السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
🍃🌻🍃🌻🍃🌻🍃🌻🍃
المرأة: المدرسة الأُولى في الحياةاللهم صلي على محمد وال محمد
🍃🌻🍃🌻🍃🌻🍃🌻🍃
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، إذ هيّأ له أسباب التكامل وفرص الرُّشد، من فطرة وعقل وإحساس مرهف وقلب سليم.. ولكي يكون الإنسان إنساناً يتميّز عن سائر المخلوقات، فقد خصّه الله تعالى بالعقل وأكرمه بالعلم وسمّاه بالعاطفة والرَّحمة وحبُّ الخير والميل نحو الكمالات.ولا يتوازن بناء شخصية الانسان إلا بتوازن خصائصه الفردية وتعادل واستواء نمو ذاته، لكي لا يطغى جانب على جانب، ولا يميل إلى جهة دون اُخرى، إذ الحياة، كما تتطلب من الانسان حكمة ترشده وعقلاً يهديه إلى انتخاب الطريق الأفضل والرأي الأصوب، كذلك تحتاج إلى المشاعر الانسانية والعواطف الصادقة التي تُحرِّكه نحو الحق وتحفّزه بإتجاه الخير وتبعده عن كل قبيح من القول أو سيِّئ من الفعل.وشاء الله تعالى أن تكون المرأة “الأُم” مصنع الإنسان ومدرسة الرَّحمن، تتدفّق فيها عاطفة الأمومة لتملأها دفئاً وحبّاً، وتزيدها تضحية وعطاءً من أجل جنينها ووليدها.. تحبّه وتضمّه إلى صدرها، وتغذّيه من لبنها وروحها، وترعاه وتحرسه حتى يشبّ الطفل ويصبح قادراً على أن يشقّ طريقه في الحياة ويواصل دربه فيها بنجاح.وشاءت حكمة الباري تعالى أن تكون الاُم المُعلِّمة الأولى للانسان: بنظراتها وهمساتها ودقات قلبها ولمسات أناملها وخطراتها وخطواتها، ومن ثمّ ترانيمها وحكاياتها، فالأمّ بالنسبة إلى الطفل: العالم كلّه، البيت، السكون، والحياة.إلا أنّ التعاليم قد يعوّضها التعليم في المدارس، والمعلومات قد توفّرها وسائل الإعلام، والكلمات قد يتعلّمها الطفل من الشارع، سوى أنّ رشحات الحبّ والرَّحمة، وزفّات المودّة والرأفة لن يكون لها بديلاً للوليد عن أُمّه، فهي التي تغذّيه الحبّ مع اللّبن، وهي التي تصبّ في روحه جوهر الانسانية المصاغة من الرِّحمة الإلهيّة.فالأُمّ للإنسان معبد العشق للعاشق الولهان، الذي يتلّوى في محرابه ليتهجى حروف الهيام في العشق الإلهي الذي لا بداية ولا نهاية له..إنّه يرتّل في هذا المعبد آيات الحبّ ويتمرّس فيه على طقوس المودّة ليخرج إلى الحياة يتعامل فيها مع كل ما في الوجود بوجد وشوق ولطف ورأفة.المرأة إذن ملاك الرَّحمن ومظهر أسماء المودّة والحنان، أعدّها الرب لتكون وسيلة نجاته للإنسان ونهر بركاته لحياة هذا الخليفة المنتخب لولاية الأكوان.ترى مَن ذا الذي يسدّ فراغ المرأة إذا غابت عن حياة الانسان، وأي مجتمع سيكون لو غيّب الدور الاُنثوى للمرأة؟إنّ العالم حين يفقد المرأة من البيت، أو حين تغتال الاُنوثة فيها، حين تفتقد الرَّّحمة والمودّة، أو تكتسب الشدّة والقسوة.. إنّ العالم في كل هذه الأحيان سيواجه أجيالاً من البشر الممسوخين روحياً، المتوحشين الفاقدين لأنسنتهم البشرية، العدوانيين في تصرُّفاتهم الهمجية، وسيواجه العالم مزيداً من الإرهاب ومزيداً من العنف ومزيداً من الحروب المدمرة والجرائم اليومية المتنامية.لذا أيّة كارثة ستكون حين يفقد المجتمع المرأة، وأيّة جناية بحق الانسان (ذكراً واُنثى) ستحل حين تفقد المرأة أنوثتها؟ أنوثتها الواهبة للحياة لونها الأزرق والأخضر؟
تعليق