بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عظيم الحمد ، عظيم العرش ، عظيم الملك ، عظيم السلطان ، عظيم العلم ، عظيم الكرامة ، عظيم الرحمة ، عظيم البلاء ، عظيم النعمة ، عظيم الفضل عظيم العز، عظيم الكبرياء ، عظيم الجبروت ، عظيم العظمة ، عظيم الرأفة ، عظيم الامر تبارك الله رب العالمين.
والصلاة والسلام على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
للإجابة عن هذه الشبهة الواهية سنتعرض لبعض المفاصل على سبيل الإشارة والاختصار لتتضح الإجابة عن الشبهة. ومن هذه المفاصل
لمحة عن الروح وحقيقتها :
لقد أخذ البحث عن معنى الروح الإنسانية حيزاً كبيراً من تفكير المسلمين ، بل تفكير البشرية جمعاء ، فشغل بال الكثيرين من العلماء والباحثين منذ القدم ، فاختلف في حقيقتها وماهيتها ، فهل هي عبارة عن أجسام موجودة في داخل هذا البدن ، متولدة من امتزاج الطبائع والأخلاط ، أو هي عبارة عن نفس هذا المزاج والتركيب ، أو هي عبارة عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام ، أو هي عبارة عن موجود يغاير هذه الأجسام والأعراض ، أي جوهر بسيط مجرد (1).
وغير ذلك من الأقوال الكثيرة ، حتى قيل : «والخائضون فيها اختلفوا على أكثر من ألف قول» (2).
الأمر الذي حدا ببعضٍ إلى أن ينادي بالكف عن البحث فيها ، وإمساك المقال عنها ، وأنها مما استأثر الله بعلمه ولم يُطلِع عليه أحداً من خلقه (3).
ولكن الذي يمكن أن يقال في هذا الصدد : بأن الروح موجود يؤثر ـ بأمر الله ـ في إفادة الحياة ، فيصح أن يقال : إن الروح هي ما به تحقق الحياة . وهذا المقدار من معرفة الروح وعدم المعرفة الكاملة لها ربما يتناغم مع جو الآية القرآنية : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] ، وليست الروح هي الوحيدة التي نجهل تمام حقيقتها ، بل هناك الكثير من الحقائق لازالت مجهولة لدينا.
كما يمكن القول : إن هذه الروح الإنسانية في مبدأ فطرتها تكون خالية من العلوم والمعارف إلا المعارف الفطرية ، فهي لا تزال في طور التغيير من حال إلى حال ، ومن نقصان إلى كمال ، قال تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78] .
تكامل الروح وطرق تلقيها للعلوم الإلهية :
إن الروح تبدأ رحلتها نحو مراتب الكمال بواسطة ارتباطها بالله سبحانه وتعالى ، فتسمو وتقوى مراتبها الوجودية كلما اشتد وازداد هذا الارتباط ، فالإنسان المؤمن بالله تعالى يستطيع أن يصل بهذه الروح إلى أرقى مراتبها ، وذلك من خلال السير وفق نهج الطاعة الذي رسمه الله لعباده ، فكلما جد الإنسان واجتهد في طاعة الله سبحانه كلما ازداد قرباً منه تعالى ، فتبدأ روحه بالسمو والتكامل ، حتى تصل تلك الروح إلى مراتب عالية من القرب الإلهي ، فيحصل له الاستعداد الكامل لتلقي الفيض والنور الإلهي ، كما هو الحال في الأنبياء والأوصياء والصالحين.
قال الإمام الغزالي : «اعلم أن العلم يحصل من طريقين : أحدهما التعلم الإنساني ، والثاني التعلم الرباني . الطريق الثاني : إلقاء الوحي ، وهو أن النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والأمل الفانية ، وتُقبِل بوجهها على بارئها ومنشئها ، وتتمسك بجود مبدعها ، وتعتمد على إفاداته وفيض نوره ، والله تعالى بحسن عنايته ، يُقبِل على تلك النفس إقبالاً كلياً ، وينظر إليها نظراً إلهياً ، ويتخذ منها لوحاً ، ومن النفس الكلي قلماً وينقش فيها جميع علومه ، ويصير العقل الكلي كالمعلم ، والنفس القدسية كالمتعلم ، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس ، وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلم وتفكر» (4).
