تويت
🔹قِــصـَّــة وَ عـِـــبــــرَة🔹
جاءت القابلةُ العجوزُ تحملُ إلى الْمَلِكِ أوّلَ أولادِه
وهما توءمانِ متشابهانِ وُلِدا تلكَ الساعةَ بفارِقِ
لحَظاتٍ معدودة. كان التوءمانِ في ثيابٍ متماثلة
والعجوزُ مرتبِكةً وخائفة، وأرادَت أن تغطّي
مشكلتَها بالْمُزاح:
احزِرْ يا مولايَ أيَّهما وُلِد قبلَ الآخرَ..
كانت العجوز قد شَهِدَتْ ولادتَهُ هو من بطنِ أمِّه
ويحترمُها كأنها جدّتهُ، فابتسمَ لِمُزاحِها
ثم قال:
أراكِ مرتبِكةً وتَمزحينَ فما المشكلة؟
أعطِني الأمانَ فأشرحُ المشكلة.
هل أنا جبّارٌ بطّاشٌ فتطلبي الأمان؟!
أخبريني بالمشكلةِ كي أحلَّها.
لاا أحدَ يحلُّها يا مولاي. لا أحدَ يعرِفُ
أيُّ التوءمينِ ولِدَ قبلَ الآخَر، لا أنا عرفتُ
ولا أمّهُ ولا الخادمات.
عجباً، كيف يكونُ ذلك؟!
المَخاضُ(2) كانَ شاقّاً ومُربِكاً وفوجئنا
بالطفلِ الثاني دونَ أن نتوقّعَه، ولو توقّعْناهُ
لاأعدَدْنا ثياباً من لونٍ مختلفٍ تُميّزُه، وهكذا
ألبسْناهُ ثوبَ أخيهِ كما ترى..
فكّرَ الملكُ الحكيمُ لحظةً ثم قالَ يُطَمْئنُ القابلة:
لاا ترتبكي ولا تقلقي، رُبَّ ضارَّةٍ نافعة
كيف لا أقلقُ يا مولاي؟! أكبرُ الإخوةِ هو الذي
يرثُ العرشَ- بعدَ عُمرٍ طويلٍ- ونحنُ لا نعرفُه.
لاداعي لأن نعرِفَه. لا نحنُ* ولا الحكماءُ الثلاثةُ
الذين يساعدونني في إدارةِ المملكة.
ما هدفُكَ من هذا كلِّه؟
لقد حاولتُ أن أكونَ عادلاً طولَ عمْري وأريدُ
لخليفتي أن يكونَ أعدَل. وعندَما يكبرُ التوءمان
سأختارُ الأفضلَ منهما لِيَخلُفَني في الْمُلك..
بعدَ ستِّ سنواتٍ توفّيَ الملكُ وفاةً مفاجِئة
فاجتمعَ الحكماءُ الثلاثةُ لاختيارِ وريثِ العرشِ
من الطفلين التوءمَين، على أن يبقى تحتَ وصايةِ
الحكماءِ الثلاثةِ وإشرافِهم حتى يكبرَ ويصبح قادراً
على الحُكم.
قالَ أحدُ الحكماء: أرى أن أحدَ التوءمينِ أطولُ قليلاً
من الآخَر، وأقترحُ أن نُجريَ القُرعةَ عليهما بهذا الدينارِ
الذهبيّ؛ الصورةُ للأطولِ والنقشُ للأقصر.
قالَ الحكيمُ الثاني: بل نسألُ أمَّهما أيُّهما تفضّل.
فقالَ الحكيمُ الثالثُ: كلاّ. نحن وحدَنا نقرّرُ شؤونَ
المملكة؛ وعندي فكرةٌ أفضلُ لاختيارِ وليِّ العهد.
قالَ الحكيمانِ الآخَران: إن أعجبَتنا فكرتُكَ وافقْناكَ
عليها ونفّذناها في الحال.
تهامسَ الحكماءُ الثلاثة، ثم أمروا فانطلقَ الطفلانِ
يلعبانِ في حديقةِ القصرِ الملكيّ، وأخذوا يراقبونَهما
من النافذة.
كان الطقسُ ربيعاً، والفَراشاتُ تتنقّلُ بينَ الشجَيراتِ
والأزهار، وبدأ الطفلانِ يطاردانِ الفراشات.
قالَ الحكيمُ الثالث: الآنَ عرَفْتُ مَن أختارُ لولايةِ العهد
استدعوا الطفلين إلى هنا..
جاءت المربِّياتُ بالطفلين، وسألَ الحكيمُ الثالثُ
الطفلَ الأقصرَ: ماذا كنتَ تفعلُ حينَ تتعبُ فراشةٌ
وتحطُّ على شجرةٍ أو زهرة؟ قالَ الأمير: أتوقّفُ
وأتفرّجُ عليها؛ أفكّرُ في شكلِها وألوانِها.
ثم سألَ الطفلَ الأطوَل السؤالَ نفسَهُ فأجاب:
أُمسِكُها وأضغطُ عليها، كي أعرفَ هل هي هشّةٌ أم قاسية.
همسَ الحكيم ُ الثالث لزميلَيه: إن كانَ يفعلُ
هذا بالفراشاتِ الآن، فماذا سيفعلُ بالناسِ في المستقبل؟
وعلى الفَورِ أعلنَ الحكماءُ الأميرَ الرحيمَ وريثاً للعرش
..............
الحكمة من القصة ان لم يختر الناس حاكما رحيما بهم
يرعى مصالحهم ويخشى عليهم فستكون حياتهم صعبة
وقاسية مع من لايرحمهم ولايهتم بهم ولابامور حياتهم !
