إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أساليب التغييب لفضائل أمير المؤمنين علیه السلام (حديث الغدير أُنموذَجاً)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أساليب التغييب لفضائل أمير المؤمنين علیه السلام (حديث الغدير أُنموذَجاً)

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين محمد المصطفى الأمين وعلى آل بينه الميامين ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم
    ابتُلي التراث الإسلامي بآفات عديدة، لعل من أبرزها ظاهرة تغييب فضائل أهل بيت النبوّة ومحاولة إخفائها؛ ليُغلق الطريق أمام انتقالها إلى الأجيال اللاحقة، على الرغم من كونها كرامات خصَّهم الله بها. ولم يُستثنَ الإمام أمير المؤمنين من تلك الظاهرة، حيث تعرَّضت فضائله لهجمة شرسة تطوَّع فيها بعض المخالفين وبأساليب متعدّدة؛ للحدِّ منها، مع أنّها ملأت الخافقين.

    نسلِّط الأضواء في هذا المقال على الأساليب التي استُخدمت في إخفاء فضائل الإمام علي عليه السلام متَّخذين من( حديث الغدير أُنموذجاً) وقد اخترنا هذا الحديث لشهرته وكثرة الحضور عند إبلاغ النبي صلى الله عليه وآله به، ومع ذلك تجرّأ بعض المؤرِّخين والمحدِّثين على إخفائه وتغييبه ـ كحدث وحديث ـ ومنه يُعرف مدى خطورة مسلك أولئك المؤرِّخين وقدرتهم على التلاعب بالتاريخ مهما كانت وقائعه واضحة.
    يتناول المقال الأساليب التي اتخّذها أعداء أهل البيت (ع) في تغييب فضائلهم عن الساحة الإسلاميّة، وقد سلّط الكاتب الأضواء على حديث الغدير بوصفه نموذجاً لمحاولات بعضٍ التلاعب به وحرفه عن مدلوله الصحيح على الرغم من شهرته وكثرة رواته. وقد قسّم الأساليب إلى سبعة: تحدث في الأُسلوب الأول عن تغييب الأماكن التي لها علاقة بالفضيلة، فيما أوضح في الأُسلوب الثاني محاولة التقليل من عدد الشهود الذين شهدوا الفضيلة أو الحادثة. وجاء الأُسلوب الثالث ليظهر المنهجية التي اتُّبعت في التشويش على معنى النص سعياً لإبعاد أيّ فضيلة تُستظهر منه. أمّا الأُسلوب الرابع، فكشف لنا عن منهجية بعضٍ في قلب الفضيلة وتحويلها إلى مثلبةٍ، فيما عرّفَنا في الأُسول الخامس على طريقة اتّبعها بعضهم في الهروب من توثيق الفضيلة مع شهرتها؛ وذلك بالسكوت عنها وإهمالها، وهو ما وقع فيه مسلم والبخاري؛ إذ لم يذكرا واقعة الغدير. والتشكيك بصحة الفضائل أُسلوب آخر اتُّخِذَ في تغييب حديث الغدير وجملة من الفضائل، وهذا ما عرضه الباحث في الأُسلوب السادس، وختم المقام بالحديث عن أُسلوب تغييب الفضيلة من خلال نفي الكتب عن أصحابها، أو تحريف طباعتها، وهذا هو الأُسلوب السابع
    وفيما يلي نستعرض تلك الأساليب التي استُخدمت في هذا المجال: 👇

  • #2
    الأُسلوب الأوّل: تغييب الحديث من حيث المكان

    إنّ المكان يلعب دوراً مهمّاً في فهم كثير من الحوادث التاريخية، وقد يقترن الحدث بمكان ما بحيث ينتقل الذهن إلى المكان بمجرّد ذكر الحادثة، فإذا غُيِّب المكان وأُلغي من الرقعة الجغرافية نهائيّاً فسيحيط بتلك الحادثة غموض، وهذا ما حدث لواقعة غدير (خم)([1])، حيثُ حاولت الدول المتعاقبة في منطقة الحجاز إخفاء هذه المنطقة وربط الغدير بميقات الجحفة ليشتبه على مَن يريد الوصول إليه والصلاة في مسجده من الشيعة([2])، وهذا ما جعل (أدارسة مراكش) يهتمّون به بشكل خاصّ منذ سنة (172ﻫ) إلى سنة (310ﻫ) لعمارة وبناء الجحفة، الذي حفظ ذكرى الغدير في مسير العودة من حجّة الوداع، بدليل الاهتمام بسفر الحجّاج المصريّين والمغاربة. ويجب أن لا ننسى أنّ منطقة الحرمين ـ مكّة والمدينة ـ كانت جزءاً لا يتجزّأ من حكومة مصر، وقد انضمّت بعد سقوط الفاطميّين إلى منطقة نفوذ صلاح الدِّين الأيّوبي، وقد جرت سياسة الولاة والخلفاء على إبقاء هذا الميقات متهدِّماً طيلة قرون مديدة، كي لا تكون حادثة توقّف الرسول صلى الله عليه وآله في مكان باسم (غدير خم) إحراجاً لقوم وتقويةً لآخرين!