وأحد أساليب تلقي هذه الأرواح والنفوس لنور الله وفيضه هو عروج هذه الأرواح الطاهرة إلى محال فيضه ورحمته ، وذلك بين يدي العرش.
قال ابن القيم الجوزية في كتاب الروح : «وقد تظاهرت الآثار عن الصحابة أن روح المؤمن تسجد بين يدي العرش في وفاة النوم ووفاة الموت» (5) ، فسجود تلك الروح بين يدي العرش أثناء النوم يحصل من خلال عروج تلك الروح إلى عالم آخر يسمى بالعرش.
وقد روى البيهقي في الشُعَب بسنده ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : «إن الأرواح يعرج بها في منامها وتؤمر بالسجود عند العرش ، فمن كان طاهراً سجد تحت العرش ، ومن كان ليس بطاهر سجد بعيداً عن العرش...» (6).
وهذه الطهارة وإن حملها بعضٌ على الطهارة من الحدث كالوضوء والغسل والتيمم ، لكن الأنسب حملها على ما يشمل طهارة الباطن ونزاهته من أقذار الذنوب والمعاصي ، التي تمنع من حصول القرب الإلهي , لذا قال المناوي : «والطهارة عند النوم قسمان : طهارة الظاهر وهي معروفة ، وطهارة الباطن وهي بالتوبة ، وهي آكد من الظاهرة ، فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب فيتعين عليه التوبة ، وأن يُزيل من قلبه كل شيء» (7).
معنى العرش وعروج الروح إليه :
من الجدير بالذكر أن هذا العروج لأرواح المؤمنين ليس عروجاً مادياً ، وأن هناك درباً وطريقاً مادياً لهذه الأرواح تصعد بها إلى العرش ، فيكون العرش جسماً مادياً والروح تصعد إليه ، بل العروج إشارة إلى سمو هذه الأرواح وقربها من مصدر المواهب والفيوضات الإلهية ، والذي عبر عنه بالعرش.
ومعنى العرش يحتاج إلى بحث خاص ومفصل، ولكن سنقتصر على موضع الحاجة ، فنقول : لقد اختلفت التفاسير في إعطاء معنى واضح للعرش ، فمنهم من اعتقد بأنه شيئاً مادياً.
قال ابن كثير : «فهو سرير ذو قوائم ، وهو كالقبة على العالم تحمله الملائكة ، وهو سقف المخلوقات» (8).
وهو ما أشار إليه ابن تيمية بقوله : «وأما العرش فإنه مقبب» (9) ، وهذا الرأي يستشعر منه التجسيم ، وأن قائله متأثر بالفكر التجسيمي.
وقد فُسر العرش في الروايات الواردة عن أهل البيت بأنه جملة جميع الخلق وفي وجه آخر هو العلم الذي كشفه الله وعلمه للأنبياء عليهم السلام ، وهذا هو اعتقاد الشيعة بمعنى العرش :
قال الصدوق في الاعتقادات : «قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله : اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق ، والعرش في وجه آخر هو العلم ، وسُئل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ؟ فقال : ( استوى من كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء) (10) ، وروى الصدوق في معاني الأخبار عن المفضل بن عمر، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي ما هما ؟ فقال : العرش في وجه هو جملة الخلق والكرسي وعاؤه ، وفي وجه آخر العرش هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه» (11).
وروى عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] ، فقال : السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره (12).
وهناك من فسره بالملك ، كالمعتزلة والماتريدية وعامة متأخري الأشاعرة (13) وبعض المتكلمين وغيرهم.
قال الثعالبي في تفسيره : «وقوله سبحانه : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} معناه عند أبي المعالي وغيره من حُذاق المتكلمين : المُلك والسلطان» (14).
فتكون عبارة : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كناية عن سيطرة حاكم من الحكام على اُمور بلده ، كما إن المراد من جملة (ثُلَّ عرشه) هو خروج زمام الأمر من يده وفقدان السيطرة عليه ، واستعمالات هذه الكناية في اللغة كثيرة.
