بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ومن دلالتهم على سبيل مرضاته عزّ وجلّ تعليمهم الناسَ أدب الخضوع والخشوع وحُسن العبادة قولاً وعملاً. ومن ذلك ما أُثر عن الإمام الصادق عليه السلام من...
من صفات أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّهم (الأَدِلّاءُ عَلَى اللهِ تَعالى) كما في بعض الزيارات الجامعة، ومن دلالتهم على سبيل مرضاته عزّ وجلّ تعليمهم الناسَ أدب الخضوع والخشوع وحُسن العبادة قولاً وعملاً. ومن ذلك ما أُثر عن الإمام الصادق عليه السلام من وصاياه ومواعظه في أدب السجود، وبعض أحواله صلوات الله عليه في هذه السنّة الحميدة.
«..عن مرازم، عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام، قال: سَجْدَةُ الشُّكرِ.. تُتِمُّ بها صلاتَكَ، وتُرضِي بِها رَبَّك، وتَعْجَبُ الملائكةُ منكَ، وإنَّ العَبدَ إذا صلَّى ثمَّ سَجَدَ سَجدةَ الشّكرِ فَتَحَ الرّبُّ تعالى الحِجابَ بَينَ العبدِ وبينَ المَلائكةِ، فيقولُ: يا ملائكَتي انظُروا إلى عَبْدي، أدَّى فَرضِي وأَتَمَّ عَهدي، ثمَّ سَجَد لي شُكراً على ما أَنعَمْتُ بِهِ عليهِ، ملائكَتي مَاذا لَهُ عِندي؟ فتَقولُ المَلائكةُ: يا ربَّنا رَحمَتُك.
ثمَّ يقول الرّبّ تعالى: ثمَّ ماذا له؟ فتقولُ الملائكةُ: يا ربَّنا جنّتُك.
فيقول الرّبّ تعالى: ثمَّ ماذا؟ فتقولُ الملائكةُ: ربّنا كفايةُ مُهِمِّه.
فيقول الربّ: ثمَّ ماذا؟ فلا يبقى شيءٌ من الخَيرِ إلَّا قالتْهُ الملائكةُ.
فيقولُ الله تعالى: يا ملائِكتي ثمَّ ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربَّنا لا عِلْمَ لنا.
فيقول الله تعالى: لأَشكُرَنَّهُ كما شَكَرنِي، وأُقبِلُ إليهِ بِفَضلي، وأُريه رَحمَتي».
(العلامة الحلّي، منتهى المطلب: 5/246)
«روى الكلينيّ، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام، قال: إِذَا سَجَدْتَ فَكَبِّرْ، وقُلْ: (اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، ولكَ أَسْلَمْتُ، وعَليكَ تَوَكَّلْتُ، وأنتَ رَبِّي. سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، تَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخالِقينَ). ثمّ قل: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وبِحَمْدِه)، ثلاث مرّات.
فإذا رفَعتَ رأسَكَ، فقُل بين السّجدَتَين: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي وأَجِرْنِي وادْفَعْ عَنِّي، إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ. تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ». (الكافي: 3/321، ح 1 باب السجود والتسبيح والدعاء)
«عن الحسن بن زياد، قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السّلام يَقولُ وهو ساجدٌ: اللّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوْتِ، والرّاحَةَ (والأمنَ) عِندَ الحِسابِ». (مستدرك الوسائل: 4/463، ح 5168)
«عن سعيد بن يسار، قال: سَمِعْتُ أبا عَبد الله عليه السّلام، يَقولُ وهو ساجِدٌ: سَجَدَ وَجهِي اللّئِيمُ، لِوَجْهِ رَبِّي الكَريم».(مستدرك الوسائل: 4/463، ح 5169)
«عن مُفَضَّل بنِ عُمر، قال: أَتَيْنَا بَابَ أَبِي عَبْدِ الله عليه السّلامُ ونَحْنُ نُرِيدُ الإِذْنَ عَلَيْه، فَسَمِعْنَاه يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيسَ بِالعربِيَّةِ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّه بِالسّريانِيَّةِ. ثُمَّ بَكَى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِه، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا الغُلَامُ فَأَذِنَ لنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْه، فقلتُ: أَصلَحَكَ الله، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الإِذْنَ عَلَيْكَ فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَتَوَهَّمْنَا أَنَّه بِالسّرْيَانِيَّةِ، ثمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.