    إنّ سقوط الفاطميّين سنة (567ﻫ) بيد صلاح الدِّين الأيّوبي، وتسنّم الأيوبيّين السلطةَ في مصر (564 ـ 648ﻫ) الذي صار سبباً لازدهار ميناء جدّة، وجعل الجحفة في مسير الانهدام ومعْرَضه، جعلهم يفرحون أنّهم استطاعوا ـ عوضاً عن الفهم الصحيح للتأريخ ـ أن يحذفوا التأريخ!

    والآن وقد جُدِّد بناء مسجد الميقات، وتوفّرت الإمكانات اللازمة للذين يريدون أن ينسلّوا من ملذاتهم ويحرروا أنفسهم في هذا الميقات ليضعوها أمام الله، فإنّ الفرصة سانحة لإحياء تاريخ أهمّ مكان على مسير عودة الرسول من حجّة الوداع، بإحياء مسجد الغدير في جهة شمال شرقي البناء التاريخي، وبنفس الاعتبار التاريخي والشرعي، وهمّة الذين جدّدوا بناء مسجد الميقات، وبناء مسجد بدر في بدر، وبناء مسجد العقبة في منى، ومسجد عمر ومسجد عليّ عليه السلام في المدينة([3]).

    ومثل هذا الإلغاء للمكان كان إلغاء مكان مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف، إمعاناً في تغييب فضائل ومناقب الإمام عليه السلام، وأوّل مَن أثار تلك الشبهة هو الخطيب البغدادي، قائلاً: «حكى لنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أنّ أبا جعفر الحضرمي ـ مطيناً ـ كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر عليّ بن أبي طالب عليه السلام. وكان يقول: لو علمتْ الرافضة قبر مَن هذا لرجمته بالحجارة، هذا قبر المغيرة بن شعبة. وقال مطين: لو كان هذا قبر عليّ بن أبي طالب؛ لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبداً»([4]). وتابعه على ذلك بعض المؤرِّخين من العامّة منهم: ابن عساكر وابن خلكان والذهبي وابن كثير([5])، وقد أبطل هذه الشبهة كثير من العلماء من الشيعة وغيرهم، فقد كتب السيد عبد الكريم بن طاووس رسالة في ذلك سمّاها (فرحة الغري في تعيين قبر الإمام علي عليه السلام)، وكذلك ردَّ على هذه الشبهة ابن أبي الحديد في شرح النهج([6]).

    إنّ جرأة هؤلاء المؤرِّخين والمحدِّثين، بلغت إلى هذا المقدار وهو إلغاء أماكن بهذه الشهرة، تدعونا إلى التأمّل في الكثير من المدوّنات التاريخيّة ودراستها دراسة متفحِّص لئلّا تخفى علينا حقائق التاريخ واستحقاقات أفراده.

    تعليق


    • #3
      الأُسلوب الثاني: تغييب الشهود

      ولم ينتهِ الأمر إلى هذا المقدار فقط، بل حاول بعض المؤرِّخين إلغاء تجمُّعٍ جماهيريٍّ هائل ربما لم يشهد تاريخ الجزيرة العربية مثله؛ إذ إنّ عدد حضور الغدير يبلغ عند ابن الجوزي: مائة وعشرين ألفاً([7])، وعند الطبرسي: سبعين ألفاً([8])، وقد صرّح الإمام الصادق عليه السلام بأنّه بالرغم من وجود هذا العدد الهائل من المسلمين، لم يستطع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن يأخذ حقّه ظاهراً، فقد قال عليه السلام لعمرو بن يزيد:*«العجب يا أبا حفص! لما لقى عليّ بن أبي طالب، أنّه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر على أخذ حقّه، والرجل يأخذ حقّه بشاهدين، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من المدينة حاجّاً ومعه خمسة آلاف، ورجع من مكّة وقد شيَّعه خمسة آلاف من أهل مكّة، فلمّا انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي عليه السلام»([9])، وقد ذكر ابن أبي الحديد أنّ الحضور كانوا مائة ألف([10]).

