الصحابة في كتب الامامية
كتب إلي أحدهم يسأل : ( وجدت ان كتب الشيعة فيها روايات كثيرة عن فضل الصحابة، وقسم منها في نهج البلاغة، وهذا موافق لما في جاء في كتبنا، فهذا يدل على أن نظريتنا هي الصحيحة)الجواب : من ينكر فضل الصحابة ؟ أولئك الذين بذلوا مهجم في سبيل الله واستشهدوا في بدر وأحد وسائر المعارك، رضي الله عن المؤمنين منهم وعلى الذين ثبتوا ولم يبدلوا تبديلا.جاء في ( تاريخ الإسلام ) للذهبي ج3 ص 484: ( وقال سعيد بن جبير : كان مع عَلِيٍّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار و أربعمائة مِمَّنْ شهدوا بيعة الرّضوان... وقال المطلب بن زياد ، عن السدي : شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدرياً وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتل بينهما ثلاثون ألفاً ، لم تكن مقتلة أعظم منها )وجاء في كتاب محمد بن أبي بكر لمعاوية ، ما يدل على أن الصحابة المؤمنين من المهاجرين والأنصار كانوا مع علي ع، وأن مخالفة علي شقاء وتعاسة، قال محمد بن أبي بكر عليه الرضوان : (والشاهد لعلي - مع فضله المبين القديم - أنصاره ، الذين معه وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم ، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، وهم معه كتائب وعصائب ، يَرَوْنَ الحق في اتباعه والشقاء في خلافه)أشار الطبري لهذه المراسلات ـ ولم يذكرها لعدم احتمال العامة سماعها، ومن مصادرها : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج 3 - ص 11 – 13،ونقل هذه المراسلات ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج 3 - ص 188 – 190، وذكرها البلاذري في أنساب الأشراف ، ج 2 - ص 393 – 398 مع تغيير طفيف، والجويني (ت 1038ه) في سمط النجوم العوالي، ج3قال السيد علي خان المدني بن زيد الشهيد الإمامي ( ت 1120هـ) : (اعلم أن كثيرا من الصحابة رجع إلى أمير المؤمنين " ع " وظهر له الحق بعد أن عانده وتزلزل بعضهم في خلافة أبى بكر وبعضهم في خلافته " ع " وليس إلى استقصائهم جميعا " سبيل وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه " ع " في حروبه ..)
مقدمة الدرجات الرفيعة صـ 39إن الروايات المادحة للصحابة في كتب الإمامية لا تخلو من أحد هذه الاحتمالات :1ـ أن تكون ناظرة للصحابة المؤمنين الذين لم يغيروا ويبدلوا كما في قول علي بن الحسين ع : ( اللهم واصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكاتفوه واسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له ...)
الصحيفة السجادية ، الدعاء الرابع .2ـ أن تذكر الروايات آحاد الصحابة باسمه وتثني عليه، كقول الإمام علي ع : (أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية ، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة .
( قال ) ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ، ثم قال عليه السلام ) : أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة وأماتوا البدعة . دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه )
نهج البلاغة ، ج 2 - ص 109.3ـ أن تكون الروايات موجودة في بعض كتب الإمامية ولكنها منقولة عن كتب الجمهور، مثل ما ذكره الأربلي في كتابه ( كشف الغمة ) عن الصادق ع : (ولقد ولدني أبو بكر مرتين )
وقد نقله الأربلي في كشف الغمة، ج2 ص 374 عن الحافظ عبد العزيز الجنابذي وهو من أعلام مدرسة الجمهور، فالنص لم يرو من طرق الإمامية.
ومن أمثلة هذا النوع ما ورد في نهج البلاغة : (لله بلاء فلان فقد قوم الأود وداوى العمد . خلف الفتنة وأقام السنة . ذهب نقي الثوب ، قليل العيب . أصاب خيرها وسبق شرها . أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه . رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )
نهج البلاغة ، ج 2 - ص 222 .فكتاب نهج البلاغة بلا أسانيد، وصاحب النهج قد نقل مادة كتابه عن الكتب المتقدمة ، فنهج البلاغة حاله حال سائر الكتب لا بد أن يراجع الإنسان مصادر الخطب والأقوال التي فيه، وحين نرجع إلى ما في أيدينا من مصادر نجد هذه الخطبة مذكورة في تاريخ الطبري على لسان أعرابية فصيحة تُدعى ابنة أبي حتمة، فقد ذكرها الطبري تحت عنوان : ( من ندب عمر ورثاه ...)
راجع تاريخ الطبري ، ج3 ص 285 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر.4ـ أن تكون الروايات موجودة في بعض كتب الإمامية بغرض الرد عليها، كما هو حال كتاب ( الشافي ) للمرتضى رحمه الله، فهو يورد احتجاجات عبد الجبار المعتزلي بما فيها من روايات في فضل بعض الصحابة ليرد عليها، ومن الغريب احتجاج البعض بها لمجرد ذكر المرتضى لها .
