بركاتٌ جواديّة
فكرة متأمّلة
إنّ هذا الوجود الذي نحياه ونعايشه، إنّما هو قائمٌ بالأنفاس المباركة لمحمّدٍ وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم؛ فقد جعلهم الله تبارك وتعالى علّةَ الوجود، ومِن بركاتهم كان الفيض، ونحن نخاطبهم في ( الزيارة الجامعة الكبيرة ) فنقول لهم: بِكُم فَتَح اللهُ وبِكُم يَختِم، وبِكُم يُنَزِّل الغَيث، وبِكُم يُمسِكُ السماءَ أن تقعَ عَلَى الأرضِ إلاّ بإذنِه، وبِكُم يُنفِّسُ الهَمَّ ويَكشِفُ الضُّرّ .
أجَل، فَهُم مَحالُّ معرفةِ الله، وهُم مساكنُ بركةِ الله، فقد كان الوجودُ لأجلهم إذ هُم أولى به، حيث يعبدون اللهَ تعالى ولا يَعصُونه، ونحن نخاطبُهم في ( الزيارة الجامعة الكبيرة ) وهي مرويّةٌ عنهم سلام الله عليه فنقول لهم مسلّمين: « السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إلَى الله، والأدِلاّءِ على مَرضاةِ الله، والمُستقِرّين في أمرِ الله، والتّامّينَ في محبّةِ الله، والمخلصين في توحيدِ الله، والمُظْهِرينَ لأمرِ اللهِ ونَهْيهِ، وعبادِه المُكرَمين الَّذين لا يَسبقُونَه بالقولِ وهُم بأمرِه يَعملُون ».
وكان مِن بركاتهم صلَواتُ الله عليهم أن أفاضوا على الخَلق كلَّ خيرٍ ورحمة، وهيّأوا للناس أسبابَ الهداية والنجاة والفوز، ودَعَوا إلى السلام والصلاح والحقّ والعدل والأخلاق الطيّبة، لِينعمَ العالم بالهدوء والسكينة والأمان والسعادة.. وكان البشر في اختيار، فمنهم مَن سُعِدوا ومنهم مَن شَقَوا، فهنيئاً لِمَن اختارهم أئمّةً دعاة، وقادةً هُداة، وسادةً وُلاة، وذادةً حُماة، وهنيئاً لِمَن تمسّك بهم اعتقاداً ومودّةً وسبيلاً واحداً إلى الله تبارك وتعالى تُنال به مرضاته، ومغفرته ورحمته، ونعيمُه وجَنّاته، والنجاة العظمى، كما أصبحت في يومٍ ما سفينةُ النبيّ نوحٍ عليه السلام السببَ الوحيد الذي جعله الله تعالى لنجاة قومه، ومِن هنا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَثَلُ أهلِ بيتي فيكُم كَمَثلِ سفينةِ نُوح: مَن رَكِبهَا نجا، ومَن تَخلَّف عنها غَرِق! » ( حديث السفينة، روته عشرات المصادر من كتب الخاصّة والعامّة )، وقال صلّى الله عليه وآله: « أهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض، فإذ ذهَبَ أهلُ بيتي ذهب أهل الأرض »، وفي روايات عاميّةٍ كثيرة: « النجومُ أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأُمّتي ».
إذن، فوجودهم المبارك ضرورة دلّ عليها هذا الوجود وتنعّمُ أهل الأرض بالحياة، فهنيئاً لمَن تعرّف على فضائلهم، واغترف مِن بركاتهم. وها هي قطرات من بحارها الزاخرة، نستمتع بقراءتها بالعيون والقلوب، ونحدّث أنفسنا أن يكون لنا نصيبٌ منها في النفوس والأرواح.
آثار في دار الدنيا، وللآخرة
• روى الشيخ الصدوق في ( عيون أخبار الرضا عليه السلام 61:1 ـ 62 / ح 29 ـ الباب 6 ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ذكر أوصياءَه، وكان مِن تعريفه بالإمام الرضا عليه السلام قوله: « وإنّ الله عزّوجلّ ركّب في صُلبهِ نطفةً مباركةً طيّبةً زكيّةً رضيّةً مرضيّة، وسمّاها ( محمّدَ بن علي )، فهو شفيعُ شيعته، ووارثُ علم جَدّه، له علامةٌ بينّة، وحُجّةٌ ظاهرة، إذا وُلِد يقول: لا إله إلاَّ الله، محمّدٌ رسول الله ».
