لا بُدَّ للمسلِم السَويّ من أن یُوطِّد علاقته بأولیاءِ أمرِه الذینَ فرضَ اللّه طاعتهُم، فهُم حججُ اللّه تَعالى ووسیلتُه إلى رضوانِه والشُفعاء في یومِ حسابِه. وتوطیدُ العلاقَةِ معهُم یتأتى من خلال الاقتداء بهدیهم والتأسّي بهم، وفي طلیعتهم الرسول الأ?رم(صلى الله عليه و آله و سلم)، یقول أمیر المومنین (عليه السلام) موصیاً: « اقتدوا بهدي نبیِّ?م فإنَّه أفضل الهدي، واستنُّوا بسنَّته فإنَّها أهدى السُّنن »(١).
وهنا یرشدنا الإمام الرضا(عليه السلام) إلى دوام الصلاة على النبي الأ?رم(صلى الله عليه و آله و سلم) عرفانا بالجمیل، وتقدیرا للجهود الجبارة التي بذلها من أجل أمته: عن عبیداللّه بن عبداللّه الدّهان، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا(عليه السلام) فقال لي: « ما معنى قوله: ( وَذَ?َرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) (٢)» قلت: ?لّما ذ?ر اسم ربّه قام فصلّى، فقال لي: « لقد ?لّف اللّه عزَّوجلَّ هذا شططا » (٣) فقلت: جعلت فدا? ف?یف هو؟ فقال: « ?لّما ذ?ر اسم ربّه صلّى على محمّد وآله »(٤).
أما أهل البیت علیهم السلام: فهم شمس الهدایة الأبدیة لهذه الأمة وسفن نجاتها، وفي هذا المورد یقول أمیر المؤمنین(عليه السلام) :« انظروا أهل بیت نبی?م فالزموا سَمْتَهُم واتَّبعوا أثَرهم، فلن یُخرجو?م من هُدى، ولن یُعیدُو?م في ردى» (٥)، ویرشد الإمام الرضا(عليه السلام) شیعته إلى إحیاء ذ?ر أهل البیت(عليهم السلام) وإقامة مجالس العزاء لهم. عن علی بن الحسن بن فضال عن أبیه، قال الرضا(عليه السلام) : «من تذ?ر مصابنا فب?ى وأب?ى لم تب?ِ عینه یوم تب?ي العیون، ومن جلس مجلسا یحیي فیه أمرنا لم یمت قلبه یوم تموت القلوب» (٦).
وهذا الحدیث فیه أسلوب تربوي قیم یُعمق من رابطة الولاء بین المسلم وأئمته (عليه السلام) :فإدامة ذ?رهم وذ?ر مصائبهم تُنمي في وعیه ووجدانه الأف?ار والمفاهیم الإسلامیة الصحیحة، فتنطلق في داخله ینابیع العواطف الإنسانیة الخیرة، إضافة إلى المعطیات الإیجابیة التي یحصل علیها یوم الحساب حیث الثواب الجزیل.
*?تاب الإمام الرضا(ع) سیرَةٌ وتاریخ- عباس الذهبي/ مَع التصَرف.
1- نهج البلاغة / تحقیق : السید جعفر الحسیني ، خطبة ١١٠.
2- سورة الأعلى : ٨٧ / ١٥.
3-الشطط : مجاوزة القدر في ?ل شیء ، یعني لو ?ان ?ذل? ل?ان الت?لیف فوق الطاقة.
4-اُصول ال?افي ٢ : ٤٩٤ ـ ٤٩٥ / ١٨ باب : الصلاة على النبي محمد 6 وأهل بیته : ، ?تاب الدُّعاء.
5-نهج البلاغة ، خطبة ٩٧.
6-عیون أخبار الرضا 7 ١ : ٢٦٤ / ٤٨ باب (٢٨).
المصدر: الموقع الرسمي للعتبة الرضوية المقدسة
تعليق