      إنّ وجود حشدٍ جماهيريّ بهذا العدد الهائل لم يكن ذريعةً كافية للبخاري ـ مثلاً ـ أو غيره لثبوت صحّة هذه الحادثة وما جرى فيها، فكيف بغيره من المؤرِّخين والمحدِّثين؟! فلم أرَ مثله حقّاً أُضيعَا([11])

      تعليق


      • #4
        الأُسلوب الثالث: تغييب المعنى

        وهناك طائفة أُخرى أكثر تضييعاً للحقائق من سابقتها في تغييب الفضائل، هذه الطائفة لمّا ثبتت عندها الواقعة زماناً ومكاناً تصرَّفت في المتن بحثاً عن شبهة تصرّف المعنى المراد منه إلى غير مقصود الشارع ومراده، وهؤلاء هم الذين وقفوا عند لفظ (المولى) في حديث الغدير، وراحوا يصرفونه إلى معانيه اللُغوية الأُخرى، وهي بالطبع غير مرادة للنبي صلى الله عليه وآله في ذلك اليوم. نعم، إنّ لكلمة مولى عدّة معانٍ لُغوية، فقد قال ابن الأثير: «وقد تكرّر ذكر المَوْلَى في الحديث، وهو اسْمٌ يقَع على جَماعةٍ كَثيِرَة، فهو: الرَّبُّ، والمَالكُ، والسَّيِّد، والمُنْعِم، والمُعْتِقُ، والنَّاصر، والمُحِبّ، والتَّابِع، والجارُ، وابنُ العَمّ، والحَلِيفُ، والعَقيد، والصِّهْر، والعبْد، والمُعْتَقُ، والمُنْعَم عَلَيه»([12]).

        وقد حاول الكثير من المحدِّثين صرف هذا المعنى عن الولاية والخلافة، فهذا الفخر الرازي في تفسيره لمّا وصل إلى قوله صلى الله عليه وآله: «مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، قال: «وفي لفظ المولى ههنا أقوال: أحدها قال ابن عباس: ï´؟مَوْلَاكُمْï´¾ أي مصيركم، وتحقيقه أنّ المولى موضع الولي، وهو القُرب، قال تعالى: ï´؟النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْï´¾([13])؛ فالمعنى أنّ النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتَصِلون إليه. والثاني: قال الكلبي: يعني أوْلى بكم، وهو قول الزجّاج والفرّاء وأبي عبيدة، وزعم أنّ ما قالته الشيعة ليس تفسيراً، وإنّما معنى، قال: واعلم أنّ هذا الذي قالوه معنى، وليس بتفسير للفظ، لأنّ لو كان مولى وأوْلى بمعنى واحد في اللّغة؛ لصحّ استعمال كلّ واحد منهما في مكان الآخر، فكان يجب أن يصحّ أن يُقال: هذا مولى من فلان كما يقال: هذا أوْلى من فلان، ويصحّ أن يقال: هذا أوْلى فلان كما يقال: هذا مولى فلان، ولمّا بطل ذلك؛ علمنا أنّ الذي قالوه معنى وليس بتفسير، وإنّما نبّهنا على هذه الدقيقة لأنّ الشـريف المرتضى لمّا تمسّك بإمامة عليٍّ، بقوله: (مَن كنت مولاه فعلي مولاه) قال: أحد معاني مولى أنّه أولى، واحتجّ في ذلك بأقوال أئمّة اللّغة في تفسير هذه الآية، بأنّ مولى معناه: أوْلى، وإذا ثبت أنّ اللفظ محتمل له وجب حمله عليه؛ لأنّ ما عداه إمّا بيّن الثبوت، ككونه ابن العمّ والناصر، أو بيّن الانتفاء، كالمعتِق والمعتَق، فيكون على التقدير الأول عبثاً، وعلى التقدير الثاني كذباً، وأمّا نحن فقد بيّنا بالدليل أنّ قول هؤلاء في هذا الموضع معنى لا تفسير، وحينئذٍ يسقط الاستدلال به. وفي الآية وجه آخر: وهو أنّ معنى قوله: ï´؟هِيَ مَوْلَاكُمْï´¾ أي: لا مولى لكم؛ وذلك لأنّ مَن كانت النار مولاه فلا مولى له، كما يُقال: ناصره الخذلان ومعينه البكاء؛ أي: لا ناصر له ولا معين، وهذا الوجه متأكّد بقوله تعالى: ï´؟وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىظ° لَهُمْ ï´¾([14])، ومنه قوله تعالى: ï´؟يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِï´¾([15])»([16]).

        لكن المعنى للحديث منحصر بالأَوْلى الذي هو المتقدِّم غير مقيَّد بشيء من الأشياء وحال من الأحوال، قال أبو الصلاح الحلبي: «وأمّا إفادة الأوْلى للإمامة فظاهر، لأنّ حقيقة الأوْلى: الأملك بالتصـرُّف، الأحقّ بالتدبير، يقولون: فلان أوْلى بالدم وبالمرأة وباليتيم وبالأمر؛ بمعنى الأحقّ الأملك، فإذا حصل هذا المعنى بين شخص وجماعة اقتضى كونه مفترض الطاعة عليهم من حيث كان أوْلى بهم من أنفسهم في تقديم مراداته وإن كرهوا»([17]).

