صدى المهدي
1- القيمة الحقيقية هو الله سبحانه وتعالى
الشخصية الحسينية معيارها الحقيقي والواضح هو الله تعالى وطاعته، وهي بعيدة كل البعد عن الأهواء والشهوات والمصالح الفردية التي تسيّر الانسان يمينا وشمالا.
فحين اتخذ الامام الحسين (عليه السلام) قرار الخروج إلى كربلاء لمواجهة فساد يزيد بن معاوية، كان قراره إيمانيا طاعة لله وفي سبيله عز وجل ولم يكن يهدف الاستيلاء على الحكم، أو تحقيق منفعة شخصية وهنا يأتي مدى قوة قابلية روحه وإيمان نفسه في اتخاذ القرار تنفيذا لأمر الله.
قبل خروجه (عليه السلام) لمواجهة الموقف، قال لأم سلمة:” يا أماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا”. وكذلك حواره (عليه السلام) مع ابن عباس وهو يحاول أن يثنيه عن الخروج مبينا غدر أهل الكوفة وقتلهم لأبيه، وخذلانهم لأخيه (عليهما السلام) وما دار بينه وبين “ابن عمر” وابن الزبير حتى اشتد عليهم البكاء وكذلك بكاء محمد بن الحنفية، بل ولم يبق في المدينة ومكة إلا من حزن لخروجه ومسيره.
إلا أن الحسين (عليه السلام) أراد أن يؤكد للجميع أن خروجه طاعة لله ورسوله وأنه اتخذ القرار الصعب حيث لا أحد على وجه الأرض يمكنه أن يتخذ مثل هذا القرار لأن قراره (عليه السلام) جاء تلبية لنداء السماء، وأن الله كتب له الشهادة وهو يعلم أنه ”مقتول مذبوح” ولن يتراجع أبدا حتى يرى مصرعه ومصرع أهل بيته وأصحابه، فجعل العاشر من المحرم يوما لتنمية الروح في طاعة الله. ففي كربلاء وقعت المأساة كما نعتقد واعتقد قبلا أهل المدينة ومكة، اما للحسين (عليه السلام) فهي أرض الكرامة التي اختارها الله ليراه فيها شهيدا وسيدا أميرا لجميع الشهداء من الأولين والآخرين.
2- عند اتخاذ القرار لابد ان يكون التفكير عقلائيا (لا للعواطف)
الشهيد بشر بن عمرو الحضرمي الكندي هو أحد شهداء الطف، حياته فيها مضامين عالية وقيم سامية ودروس في المحبة والعشق لله ولرسوله ولائمة اهل البيت (عليهم السلام) حيث أتيح له أن يغادر كربلاء بعذر مقبول من قبل الامام الحسين (عليه السلام) ولكنه أبى الا المشاركة والشهادة بين يدي امام زمانه (عليه السلام).
ليلة العاشر من المحرم جاء أحدهم برسالة الى بشر بن عمرو الحضرمي بعد ان سأل عنه،
- فقال له: لقد أسر ابنك في معركة الري وهو يجاهد مع المسلمين هناك من أجل دحر الفرس الذين كانوا يحاولون منذ ان فتحت الري سنة 17 للهجرة ان يغزوها بين الفينة والأخرى.
لم يشأ ان يخبر الامام بهذا الخبر ولكن يبدو ان الامام (عليه السلام) علم مسبقا فقال له: بلغني ان ولدك تم أسره في معركة الري.
- فقال: سيدي عند الله احتسبه ونفسي، ما كنت لأحب ان يؤسر ولدي وأن أبقى بعده حيا.
فقال له الحسين (عليه السلام): رحمك الله أنت في حل من بيعتي (بمعنى تكليف القتال والحرب ساقط عنك)، فاعمل في فكاك رقبة ابنك. وقدم له الامام خمسة اثواب وبرود قيمتها ألف دينار. فقال له: سيدي أبا عبد الله أكلتني السباع ان أنا فارقتك وأسال عنك الركبان مع قلة الأعوان لا يكون ذلك أبداً.
فكم يحتاج الانسان الى القوة والشجاعة والايمان القوي حتى يتخذ هذا القرار ويجمد عواطفه إزاء ابنه لينال خير الدنيا والآخرة.
قصة وهب
في قصة وهب ذلك الشهيد الذي أسلم حديثا والتحق بركاب الامام الحسين (عليه السلام) دخلت عليه أمه في الخيمة وقالت بحزم وقوة: قم وانصر الحسين (عليه السلام).
رجع من المعركة وسيفه يقطر دما وعليه آثار طعنات السيوف والرماح فقال لها: أرضيتِ يا أماه؟
-قالت: لا أرضى عنك حتى تقتل بين يدي ابن بنت رسول الله.
عندما سمعت زوجته كلامها وأحست بخطورة الموقف قالت له: عزيزي يا وهب، لا تفجعني بنفسك ولا ترملني.
هنا تدخلت الأم لتضع حدا لتأخر وهب من نيل الشهادة فصاحت بزوجته اتركيه، ثم صاحت به:
- يا وهب لا تسمع لقولها، وارجع وقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله، ليكون غدا شفيعك عند ربك.
فأم وهب والدة ولا يضاهيها في عاطفتها الجياشة أحد مقابل ولدها ولكن اتخذت قرارها بعقل لأنها تريد لولدها كل خير، فهي تعرف قيمة أن يدافع الانسان عن دينه وعن امام زمانه حتى الموت، سيحمل وسام الصديقين والصالحين.
