بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يبدو من خلال عمليةِ استقراءٍ سريعةٍ للواقعِ البشري, أنَّهُ ما من أحدٍ إلا ويتعلقُ قلبُه بالدنيا, ولا يريد تركَها, خاصة مَن أَنعَمَ اللهُ تعالى عليهم أو ابتلاهم بالسلطة والسلطانِ والمالِ الكثير والرزقِ الوفير... ويَندُرُ, وبنسبةٍ كبيرة, أن تَرى شذوذا" عن هذه القاعدة...
وعلى الرغم من أننا نرى من الدنيا غَدراً ومرضاً ومصيبة ً ووجعاً وبلاء... إلاَّ أننا نتعلق بها, ونحن نعلم يقيناً أنها يوماً ما ستنكُثُ عهدَها معنا، وهي المنغِّصَةُ لحياتِنا, القاطِعَةُ لِفَرحَتِنا.
يقول علي - عليه السلام -: "عبادَ اللهَ أوصيكُم بالرفضِ لهذه الدنيا التارِكَةِ لكم, وإن لم تُحِبُّوا تركَها, والمُبلِيَةِ لأَجسَامِكُم, وَإن كُنتُم تُحِبُّون تَجدِيدَها , فإنما مَثلُكُم ومَثَلُها, كسَفر سَلَكُوا سَبِيلاً, فكأنهم قد قطعوه, وأمُّوا علماً فكأنهم قد بلغوه... فلا تَنَافَسوا في عِزِّ الدنيا وَفَجرِها, ولا تُعجَبُوا بزِينَتها وَنَعِيمِهَاَ, ولا تَجزَعُوا مِن ضَرَّائِها وَبُؤسِها, فإنَّ عِزَّها وَفَخرَها إلى انقِطَاع وإنَّ زِينَتَها وَنَعِيمَهَاَ إلى زَوَال, وَضَرَّاءَهَا وَبُؤسَهَا إلى نَفَاد, وكلَّ مُدَّةٍ فيها إلى انتِهاء, وكلَّ حيٍّ فيها إلى فَنَاء".
والسرُّ في تعلُّقِ الناسِ بالدنيا، وشَغفِهِم بها، كَثرَةُ الشَّهَوَاتِ فِيها، وتَنَوُّعُ التزَيُّنِ مِنها، من مالٍ وفير، إلى قصور رَحبَة، ومناصبَ مُرَغِّبة، إلى مُلكٍ مُتَسَلِّط، إلى حُبِّ لِلبَقَاء... إلى زينةٍ متعددة الصعد والأشكال والرغبات... لا ينجو من تعرُّضها ومكرِها حتى المؤمنون الذين تُسَوِّلُ لهم أكثرَ من غيرهم...
ومَن يدري متى يأتي الأجل؟! أو متى ينزل المرض؟! ومتى تحلُّ المصائب؟ يقول عليٌ أمير المؤمنين - عليه السلام - في نهج البلاغة: "أمّا بعدُ، فإنِّي أحذِّرُكُم الدنيا فإنها حُلوةٌ خضِرةٌ، حُفّت بالشهوات، وتحبَّبت بالعاجلة، وراقت بالقليل، وتحلَّت بالآمال، وتزيَّنت بالغرور، ولا تدوم حَبرَتها، ولا تُؤمَنُ فَجعَتُها، غَرَّارَةٌ ضَرَارَة، حائِلَةٌ زائِلَةٌ، نافِدَةٌ بائِدَة، أكَّالَةٌ غَوَّالَة... لم يكنِ امرؤٌ منها في حَبرةٍ إلا أَعقَبَتهُ بعدَها عَبرَة، ولم يَلقَ في سَرَّائِها بَطناً إلا مَنَحَته من ضرَّاتِها ظَهراً... لا ينالُ امرؤٌ من غَضَارَتها رَغَباً، إلاّ أرهقَته من نوائِبها تَعَبَاً، يُمسي منها في جَنَاح آمنٍ عليها، إلاّ أصبح على قَوَادِم خوف، غرَّارةٌ غرور ما فيها، فانِيَةٌ فانٍ مَن عليها، لا خيرَ في شيءٍ من أَزوَادها إلا التقوى، مَن أقلَّ منها استكثَرَ مما يُؤمِنُه، ومن استكثرَ منها استكثَر مما يوبِقُهُ، وزال عمَّا قليل عنه، كم من واثِقٍ بها قد فجعتهُ، وذي طُمأنِينَةٍ إليها قد صَرَعَته، وذي أُبَّهَةٍ قد جَعَلته حقِيراً، وذي نخوةٍ قد ردَّته ذليلاً... سُلطانُها دُوَّلٌ، وعيشُها رَنِقٌ، وعَذبُها أُجَاجٌ، وحُلوها صَبرٌ وغذاؤها سِمامٌ، وأسبابُها رِمام، حَيُّها بِعَرَضِ مَوتٍ، وصحِيحُها بِعَرَضِ سُقم، مُلكُها مَسلُوبٌ، وعزيزُها مغلوبٌ، وموفورُها منكوب، وجارُها محروب".
