صاحب الليل يعيدها إلى الحياة
إن الروايات المأثورة عن أهل البيت (ع) في فضل صلاة الليل كثيرة , وروي أن ذلك شرف المؤمن وأن صلاة الليل تورث صحة البدن وهي كفارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر وتبّيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق , وأن المال والبنون زينة الحياة الدنيا وثماني ركعات من آخر الليل , والوتر زينة الآخرة .وقد يجمعهما الله لأقوام وأنه كذب من زعم أنه يصلي صلاة الليل وهو يجوع و أن صلاة الليل تضمن رزق النهار .
وأروي لكم هذه القصة التي تبين هذه الأمور :
قالت سيدة تصف ما جرى لها أثناء ولادة ولدها البكر :
مضت على حملي 18 شهراً , فأصبت حينذاك باضطراب في أحشائي , فأمرتني القابلة بالرقود في المستشفى لتوليدي بطريقة الإلقاء . أصبت بعد الولادة مباشرة بنزف شديد أدى إلى أرباك القابلة وأفقدها السيطرة عليه . وكنت مطلعة على ما حدث لي لأني اشتغلت بمهنة التمريض مدة فأعرف خطورة هذه الحالة .
فقدت شعوري في هذه اللحظة , وطرق سمعي صوت مزعج يحاكي صوت الجرس . وكل ما أتذكره فيما بعد هو أني شعرت بأني أجلس في زورق صغير يقطع نهراً كبيراًُ بأتجاة الضفة الأخرى . رأيت أناسا كثيرين في الجانب الآخر من النهر , واستطعت تشخيص بعضهم إنهم كانوا من صديقاتي وأقربائي الذين قد وافاهم الأجل منذ مدة . وأظنهم قد نادوني ودعوني للانضمام إليهم , ولكنني ما كنت مستعدة للذهاب ولا راغبة في الموت , لقد كانت هذه الحادثة عجيبة , ولأني كنت أرى أيضا طيلة هذه المدة جميع الأطباء والممرضين مثابرين على علاجي وكنت كمتفرج أشاهد الحادثة وأشرف على الجسد الرابي . وبذلت قصارى جهدي لألفت انتباه الطبيب إلى كوني لا زلت حية إلا أنه لم يسمع صوتي أحد . لقد كان الأطباء والممرضين وغرفة الولادة والزورق والماء والضفة الأخرى للنهر عبارة عن رموز تشكل مجموعة متماسكة , إذ كانت كأنها لقطات مختلفة من فلم يتداخل في بعض , وبينما كان الزورق يوشك أن يصل إلى الضفة الأخرى رأيت شاب جميل حسن الهيئة طيب الرائحة لم أرَ مثله من قبل فدخل إلى النهر وكأنه يريد استقبال الزورق فمدّ يده إلى الزورق وهو يبتسم فسألته من أنت ؟ فقال : أنا صاحب الليل . فأزداد استغرابي من الجواب فقال : أمة الله أنا صلاة الليل التي كنتِ تواظبين عليها , ففرحت كثيرا فدفع الزورق , فأخذ الزورق ينعطف ويرجع إلى النقطة التي أنطلق منها وفي هذه اللحظة بالذات عدت على العالم الترابي وأفقت من غشيتي ورجعت إلى الحياة .