فالاستواء على العرش هو الإحاطة الكاملة لله تعالى وسيطرته على تدبير اُمور الكون (15).
وهناك من ذهب إلى معنىً أعمق من ذلك ، وهو : أن الاستواء على العرش وإن كان جارياً مجرى الكناية بحسب اللفظ ، لكنه لا ينافي أن يكون هناك حقيقة موجودة تعتمد عليها هذه العناية اللفظية ، فالسلطة والاستيلاء والملك وغيرها اُمور اعتبارية وضعية ليس لها في الخارج إلا آثارها ، لكن الله سبحانه يبين لنا أن هذه البيانات وراءها حقائق واقعية وجهات خارجية ليست بوهمية اعتبارية ، فمعنى الملك والسلطنة والإحاطة وغيرها المنسوبة لله تعالى هو نفس المعنى الذي نفهمه من كل هذه الألفاظ التي عندنا ، لكن المصاديق غير المصاديق ، فلها بالنسبة لله تعالى مصاديق حقيقية خارجية بما يليق بساحة قدسه تعالى ، فالعرش له مصداق يتناسب مع ساحة قدس الله تعالى.
وأما ما عندنا من مصاديق هذه المفاهيم فهي أوصاف ذهنية ادعائية ، وجهات اعتبارية لا تتعدى الوهم ، وإنما وضعناها وأخذنا بها للحصول على آثار حقيقية هي آثارها بحسب الدعوى ، وعليه فقوله تعالى : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ذات أنه تمثيل ، يريد أن يبين به أن له إحاطةً تدبيريةً لملكه ، كذلك يدل على أن هناك مرحلة حقيقية في المقام الذي تجتمع فيه جميع أزمة الامور على كثرتها واختلافها ، وهناك آيات اُخر تذكر العرش وحده ، بحيث ينسبه إليه تعالى ، كقوله تعالى : {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129، وقوله تعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} [غافر: 7] ، وقوله تعالى : {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] ، وقوله تعالى : {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75] (16).
فالآيات تدل بظاهرها على أن العرش حقيقة من الحقائق العينية , ولذلك نقول : إن للعرش في قوله : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} مصداقاً خارجياً ، وهو مقام في الوجود تجتمع فيه أزمة الحوادث والامور، وليس كناية وعناية لفظية كما هو الحال في الرأي الذي سبقه ، ولكنه في نفس الوقت يختلف اختلافاً جوهرياً عن الرأي الأول ، والذي يفيد أن العرش ككرسي كبير على شكل قبة ، وغيرها من الامور التي يشم منها رائحة التجسيم ، والتي لا تتناسب مع الصفات الإلهية من عدم الجسمية التي يلازمها المحدودية والنقص والاحتياج ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وبهذا يتضح أن العرش مرتبة وجودية عالية ، ومن هنا يمكننا القول : إن عروج أرواح المؤمنين في الحقيقة عبارة عن تواجد تلك الأرواح في ذلك العالم وفي تلك المرتبة العالية ، وحين تكون هناك فهي تكون حيث مبدأ الفيض الإلهي ومصدر المواهب ، كما قال المناوي في فيض القدير : «لأن النوم على طهارة يقتضي عروج الروح وسموها تحت العرش ، الذي هو مصدر المواهب» (17).
وتلك المواهب لا تتجاوز العلوم والمعارف التي يفيض بها المولى تعالى على تلك الأرواح ، فتعود مزدانة بالعلم والمعرفة ، لا سيما إذا كانت في أوقات مباركة ، ولها تأثيرها التكويني على صفاء النفوس ونقائها واستعدادها لنقل تلك الفيوضات الربانية ، ومن هذه الأوقات المباركة ليلة الجمعة.
فضيلة يوم الجمعة :
لقد كان لبعض الأزمنة والأمكنة خصوصيات معينة وميزات مهمة في الواقع التشريعي للإسلام , فلذا كانت هناك أعمال وعبادات زمانية ومكانية لا يكون امتثالها إلا في زمانها ومكانها الخاص.