"الستُم في مساكن مَن كان من قبلَكُم، أَطوَلَ أعماراً، وأبقى آثاراً، وأبَعَدَ آمالاً، وأعَدَّ عديداً، وأَكثَفَ جنوداً، تَعَبَّدُوا لِلدُّنيا أيَّ تعبدٍ، وآثَرُوها أيَّ إيثارٍ، ثم ظَعَنُوا عنها بغير زادٍ مُبلَّغِ، ولا ظَهرٍ قاطِع... فهل بَلَغَكُم أنَّ الدنيا سَخَت لهم نفساً بفديةٍ، أو أعانتهم بمعونةٍ، أو أحسنت لهم صُحبَةً..."
ويُتابع - عليه السلام - محذراً منها قائلاً: "وأعانت عليهم رَيبَ المَنُون، فقد رأيتم تَنكُّرها لِمَن دانَ لها، وآثَرَها وأخلَدَ إليها، حيثُ ظَعنَوا عنها لِفراقِ الأبد... وهل زوَّدتهُم إلا السَّغبَ، أو أَحلَّتَهم إلى الضنَّكَ، أو نوَّرت لهم إلا الظلمة، أو أعقبتهم إلا الندامة! أفهذه تُؤثِرون، أم إليها تَطمئِنُون، أم عليها تحرِصون؟ فبِئستِ الدارُ لِمَن يتهِمَّها ولم يكن فيها على وَجَلٍ مِنها، فاعلموا، وأنتم تعلمون، بأنكم تارِكُوها وظاعِنُون عنها...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يبدو من خلال عمليةِ استقراءٍ سريعةٍ للواقعِ البشري, أنَّهُ ما من أحدٍ إلا ويتعلقُ قلبُه بالدنيا, ولا يريد تركَها, خاصة مَن أَنعَمَ اللهُ تعالى عليهم أو ابتلاهم بالسلطة والسلطانِ والمالِ الكثير والرزقِ الوفير... ويَندُرُ, وبنسبةٍ كبيرة, أن تَرى شذوذا" عن هذه القاعدة...
وعلى الرغم من أننا نرى من الدنيا غَدراً ومرضاً ومصيبة ً ووجعاً وبلاء... إلاَّ أننا نتعلق بها, ونحن نعلم يقيناً أنها يوماً ما ستنكُثُ عهدَها معنا، وهي المنغِّصَةُ لحياتِنا, القاطِعَةُ لِفَرحَتِنا.
يقول علي - عليه السلام -: "عبادَ اللهَ أوصيكُم بالرفضِ لهذه الدنيا التارِكَةِ لكم, وإن لم تُحِبُّوا تركَها, والمُبلِيَةِ لأَجسَامِكُم, وَإن كُنتُم تُحِبُّون تَجدِيدَها , فإنما مَثلُكُم ومَثَلُها, كسَفر سَلَكُوا سَبِيلاً, فكأنهم قد قطعوه, وأمُّوا علماً فكأنهم قد بلغوه... فلا تَنَافَسوا في عِزِّ الدنيا وَفَجرِها, ولا تُعجَبُوا بزِينَتها وَنَعِيمِهَاَ, ولا تَجزَعُوا مِن ضَرَّائِها وَبُؤسِها, فإنَّ عِزَّها وَفَخرَها إلى انقِطَاع وإنَّ زِينَتَها وَنَعِيمَهَاَ إلى زَوَال, وَضَرَّاءَهَا وَبُؤسَهَا إلى نَفَاد, وكلَّ مُدَّةٍ فيها إلى انتِهاء, وكلَّ حيٍّ فيها إلى فَنَاء".