• وجاء في ( الكافي 313:1 ) للكليني، و ( إعلام الورى 50:2 ) للطبرسي، و ( الإمامة والتبصرة:80 ) لابن بابويه القمّي: أنّ الإمام الكاظم عليه السلام قال في شأن ولده الإمام الرضا عليه السلام أنّه سيُولَد له غلامٌ أمينٌ مبارك.
• فيما قال الإمام الرضا عليه السلام: « واللهِ لا تمضي الأيّام والليالي حتّى يرزقني الله ولداً ذكراً، يُفرَّق به بين الحقّ والباطل » ( الكافي 320:1، إعلام الورى 94:2، الإرشاد للشيخ المفيد: 277. وفي حديثٍ آخر رواه الكليني قال عليه السلام: « يُثبَّتُ به الحقُّ وأهله، ويُمحَق به الباطلُ وأهله » (.
• ويوم رأى يحيى الصنعاني أبا جعفر الجواد عليه السلام سأل أباه الرضا عليه السلام: جُعِلتُ فداك، هذا المولودُ المبارك ؟! قال عليه السلام: « نعم ـ يا يحيى ـ هذا المولود الذي لم يُولَد في الإسلام مِثلُه مولودٌ أعظم بركةً على شيعتنا منه » ( الكافي 361:6، إعلام الورى 95:2، الإرشاد:279، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري:237، كشف الغمّة للإربلّي 353:2 ).
• وفي ( مناقب آل أبي طالب 425:4 ) روى ابن شهرآشوب عن حكيمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنّها قالت:
لمّا حضرت ولادةُ الخيرزان ـ أمِّ أبي جعفر الجواد عليه السلام ـ دعاني الرضا عليه السلام فقال لي: « يا حكيمة، احضُري ولادتَها، وادخُلي وإيّاها والقابلة بيتاً » ( أي حُجرةً )، قالت: ووَضَع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطَّلقُ طُفئ المصباح وبين يَدَيّ طَست، فاغتممت، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر في الطست وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره، حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذتُه فوضعته في حِجري ونَزَعتُ عنه ذلك الغشاء.
فجاء الرضا عليه السلام ففتح البابَ وقد فَرَغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد وقال لي: « يا حكيمة الزمي مهدَه ». فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ قال: « أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ».
قالت حكيمة: فقمتُ ذَعِرةً فَزِعة، فأتيتُ أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لقد سمعتُ من هذا الصبيّ عَجَباً! وأخبرتُه الخبر، فقال: « يا حكيمة، ما تَرَون مِن عجائبه أكثر ».
• وذكر محمّد بن الوليد بن يزيد أنّه كان على حالةٍ من الشكّ، فالتقى بالإمام الجواد عليه السلام وقد تبسّم سلام الله عليه في وجهه ثمّ أمره قائلاً: « سَلِّمْ »، قال محمد بن الوليد: فقلت: سلّمتُ إليك يا ابنَ رسول، وقد رَضِيتُ بك إماماً. ثمّ حكى قائلاً: فكأنّ الله جلى عنّي غمّي، وزال ما في قلبي من المرض من إمامته حتّى اجتهدتُ ورمَيتُ الشكَّ فيه إلى ما وصلتُ إليه. ( الهداية الكبرى للخصيبي:308 ).
• ونحن نقرأ في زيارته عليه السلام هذه الفقرة الشريفة: « أشهدُ أنّ مَن اتّبعك على الحقِّ والهدى، وأنّ مَن أنكرك ونَصَب لك العداوةَ على الضَّلالةِ والرَّدى » ( مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس:396 ).
• وفي ( دلائل الإمامة:400 ) روى الطبريّ الإمامي عن عُمارة بن زيد قال: رأيتُ امرأةً قد حملت ابناً لها مكفوفاً إلى أبي جعفر الجواد عليه السلام، فمسح يدَه عليه، فاستوى قائماً يَعْدُو كأن لم يكن في عينيه ضرر!
• وقال أبو سلمة: دخلتُ على أبي جعفر ( الجواد ) عليه السلام وكان بي صَمَمٌ شديد، فلمّا دخلت عليه دعاني إليه فمسح عليه السلام بيدِه على أُذُني ورأسي ثمّ قال: إسمَعْ وعِهْ.
قال أبو سلمة: فَوَاللهِ إنّي لأسمعُ الشيءَ الخفيَّ عن أسماع الناس مِن بعد دعوته. ( مناقب آل أبي طالب 421:4 ).
