قصص الأطفال وأثرها في تنمية خيال الطفل
من المعروف أن ثمة عوامل كثيرة تقف وراء بناء شخصية الطفل. في مقدمة هذه العوامل نمط الثقافة التي يتلقاها في سنوات طفولته المبكرة. وإذا كنا نسلّم بهذا، فلا يمكننا أن نغفل الدور الذي تلعبه القصة الموجهة للطفل والتي تشكل العمود الفقري لأدب الطفل وثقافته.فالقصة كما تعرف هي وسيلة من وسائل البناء النفسي والعقلي والثقافي للطفل، وهي إحدى الوسائل المهمة في غرس القيم الفعالة في بناء شخصية الطفل، فهي فن زاخر بالجمال، توصل المعرفة بإسلوب شيق للطفل، وتمنحه كل ما يرغب من الخيال. وتكسبه الكثير من الميول والاتجاهات الإيجابية. كما لعبت القصة دوراً كبيراً في التربية فمن خلالها يمكن تعليم الأطفال شتى أنواع المعارف والعلوم، وتعد طريقة التدريس بالقصص واحدة من طرائق التدريس المعروفة والمتبعة في الكثير من الدروس وحتى العلمية منها، ولي شخصيًا تجربة ميدانية ناجحة في تدريس طلاب المرحلة المتوسطة مادة علم الأحياء عن طريق القصة.وقد اثرت تلك الطريقة في تطوير تحصيلهم الدراسي وتنمية حب الإستطلاع العلمي مقارنة بأقرانهم الذين درسوا بطرائق التدريس التقليدية . قصص الأطفال تختلف من حيث المضامين والإخراج حسب المراحل العمرية، فما يقدم لطفل الروضة يختلف باتأكيد عمّا يقدّم للطفل في مرحلة الدراسة الابتدائية الذي يستطيع القراءة بنفسه. وكذلك يختلف عمّا يقدّم للفتيان أو مراحل الطفولة المتأخرة. لذا على كاتب الأطفال أن يعي ويراعي المرحلة العمرية التي يوجه خطابه لها.
هناك أنواع من القصص المكتوبة للأطفال منها قصص الحيوان، والقصص الدينية، والقصص التأريخية والقصص العلمية، والقصص الشعرية، والقصص العلمية، وقصص الخيال العلمي، والقصص الخرافية، وغيرها.
ومن أبرز الأنماط التي يتضمنها الموروث الشعبي هي "الحكايات الخرافية" التي تشكل عاملاً مؤثراً وفعالاً في تربية الطفل، لما تتضمنه من قيم ومثل أخلاقية وثقافية بالنسبة لقدرته الإبداعية، وهنا تبرز أهمية القصص الخرافية التي يقرأها الكبار للأطفال، أو يرونها لهم شريطة أن تنطوي على مضامين أخلاقية واجتماعية إيجابية، وأن تكون بعيدة عن كل ما يثير الفزع والخوف عند الطفل، كما تبرز أهمية إصغاء الكبار للقصص الخيالية التي يرويها الأطفال عن أنفسهم وعن أقرانهم، أو عن الكبار المشرفين على تربيتهم. تؤدي القصص الخيالية دوراً فعالاً في صقل أو تهذيب مشاعر الطفل، وتنمية قدراته الإبداعية، واتساع معرفته. كما تلعب دوراً بالغ الخطورة من الناحية التربوية في غرس روح المواطنة الصالحة، وتهذيب الخلق وغرس الصفات الاجتماعية الحسنة في نفوس الأطفال، كالأمانة، وحب الخير والتعاون وهذا يعني أن القصص الخيالية ذات المغزى الاجتماعي الإيجابي عنصر أساسي من عناصر إثارة القدرات الإبداعية وتكوين الشخصية المتكاملة، وغرس العادات الحسنة، كما أنها أداة فعالة في التنمية اللغوية.
وقد أثبتت الدراسات التربوية الحديثة أن المتعلمين الذين يتصفون بالذكاء اللغوي أو اللفظي يحبون قراءة الشعر، و رواية القصص، كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر الأسماء، والأماكن، والتواريخ.
على الرغم من التحديات التي يواجهها المطبوع الورقي في ظل التدفق الألكتروني و الثقافة الرقمية، إلّا أنه هناك توجه من قبل أولياء الأمور نحو تشجيع أطفالهم على المطالعة بصورة عامة ومطالعة القصص على وجه الخصوص، وقد لاحظنا ذلك من خلال تجاربنا ومشاركتنا المتعددة في معارض الكتب العربية والمحلية ومنها معرض بغداد الدولي الأخير ومعرض كربلاء الدولي لكتاب الطفل في دورته الرابعة. والجدير بالذكر هناك الكثير من المسابقات والجوائز التي تخصص للأطفال المتميزين في المطالعة وتأليف القصص لغرض تشجيعهم على حب الكتاب والقراءة. وأبرز هذه المسابقات هي مسابقة ( تحدي القراءة) التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة سنوياً. والتي تشمل شريحة واسعة من القرّاء الصغار في عموم البلدان العربية.