مضافاً إلى أنه في بعض الأحيان يكون للزمان والمكان مدخل في القبول وزيادة الأجر والثواب ، مما يؤشر على أن هناك حقائق تكوينية وواقعية يكون الزمان هو الموجد لها والمؤثّر في تلك الحقائق التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولعل من أوضح تلك المصاديق الزمانية هو يوم الجمعة وليلتها الذي لا يخفى عظمته وفضله على سائر الأيام.
فقد أخرج ابن ماجه في سننه بسنده ، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، قال : «قال النبي : إن يوم الجمعة سيد الأيام ، وأعظمها عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال...» (18).
وفي مسند أحمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، قال : «ما تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة» (19).
وقد علق الهيثمي على هذا الحديث بأن : «رجاله رجال الصحيح» (20).
وبناءً على كل ما تقدم من أن أرواح المؤمنين تعرج في منامها إلى عرش ربها في ليالي الجمعة ـ ولا مانع من ذلك ـ بعد أن تبين أن أحد معاني العرش هو العلم كما تقدم فما الضير في أن تعرج أرواح أئمة أهل البيت عليهم السلام إلى عرش الرحمن في تلك الليالي التي لها خصوصية وتأثير تكويني لا يعلمه إلا الله تعالى ، فتذهب تلك الأرواح لتنال نصيبها من العلوم والمعارف الإلهية والفيوضات الربانية ، وهم خلفاء التقى ، وأئمة الهدى ، وقرناء القرآن، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ؟
وهكذا اتضح لنا بعد بيان هذه المقدمات أن هذه الشبهة واهية جداً , لأنها تستند على فهم خاطئ لكثير من الحقائق ، والناس أعداء ما جهلوا.
وبعد هذا هل يبقى مبرر لذلك التهويل والتشنيع على كتب الشيعة ورواياتهم؟!
إلا أن يقال : إن ما يحمله الإنسان من غل وحنقٍ يؤدي بصاحبه إلى مجانبة الموضوعية ، وعدم التأمل ومراجعة ما هو ثابت عنده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفخر الرازي ، تفسير الرازي : ج21 ص31 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(2) البكري الدمياطي ، إعانة الطالبين : ج2 ص 122، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(3) البكري الدمياطي ، إعانة الطالبين : ج2 ص122 ، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(4) مجموعة رسائل الغزالي ، الرسالة اللدنية ، فصل في بيان التحصيل للعلوم : 248 ، الناشر : المكتبة التوفيقية ـ مصر.
(5) ابن القيم الجوزية ، الروح : ج1 ص188 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(6) البيهقي ، شعب الإيمان : ج3 ص 29 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(7) المناوي ، فيض القدير : ج4 ص 358 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(8) ابن كثير، البداية والنهاية : ج1 ص12، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(9) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى : ج5 ص151، الناشر : مكتبة ابن تيمية.
(10) الصدوق ، الاعتقادات في دين الإمامية : ص45ـ 47، الناشر : دار المفيد ـ بيروت.
(11) الصدوق ، معاني الأخبار : ص29، الناشر : جماعة المدرسين ـ قم.
(12) الصدوق ، التوحيد : ص327 ، الناشر : جماعة المدرسين ـ قم.
(13) الذهبي ، العرش : ج1 ص251 ، الناشر : مكتبة أضواء السلف ـ الرياض.
(14) الثعالبي ، تفسير الثعالبي : ج3 ص37 ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(15) مكارم الشيرازي ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل : ج5 ص52، الناشر: دار إحياء التراث العربي.
(16) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : ج8 ص155، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
(17) المناوي ، فيض القدير : ج5 ص365 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(18) ابن ماجه ، سنن ابن ماجه : ج1 ص344 ، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(19) أحمد بن حنبل ، مسند أحمد : ج2 ص457، الناشر: دار صادر ـ بيروت.
