لِـذِكراك يـضطربُ الـمِنبرُ ويـبـكي لـتاريخِك الـمِزبَرُ
أبـا جـعفرٍ يـا سليلَ النجوم بـهـا الـحقُّ مـنكشِفٌ نَـيّرُ
ويـا أمـلَ الـدين سارت إليه مـواكـبهُ وهــي تَـستَبشِرُ
وهـل أنـت إلاّ الإمـامُ الذي بـألـطافهِ حَـقـلُنا مُـزهِـرُ
بـغـير ولائــكَ لا تـعتلي صـلاةٌ.. ولا عَـمَلٌ يُـؤجَرُ
فـمَن فـاز فـي حـبّهِ مؤمنٌ ومَـن شـذّ عـن حـبّهِ يكفرُ
لأنّـك جَـسَّدتَ ديـنَ الـنبيّ بـسَيرٍ بـه الـفكرُ يَـستَبصرُ
وأنّـك عـبّدتَ نـهجاً عـليه يُـسـيّر مـوكبَهُ « جـعفرُ »
وأنــت حـقـيقةُ إيـمـاننا وفـيك انـطوى سِرُّنا المضمرُ
وأنـت شـفيع الـورى يومَ لا شـفـيعٌ ولا عـمـلٌ يُـثمِرُ
فَـدَيتُك مِن صامدٍ في الخُطوب يُـقاسي مِـن الصبر ما يُوقِرُ
يـرى الشمسَ يَكسِف أنوارَها ضَـبابٌ عـلى أُفـقها يُـنشَرُ
ويُـبصر أحـكامَ دِيـنِ النبيّ يُـغـيّرها الـجَـشِعُ الـمُنكِرُ
فـجاهَدتَ عـصرَك في منهجٍ بـه قـد صـفا أُفْـقُه الأكدَرُ
تُـحدِّثُ أصـحابَك الأكـرمين بـمـا قـاله جَـدُّك الأطـهرُ
فـتَنشُر في الجوّ نورَ الصباح بـلـيلٍ مَـخـاوِفُه تُـذعِـرُ
وتَـنُثُر مِـن بَـذرِ حقل الحياة بـقـاحلةٍ مـاؤُهـا مُـمـقِرُ
رَمَـيتَ الـقشورَ لـمَن رامها ضَـلالاً.. وكـان لك الجوهرُ
وحـاربَكَ الـظلمُ خـوفاً على مَـتاعٍ هـو الـعارُ، لو يَشعُرُ!
عَـبَرتَ الـعُبابَ، وأمـواجُهُ تـثـورُ فـتُغرِقُ مَـن يَـعبُرُ
فَـدَيتُك من صامدٍ في الخطوب وقــد ثـار طُـوفانُها يَـهدرُ
فـفي كـربلاءَ رأيتَ الحسين وحـيـداً يُـحـاربُهُ الـعسكرُ
ونِـسـوتُـه ثُـكَّـلٌ ذُعَّــرٌ وأصـحـابُه جُــدَّلٌ جُـزَّرُ
وسِرتَ مع الركب ركبِ الإسار بـك الـنِّيبُ في سَيرها تعث
السيّد محمّد جمال الهاشميّ
تعليق