التسبيح ذلك الكنز المغمور والمفتاح الذي يدخل به الانسان لبوابات القرب والوصول لله
والحفظ من الابتلاءات فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
ومن قبل قال الله تعالى
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
وكم قرأنا من ايات تدل على عظمة التسبيح وان الكون كله دائبٌ مسبحٌ لخالقه العظيم
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحديد: 1].
3ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 1].
4ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الصف: 1].
5ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجمعة: 1].
بل حتى الحيوان الذي فقد العقل والتعقّل هو مسبحٌ ذاكر لله شاكر له على انعمه وبركاته
قال تعالى :
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ (النور/41)
والجبال كذلك مسبّحة لله
﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾
((كان من جملة معجزات رسول ا لله (صلى الله عليه وآله) أنه قبض قبضة من الحصا ورآها الناس تسبح وهي في كفه.
ولم تكن معجزة الرسول في استنطاق الحصا بالحمد والتسبيحوإنما تكمن في فتح أذان الناس ليسمعوا تسبيح الحصا لأن الحصا تسبح على الدوام.
وهنالك القائلين بان ضجيج تسبيح الكائنات يملأ الكون.
هل يقصدون أن الضجيج موجود الآن في الفضاء ونحن لا نسمعه كما هو الحال بالنسبة للأمواج الراديوية؟
كلا، بل يقصدون أن كل موجود وكل ذرّة في هذا الكون لها وجهان وجه نحو هذا العالم وهو وجه ميت.
ووجه آخر نحو العالم الآخر وهو وجه ملكوتي يكون كل موجود وفقاً له حياً وذا شعور.
ويقولون مثلا أن الخشبة التي تراها لا تدرك كل حقيقتها.
وحتى أن أعمق العلوم البشرية الذي يصل حتى إلى عمق الذرات لا يدرك إلا وجها واحد منها. أما وجهها الآخر فهو خارج إطار الحس البشري.
ولا يدركه إلاّ أصحاب الحقيقة والمعنى والقلوب الصافية،
وحينما يتسنى لهم إدراكها يفهمون حينذاك إلى أي حد هي فاهمة ومدركة ومسبحة وحامدة.)) المصدر : تفسير الامثل
تعليق