(20) الهيثمي ، مجمع الزوائد : ج2 ص164، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
الحمد لله عظيم الحمد ، عظيم العرش ، عظيم الملك ، عظيم السلطان ، عظيم العلم ، عظيم الكرامة ، عظيم الرحمة ، عظيم البلاء ، عظيم النعمة ، عظيم الفضل عظيم العز، عظيم الكبرياء ، عظيم الجبروت ، عظيم العظمة ، عظيم الرأفة ، عظيم الامر تبارك الله رب العالمين.
والصلاة والسلام على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
للإجابة عن هذه الشبهة الواهية سنتعرض لبعض المفاصل على سبيل الإشارة والاختصار لتتضح الإجابة عن الشبهة. ومن هذه المفاصل
- معنى الروح وحقيقتها.
- الاُسلوب التكاملي للروح وطرق تلقيها للعلوم الإلهية والفيوضات الربانية.
- معنى عروج الروح وذهابها إلى عرش الرحمن.
- حقيقة العرش وفضيلة يوم الجمعة.
لمحة عن الروح وحقيقتها :
لقد أخذ البحث عن معنى الروح الإنسانية حيزاً كبيراً من تفكير المسلمين ، بل تفكير البشرية جمعاء ، فشغل بال الكثيرين من العلماء والباحثين منذ القدم ، فاختلف في حقيقتها وماهيتها ، فهل هي عبارة عن أجسام موجودة في داخل هذا البدن ، متولدة من امتزاج الطبائع والأخلاط ، أو هي عبارة عن نفس هذا المزاج والتركيب ، أو هي عبارة عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام ، أو هي عبارة عن موجود يغاير هذه الأجسام والأعراض ، أي جوهر بسيط مجرد (1).
وغير ذلك من الأقوال الكثيرة ، حتى قيل : «والخائضون فيها اختلفوا على أكثر من ألف قول» (2).
الأمر الذي حدا ببعضٍ إلى أن ينادي بالكف عن البحث فيها ، وإمساك المقال عنها ، وأنها مما استأثر الله بعلمه ولم يُطلِع عليه أحداً من خلقه (3).
ولكن الذي يمكن أن يقال في هذا الصدد : بأن الروح موجود يؤثر ـ بأمر الله ـ في إفادة الحياة ، فيصح أن يقال : إن الروح هي ما به تحقق الحياة . وهذا المقدار من معرفة الروح وعدم المعرفة الكاملة لها ربما يتناغم مع جو الآية القرآنية : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] ، وليست الروح هي الوحيدة التي نجهل تمام حقيقتها ، بل هناك الكثير من الحقائق لازالت مجهولة لدينا.
كما يمكن القول : إن هذه الروح الإنسانية في مبدأ فطرتها تكون خالية من العلوم والمعارف إلا المعارف الفطرية ، فهي لا تزال في طور التغيير من حال إلى حال ، ومن نقصان إلى كمال ، قال تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78] .
تكامل الروح وطرق تلقيها للعلوم الإلهية :
إن الروح تبدأ رحلتها نحو مراتب الكمال بواسطة ارتباطها بالله سبحانه وتعالى ، فتسمو وتقوى مراتبها الوجودية كلما اشتد وازداد هذا الارتباط ، فالإنسان المؤمن بالله تعالى يستطيع أن يصل بهذه الروح إلى أرقى مراتبها ، وذلك من خلال السير وفق نهج الطاعة الذي رسمه الله لعباده ، فكلما جد الإنسان واجتهد في طاعة الله سبحانه كلما ازداد قرباً منه تعالى ، فتبدأ روحه بالسمو والتكامل ، حتى تصل تلك الروح إلى مراتب عالية من القرب الإلهي ، فيحصل له الاستعداد الكامل لتلقي الفيض والنور الإلهي ، كما هو الحال في الأنبياء والأوصياء والصالحين.
قال الإمام الغزالي : «اعلم أن العلم يحصل من طريقين : أحدهما التعلم الإنساني ، والثاني التعلم الرباني . الطريق الثاني : إلقاء الوحي ، وهو أن النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والأمل الفانية ، وتُقبِل بوجهها على بارئها ومنشئها ، وتتمسك بجود مبدعها ، وتعتمد على إفاداته وفيض نوره ، والله تعالى بحسن عنايته ، يُقبِل على تلك النفس إقبالاً كلياً ، وينظر إليها نظراً إلهياً ، ويتخذ منها لوحاً ، ومن النفس الكلي قلماً وينقش فيها جميع علومه ، ويصير العقل الكلي كالمعلم ، والنفس القدسية كالمتعلم ، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس ، وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلم وتفكر» (4).