        وقال الشيخ الأميني في الغدير، بعد البحث في صحّة خبر الغدير: «وأمّا دلالته على إمامة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فإنّا مهما شككنا في شيء فلا نشكّ في أنّ لفظة (المولى) سواء كانت نصّاً في المعنى الذي نحاوله بالوضع اللُّغوي، أو مجملة في مفادها لاشتراكها بين معانٍ جمّة، وسواء كانت عَرِيّة عن القرائن لإثبات ما ندّعيه من معنى الإمامة أو محتفّة بها، فإنّها في المقام لا تدلّ إلّا على ذلك؛ لفهم مَن وعاه من الحضور في ذلك المحتشد العظيم، ومَن بلغه النبأ بعد حين ممَّن يُحتجّ بقوله في اللُّغة من غير نكير بينهم، وتتابع هذا الفهم فيمَن بعدهم من الشعراء ورجالات الأدب حتى عصرنا الحاضر، وذلك حجّة قاطعة في المعنى المراد»([18]).

        ولهذه الأسباب ولعلم الأئمّة عليه السلام بأنّ البعض سوف يتلاعب بالمعنى المراد من المولى أو بالحديث عموماً، راحوا يبيِّنون لشيعتهم المعنى والمراد بأجلى عبارة لا تحتمل التأويل، فعن سهل بن قاسم النوشجاني، قال: قال رجل للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله! إنّه يروى عن عروة بن الزبير أنّه قال: توفّي النبي صلى الله عليه وآله وهو في تقية، فقال:*«أمّا بعد قول الله:*ï´؟يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ غ– وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ غ? وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِï´¾، فإنّه أزال كلَّ تقية بضمان الله*عزوجل*له، وبيّن أمر الله تعالى، ولكن قريشاً فعلت ما اشتهت بعده، وأمّا قبل نزول هذه الآية فلعله»([19]).

        فمن الواضح أنّ قول الإمام:*«أزال كلَّ تقية»،*لا يُراد به المعاني الأُخرى التي أراد لها مَن فسَّرها به.

        وعن إبراهيم بن رجاء الشيباني قال: قيل لجعفر بن محمد عليهما السلام: ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله لعليٍّ عليه السلام يوم الغدير:*«مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه».*قال: فاستوى جعفر بن محمد عليهما السلام قاعداً، ثمَّ قال:*«سُئل ـ والله**ـ عنها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: الله مولاي أوْلى بي من نفسي لا أمرَ لي معه، وأنا مولى المؤمنين أوْلى بهم من أنفسهم لا أمرَ لهم معي، ومَن كنت مولاه أوْلى به من نفسه لا أمرَ له معي، فعليّ بن أبي طالب مولاه أوْلى به من نفسه لا أمرَ له معه»([20]).

        وعن الحسن بن طريف، قال: كتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أسأله ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام:*«مَن كنت مولاه فهذا مولاه»،*قال:*«أراد بذلك أن جعله عَلماً يُعرَف به حزب الله عند الفرقة»([21]).

        أمّا أبان بن تغلب، فقد قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله:*«مَن كنت مولاه».*فقال:«يا أبا سعيد! تسأل عن مثل هذا؟! أعلمهم أنّه يقوم فيهم مقامه»([22]).

        يتّضح ممَّا تقدَّم أنّ معنى (المولى) في حديث الغدير قد تعرَّض إلى أخطر هجمة تغييب وتهميش؛ وذلك بصرف المراد الحقيقي منه الذي نطق به النبي صلى الله عليه وآله إلى ما سواه.

        تعليق


        • #5
          الأُسلوب الرابع: قَلْب الفضائل إلى مثالب

          ومن وسائلهم في طمس الفضائل والمناقب، قَلْب الفضائل من الأوصاف السامية المباركة الموضوعة لها إلى مثالب ومطاعن، فمن ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وآله حين احتفى بتنصيب أمير المؤمنين يوم الغدير خليفة للمسلمين عقد اجتماعاً للاحتفال بهذه المناسبة في الجحفة، فنصب خيمة للاجتماع ومبايعة أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت له صلى الله عليه وآله عمامة اسمها (السحاب)، فعمَّم بها أمير المؤمنين عليه السلام، وأمرهم بالدخول عليه في تلك الخيمة، ومصافحته ومبايعته، فدخل الصحابة واحداً بعد الآخر، حتى أنّ عمر بن الخطاب قال كلمته المشهورة:*«بخٍ بخٍ لك يا عليُّ، أصبحتَ مولاي ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة»([23]).

          فكان أمير المؤمنين بعد ذلك إذا حضر متعمّماً بتلك العمامة يقول النبي صلى الله عليه وآله:*«أتاكم عليٌّ في السحاب»([24]). وهذا هو المعنى الصحيح لما يُنسب إلى الشيعة من قولهم: (جاء علي عليه السلام في السحاب)، والمفهوم لدى عامّة المسلمين، ولا يرتاب فيه أحدٌ لوضوحه، إلّا أنّه لم يرُق لبعض المحدِّثين والمؤرِّخين بقاء تلك الفضيلة الدالّة على الغدير، والمذكِّرة به، فعمد إلى تشويهها إمعاناً في إبطالها وتغييب حقيقتها.

