مبادئ بناء التوافق الأسري
قال تبارك وتعالى : ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً غ?))(الروم آية :21)،في ضوء المعنى العام لهذه الآية المباركة بأمكاننا أن نضع أيدينا على المبادئ الأساسية للتوافق الأسريما يأتي ذكره:
الأول مبدأ الحب :
إن توافر الحب _بين الزوجين ،أو بين الأب وأفراد اسرته_يمثل البلسم الشافي لما تتعرض له الأسرة من خلل ،لأن الحب قادر على إزالة ذلك الخلل ،وبالعكس من ذلك فأذا وجد في الاسرة ما يُنمي مظاهر البغضاء والشحناء فأن الأسرة معرّضة للتفكك والتشتت ،ولو على نحو تدريجي ،ويشير العلماء الى ان الشخصية السوية التي تمثل الرحمة والاستقامة في أي مجتمع من المجتمعات هي نتاج لأسر سوية يسود بين أفرادها الحُب ،وبالضد من ذلك نجد المجرم وغير السوي طوال التأريخ نتاجاً لأسر تسود بين أفرادها علاقات البغضاء والأنتقام والتسلط وعدم احترام للفرد الآخر ،ومن الجدير بالذكر أن منظومة التعاليم الأسلامية لم تهمل هذا الجانب ،بل ركزته وأعتنت به ،وحثت المسلمين على مراعاته في التعامل الأسري ،فورد عن النبي (صلى الله عليه وآاله وسلم) قوله : ((خيركم ،خيركم لأهله ،وأنا خيركم لأهلي)) وهذ المبدأ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمبدأ الحب.
أثر الحب في العطاء الأسري:
أن الحب يشكل القاعدة الرئيسية لمبدأ العطاء دون حدود، أي أن من تحبه تبذل له دون حساب ،أما التعامل على أساس الحصول على المكاسب والمصالح الشخصية لا ينطلق من قاعدة الحب وهكذا الأمر في البناء الأسري ،أي ان الزوج يقدم لزوجته ما يستطيع أن يقدمه من دون حساب ،وهكذا الأب مع أبنائه ،وايضاً الأبناء أتجاه الأبوين ،فكلما كان العطاء كبيراً من أفراد الأسرة اتجاه بعضهم كلما ساد جو من الوئام فيتحقق التوافق الأسري المنشود ، أما اذا ساد مبدأ الانتقام والشحناء والبغضاء والايقاع بألأخرين بين أفراد الأسرة الواحدة فسينتج التفكك الأسري لامحال.
تعليق