وأحد أساليب تلقي هذه الأرواح والنفوس لنور الله وفيضه هو عروج هذه الأرواح الطاهرة إلى محال فيضه ورحمته ، وذلك بين يدي العرش.
قال ابن القيم الجوزية في كتاب الروح : «وقد تظاهرت الآثار عن الصحابة أن روح المؤمن تسجد بين يدي العرش في وفاة النوم ووفاة الموت» (5) ، فسجود تلك الروح بين يدي العرش أثناء النوم يحصل من خلال عروج تلك الروح إلى عالم آخر يسمى بالعرش.
وقد روى البيهقي في الشُعَب بسنده ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : «إن الأرواح يعرج بها في منامها وتؤمر بالسجود عند العرش ، فمن كان طاهراً سجد تحت العرش ، ومن كان ليس بطاهر سجد بعيداً عن العرش...» (6).
وهذه الطهارة وإن حملها بعضٌ على الطهارة من الحدث كالوضوء والغسل والتيمم ، لكن الأنسب حملها على ما يشمل طهارة الباطن ونزاهته من أقذار الذنوب والمعاصي ، التي تمنع من حصول القرب الإلهي , لذا قال المناوي : «والطهارة عند النوم قسمان : طهارة الظاهر وهي معروفة ، وطهارة الباطن وهي بالتوبة ، وهي آكد من الظاهرة ، فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب فيتعين عليه التوبة ، وأن يُزيل من قلبه كل شيء» (7).
معنى العرش وعروج الروح إليه :
من الجدير بالذكر أن هذا العروج لأرواح المؤمنين ليس عروجاً مادياً ، وأن هناك درباً وطريقاً مادياً لهذه الأرواح تصعد بها إلى العرش ، فيكون العرش جسماً مادياً والروح تصعد إليه ، بل العروج إشارة إلى سمو هذه الأرواح وقربها من مصدر المواهب والفيوضات الإلهية ، والذي عبر عنه بالعرش.
ومعنى العرش يحتاج إلى بحث خاص ومفصل، ولكن سنقتصر على موضع الحاجة ، فنقول : لقد اختلفت التفاسير في إعطاء معنى واضح للعرش ، فمنهم من اعتقد بأنه شيئاً مادياً.
قال ابن كثير : «فهو سرير ذو قوائم ، وهو كالقبة على العالم تحمله الملائكة ، وهو سقف المخلوقات» (8).
وهو ما أشار إليه ابن تيمية بقوله : «وأما العرش فإنه مقبب» (9) ، وهذا الرأي يستشعر منه التجسيم ، وأن قائله متأثر بالفكر التجسيمي.
وقد فُسر العرش في الروايات الواردة عن أهل البيت بأنه جملة جميع الخلق وفي وجه آخر هو العلم الذي كشفه الله وعلمه للأنبياء عليهم السلام ، وهذا هو اعتقاد الشيعة بمعنى العرش :
قال الصدوق في الاعتقادات : «قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله : اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق ، والعرش في وجه آخر هو العلم ، وسُئل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ؟ فقال : ( استوى من كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء) (10) ، وروى الصدوق في معاني الأخبار عن المفضل بن عمر، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي ما هما ؟ فقال : العرش في وجه هو جملة الخلق والكرسي وعاؤه ، وفي وجه آخر العرش هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه» (11).
وروى عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] ، فقال : السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره (12).
وهناك من فسره بالملك ، كالمعتزلة والماتريدية وعامة متأخري الأشاعرة (13) وبعض المتكلمين وغيرهم.
قال الثعالبي في تفسيره : «وقوله سبحانه : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} معناه عند أبي المعالي وغيره من حُذاق المتكلمين : المُلك والسلطان» (14).