اختاروا الرحماء ليرحموكم ....
جاءت القابلةُ العجوزُ تحملُ إلى الْمَلِكِ أوّلَ أولادِه
وهما توءمانِ متشابهانِ وُلِدا تلكَ الساعةَ بفارِقِ
لحَظاتٍ معدودة. كان التوءمانِ في ثيابٍ متماثلة
والعجوزُ مرتبِكةً وخائفة، وأرادَت أن تغطّي
مشكلتَها بالْمُزاح:
احزِرْ يا مولايَ أيَّهما وُلِد قبلَ الآخرَ..
كانت العجوز قد شَهِدَتْ ولادتَهُ هو من بطنِ أمِّه
ويحترمُها كأنها جدّتهُ، فابتسمَ لِمُزاحِها
ثم قال:
أراكِ مرتبِكةً وتَمزحينَ فما المشكلة؟
أعطِني الأمانَ فأشرحُ المشكلة.
هل أنا جبّارٌ بطّاشٌ فتطلبي الأمان؟!
أخبريني بالمشكلةِ كي أحلَّها.
لاا أحدَ يحلُّها يا مولاي. لا أحدَ يعرِفُ
أيُّ التوءمينِ ولِدَ قبلَ الآخَر، لا أنا عرفتُ
ولا أمّهُ ولا الخادمات.
عجباً، كيف يكونُ ذلك؟!
المَخاضُ(2) كانَ شاقّاً ومُربِكاً وفوجئنا
بالطفلِ الثاني دونَ أن نتوقّعَه، ولو توقّعْناهُ
لاأعدَدْنا ثياباً من لونٍ مختلفٍ تُميّزُه، وهكذا
ألبسْناهُ ثوبَ أخيهِ كما ترى..
فكّرَ الملكُ الحكيمُ لحظةً ثم قالَ يُطَمْئنُ القابلة:
لاا ترتبكي ولا تقلقي، رُبَّ ضارَّةٍ نافعة
كيف لا أقلقُ يا مولاي؟! أكبرُ الإخوةِ هو الذي
يرثُ العرشَ- بعدَ عُمرٍ طويلٍ- ونحنُ لا نعرفُه.
لاداعي لأن نعرِفَه. لا نحنُ* ولا الحكماءُ الثلاثةُ
الذين يساعدونني في إدارةِ المملكة.
ما هدفُكَ من هذا كلِّه؟
لقد حاولتُ أن أكونَ عادلاً طولَ عمْري وأريدُ
لخليفتي أن يكونَ أعدَل. وعندَما يكبرُ التوءمان
سأختارُ الأفضلَ منهما لِيَخلُفَني في الْمُلك..
بعدَ ستِّ سنواتٍ توفّيَ الملكُ وفاةً مفاجِئة
فاجتمعَ الحكماءُ الثلاثةُ لاختيارِ وريثِ العرشِ
من الطفلين التوءمَين، على أن يبقى تحتَ وصايةِ
الحكماءِ الثلاثةِ وإشرافِهم حتى يكبرَ ويصبح قادراً
على الحُكم.
قالَ أحدُ الحكماء: أرى أن أحدَ التوءمينِ أطولُ قليلاً
من الآخَر، وأقترحُ أن نُجريَ القُرعةَ عليهما بهذا الدينارِ
الذهبيّ؛ الصورةُ للأطولِ والنقشُ للأقصر.
قالَ الحكيمُ الثاني: بل نسألُ أمَّهما أيُّهما تفضّل.
فقالَ الحكيمُ الثالثُ: كلاّ. نحن وحدَنا نقرّرُ شؤونَ
المملكة؛ وعندي فكرةٌ أفضلُ لاختيارِ وليِّ العهد.
قالَ الحكيمانِ الآخَران: إن أعجبَتنا فكرتُكَ وافقْناكَ
عليها ونفّذناها في الحال.
تهامسَ الحكماءُ الثلاثة، ثم أمروا فانطلقَ الطفلانِ
يلعبانِ في حديقةِ القصرِ الملكيّ، وأخذوا يراقبونَهما
من النافذة.
كان الطقسُ ربيعاً، والفَراشاتُ تتنقّلُ بينَ الشجَيراتِ
والأزهار، وبدأ الطفلانِ يطاردانِ الفراشات.
قالَ الحكيمُ الثالث: الآنَ عرَفْتُ مَن أختارُ لولايةِ العهد
استدعوا الطفلين إلى هنا..
جاءت المربِّياتُ بالطفلين، وسألَ الحكيمُ الثالثُ
الطفلَ الأقصرَ: ماذا كنتَ تفعلُ حينَ تتعبُ فراشةٌ
وتحطُّ على شجرةٍ أو زهرة؟ قالَ الأمير: أتوقّفُ
وأتفرّجُ عليها؛ أفكّرُ في شكلِها وألوانِها.
ثم سألَ الطفلَ الأطوَل السؤالَ نفسَهُ فأجاب:
أُمسِكُها وأضغطُ عليها، كي أعرفَ هل هي هشّةٌ أم قاسية.
همسَ الحكيم ُ الثالث لزميلَيه: إن كانَ يفعلُ
هذا بالفراشاتِ الآن، فماذا سيفعلُ بالناسِ في المستقبل؟
وعلى الفَورِ أعلنَ الحكماءُ الأميرَ الرحيمَ وريثاً للعرش
..............
الحكمة من القصة ان لم يختر الناس حاكما رحيما بهم
يرعى مصالحهم ويخشى عليهم فستكون حياتهم صعبة
وقاسية مع من لايرحمهم ولايهتم بهم ولابامور حياتهم !
اختاروا الرحماء ليرحموكم ....
تعليق