جليل خزعل/ كاتب وباحث متخصص في ثقافة الطفل
من المعروف أن ثمة عوامل كثيرة تقف وراء بناء شخصية الطفل. في مقدمة هذه العوامل نمط الثقافة التي يتلقاها في سنوات طفولته المبكرة. وإذا كنا نسلّم بهذا، فلا يمكننا أن نغفل الدور الذي تلعبه القصة الموجهة للطفل والتي تشكل العمود الفقري لأدب الطفل وثقافته.فالقصة كما تعرف هي وسيلة من وسائل البناء النفسي والعقلي والثقافي للطفل، وهي إحدى الوسائل المهمة في غرس القيم الفعالة في بناء شخصية الطفل، فهي فن زاخر بالجمال، توصل المعرفة بإسلوب شيق للطفل، وتمنحه كل ما يرغب من الخيال. وتكسبه الكثير من الميول والاتجاهات الإيجابية. كما لعبت القصة دوراً كبيراً في التربية فمن خلالها يمكن تعليم الأطفال شتى أنواع المعارف والعلوم، وتعد طريقة التدريس بالقصص واحدة من طرائق التدريس المعروفة والمتبعة في الكثير من الدروس وحتى العلمية منها، ولي شخصيًا تجربة ميدانية ناجحة في تدريس طلاب المرحلة المتوسطة مادة علم الأحياء عن طريق القصة.وقد اثرت تلك الطريقة في تطوير تحصيلهم الدراسي وتنمية حب الإستطلاع العلمي مقارنة بأقرانهم الذين درسوا بطرائق التدريس التقليدية . قصص الأطفال تختلف من حيث المضامين والإخراج حسب المراحل العمرية، فما يقدم لطفل الروضة يختلف باتأكيد عمّا يقدّم للطفل في مرحلة الدراسة الابتدائية الذي يستطيع القراءة بنفسه. وكذلك يختلف عمّا يقدّم للفتيان أو مراحل الطفولة المتأخرة. لذا على كاتب الأطفال أن يعي ويراعي المرحلة العمرية التي يوجه خطابه لها.
هناك أنواع من القصص المكتوبة للأطفال منها قصص الحيوان، والقصص الدينية، والقصص التأريخية والقصص العلمية، والقصص الشعرية، والقصص العلمية، وقصص الخيال العلمي، والقصص الخرافية، وغيرها.
ومن أبرز الأنماط التي يتضمنها الموروث الشعبي هي "الحكايات الخرافية" التي تشكل عاملاً مؤثراً وفعالاً في تربية الطفل، لما تتضمنه من قيم ومثل أخلاقية وثقافية بالنسبة لقدرته الإبداعية، وهنا تبرز أهمية القصص الخرافية التي يقرأها الكبار للأطفال، أو يرونها لهم شريطة أن تنطوي على مضامين أخلاقية واجتماعية إيجابية، وأن تكون بعيدة عن كل ما يثير الفزع والخوف عند الطفل، كما تبرز أهمية إصغاء الكبار للقصص الخيالية التي يرويها الأطفال عن أنفسهم وعن أقرانهم، أو عن الكبار المشرفين على تربيتهم. تؤدي القصص الخيالية دوراً فعالاً في صقل أو تهذيب مشاعر الطفل، وتنمية قدراته الإبداعية، واتساع معرفته. كما تلعب دوراً بالغ الخطورة من الناحية التربوية في غرس روح المواطنة الصالحة، وتهذيب الخلق وغرس الصفات الاجتماعية الحسنة في نفوس الأطفال، كالأمانة، وحب الخير والتعاون وهذا يعني أن القصص الخيالية ذات المغزى الاجتماعي الإيجابي عنصر أساسي من عناصر إثارة القدرات الإبداعية وتكوين الشخصية المتكاملة، وغرس العادات الحسنة، كما أنها أداة فعالة في التنمية اللغوية.
وقد أثبتت الدراسات التربوية الحديثة أن المتعلمين الذين يتصفون بالذكاء اللغوي أو اللفظي يحبون قراءة الشعر، و رواية القصص، كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر الأسماء، والأماكن، والتواريخ.
على الرغم من التحديات التي يواجهها المطبوع الورقي في ظل التدفق الألكتروني و الثقافة الرقمية، إلّا أنه هناك توجه من قبل أولياء الأمور نحو تشجيع أطفالهم على المطالعة بصورة عامة ومطالعة القصص على وجه الخصوص، وقد لاحظنا ذلك من خلال تجاربنا ومشاركتنا المتعددة في معارض الكتب العربية والمحلية ومنها معرض بغداد الدولي الأخير ومعرض كربلاء الدولي لكتاب الطفل في دورته الرابعة. والجدير بالذكر هناك الكثير من المسابقات والجوائز التي تخصص للأطفال المتميزين في المطالعة وتأليف القصص لغرض تشجيعهم على حب الكتاب والقراءة. وأبرز هذه المسابقات هي مسابقة ( تحدي القراءة) التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة سنوياً. والتي تشمل شريحة واسعة من القرّاء الصغار في عموم البلدان العربية.
جليل خزعل/ كاتب وباحث متخصص في ثقافة الطفل