5ـ أن تكون هذه الروايات ذكرت وفيها التورية وأمثال هذا النوع كثير في أحاديثهم ع .والحال أن القرآن الكريم هو من قسم الصحابة إلى أصناف متعددة، فهناك المؤمنون الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهناك مرضى القلوب والمنافقون، وهناك من خلط عملا صالحا بآخر سيء.من كتابي : اضاءات في الطريق
منقول من كتاب الأخ مروان خليفات
كتب إلي أحدهم يسأل : ( وجدت ان كتب الشيعة فيها روايات كثيرة عن فضل الصحابة، وقسم منها في نهج البلاغة، وهذا موافق لما في جاء في كتبنا، فهذا يدل على أن نظريتنا هي الصحيحة)الجواب : من ينكر فضل الصحابة ؟ أولئك الذين بذلوا مهجم في سبيل الله واستشهدوا في بدر وأحد وسائر المعارك، رضي الله عن المؤمنين منهم وعلى الذين ثبتوا ولم يبدلوا تبديلا.جاء في ( تاريخ الإسلام ) للذهبي ج3 ص 484: ( وقال سعيد بن جبير : كان مع عَلِيٍّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار و أربعمائة مِمَّنْ شهدوا بيعة الرّضوان... وقال المطلب بن زياد ، عن السدي : شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدرياً وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتل بينهما ثلاثون ألفاً ، لم تكن مقتلة أعظم منها )وجاء في كتاب محمد بن أبي بكر لمعاوية ، ما يدل على أن الصحابة المؤمنين من المهاجرين والأنصار كانوا مع علي ع، وأن مخالفة علي شقاء وتعاسة، قال محمد بن أبي بكر عليه الرضوان : (والشاهد لعلي - مع فضله المبين القديم - أنصاره ، الذين معه وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم ، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، وهم معه كتائب وعصائب ، يَرَوْنَ الحق في اتباعه والشقاء في خلافه)أشار الطبري لهذه المراسلات ـ ولم يذكرها لعدم احتمال العامة سماعها، ومن مصادرها : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج 3 - ص 11 – 13،ونقل هذه المراسلات ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج 3 - ص 188 – 190، وذكرها البلاذري في أنساب الأشراف ، ج 2 - ص 393 – 398 مع تغيير طفيف، والجويني (ت 1038ه) في سمط النجوم العوالي، ج3قال السيد علي خان المدني بن زيد الشهيد الإمامي ( ت 1120هـ) : (اعلم أن كثيرا من الصحابة رجع إلى أمير المؤمنين " ع " وظهر له الحق بعد أن عانده وتزلزل بعضهم في خلافة أبى بكر وبعضهم في خلافته " ع " وليس إلى استقصائهم جميعا " سبيل وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه " ع " في حروبه ..)
مقدمة الدرجات الرفيعة صـ 39إن الروايات المادحة للصحابة في كتب الإمامية لا تخلو من أحد هذه الاحتمالات :1ـ أن تكون ناظرة للصحابة المؤمنين الذين لم يغيروا ويبدلوا كما في قول علي بن الحسين ع : ( اللهم واصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكاتفوه واسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له ...)
الصحيفة السجادية ، الدعاء الرابع .2ـ أن تذكر الروايات آحاد الصحابة باسمه وتثني عليه، كقول الإمام علي ع : (أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية ، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة .
( قال ) ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ، ثم قال عليه السلام ) : أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة وأماتوا البدعة . دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه )
نهج البلاغة ، ج 2 - ص 109.3ـ أن تكون الروايات موجودة في بعض كتب الإمامية ولكنها منقولة عن كتب الجمهور، مثل ما ذكره الأربلي في كتابه ( كشف الغمة ) عن الصادق ع : (ولقد ولدني أبو بكر مرتين )
وقد نقله الأربلي في كشف الغمة، ج2 ص 374 عن الحافظ عبد العزيز الجنابذي وهو من أعلام مدرسة الجمهور، فالنص لم يرو من طرق الإمامية.
ومن أمثلة هذا النوع ما ورد في نهج البلاغة : (لله بلاء فلان فقد قوم الأود وداوى العمد . خلف الفتنة وأقام السنة . ذهب نقي الثوب ، قليل العيب . أصاب خيرها وسبق شرها . أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه . رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )
نهج البلاغة ، ج 2 - ص 222 .فكتاب نهج البلاغة بلا أسانيد، وصاحب النهج قد نقل مادة كتابه عن الكتب المتقدمة ، فنهج البلاغة حاله حال سائر الكتب لا بد أن يراجع الإنسان مصادر الخطب والأقوال التي فيه، وحين نرجع إلى ما في أيدينا من مصادر نجد هذه الخطبة مذكورة في تاريخ الطبري على لسان أعرابية فصيحة تُدعى ابنة أبي حتمة، فقد ذكرها الطبري تحت عنوان : ( من ندب عمر ورثاه ...)
راجع تاريخ الطبري ، ج3 ص 285 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر.4ـ أن تكون الروايات موجودة في بعض كتب الإمامية بغرض الرد عليها، كما هو حال كتاب ( الشافي ) للمرتضى رحمه الله، فهو يورد احتجاجات عبد الجبار المعتزلي بما فيها من روايات في فضل بعض الصحابة ليرد عليها، ومن الغريب احتجاج البعض بها لمجرد ذكر المرتضى لها .
5ـ أن تكون هذه الروايات ذكرت وفيها التورية وأمثال هذا النوع كثير في أحاديثهم ع .والحال أن القرآن الكريم هو من قسم الصحابة إلى أصناف متعددة، فهناك المؤمنون الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهناك مرضى القلوب والمنافقون، وهناك من خلط عملا صالحا بآخر سيء.من كتابي : اضاءات في الطريق
منقول من كتاب الأخ مروان خليفات
تعليق