فتكون عبارة : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كناية عن سيطرة حاكم من الحكام على اُمور بلده ، كما إن المراد من جملة (ثُلَّ عرشه) هو خروج زمام الأمر من يده وفقدان السيطرة عليه ، واستعمالات هذه الكناية في اللغة كثيرة.
فالاستواء على العرش هو الإحاطة الكاملة لله تعالى وسيطرته على تدبير اُمور الكون (15).
وهناك من ذهب إلى معنىً أعمق من ذلك ، وهو : أن الاستواء على العرش وإن كان جارياً مجرى الكناية بحسب اللفظ ، لكنه لا ينافي أن يكون هناك حقيقة موجودة تعتمد عليها هذه العناية اللفظية ، فالسلطة والاستيلاء والملك وغيرها اُمور اعتبارية وضعية ليس لها في الخارج إلا آثارها ، لكن الله سبحانه يبين لنا أن هذه البيانات وراءها حقائق واقعية وجهات خارجية ليست بوهمية اعتبارية ، فمعنى الملك والسلطنة والإحاطة وغيرها المنسوبة لله تعالى هو نفس المعنى الذي نفهمه من كل هذه الألفاظ التي عندنا ، لكن المصاديق غير المصاديق ، فلها بالنسبة لله تعالى مصاديق حقيقية خارجية بما يليق بساحة قدسه تعالى ، فالعرش له مصداق يتناسب مع ساحة قدس الله تعالى.
وأما ما عندنا من مصاديق هذه المفاهيم فهي أوصاف ذهنية ادعائية ، وجهات اعتبارية لا تتعدى الوهم ، وإنما وضعناها وأخذنا بها للحصول على آثار حقيقية هي آثارها بحسب الدعوى ، وعليه فقوله تعالى : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ذات أنه تمثيل ، يريد أن يبين به أن له إحاطةً تدبيريةً لملكه ، كذلك يدل على أن هناك مرحلة حقيقية في المقام الذي تجتمع فيه جميع أزمة الامور على كثرتها واختلافها ، وهناك آيات اُخر تذكر العرش وحده ، بحيث ينسبه إليه تعالى ، كقوله تعالى : {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129، وقوله تعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} [غافر: 7] ، وقوله تعالى : {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] ، وقوله تعالى : {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75] (16).
فالآيات تدل بظاهرها على أن العرش حقيقة من الحقائق العينية , ولذلك نقول : إن للعرش في قوله : {ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} مصداقاً خارجياً ، وهو مقام في الوجود تجتمع فيه أزمة الحوادث والامور، وليس كناية وعناية لفظية كما هو الحال في الرأي الذي سبقه ، ولكنه في نفس الوقت يختلف اختلافاً جوهرياً عن الرأي الأول ، والذي يفيد أن العرش ككرسي كبير على شكل قبة ، وغيرها من الامور التي يشم منها رائحة التجسيم ، والتي لا تتناسب مع الصفات الإلهية من عدم الجسمية التي يلازمها المحدودية والنقص والاحتياج ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وبهذا يتضح أن العرش مرتبة وجودية عالية ، ومن هنا يمكننا القول : إن عروج أرواح المؤمنين في الحقيقة عبارة عن تواجد تلك الأرواح في ذلك العالم وفي تلك المرتبة العالية ، وحين تكون هناك فهي تكون حيث مبدأ الفيض الإلهي ومصدر المواهب ، كما قال المناوي في فيض القدير : «لأن النوم على طهارة يقتضي عروج الروح وسموها تحت العرش ، الذي هو مصدر المواهب» (17).
وتلك المواهب لا تتجاوز العلوم والمعارف التي يفيض بها المولى تعالى على تلك الأرواح ، فتعود مزدانة بالعلم والمعرفة ، لا سيما إذا كانت في أوقات مباركة ، ولها تأثيرها التكويني على صفاء النفوس ونقائها واستعدادها لنقل تلك الفيوضات الربانية ، ومن هذه الأوقات المباركة ليلة الجمعة.
فضيلة يوم الجمعة :
لقد كان لبعض الأزمنة والأمكنة خصوصيات معينة وميزات مهمة في الواقع التشريعي للإسلام , فلذا كانت هناك أعمال وعبادات زمانية ومكانية لا يكون امتثالها إلا في زمانها ومكانها الخاص.
