《 رِحْلةٌ فِي جُرْحِ ( الحُسَيْن ) ... 》
خـَلـَعْـتُ الاَسَـاطِـيـرَ عَنِّي سـِوَى
أَسَــاطِـيـرِ عـِشْـقِـكَ لـَمْ اَخـْلَـعِ
وجـِـئـْتـُـكَ فـي نَشْـوَةِ اللاّعُـقُولِ
اَجـُـرُّ جـَـنَـازَةِ عـَقـْلـي مـَعِـي !
لَـمَسْـتُكَ فـي المَـهْدِ دِفْءَ الحَنـانِ
عَـلَـى ثَـوْبِ اُمّـيَ ، والمَلـْفَعِ(1)
وفـي الـرَّضـْعَـةِ البِكْرِ اَنـْتَ الـذي
تَـقَـاطَرْتَ (2)فـِي الـلـبَنِ المُوجَعِ
وقـَبْـلَ الرضَـاعَـةِ..قـَبْـلَ الحَليبِ..
تَـقَـاطـَرَ إسـْمـُكَ فِـي مَـسْمـَعِي
فـأَشْـرَقْـتَ فِـي جـَوْهَـري سَاطِعاً
بِـمـَا شـَعَّ مـِنْ سِـرِّك َ الـمـُودَعِ
بَـكـَيـْتُـكَ حَـتَّـى غَسـَلْـتُ القِمَــاطَ
عَـلَـى ضـِفَّـتَـيْ جـُرْحـِكَ الـمُشْرَعِ
وَمـَا كُـنْـتُ أبْـكـيـكَ لَـوْ لَـمْ تَـكُـنْ
دِمَـاؤُك َ قَـدْ اَيـْقـَظَـت ْ أدْمـُعِـي
كَـبُـرْتُ أنَـا.. والـبُـكـاءُ الـصـَّغِـيرُ
يَـكْـبـُرُ عـِبـْر َ الـلـيَـالِـي مَـعـِي
هـُنـَا فِـي دَمِـي بَـدَأَتْ (كَـرْبـَلاءُ)
و َتَـمَّـت ْ إلــى آخـِر ِ الـمـَصـْرَعِ
كَـاَنَّـكَ يــوم َ أََرَدْت َ الـــخُــرُوجَ
عَـبـَرْتَ الـطَّـريـقَ عـلـى اَضْلُـعي
ويـومَ انْـحـَنَـى بـِكَ مـَتـْنُ الجَـوادِ
سـَقَـطْــتَ ولَـكـِنْ عـلـى أََذْرُعِـي
و يـوم َ تَـوَزَّعـْت َ بَـيـْنَ الـرِّمـاحِ
جَـمَـعـْتـُكَ فـي قـَلْبِـيَ المُوْلَعِ(3)
اَلَـسـْتَ اَبَـا المـُنْـجَـبـِيـنَ الاُبـاةِ
اِذَا انْـتَـسـَبَ الـعـُقْـمُ لِـلْـخـُنَّعِ(4)
وحِـيـنَ تـَنـاثَرَ عـِقـْدُ الـرِّفـاقِ(5)
فـِداءً لِـدُرَّتِـهِ (6) الاَنـْصَـع ِ(7)
هـُنَـا لـَبَّتْ الـرِّيحُ دَاعي الـنَّفِير(8)
و حـَجَّـتْ إِلَـى الـجـُثَـثِ الـصـُرَّعِ
فَـمـَا أََبْـصـَرَتْ مُبْدِعـاً كَـ( الحُسَيْنِ)
يَـخُـط ُّ الـحَــيـَـاةَ بِـلا اِِِصـْـبَــع ِ!
و لا عَـاشـِقـاً كَـ( اَبـي فَـاضِـل ٍ)
يُـجـِيـدُ (9) الـعـِنـاقَ بـلا اَذْرُعِ !
و لا بَـطَـلاً مـِثــْلَـمـَا ( عــابِس ٍ)
يَـهـُشُّ (10) اِذَا سارَ لـِلـْمَـصْـرَع ِ!
