إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الترهيب والترغيب✍💧✍

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الترهيب والترغيب✍💧✍

    🍃🍃🍃🍃💧💧💧
    إنّ الدين الإسلامي يشتمل على أكمل المناهج للحياة الإنسانية، ويحتوي على ما يسوق البشرية إلى السعادة والرفاه، هذا الدين عُرفت أُسسه وتشريعاته عن طريق القرآن الكريم، وهو ينبوعه الأوّل، ومعينه الذي يترشّح منه، والقوانين الإسلامية التي تتضمّن سلسلة من المعارف الاعتقادية والأُصول الأخلاقية والعملية، نجد منابعها الأصيلة في آيات القرآن العظيم.
    〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️🌀💧
    قال تعالى: ﴿إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[22]، وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[23]، فالترغيب والترهيب يُكمّل أحدهما الآخر، فالترهيب يُستخدم في علاج السلوك المنحرف، وذلك أنّ النفس إن لم تؤدّب انقادت إلى الأهواء، ففسدت في طبعها، وأصبح الترهيب في هذه الحالة ضرورة ملحّة، وكذلك الترغيب فهو ضروري حتى تتوازن النفس؛ لأنّ الترغيب معناه الأمل والرجاء في وعد الله، وكلّما عملت النفس عملاً خيراً، كان لا بدّ من تبيان ثماره وعطاياه ومنحه[24].

    ولهذين الأُسلوبين أُسسهما النفسية، فهما يعتمدان على إثارة الانفعالات، ومنها المحبّة والخشوع والرجاء والخوف، وفيهما أيضاً موازنة بين العواطف، فلا يطغى الخوف على الأمل، فيقنط المذنب من عفو الله ورحمته.

    وهما أُسلوبان مناسبان لطبيعة النفس الإنسانية، فالإنسان يخاف ويرجو، ويحبّ ويكره، فضلاً عن ذلك، فإنّ هذين الأُسلوبين مناسبان للفروق الفردية، فمن الناس مَن يصلح معه الترغيب، والثواب، ومنهم مَن يصلح معه الترهيب والعقاب لتعديل سلوكه، وتعليمه، ومنهم مَن يحتاج إلى الأُسلوبين معاً[25].

    وعليه، فإنّ أُسلوبي الترغيب والترهيب من الأساليب المؤثّرة نفسياً في مختلف الأفراد، ويكون ذلك عن طريق الإيحاء والتحفيز،* وإثارة نوازع الخير في النفس البشرية، واستغلال ميولها الفطرية فيما يفيدها ويحقّق سعادتها وسرورها، ويجنّبها ما يؤذيها ويكون مصدر شقاقها وآلامها[26].
    〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️✍
    كما أنّ طبيعة الترغيب والترهيب في المنهج الإسلامي تتّسم باللامحدودية، فنجد القرآن الكريم إذا وضع مشوّقاً للسلوك الحسن، فإنّ هذا المشوّق ليس مجرّد جائزة تقديرية يزول أثرها في الحياة الدنيا، وليس درجة فخرية يتلاشى سرورها فور استلام مرسومها، بل هو يسمو إلى أن يبلغ درجة أعظم من ذلك دائمة وثابتة، وفي المقابل حين يضع القرآن الكريم مثبّطاً عن السلوك السيّئ، سواء كان وقائياً أو علاجياً؛ فإنّه يجعل العقاب المادي حميماً وجحيماً، وكذلك العقاب المعنوي، فهو إعراض الله وسخطه، وهذا ممّا لا يطيق بشر أن يتحمّله[27].
    🕊🕊🕊🕊🕊
    وممّا يزيد فاعلية الترغيب والترهيب في التربية الإسلامية، كونهما يتعاملان مع جوانب عديدة في الإنسان، فلا يخاطبان عقله فقط، وإنّما يناشدان روحه، ويلمسان وجدانه؛ فيدخلان النفس الإنسانية من منافذها، كما أنّهما يستندان إلى رصيد من الإيمان، وكلّما كان هذا الرصيد أكبر زاد تأثيرهما وقوي[28].

    منهج الترغيب والترهيب في القرآن
    💧💧💧💧
    إنّ للقرآن الكريم أهدافاً أساسية إذا عرفناها عرفنا بعض جوانبه الغامضة علينا، ومن أهدافه الأساسية تربية الإنسان وتزكيته وتعليمه وإصلاحه، وقد أشار إلى هدفية التزكية والتعليم بقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾[29]، فالآيات التي تُتلى على الأُميين تهدف إلى تزكيتهم، ثمّ تعليمهم الكتاب والحكمة، فالتزكية هي تنظيف النفس البشرية من رواسبها الجاهلية، سواء كانت من نوع الأفكار الباطلة، أو المعتقدات الفاسدة، أو الأخلاق السيّئة.
    🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
    *والتزكية مشتقّة من الزكاة وهي الطهارة، وأساس التزكية تقوية الإرادة والتحكّم في الأهواء والشهوات، بينما يهدف التعليم إلى إضافة المعارف الجديدة للإنسان؛ لدفع عجلة البشر إلى الأمام، وهذا يُشبه إلى حدٍّ كبير العلاقة بين تنظيف أرض زراعية من الأدغال والحشائش الضارّة، لتتسنّى زراعتها بالبذور المفيدة والأشجار المثمرة، فالشجرة المثمرة هي العلم، ولكنّه لا ينفع من دون تنظيف الأرض الإنسانية وصفحة النفس من الأخلاق الفاسدة والأفكار الباطلة، وهنا تكمل عملية التزكية والتعليم، وتأتي الواحدة متمّمة للأُخرى، وبهذا الجمع بين التزكية والتعليم يوجّه القرآن الناس إلى الحقّ، وهذه وسيلة تربوية تدعونا إلى التدبّر في آيات الله تعالى؛ لأنّها حقائق تربوية يتعرّض لها كتاب الله، لتثبيت المسؤولية الشخصية في نفوس الأُمّة ﴿إِنَّ الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[30].

    *فهذا القانون الاجتماعي الذي تُشير إليه هذه الآية يربط بين الحضارة وبين تطوير الصفات النفسية، ويقول: كلّما كان بناء قوم أكثر من هدمهم تقدّمت بهم الحضارة، ولا يكثر البناء على الهدم على صعيد الواقع إلّا بعد وجود نفسيّة مناسبة على صعيد الذات، وهذا أُسلوب تربوي يتّبعه القرآن الكريم في تزكية النفس بما يتناسب معها من الآثار العاطفية والتوجّه الفكري والزخم الإيماني، إنّه أُسلوب يربط بين الفكرة الموظفة والهدف المنشود.

    ✍🌀✍🌀
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X