          فقال الملطي في التنبيه والردّ: «قولهم (يعني: الروافض): (عليٌّ في السحاب)، فإنّما ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله لعليٍّ حين أقبل وهو متعمّم بعمامة النبي صلى الله عليه وآله كانت تُدعى السحاب، فتأوّله هؤلاء على غير تأويله»([25]).

          وقد نسب عبد الكريم الشهرستاني في (الملل والنحل) إلى فرقة من فرق الشيعة وهم السبائية قولهم:*«وهو الذي (يعنى عليّاً عليه السلام) يجيئ في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسُّمه»([26])، فاُنظر كيف أُوِّل الحديث افتراءً علينا!

          والحقيقة إنّ هذا المعنى لم يتأوَّله أحدٌ منهم قط ـ من أوّل يومهم ـ على غير تأويله، كما ذكر الملَطي، وإنّما أوَّله الناس افتراء عليهم([27])، وليت الملطي دلّنا على فرقة قالت بذلك! وإنّما هم أفراد شذّاذ تجد أمثالهم في كلِّ ملِّة ودين، فتعميم القول بذلك لكلِّ الشيعة، ونبزهم بالروافض وراءه ما وراءه!

          وقد جاء كلام الملطي في سياق حديثه عن فِرَق الرافضة ـ حسب تعبيره ـ وقسَّم فِرَقهم إلى ثماني عشرة فِرْقَة، ومن تلك الفِرَق فِرقة السبئية، ثمَّ قسَّم السبئية إلى فِرَق، ونسب إليهم عدّة معتقدات. فإذا كان قصده أنّ هؤلاء هم الشيعة فقد نسب إليهم كثير من الأُمور ظلماً وجهلاً، فالشيعة لا تقول بأنّ الإمام عليّاً*عليه السلاملم يمت، ولم تقل بإمامة محمد بن عليٍّ الذي لا زال يحرسه الأسد في غار!!

          تعليق


          • #6
            الأُسلوب الخامس: التغييب بالسكوت عن الحادثة وإهمال ذكرها

            ومن الوسائل الأُخرى لبعضهم ـ ولعلّهم أكثر إنصافاً على الظاهر من غيرهم ـ هي السكوت وإهمال الحوادث الدالّة على فضل أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام، حيث نجد الكثير من المؤرِّخين ـ رغم شهرة واقعة الغدير وتوقُّف النبي صلى الله عليه وآله بالجحفة وخطبته هناك ـ لا يتعرّض لهذه الحادثة فراراً من الإقرار بتلك الفضيلة أو نفيها، فكأنّما هو يحتاط لنفسه! إلّا أنّه احتياط في غير محلّه، وهذا يشمل كلّ تفاصيل الحادثة([28]).

            ومن عجائب الصحيحين (البخاري ومسلم) أنّهما أهملا ذكر حادثة الغدير كأكبر مصداق لما تُمثِّله هذه الحالة. وهذا يكشف عن نزعة تطرُّف عجيبة.

            وقد أورد ما يدلّ على ذلك صاحب كتاب أضواء على الصحيحين، حيث ذكر: «ممّا يدلّ على عدم الوثوق بالصحيحين، وعدم اعتبار صحّة جميع ما ورد فيهما، هو التطرّف الطائفي المفرط والتعصّب الشديد لدى مؤلفَيهما وتعنُّتِهما تجاه الحقّ، وكان هذا التطرُّف قد اعترى البخاري أشدّ وأكثر من مسلم... وأمّا الشواهد على ذلك:... إنّك ترى في البخاري ومسلم وصحيحيهما هذه العصبية المفرطة عندما تقرأ كتابيهما، وتلاحظ أنّهما لمّا يواجهان فضيلة مشهورة ومنقبة مهمّة من مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام وفيها دلالة صريحة على أفضليته لأمر الخلافة، وتقدُّمه على الآخرين، فإنّهما يبادران إلى تعتيمها.

            وهذه المناقب والفضائل قد ورد ذكرها في سائر الصحاح الستّة والمدارك المعتبرة لدى أهل السنّة، وهي من يقينيّات الحوادث التاريخية ومسلَّماتها، وهي ممَّا أجمع عليه علماء السنّة والشيعة، مثل: حديث الغدير، آية التطهير، حديث الطائر المشوي، حديث سدّ الأبواب، وحديث أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها. وقد روى كلُّ واحدة من هذه الفضائل والمناقب عشرات الصحابة وأثبتها علماء أهل السنّة في كتبهم المعتبرة، إلّا أنّ البخاري الذي لم يرضَ أن ينقل هذه المناقب المسلَّمة واليقينيّة ويخصِّص لها باباً خاصّاً في صحيحه فحسب، بل أفرد باباً خاصّاً في فضائل معاوية، وحيثُ إنّه لم يعثر على منقبة لمعاوية رُويَت على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله حقّاً، يروي حديثين عن حبر الأُمّة ابن عباس جاء في أولاهما أنّه مدح معاوية لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله، وجاء في ثانيهما مدحٌ لمعاوية بكونه فقيهاً وعالماً. والعجب كلّ العجب ممَّن يريد أن يصنِّف كتاباً جامعاً يلمّ فيه بما ورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله، ويكتب تفسيراً للقرآن، ويؤلِّف كتاباً في التاريخ، ولا يدع مدحاً وثناءً من صحابي بحقِّ صحابي آخر (معاوية) إلّا وأورده فيها، وذلك أداء للأمانة! كيف تسمح له نفسه بالإغماض عن واقعة ذات أهميّة تاريخية، كحديث الغدير أو حديث (أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها)؟! ولا يخفى أنّه ليس لهذا التغاضي والتجاهل من قِبل البخاري سبب إلّا التعتيم على مناقب أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، وإخفاء الحقائق الواقعية»([29]).