مضافاً إلى أنه في بعض الأحيان يكون للزمان والمكان مدخل في القبول وزيادة الأجر والثواب ، مما يؤشر على أن هناك حقائق تكوينية وواقعية يكون الزمان هو الموجد لها والمؤثّر في تلك الحقائق التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولعل من أوضح تلك المصاديق الزمانية هو يوم الجمعة وليلتها الذي لا يخفى عظمته وفضله على سائر الأيام.
فقد أخرج ابن ماجه في سننه بسنده ، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، قال : «قال النبي : إن يوم الجمعة سيد الأيام ، وأعظمها عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال...» (18).
وفي مسند أحمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، قال : «ما تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة» (19).
وقد علق الهيثمي على هذا الحديث بأن : «رجاله رجال الصحيح» (20).
وبناءً على كل ما تقدم من أن أرواح المؤمنين تعرج في منامها إلى عرش ربها في ليالي الجمعة ـ ولا مانع من ذلك ـ بعد أن تبين أن أحد معاني العرش هو العلم كما تقدم فما الضير في أن تعرج أرواح أئمة أهل البيت عليهم السلام إلى عرش الرحمن في تلك الليالي التي لها خصوصية وتأثير تكويني لا يعلمه إلا الله تعالى ، فتذهب تلك الأرواح لتنال نصيبها من العلوم والمعارف الإلهية والفيوضات الربانية ، وهم خلفاء التقى ، وأئمة الهدى ، وقرناء القرآن، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ؟
وهكذا اتضح لنا بعد بيان هذه المقدمات أن هذه الشبهة واهية جداً , لأنها تستند على فهم خاطئ لكثير من الحقائق ، والناس أعداء ما جهلوا.
وبعد هذا هل يبقى مبرر لذلك التهويل والتشنيع على كتب الشيعة ورواياتهم؟!
إلا أن يقال : إن ما يحمله الإنسان من غل وحنقٍ يؤدي بصاحبه إلى مجانبة الموضوعية ، وعدم التأمل ومراجعة ما هو ثابت عنده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفخر الرازي ، تفسير الرازي : ج21 ص31 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(2) البكري الدمياطي ، إعانة الطالبين : ج2 ص 122، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(3) البكري الدمياطي ، إعانة الطالبين : ج2 ص122 ، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(4) مجموعة رسائل الغزالي ، الرسالة اللدنية ، فصل في بيان التحصيل للعلوم : 248 ، الناشر : المكتبة التوفيقية ـ مصر.
(5) ابن القيم الجوزية ، الروح : ج1 ص188 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(6) البيهقي ، شعب الإيمان : ج3 ص 29 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(7) المناوي ، فيض القدير : ج4 ص 358 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(8) ابن كثير، البداية والنهاية : ج1 ص12، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(9) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى : ج5 ص151، الناشر : مكتبة ابن تيمية.
(10) الصدوق ، الاعتقادات في دين الإمامية : ص45ـ 47، الناشر : دار المفيد ـ بيروت.
(11) الصدوق ، معاني الأخبار : ص29، الناشر : جماعة المدرسين ـ قم.
(12) الصدوق ، التوحيد : ص327 ، الناشر : جماعة المدرسين ـ قم.
(13) الذهبي ، العرش : ج1 ص251 ، الناشر : مكتبة أضواء السلف ـ الرياض.
(14) الثعالبي ، تفسير الثعالبي : ج3 ص37 ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(15) مكارم الشيرازي ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل : ج5 ص52، الناشر: دار إحياء التراث العربي.
(16) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : ج8 ص155، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
(17) المناوي ، فيض القدير : ج5 ص365 ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(18) ابن ماجه ، سنن ابن ماجه : ج1 ص344 ، الناشر : دار الفكر ـ بيروت.
(19) أحمد بن حنبل ، مسند أحمد : ج2 ص457، الناشر: دار صادر ـ بيروت.
(20) الهيثمي ، مجمع الزوائد : ج2 ص164، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت.