر لأجل طلب العلم والتزود به لمعرفة الحلال من الحرام وغيرها من العلوم الاسلامية والمتنوعة كسفر النبي موسى (ع) ليلتقي بالخضر ويتعلم منه الدروس في فترة لقائه هذا ، وقد يكون السفر لأجل الجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { .... فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } . (1) .
و ابرز مصداق للسفر و الهجرة والقتل في سبيل الله هو الامام الحسين (ع) حيث خرج من مكة في يوم التروية اي في اليوم الثامن من شهر ذي الحجةسنة 60 هجرية قاصداً العراق حتى وصل الركب الحسيني في اليوم الثاني من شهر محرم سنة 61 هجرية إلى أرض كربلاء المقدسة ورسموا في كربلاء اروع صور البطولة والشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى فخلدت سيرتهم وذكراهم من ذلك الزمان والى الان والى يوم القيامة .
حينما سار الامام الحسين (ع) وسار الحرّ في أصحابه يسايره وهو يقول له : إنّي أذكرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلن .
فقال الحسين (ع) : أفبالموت تخوّفني ؟ وسأقول ما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (ص) فخوّفه ابن عمّه وقال : إنّك مقتول فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهدَ مسلما .
واسى الرجالَ الصالحينَ بـــنفسهِ *** وفارقَ مثبوراً وودّعَ مجرما .
فان عشت لم اندم وان مت لم ألم *** كفى بك موتا ان تذل وتغرما . (2) .
فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه .
وفي موقف أخر قال عقبة بن سمعان : فسرنا مع الحسين ساعة فخفق (ع) هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين . ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً ، فأقبل إليه عليّ بن الحسين (ع) على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله واسترجعت ؟
قال : يا بنيّ ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا .
فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحقّ ؟
قال : بلى والذي إليه مرجع العباد .
قال : فإنّنا إذن لا نبالي أن نموت محقّين .
فقال له الحسين (ع) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده . (3) .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(1) الآية 95 من سورة آل عمران .
(2) كامل الزيارات / جعفر بن محمد بن قولويه / الصفحة 194 .
(3) جواهر البحار / الصفحة 380 ~~~ والإرشاد / الصفحة 209 .
تعليق