            وحديث الغدير ممّا استدركه الحاكم على الصحيحين بعد أن أورده عن زيد بن أرقم، يقول الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك([30]).

            وقد كان أبو حنيفة ممَّن يدعو أصحابه إلى عدم الإقرار بهذا الحديث، فقد ذكر محمد بن نوفل: «كنتُ عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت، فذكرنا أمير المؤمنين عليه السلام ودار بيننا كلام منه، فقال أبو حنيفة: قد قلتُ لأصحابنا: لا تقرّوا بحديث غدير خم فيخصموكم. فتمعَّر وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي، وقال له: لِمَ لا يقرّون به؟! أما هو عندك يا نعمان؟! قال: هو عندي وقد رويته. قال: فلِمَ لا يقرّون به وقد حدَّثنا به حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم: أنّ علياً عليه السلام نشد الله في الرحبة مَن سمعه؟ فقال أبو حنيفة: ألا ترون أنّه قد جرى في ذلك خوض حتى نشد عليٌّ الناسَ لذلك؟ فقال الهيثم: فنحن نكذِّب عليّاً أو نرّد قوله؟ فقال أبو حنيفة: ما نكذِّب عليَّاً ولا نرّد قولاً قاله، ولكنك تعلم أنّ الناس قد غلا فيهم قوم. فقال الهيثم: يقوله رسول الله صلى الله عليه وآله ويخطب به، ونشفق نحن منه ونتّقيه لغلو غالٍ أو قول قائل! ثمَّ جاء مَن قطع الكلام بمسائل سأل عنها»([31]).

            تعليق


            • #7
              الأُسلوب السادس: التغييب بالتشكيك بصحّة الفضائل

              وهذا القسم كثير الورود، ولم يسلم منه حديث في الفضائل إلّا نزر قليل، فتجد الإثارة والتشويش على صحّة الخبر مذهب الكثير من المحدِّثين، حتى بلغ الحال أن يناقض بعضهم الآخر في ذلك. قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:*«وأمّا قوله: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه اللهم والِ مَن والاه) إلخ، فهذا ليس في شيءٍ من الأُمّهات، إلّا في الترمذي وليس فيه إلّا: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه). وأمّا الزيادة فليست في الحديث»([32]). وقال أيضاً:*«وأمّا (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) فلا يصحّ من طريق الثقات أصلاً»([33]).

              وقد ردَّ عليه الألباني مفنِّداً رأيه هذا، قائلاً: «مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه. صحيح طُرُقه، وشواهده كثيرة. وأوّلها عن أبي الطفيل عنه قال: لمّا دفع النبي (صلى الله عليه وسلم) من حجّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن، ثمَّ قال: كأنّي دُعيت فأجبت، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فاُنظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض. ثمَّ قال: إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلِّ مؤمن. ثمّ إنّه أخذ بيد عليٍّ (رضي الله عنه) فقال: مَن كنتُ وليّه فهذا وليّه، اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه. صحيح»([34]).

              وقال الألباني بعد ذكره لمصادر الحديث: «فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحّته أنّني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية، قد ضعَّف الشطر الأول من الحديث، و أمّا الشطر الآخر، فزعم أنّه كذب! وهذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرُّعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طُرُقَها ويدقّق النظر فيها»([35]).

              تعليق


              • #8
                الأُسلوب السابع: التغييب بنفي الكُتُب عن أصحابها أو تحريف طبعاتها

                ومن وجوه الالتفاف على الفضائل التي ثبتت لأمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته ـ وما يقابلها من ظلامات وقعت عليهم من الأُمّة ـ هو الإلغاء أو التشكيك في نسبة الكتب والنصوص التي ترد فيها تلك الفضائل أو الظلامات إلى أصحابها، أو تغيير النصوص في طبعات لاحقة للكتب. سواء من قِبَل الجهات الطابعة أم من نفس المؤلِّفين أو المحقِّقين.