هُـنَـا الـعَـبْـقَـرِيَّةُ تُـلْـقـِي الـعنـانَ
وَ تََـهْـبُـطُ مِـن ْ بُـرْجِـهـا الاَرْفَــعِ
ويَـنـْهـارُ قَـصـْرُ الـخـَيَـالِ المَهِـيبُ
عـلَـى حـِيـرَةِ الـشـاعـِرِ الـمـُبـْدِعِ
لَـعـَلَّ الـبُـطـُولَـةَ فِـي زَهْـوِهَـا
بِـيـَوْمِـك َ، تَـأتـي بـِلا بـُرْقـُعِ(11)
فـأََصـْنَـعُ مـِنْـهَـا الـمَـعـَانـي الـتـي
عَـلَـى غـَيْـرِ كَـفـَّيْـك َ لـَمْ تُـصْـنَـعِ
( أَبْيَات مِنْ كِتَاب ـ أَعْشَاشُ المَلائِكَة ـ
صفحة/ 197 / للشّاعِر جاسِم الصّحيح )
ــــــــــــــــــــــ
ـ شرح مفردات :
(1) المَلْفَع : الملفعة : ما يُتَلَفَّفُ به ويُدارُ الجسمُ كله من ثوب او كساء.
(2) تَقاطَرَ : جَرَى وسَقَطَ قطرة قطرة.
(3) قَلْبي المُولَع : المُحِبُّ المُتَعَلِّق بك.
(4) الخُـنَّـع : الخاضعين الاذِلاء.
(5) تَنَاثَرَ عِقْدُ الرِِّفَاق : تساقط متفرِّقاً، والعقد: ما جُعِلَ في العنق من الحِلِي.
(6) الدرّة : اللآلىء العِظَام.
(7) الاَنْصَع : الناصع هو الخالص الصافي.
(8) دَاعِي النَّفِير : منادي القيام لقتال العدو.
(9) يُجِيد : يُحْسِنُ الفعل.
(10) يَهُشُّ : يُسْرِعُ مُبْتَسِماً للشهادة.
(11) بُرْقُع : نِقاب تستر به المرأة وجهها.
خـَلـَعْـتُ الاَسَـاطِـيـرَ عَنِّي سـِوَى
أَسَــاطِـيـرِ عـِشْـقِـكَ لـَمْ اَخـْلَـعِ
وجـِـئـْتـُـكَ فـي نَشْـوَةِ اللاّعُـقُولِ
اَجـُـرُّ جـَـنَـازَةِ عـَقـْلـي مـَعِـي !
لَـمَسْـتُكَ فـي المَـهْدِ دِفْءَ الحَنـانِ
عَـلَـى ثَـوْبِ اُمّـيَ ، والمَلـْفَعِ(1)
وفـي الـرَّضـْعَـةِ البِكْرِ اَنـْتَ الـذي
تَـقَـاطَرْتَ (2)فـِي الـلـبَنِ المُوجَعِ
وقـَبْـلَ الرضَـاعَـةِ..قـَبْـلَ الحَليبِ..
