:: المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ :- تدعو بقلقٍ بالغٍ وتُحذّرُ مِن تنامي ظاهرة تعاطي المُخدّرات بين الشباب والشابات - وتدعو مؤسّسات الدّولة المَعنيّة إلى وضع الحلول السريعة والمُعالجات المُناسبة وتشريع قوانين الردع الكافيّة للحدّ منها ومِن الّذين يُتجارون فيها، وكذلك توجّه الأسرَ والمدارسَ والجامعات بضرورة إعطاء الاهتمام الكافي واللازم لتوعيّة الطّلاب بخطورة هذه الظاهرة التي تُدمّر الشباب نفسيّاً وعقليّاً وجسميّاً وتستنزف طاقاتهم .
وكما تدعو المرجعيّةُ الشريفةُ مؤسّساتِ الدولة المَعنيّة أيضاً إلى مراقبة ومعاينة ومتابعة بعض مراكز الفساد التي تنامت في العاصمة بغداد وتحت عناوين مقبولة اجتماعيّاً وصحيّاً ، ولكنّها تستبطن في واقعها إفساد الشباب والشابات والرجال والنساء أخلاقيّاً وقيميّاً ، وهذه الظاهرة بدأت تتنامى ممّا تُهددُ الأمنَ الأخلاقي والاجتماعي في المُجتمع.
:1:- أيُّها الإخوة والأخوات :- ندعو وبقلق بالغ وبحسب ما يردُ إلينا ونُحذّر من تنامي وترويج ظاهرة تعاطي المُواد المُخدّرة بين الشباب والشابات ،الذّين يُعانون مِن اضطرابات نفسيّة ومشاكل اجتماعيّة وعاطفيّة .
:2:- وقد أكّدنا مراراً وتكراراً على أنَّ من الضروري الاهتمام بالشباب ، لأنّهم يُمثّلون العنفوان والفعاليّة المؤثّرة في بناء المستقبل الذي نرجوه ، وإنَّ الترويج لتعاطي المُخدّرات يستنزف طاقاتهم العقليّة والنفسيّة والصحيّة ويُميتها لديهم .
:3:- ينبغي التنبّه إلى الطريقة الماكرة والخادعة والجاذبة والتي يستعملها مُروّجو هذه المواد الممنوعة والمُخدّرة مع الشباب ، وبوسائل متعددة تسهم في غسيل دماغهم ، ومنها أنّ هذه المواد هي مُهدّئة فقط لما يُعانونه من قلق وإحباط من المشاكل الاجتماعية فينجذب إليها الشباب ويتورّطون بتعاطيها شيئاً فشيئا .
:4:- إنَّ تجّار ومروّجي المُخدّرات يعملون على جرّ الشباب إلى عنوان أقلّ رفضاً ، وهم في الواقع يجرّونه إلى ما فيه إضرارهم وقتلهم وتدميرهم .
:5:- وهذه الوسائل لا يوجد في مقابلها وسائل توجّه عقول الشباب والشابات وتُحذّرهم من التلوّث بهذه الظاهرة الخطيرة – ممّا يستدعي مزيداً من الاهتمام والتنبّه ووضع العلاجات – وعلى الجهات المعنيّة ضرورة الالتفات إلى خطورة هذه الظاهرة والحّد منها.
:6:- إنَّ من أهمّ ما يمكن أن يحدّ من هذه الظاهرة بالضوابط المطلوبة للعلاج هو :-
:أ:- تشريع قوانين للردع الكافي عقابيّةً وصارمةً تكفي للحدّ من هذه الظاهرة تطبيقاً وتنفيذا .
:ب:- معالجة حالة الضعف القانوني في التنفيذ والردع ، ولا بُدّ من القوّة في تطبيق القانون على تجّار المخدرات ومُروّجيها .
:ج:- ينبغي عدم شمول تجّار المُخدّرات والمواد الممنوعة بقوانين العفو المتكرّرة والتي تمكّنهم من الإفلات من العقوبات.
:7:- إنَّ بعض تجّار المواد المُخدّرة تربطهم علاقات مع مُتنفّذين في الدولة يمكنونهم من الإفلات من العقوبة ، وينبغي معالجة ذلك.
:8:- من الضروري وبالحاجة الشديدة ملء الفراغ لدى الشباب والشابات بإيجاد برامج تنمويّة وترفيهيّة تسهم في بنائهم عقليّاً وفكريّاً وأخلاقيّاً وصحيّاً ، ووضع حلول لازمة لعدم وجود فرص العمل بتفعيل القطاع الخاص صناعيّا وزراعيّاً – وإنَّ عدم تشغيل الشباب قد يدفعون إلى تعاطي المخّدرات هروباً من المشاكل التي يُعانونها.
:9:- إنّ تنامي هذه الظاهرة الممنوعة يستدعي الحاجة الملّحة للتوعيّة الاجتماعيّة والتربويّة والاهتمام الكافي بالشباب بدءاً من الأسرة والمدرسة والجامعات ومؤسسات المجتمع والدّولة – وذلك لمعالجة الخلل الموجود وعدم التوازن في الاهتمامات في معالجة المشاكل – نعطي اهتماماً كثيراً للمشاكل السياسيّة والأمنيّة ونهمل التحدّي الأخلاقي والتربوي الخطير في المجتمع.
:10:- إنَّ الجميع مسؤول عن المعالجة بما فيهم وسائل الإعلام ، وذلك بالعمل على إعادة التوازن وتوفير الاهتمام – فبعض وسائل الإعلام تعمل على حرف مسار الشباب أخلاقيّاً وسلوكيّا بتحريضهم على الانفلات – وعلى وسائل الإعلام الهادفة والتي يهمّها أمر ومستقبل الشباب الدفاع عن الشباب وتنبيههم وتوعيتهم على ضرورة تجنّب هذه الظاهرة الخطيرة.
___________________________________________
:: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، الأوّل من ذي القعدة الحرام 1440 هجري، الخامس من تموز ، 2019م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجف الأشرفُ .
تعليق