                ومن ذلك ما تعرَّض له كتاب (سرّ العالمين وكشف ما في الدارين) للغزالي([36])، حيث قال فيه: «لكن أسفرت الحجّة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث عن خطبته في يوم غدير خم باتّفاق الجميع وهو يقول: مَن كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر: بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة ـ فهذا تسليم ورضا وتحكيم ـ ثمَّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة، وحمل عمود الخلافة وعقود البنود، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأوّل فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً، فبئس ما يشترون»([37]).

                وكان أحمد أمين أوّل المشكّكين في ذلك، قال يصف الشيعة: «بل وضعوا الكتب وحشّوها بتعاليمهم ونسبوها لأئمّة أهل السنّة، ككتاب سرّ العارفين الذي نسبوه للغزالي»([38]).

                ولَنعم ما أجابه به السيد الأمين العاملي، قائلاً: «الكتاب المنسوب إلى الغزالي اسمه سرّ العالمين لا سرّ العارفين، فمن عدم معرفته باسمه يُعرف مبلغ تثبّته في الأمر، ومن أين عرف أنّ كتاب سرّ العالمين ليس للغزالي، وأنّهم حشوه بتعاليمهم ونسبوه إليه. فهل شافه الغزالي وأخبره أنّ الكتاب ليس له، أو نزل عليه وحي بذلك؟! ما هذا إلّا تخرّص وسوء ظنٍّ نهى الله عنه، وتهجُّم على القدح بغير مسوغ. والشيعة ليست بحاجة إلى أن تنتصر بالغزالي فتضع كتاباً على لسانه، فلديها من الحجج والبراهين ما فيه كفاية، واحتجاجها بكتاب الله وكُتُب خصومها المشهورة يغنيها عن الاحتجاج بكتابٍ مجهول يُنسب للغزالي. على أنّ الحافظ ابن حجر في لسان الميزان جزم بأنّه للغزالي فقال([39]): قال أبو حامد الغزالي في كتاب سرّ العالمين»([40]).

                وتبع أحمد أمين في هذا التشكيك الدكتور عبد الرحمن بدوي([41])في صحّة نسبة هذا الكتاب للغزالي، مع ما يوجد في الكتاب من براهين كثيرة على صحّة نسبة الكتاب للغزالي، لم يقف عندها بدوي، بل قطع بالنسبة مكتفياً بذلك عن النظر والتأمّل، وكم لبدوي من هنات وهنات، أليس هو مَن نفى نسبة كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليه السلام؟!([42])*أفيؤتمن مثل هؤلاء على الدين وتاريخ الأُمّة؟!

                ومن ذلك ما وقع من التحريف في (جمهرة) ابن دريد، محمد بن الحسن (المتوفّى 321ﻫ): (ج1، ص71) قال فيه: «غدير خم معروف، وهو الموضع الذي قام فيه رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) خطيباً بفضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، كذا في (المطبوع من الجمهرة)، وقد حكى عنه ابن شهر آشوب وغيره في العصور المتقدِّمة من النسخ المخطوطة ما نصّه: (هو الموضع الذي نص النبي صلَّى الله عليه وسلم فيه على عليٍّ عليه السلام)، وقد حرَّفته يد الطبع»([43]).

                إنّ محقّقي الدواوين والجهات التي تتولّى طباعة الكتب التراثية من هذا الصنف الذي دأب على تغييب فضائل أهل البيت عليهم السلام، فقد كان لهؤلاء المحقّقين الدور المميَّز في تحريف الحقيقة وطمس الآثار النبويّة.

                قال الشيخ الأميني، عند ترجمة حسان بن ثابت، متعرِّضاً لتحريف الدواوين بعد الطباعة: «إنّ لحسّان في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مدايح جمّة غير ما سبقت الإشارة إليه، إلّا أنّ يد الأمانة لم تقبض عليها يوم مُدّت إلى ديوانه، فحرّفت الكلم عن مواضعها، ولعبت بديوان حسّان، كما لعبت بغيره من الدواوين والكتب والمعاجم التي أُسقطت منها مدايح أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم، والذكريات الحميدة لأتباعهم، كديوان الفرزدق الذي أسقطوا منها ميميّته المشهورة في مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام مع إشارة الناشر إليها في مقدمة شرح ديوانه([44])، وقد طفحت بذكرها الكتب والمعاجم، وكديوان كُمَيت، فإنّه حُرّفت منه أبيات كما زيدت عليه أُخرى، وكديوان أمير الشعراء أبي فراس، وكديوان كشاجم الذي زحزحوا عنه كمية مهمّة من مراثي سيدنا الإمام السبط الشهيد سلام الله عليه...*»([45]).

                تعليق


                • #9
                  المصادر :
                  اُنظر: السمهودي، علي بن عبد الله، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى: ص1204. الحربي، إبراهيم بن إسحاق، المناسك وأماكن طرق الحجّ ومعالم الجزيرة: ص458. رفعت باشا، إبراهيم، مرآة الحرمين: ج1، ص15.

                  [4]**** الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج1، ص148.

                  [5]**** اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج42، ص567. ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ج4، ص55. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج3، ص651. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج7، ص365.