فقالَ عليه السّلام: نَعَمْ ذَكَرتُ إِليَاسَ النّبِيَّ وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنبِيَاءِ بَني إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِه.
ثمَّ اندَفَعَ فِيه بِالسّرْيَانِيَّةِ... ثُمَّ فَسَّرَه لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ، فقالَ عليه السّلام: كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِه: (أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ أَظْمَأْتُ لَكَ هَوَاجِرِي، أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي، أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ المَعَاصِيَ، أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي).
قال عليه السلام: فَأَوْحى اللهُ إلَيه أَنِ ارْفَعْ رَأسَكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ.
قال: إِنْ قُلْتَ: لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي مَاذَا؟ ألَسْتُ عَبْدَكَ وأَنْتَ رَبِّي؟
قال: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْه أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ، إِنِّي إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِه».(الكافي: 1/227-228، ح 2 باب 34 كتاب الحجة)
و نختم بذكر وصية من وصاياه عليه السلام لأصحابه، ما رواه اسماعيل بن عمّار، قال: «قال لي أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام: أُوصِيكَ بِتَقوَى اللهِ والوَرَعِ، وصِدْقِ الحَدِيثِ، وأَداءِ الأمانَةِ، وَحُسْنِ الجِوارِ، وَكثرَةِ السُّجودِ، فَبِذَلكَ أَمَرَنا مُحَمّدٌ صَلّى الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلّم».(الطبرسي، مشكاة الأنوار: ص132، ح 302)
---------
المصدر:كتاب السجود، مفهومه وآدابه والتربة الحسينية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ومن دلالتهم على سبيل مرضاته عزّ وجلّ تعليمهم الناسَ أدب الخضوع والخشوع وحُسن العبادة قولاً وعملاً. ومن ذلك ما أُثر عن الإمام الصادق عليه السلام من...
من صفات أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّهم (الأَدِلّاءُ عَلَى اللهِ تَعالى) كما في بعض الزيارات الجامعة، ومن دلالتهم على سبيل مرضاته عزّ وجلّ تعليمهم الناسَ أدب الخضوع والخشوع وحُسن العبادة قولاً وعملاً. ومن ذلك ما أُثر عن الإمام الصادق عليه السلام من وصاياه ومواعظه في أدب السجود، وبعض أحواله صلوات الله عليه في هذه السنّة الحميدة.
«..عن مرازم، عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام، قال: سَجْدَةُ الشُّكرِ.. تُتِمُّ بها صلاتَكَ، وتُرضِي بِها رَبَّك، وتَعْجَبُ الملائكةُ منكَ، وإنَّ العَبدَ إذا صلَّى ثمَّ سَجَدَ سَجدةَ الشّكرِ فَتَحَ الرّبُّ تعالى الحِجابَ بَينَ العبدِ وبينَ المَلائكةِ، فيقولُ: يا ملائكَتي انظُروا إلى عَبْدي، أدَّى فَرضِي وأَتَمَّ عَهدي، ثمَّ سَجَد لي شُكراً على ما أَنعَمْتُ بِهِ عليهِ، ملائكَتي مَاذا لَهُ عِندي؟ فتَقولُ المَلائكةُ: يا ربَّنا رَحمَتُك.
ثمَّ يقول الرّبّ تعالى: ثمَّ ماذا له؟ فتقولُ الملائكةُ: يا ربَّنا جنّتُك.
فيقول الرّبّ تعالى: ثمَّ ماذا؟ فتقولُ الملائكةُ: ربّنا كفايةُ مُهِمِّه.
