{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان، 30]
ورد الحث والتأكيد على استحباب قراءة القرآن الكريم في الآيات الكريمة والروايات الشريفة، ولا شك في ذلك فالقرآن هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى لهداية البشرية جمعاء، وهو أمر يتوقّف على تلاوته وتدبّره والعمل بأوامره. قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. فإذا لم يعملوا بما يدعو إليه القرآن أو كان عملهم ناقصاً بسبب عدم قراءته وتدبّر معاني آياته الكريمة، سيجرّهم ذلك إلى مخالفة أوامر الله تعالى أو عدم نيلهم المنازل العليا والمقامات الجليلة عنده سبحانه والحصول على ثوابه العظيم في الآخرة، وهو أمر ـ بطبيعة الحال ـ لا يرضي الله تعالى، فجاءت الشكاية منه (صلى الله عليه وآله) في خصوص من هجر القرآن وتركه وراء ظهره، في حال أنه يتضمّن قانون ربهم عزّ وجلّ ويضمن لهم الحصول على السعادة الأبدية.
جاء في تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}: بأن تركوه وصدّوا عنه وعن الإيمان. وعنه صلَّى اللَّه عليه وآله: «من تعلَّم القرآن وعلَّق مصحفه، ولم يتعاهده ولم ينظر فيه، جاء يوم القيامة متعلَّقاً به، يقول: يا ربّ العالمين عبدك هذا اتّخذني مهجوراً، اقض بيني وبينه» [زبدة التفاسير، ج4، ص565].
ومن الآيات الكريمة التي حثت على تلاوة القرآن الكريم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20].
دار السيدة رقية عليها السلام للقران الكريم
تعليق