                  [6]**** اُنظر: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج6، ص133. الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج5، ص13. الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج1، ص69.

                  [7]**** اُنظر: ابن الجوزي، تذكرة الخواص: ص30. عنه البحراني، عبد الله، العوالم (قسم حديث الغدير): ص168.

                  [8]**** اُنظر: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج1، ص201، ح86. الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهّر، كشف اليقين: ص113. الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، إثبات الهداة: ج3، ص2، ح593. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج37، ص201.

                  [9]**** العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي: ج1، ص332. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج37، ص140.

                  [10]*** كما نُقل ذلك في كشف المهم، اُنظر: البحراني، هاشم، كشف المهم عن طريق خبر غدير خم: ص50.

                  [11]*** قال محمد طاهر القمّي الشيرازي في كتاب الأربعين: «وروي أنّ ابن الكميت رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: أنشدني قصيدة كانت لأبيك؛ يعني القصيدة المشتملة على حكاية الغدير، قال: فأنشدته إياها، فلمّا وصلتُ إلى (ولم أرَ مثله حقّاً أُضيعَا) بكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكاءً شديداً، قال: صدق أبوك، ولم أرَ مثله حقّاً أُضيعَا، ثمّ انتبه». القمي الشيرازي، محمد طاهر، كتاب الأربعين: ص123. وروى الكراجكي في كنز الفوائد بإسناده، عن هناد بن السرى المتوفّى سنة (243ﻫ)، قال: «رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في المنام فقال لي: يا هنادِ، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: أنشدني قول الكميت: ويوم الدوح دوح غدير خم.. قال: فأنشدته، فقال لي: خذ إليك يا هناد. فقلت: هات يا سيدي، فقال عليه السلام:

                  ******************************* ولم أرَ مثل ذاك اليوم يوماً ****** *ولم أرَ مثله حقّاً أُضيعَا»

                  **الكراجكي، محمد بن علي، كنز الفوائد: ص154.

                  [12]*** ابن الأثير الجزري، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص228.

                  [13]*** الحديد: آية15.

                  [14]*** محمد: آية11.

                  [15]*** الكهف: آية 29.

                  [16]*** اُنظر: الفخر الرازي، محمد بن عمر، تفسير الرازي: ج29، ص227.

                  [17]*** الحلبي، أبو الصلاح، تقريب المعارف: ص216. واُنظر: الفيروز آبادي، مرتضى الحسيني، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: ج1، ص390 ـ 394. الموسوي، عبد الحسين شرف الدين، المراجعات: ص259، المراجعة54.

                  [18]*** الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج1، ص340.

                  [19]*** الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا: ص271.

                  [20]*** الطبري، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى: ص92.

                  [21]*** المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج37، ص223.

                  [22]*** الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار: ص66.

                  [23]*** ابن المغازلي، علي بن محمد، مناقبُ عليّ بن أبي طالب: ص37. ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار: ص106. الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص583. ابن شهر آشوب، محمد بن عليّ، مناقب آل أبي طالب: ج2، ص238. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج21، ص388. الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج1، ص276.

                  [24]*** الحلبي، علي بن برهان الدين، السيرة الحلبية: ج3، ص452. السيوطي، جلال الدين، الحاوي للفتاوي: ج1، ص273. الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج1، ص291.

                  [25]*** المَلَطي، محمد بن أحمد، التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع: ص19 ـ 20.

                  [26]*** الشهرستاني، عبد الكريم، الملل والنحل: ج1، ص152.

                  [27]*** الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج1، ص293.

                  [28]*** ويُشبه هذا الإهمال أو يزيد عليه إهمال الدكتور أحمد زكي صفوت خطبة الغدير في كتابه جمهرة خطب العرب، وقد أثبتتها المصادر الموثوقة بأسانيد، وكذلك فعل في خطبة الزهراء الفدكية، رغم ورودها في مصادر أدبية عربية مهمّة مثل: الجوهري، أحمد عبد العزيز، السقيفة وفدك: ص99. ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج16، ص211. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب: ج2، ص304. عبد الرحمن بن عيسى، الألفاظ الكتابية: ص21. البغدادي، أحمد بن أبي طاهر، بلاغات النساء: ص16.

                  [29]*** النجمي، محمد صادق، أضواء على الصحيحين: ص107.

                  [30]*** اُنظر: الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص109.

                  [31]*** المفيد، محمد بن محمد، أمالي المفيد: ص26 ـ 27. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج47، ص401.

                  [32]*** ابن تيمية، أحمد، مجموع الفتاوى: ج4، ص417.

                  [33]*** ابن تيمية، أحمد، منهاج السنّة النبوية: ج7، ص228.

                  [34]*** الألباني، محمد ناصر الدين، سلسلة الأحاديث الصحيحة: ج4، ص330، رقم1750.

                  [35]*** المصدر السابق.

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X