• وعن محمّد بن ميمون أنّه كان مع الإمام الرضا عليه السلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال: قلت له: إنيّ أريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتُبْ معي كتاباً إلى أبي جعفر ( الجواد ). فتبسّم وكتب عليه السلام.
فصرتُ إلى المدينة وقد كان ذهب بَصَري، فأخرج الخادمُ أبا جعفرٍ عليه السلام إلينا، فناولتُه الكتاب، فقال عليه السلام لموفَّق الخادم: « فُضَّهْ وانشُره »، ففَضّه ونشره بين يديه، فنظر عليه السلام فيه، ثمّ قال لي: « يا محمّد، ما حالُ بصرك ؟ » قلت: يا ابنَ رسول الله، اعتَلَّتْ عينايَ فذهب بصري كما ترى، فقال عليه السلام: « أُدْنُ منّي ».
فدنوتُ منه، فمَدّ يده فمسح بها على عينَيّ، فعادَ إليّ بصري كأصحّ ما كان، فقبّلتُ يده ورِجله وانصرفتُ مِن عنده وأنا بصير. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 372:1، وكشف الغمّة 365:2، والثاقب في المناقب لابن حمزة:525 ).
• وروى أبو هاشم الجعفري قال: صَلَّيتُ مع أبي جعفر ( الجواد ) عليه السلام في مسجد المسيّب.. ثمّ ذكر الجعفري أنّ السِّدرة التي في المسجد كانت يابسةً ليس عليها ورق، فدعا عليه السلام بماء، وتهيّأ تحت السدرة، فعاشت السدرة وأورَقَت وحملت مِن عامها. ( مناقب آل أبي طالب 428:4، الكافي 497:1 ).
• وفي روايةٍ أخرى قريبة من ذلك نقلها ابن شهرآشوب أيضاً في ( مناقب آل أبي طالب 421:4 ) أنّ الإمام الجواد عليه السلام دعا بكوزٍ فيه ماء، فتوضّأ تحت نبقةٍ لم تحمل، ثمّ قام فصلّى المغرب والعشاء الآخرة وسجد سجدتَي الشكر ثمّ خرج، فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً حسناً، فتعجبّوا من ذلك، وأكلوا منها فوجدوا نبقاً حُلواً لا عُجْمَ له.
• وعن محمّد بن عمير بن واقد الرازي قال: دخلتُ على أبي جعفر ( الجواد ) ابن الرضا عليه السلام ومعي أخي وبه بُهْرٌ شديد ( أي تَتابعُ نَفَسٍ من الإعياء )، فشكا إليه ذلك البهر، فقال عليه السلام له: « عافاك اللهُ مِمّا تشكو ».
قال: فخرجنا مِن عنده وقد عُوفي، فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات. ( كشف الغمّة 367:2، الخرائج والجرائح 377:1، الثاقب:525 )
• وذكر إسحاق بن إسماعيل قال: أعدَدتُ لأبي جعفر عليه السلام عشر مسائل، وكان لي حمل، فقلت في نفسي: إن أجابني عن مسائلي سألتُه أن يدعوَ اللهَ لي أن يجعله ذَكَراً. قال: فلمّا نظر عليه السلام إليّ قال: « يا إسحاق، قد استجاب الله لي، فَسَمِّه أحمد »، فقلت: الحمد لله، هذا هو الحجّةُ البالغة!
وانصرف إسحاق بن إسماعيل إلى بلده، فَوُلِد له ذَكَر، وسَمّاه أحمد. ( إثبات الهداة 343:3، إثبات الوصيّة للمسعودي:222 ـ 223 ).
• وعن أحمد بن محمّد الحضرمي قال: حَجّ أبو جعفر ( الجواد ) عليه السلام، فلمّا نزل في منطقةٍ إذا هو بامرأةٍ ضعيفةٍ تبكي على بقرةٍ مطروحةٍ على قارعة الطريق، فسألها عن علّة بكائها، فقامت وقالت له: إنّي امرأةٌ ضعيفةٌ لا أقدر على شيء، وكانت هذه البقرة كلَّ مالٍ أملكه. فقال لها: إن أحياها الله تبارك وتعالى لكِ، فما تفعلين ؟!
قالت: يا ابنَ رسول الله، لأُجدّدنّ لله شكراً.