تَـقَـاطـَرَ إسـْمـُكَ فِـي مَـسْمـَعِي
فـأَشْـرَقْـتَ فِـي جـَوْهَـري سَاطِعاً
بِـمـَا شـَعَّ مـِنْ سِـرِّك َ الـمـُودَعِ
بَـكـَيـْتُـكَ حَـتَّـى غَسـَلْـتُ القِمَــاطَ
عَـلَـى ضـِفَّـتَـيْ جـُرْحـِكَ الـمُشْرَعِ
وَمـَا كُـنْـتُ أبْـكـيـكَ لَـوْ لَـمْ تَـكُـنْ
دِمَـاؤُك َ قَـدْ اَيـْقـَظَـت ْ أدْمـُعِـي
كَـبُـرْتُ أنَـا.. والـبُـكـاءُ الـصـَّغِـيرُ
يَـكْـبـُرُ عـِبـْر َ الـلـيَـالِـي مَـعـِي
هـُنـَا فِـي دَمِـي بَـدَأَتْ (كَـرْبـَلاءُ)
و َتَـمَّـت ْ إلــى آخـِر ِ الـمـَصـْرَعِ
كَـاَنَّـكَ يــوم َ أََرَدْت َ الـــخُــرُوجَ
عَـبـَرْتَ الـطَّـريـقَ عـلـى اَضْلُـعي
ويـومَ انْـحـَنَـى بـِكَ مـَتـْنُ الجَـوادِ
سـَقَـطْــتَ ولَـكـِنْ عـلـى أََذْرُعِـي
و يـوم َ تَـوَزَّعـْت َ بَـيـْنَ الـرِّمـاحِ
جَـمَـعـْتـُكَ فـي قـَلْبِـيَ المُوْلَعِ(3)
اَلَـسـْتَ اَبَـا المـُنْـجَـبـِيـنَ الاُبـاةِ
اِذَا انْـتَـسـَبَ الـعـُقْـمُ لِـلْـخـُنَّعِ(4)
وحِـيـنَ تـَنـاثَرَ عـِقـْدُ الـرِّفـاقِ(5)
فـِداءً لِـدُرَّتِـهِ (6) الاَنـْصَـع ِ(7)
هـُنَـا لـَبَّتْ الـرِّيحُ دَاعي الـنَّفِير(8)
و حـَجَّـتْ إِلَـى الـجـُثَـثِ الـصـُرَّعِ
فَـمـَا أََبْـصـَرَتْ مُبْدِعـاً كَـ( الحُسَيْنِ)
يَـخُـط ُّ الـحَــيـَـاةَ بِـلا اِِِصـْـبَــع ِ!
و لا عَـاشـِقـاً كَـ( اَبـي فَـاضِـل ٍ)
يُـجـِيـدُ (9) الـعـِنـاقَ بـلا اَذْرُعِ !
و لا بَـطَـلاً مـِثــْلَـمـَا ( عــابِس ٍ)
يَـهـُشُّ (10) اِذَا سارَ لـِلـْمَـصْـرَع ِ!
هُـنَـا الـعَـبْـقَـرِيَّةُ تُـلْـقـِي الـعنـانَ
وَ تََـهْـبُـطُ مِـن ْ بُـرْجِـهـا الاَرْفَــعِ
ويَـنـْهـارُ قَـصـْرُ الـخـَيَـالِ المَهِـيبُ
عـلَـى حـِيـرَةِ الـشـاعـِرِ الـمـُبـْدِعِ
لَـعـَلَّ الـبُـطـُولَـةَ فِـي زَهْـوِهَـا
بِـيـَوْمِـك َ، تَـأتـي بـِلا بـُرْقـُعِ(11)
فـأََصـْنَـعُ مـِنْـهَـا الـمَـعـَانـي الـتـي
عَـلَـى غـَيْـرِ كَـفـَّيْـك َ لـَمْ تُـصْـنَـعِ
( أَبْيَات مِنْ كِتَاب ـ أَعْشَاشُ المَلائِكَة ـ
صفحة/ 197 / للشّاعِر جاسِم الصّحيح )
ــــــــــــــــــــــ
ـ شرح مفردات :
(1) المَلْفَع : الملفعة : ما يُتَلَفَّفُ به ويُدارُ الجسمُ كله من ثوب او كساء.
(2) تَقاطَرَ : جَرَى وسَقَطَ قطرة قطرة.
(3) قَلْبي المُولَع : المُحِبُّ المُتَعَلِّق بك.
(4) الخُـنَّـع : الخاضعين الاذِلاء.
(5) تَنَاثَرَ عِقْدُ الرِِّفَاق : تساقط متفرِّقاً، والعقد: ما جُعِلَ في العنق من الحِلِي.
(6) الدرّة : اللآلىء العِظَام.
(7) الاَنْصَع : الناصع هو الخالص الصافي.
(8) دَاعِي النَّفِير : منادي القيام لقتال العدو.
(9) يُجِيد : يُحْسِنُ الفعل.
(10) يَهُشُّ : يُسْرِعُ مُبْتَسِماً للشهادة.
(11) بُرْقُع : نِقاب تستر به المرأة وجهها.
تعليق