والسرُّ في تعلُّقِ الناسِ بالدنيا، وشَغفِهِم بها، كَثرَةُ الشَّهَوَاتِ فِيها، وتَنَوُّعُ التزَيُّنِ مِنها، من مالٍ وفير، إلى قصور رَحبَة، ومناصبَ مُرَغِّبة، إلى مُلكٍ مُتَسَلِّط، إلى حُبِّ لِلبَقَاء... إلى زينةٍ متعددة الصعد والأشكال والرغبات... لا ينجو من تعرُّضها ومكرِها حتى المؤمنون الذين تُسَوِّلُ لهم أكثرَ من غيرهم...
ومَن يدري متى يأتي الأجل؟! أو متى ينزل المرض؟! ومتى تحلُّ المصائب؟ يقول عليٌ أمير المؤمنين - عليه السلام - في نهج البلاغة: "أمّا بعدُ، فإنِّي أحذِّرُكُم الدنيا فإنها حُلوةٌ خضِرةٌ، حُفّت بالشهوات، وتحبَّبت بالعاجلة، وراقت بالقليل، وتحلَّت بالآمال، وتزيَّنت بالغرور، ولا تدوم حَبرَتها، ولا تُؤمَنُ فَجعَتُها، غَرَّارَةٌ ضَرَارَة، حائِلَةٌ زائِلَةٌ، نافِدَةٌ بائِدَة، أكَّالَةٌ غَوَّالَة... لم يكنِ امرؤٌ منها في حَبرةٍ إلا أَعقَبَتهُ بعدَها عَبرَة، ولم يَلقَ في سَرَّائِها بَطناً إلا مَنَحَته من ضرَّاتِها ظَهراً... لا ينالُ امرؤٌ من غَضَارَتها رَغَباً، إلاّ أرهقَته من نوائِبها تَعَبَاً، يُمسي منها في جَنَاح آمنٍ عليها، إلاّ أصبح على قَوَادِم خوف، غرَّارةٌ غرور ما فيها، فانِيَةٌ فانٍ مَن عليها، لا خيرَ في شيءٍ من أَزوَادها إلا التقوى، مَن أقلَّ منها استكثَرَ مما يُؤمِنُه، ومن استكثرَ منها استكثَر مما يوبِقُهُ، وزال عمَّا قليل عنه، كم من واثِقٍ بها قد فجعتهُ، وذي طُمأنِينَةٍ إليها قد صَرَعَته، وذي أُبَّهَةٍ قد جَعَلته حقِيراً، وذي نخوةٍ قد ردَّته ذليلاً... سُلطانُها دُوَّلٌ، وعيشُها رَنِقٌ، وعَذبُها أُجَاجٌ، وحُلوها صَبرٌ وغذاؤها سِمامٌ، وأسبابُها رِمام، حَيُّها بِعَرَضِ مَوتٍ، وصحِيحُها بِعَرَضِ سُقم، مُلكُها مَسلُوبٌ، وعزيزُها مغلوبٌ، وموفورُها منكوب، وجارُها محروب".
"الستُم في مساكن مَن كان من قبلَكُم، أَطوَلَ أعماراً، وأبقى آثاراً، وأبَعَدَ آمالاً، وأعَدَّ عديداً، وأَكثَفَ جنوداً، تَعَبَّدُوا لِلدُّنيا أيَّ تعبدٍ، وآثَرُوها أيَّ إيثارٍ، ثم ظَعَنُوا عنها بغير زادٍ مُبلَّغِ، ولا ظَهرٍ قاطِع... فهل بَلَغَكُم أنَّ الدنيا سَخَت لهم نفساً بفديةٍ، أو أعانتهم بمعونةٍ، أو أحسنت لهم صُحبَةً..."
ويُتابع - عليه السلام - محذراً منها قائلاً: "وأعانت عليهم رَيبَ المَنُون، فقد رأيتم تَنكُّرها لِمَن دانَ لها، وآثَرَها وأخلَدَ إليها، حيثُ ظَعنَوا عنها لِفراقِ الأبد... وهل زوَّدتهُم إلا السَّغبَ، أو أَحلَّتَهم إلى الضنَّكَ، أو نوَّرت لهم إلا الظلمة، أو أعقبتهم إلا الندامة! أفهذه تُؤثِرون، أم إليها تَطمئِنُون، أم عليها تحرِصون؟ فبِئستِ الدارُ لِمَن يتهِمَّها ولم يكن فيها على وَجَلٍ مِنها، فاعلموا، وأنتم تعلمون، بأنكم تارِكُوها وظاعِنُون عنها...
تعليق