فصلّى أبو جعفر عليه السلام ركعتين، ودعا بدعوات، ثمّ ركل برجله البقرة، فقامت، فصاحت المرأة: عيسى بن مريم!! فقال لها أبو جعفر عليه السلام: لا تقولي هذا، بل عبادٌ مُكْرَمون، أوصياءُ الأنبياء. ( الثاقب في المناقب:503 ).
• وعن عليّ بن مهزيار قال: كتبتُ إلى أبي جعفرٍ عليه السلام، وشكوتُ إليه كثرة الزلازل في الأهواز، وقلت: ترى لنا التحوُّلَ عنها ؟
فكتب عليه السلام: « لا تتحوّلوا عنها، وصوموا الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسِلُوا وطَهِّروا ثيابكم، وابرزوا يومَ الجمعة، وادعوا الله، فإنّه يرفع عنكم ». قال ابن مهزيار: ففَعَلْنا فسكنتِ الزلازل. ( علل الشرائع للصدوق:342 / ح 6، مَن لا يحضره الفقيه للصدوق أيضاً 343:1 / ح 10 ).
• وعن الإمام الهادي عليه السلام قال: « جاء رجلٌ إلى محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام فقال: يا ابنَ رسول الله، إنّ أبي قد مات، وكان له مال ففاجَأَه الموت، ولستُ أقف على ماله، ولي عيالٌ كثيرة، وأنا مِن مُواليكم فأغِثْني. فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا صلّيتَ العشاءَ الآخر فصَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدِ مئةَ مرّة، فإنّ أباك يأتيك في النوم ويُخبرك بأمر المال.
ففَعَل الرجل ذلك، فرأى أباه في النوم فقال: يا بُنيّ، مالي في موضع كذا، فَخُذ المال واذهب به إلى ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله فأخبِرْه أنّي دللتُك على المال. فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الإمام عليه السلام بخبر المال، وقال له: الحمدُ لله الذي أكرمك واصطفاك ». ( الخرائج والجرائح 665:2، دعوات الراوندي:57، الثاقب:522 ).
• وعن عليّ بن مهزيار قال: كتب محمّد بن حمزة الغنوي إليّ يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر ( الجواد ) عليه السلام في دعاءٍ يعلّمه يرجو به الفَرَج، فكتب عليه السلام إليّ: « أمّا ما سأل محمّدُ بن حمزة من تعليمه دعاءً يرجو به الفَرَج، فقل له يلزم: يا مَن يَكفي مِن كلِّ شيء، ولا يكفي منه شيء، اِكْفِني ما أهَمّني ممّا أنا فيه. فإنّي أرجو أن يُكفى ما هو فيه من الغمّ إن شاء الله تعالى ».
قال ابن مهزيار: فأعلمتُه بذلك، فما أتى عليه إلاّ قليلٌ حتّى خرج من الحبس. ( الكافي 560:2، عُدّة الداعي لابن فهد الحلّي:319 ـ 320 ).
• وروى عليّ بن حديد قال: خرجنا حاجّين، فلمّا قَضَينا حجَّنا ورجعنا من مكّة قُطع علينا الطريق ( أي مِن قِبل قُطّاع الطُّرق ) ونحن جماعةٌ مِن شيعة أبي جعفر ( الجواد ) عليه السلام، فأخذوا منّا كلّ ما كان معنا. فلمّا وَرَدْنا المدينة دخلتُ على أبي جعفر عليه السلام، فابتدأني قبل أن أسأله بشيء؛ فقال:
ـ « يا عليَّ بن حديد، قُطع عليكم الطريق في العرج، وأُخِذ ما كان معكم، وعددكم ثلاثة وعشرون نفراً! ».
وسَمّانا بأسمائنا وأسماء آبائنا، فقلت: إي والله يا سيّدي، كنّا كما قلت. وأمَر لنا بكسوةٍ ودنانير كثيرة، وقال عليه السلام: « فَرِّقْها على أصحابك؛ فإنّها بِعَددِ ما ذهب منكم ».
قال عليّ بن حديد: فصِرتُ بها إلى إخواني وأصحابي، ففرّقتُها عليهم، فطَلَعت ـ واللهِ ـ بإزاء ما أُخِذ منّا سواءً! ( الهداية الكبرى للخصيبي: 302 ـ 303، الخرائج والجرائح 668:2 ).