فيقول الربّ: ثمَّ ماذا؟ فلا يبقى شيءٌ من الخَيرِ إلَّا قالتْهُ الملائكةُ.
فيقولُ الله تعالى: يا ملائِكتي ثمَّ ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربَّنا لا عِلْمَ لنا.
فيقول الله تعالى: لأَشكُرَنَّهُ كما شَكَرنِي، وأُقبِلُ إليهِ بِفَضلي، وأُريه رَحمَتي».
(العلامة الحلّي، منتهى المطلب: 5/246)
«روى الكلينيّ، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام، قال: إِذَا سَجَدْتَ فَكَبِّرْ، وقُلْ: (اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، ولكَ أَسْلَمْتُ، وعَليكَ تَوَكَّلْتُ، وأنتَ رَبِّي. سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، تَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخالِقينَ). ثمّ قل: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وبِحَمْدِه)، ثلاث مرّات.
فإذا رفَعتَ رأسَكَ، فقُل بين السّجدَتَين: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي وأَجِرْنِي وادْفَعْ عَنِّي، إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ. تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ». (الكافي: 3/321، ح 1 باب السجود والتسبيح والدعاء)
«عن الحسن بن زياد، قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السّلام يَقولُ وهو ساجدٌ: اللّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوْتِ، والرّاحَةَ (والأمنَ) عِندَ الحِسابِ». (مستدرك الوسائل: 4/463، ح 5168)
«عن سعيد بن يسار، قال: سَمِعْتُ أبا عَبد الله عليه السّلام، يَقولُ وهو ساجِدٌ: سَجَدَ وَجهِي اللّئِيمُ، لِوَجْهِ رَبِّي الكَريم».(مستدرك الوسائل: 4/463، ح 5169)
«عن مُفَضَّل بنِ عُمر، قال: أَتَيْنَا بَابَ أَبِي عَبْدِ الله عليه السّلامُ ونَحْنُ نُرِيدُ الإِذْنَ عَلَيْه، فَسَمِعْنَاه يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيسَ بِالعربِيَّةِ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّه بِالسّريانِيَّةِ. ثُمَّ بَكَى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِه، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا الغُلَامُ فَأَذِنَ لنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْه، فقلتُ: أَصلَحَكَ الله، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الإِذْنَ عَلَيْكَ فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَتَوَهَّمْنَا أَنَّه بِالسّرْيَانِيَّةِ، ثمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.
فقالَ عليه السّلام: نَعَمْ ذَكَرتُ إِليَاسَ النّبِيَّ وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنبِيَاءِ بَني إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِه.
ثمَّ اندَفَعَ فِيه بِالسّرْيَانِيَّةِ... ثُمَّ فَسَّرَه لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ، فقالَ عليه السّلام: كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِه: (أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ أَظْمَأْتُ لَكَ هَوَاجِرِي، أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي، أتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ المَعَاصِيَ، أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وقَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي).
قال عليه السلام: فَأَوْحى اللهُ إلَيه أَنِ ارْفَعْ رَأسَكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ.
قال: إِنْ قُلْتَ: لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي مَاذَا؟ ألَسْتُ عَبْدَكَ وأَنْتَ رَبِّي؟
قال: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْه أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ، إِنِّي إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِه».(الكافي: 1/227-228، ح 2 باب 34 كتاب الحجة)
و نختم بذكر وصية من وصاياه عليه السلام لأصحابه، ما رواه اسماعيل بن عمّار، قال: «قال لي أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام: أُوصِيكَ بِتَقوَى اللهِ والوَرَعِ، وصِدْقِ الحَدِيثِ، وأَداءِ الأمانَةِ، وَحُسْنِ الجِوارِ، وَكثرَةِ السُّجودِ، فَبِذَلكَ أَمَرَنا مُحَمّدٌ صَلّى الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلّم».(الطبرسي، مشكاة الأنوار: ص132، ح 302)
---------
المصدر:كتاب السجود، مفهومه وآدابه والتربة الحسينية
تعليق