• وعن أبي هاشم الجعفري قال: دخلتُ على أبي جعفر عليه السلام ومعي ثلاث رقاع غير مُعَنْونة ( أي ثلاث رسائل فيها أسئلة إلى الإمام الجواد عليه السلام، ولم تُذكَر فيها أسماء مُرسِليها )، قال أبو هاشم:
واشتَبهَتْ عَلَيّ، فاغتَمَمتُ لذلك، فتناول عليه السلام إحداها وقال: « هذه رقعةُ ريّانِ بنِ شبيب »، ثمّ تناول الثانية وقال: « هذه رقعة محمّد بن جعفر »، ثمّ أخذ الثالثة وقال: « هذه رقعة عليّ بن الحسين ».
فسمّاهم ـ واللهِ ـ وسمّى آباءهم، ووقّع عليه السلام فيها بالذي سألوا، فأخذتُها، فبُهِتّ أنظر إليه، فتبسّم لأنّه عَلِم بسروري بتلك الدلائل. ( الكافي 495:1، الإرشاد:293، إعلام الورى 98:2، مناقب آل ابي طالب 422:4، الهداية الكبرى:299 ).
• وجاء عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: « بُورِك قبرٌ بطوس وقبرانِ ببغداد »، قال الراوي: قلت: جُعِلتُ فداك، قد عَرَفنا واحداً، فما الثاني ؟! قال عليه السلام: « ستعرفونه.. ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام 216:2 / ح 23، إعلام الورى 59:2، الثاقب:492 ).
• وقال ابن الهمداني الفقيه: إنّه لمّا حرقوا القبور بمقابر قريش، حاولوا حفر ضريح أبي جعفر الجواد محمّد بن علي عليهما السلام وإخراج رمّته، وتحويلها إلى مقابر أحمد بن حنبل، فحال تراب الهدم وزناد الحريق بينهم وبين معرفة قبره عليه السلام. ( مناقب آل أبي طالب 429:4 ).
• وجاء في زيارة الإمام محمّد الجواد عليه السلام أن نقول:
ـ « الَسَّلامُ عَلَى البابِ الأقَصَد، والطَّريقِ الأرشَد، والعالِمِ المُؤيَّد، يَنبُوعِ الحِكَم، ومصباحِ الظُّلَم، وسيّدِ العَرَبِ والعَجَم، الهادِي إلَى الرَّشاد، المُوَفَّقِ بالتَّأيِيدِ والسَّداد، مَولايَ أبي جعفرٍ محمّدِ بنِ عليٍّ الجواد..» ( مصباح الزائر:399 ).
ـ « اَللّهمَّ صَلِّ عَلى محمّدٍ وأهلِ بيتهِ، وصَلِّ على محمّدِ بنِ عليٍّ الزكيِّ التَّقيّ، والبَرِّ الوَفيّ، والمُهذَّبِ النّقيّ، هادي الأُمّة، ووارثِ الأئمّة، وخازِنِ الرحمة، ويَنبُوعِ الحكمة، وقائدِ البركة، وعَدِيلِ القُرآنِ في الطاعة، وواحدِ الأوصياءِ في الإخلاصِ والعبادة، وحُجّتِك العُليا، ومَثَلِك الأعلى، وكلمتِك الحُسْنى، الدّاعي إليك، والدّالِّ عليك، اَلَّذي نَصَبتَه عَلَماً لِعبادِك، ومُترجِماً لكتابِك، وصادِعاً بأمرِك، وناصراً لِدِينِك، وحُجّةً عَلى خَلْقِك، ونُوراً تُخرَقُ به الظُّلَم، وقُدرةً تُدرَكُ بِها الهِداية، وشفيعاً تُنال بهِ الجَنّة.. » ( مصباح الزائر:396 ).
ـ « السَّلامُ عَليكَ يا صَفيَّ الله، اَلسَّلامُ عَليكَ يا حبيبَ الله، اَلسَّلامُ عليكَ يا وليَّ الله، اَلسَّلامُ عليكَ يا حُجّةَ الله، اَلسَّلامُ عليكَ يا نُورَ الله، اَلسَّلامُ عليكَ يا خِيرةَ الله، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها الإمامُ ابنُ الإمام، اَلسَّلامُ عليكَ يا ابنَ سيّدِ جميعِ الأَنام، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها المُبرَّأُ مِن الآثام، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها الداعي إلَى الحقِّ والهُدى، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها المُزيلُ لِلشَّكِّ والرَّدى، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها الداعي إلَى الخيرِ والسَّداد، اَلسَّلامُ عليكَ أيُّها المعروفُ بأبي جعفرٍ محمّدِ بنِ عليٍّ الجْوَاد.. ». ( مصباح الزائر:400 ).