3- تقديم الخيارات المتعددة ثم انتخاب الأمثل
لكي نوضح هذه النقطة لابد أن نضرب مثالا لذلك: هناك سيدة تعاني من مشكلة مع زوجها فهي لا تشعر بالسعادة معه ما هي البدائل والخيارات المطروحة أمامها؟
1- استمرار الحياة معه كما هي بلا طعم ولا روح.
2- الانفصال عنه.
3- البحث عن الأسباب التي أدت بحياتها الى ذلك. وماذا يجب ان تفعل لاستعادة حياتها معه والعودة بالزمن الى الأسبوع الأول من زواجها معه، كيف كانت سعيدة معه؟ وكيف كانت معاملتها له؟ وكيف كانت تتكلم معه؟ و.....
1- القيمة الحقيقية هو الله سبحانه وتعالى
الشخصية الحسينية معيارها الحقيقي والواضح هو الله تعالى وطاعته، وهي بعيدة كل البعد عن الأهواء والشهوات والمصالح الفردية التي تسيّر الانسان يمينا وشمالا.
فحين اتخذ الامام الحسين (عليه السلام) قرار الخروج إلى كربلاء لمواجهة فساد يزيد بن معاوية، كان قراره إيمانيا طاعة لله وفي سبيله عز وجل ولم يكن يهدف الاستيلاء على الحكم، أو تحقيق منفعة شخصية وهنا يأتي مدى قوة قابلية روحه وإيمان نفسه في اتخاذ القرار تنفيذا لأمر الله.
قبل خروجه (عليه السلام) لمواجهة الموقف، قال لأم سلمة:” يا أماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا”. وكذلك حواره (عليه السلام) مع ابن عباس وهو يحاول أن يثنيه عن الخروج مبينا غدر أهل الكوفة وقتلهم لأبيه، وخذلانهم لأخيه (عليهما السلام) وما دار بينه وبين “ابن عمر” وابن الزبير حتى اشتد عليهم البكاء وكذلك بكاء محمد بن الحنفية، بل ولم يبق في المدينة ومكة إلا من حزن لخروجه ومسيره.
إلا أن الحسين (عليه السلام) أراد أن يؤكد للجميع أن خروجه طاعة لله ورسوله وأنه اتخذ القرار الصعب حيث لا أحد على وجه الأرض يمكنه أن يتخذ مثل هذا القرار لأن قراره (عليه السلام) جاء تلبية لنداء السماء، وأن الله كتب له الشهادة وهو يعلم أنه ”مقتول مذبوح” ولن يتراجع أبدا حتى يرى مصرعه ومصرع أهل بيته وأصحابه، فجعل العاشر من المحرم يوما لتنمية الروح في طاعة الله. ففي كربلاء وقعت المأساة كما نعتقد واعتقد قبلا أهل المدينة ومكة، اما للحسين (عليه السلام) فهي أرض الكرامة التي اختارها الله ليراه فيها شهيدا وسيدا أميرا لجميع الشهداء من الأولين والآخرين.
2- عند اتخاذ القرار لابد ان يكون التفكير عقلائيا (لا للعواطف)
الشهيد بشر بن عمرو الحضرمي الكندي هو أحد شهداء الطف، حياته فيها مضامين عالية وقيم سامية ودروس في المحبة والعشق لله ولرسوله ولائمة اهل البيت (عليهم السلام) حيث أتيح له أن يغادر كربلاء بعذر مقبول من قبل الامام الحسين (عليه السلام) ولكنه أبى الا المشاركة والشهادة بين يدي امام زمانه (عليه السلام).
ليلة العاشر من المحرم جاء أحدهم برسالة الى بشر بن عمرو الحضرمي بعد ان سأل عنه،
- فقال له: لقد أسر ابنك في معركة الري وهو يجاهد مع المسلمين هناك من أجل دحر الفرس الذين كانوا يحاولون منذ ان فتحت الري سنة 17 للهجرة ان يغزوها بين الفينة والأخرى.
لم يشأ ان يخبر الامام بهذا الخبر ولكن يبدو ان الامام (عليه السلام) علم مسبقا فقال له: بلغني ان ولدك تم أسره في معركة الري.
- فقال: سيدي عند الله احتسبه ونفسي، ما كنت لأحب ان يؤسر ولدي وأن أبقى بعده حيا.
فقال له الحسين (عليه السلام): رحمك الله أنت في حل من بيعتي (بمعنى تكليف القتال والحرب ساقط عنك)، فاعمل في فكاك رقبة ابنك. وقدم له الامام خمسة اثواب وبرود قيمتها ألف دينار. فقال له: سيدي أبا عبد الله أكلتني السباع ان أنا فارقتك وأسال عنك الركبان مع قلة الأعوان لا يكون ذلك أبداً.
فكم يحتاج الانسان الى القوة والشجاعة والايمان القوي حتى يتخذ هذا القرار ويجمد عواطفه إزاء ابنه لينال خير الدنيا والآخرة.
قصة وهب
في قصة وهب ذلك الشهيد الذي أسلم حديثا والتحق بركاب الامام الحسين (عليه السلام) دخلت عليه أمه في الخيمة وقالت بحزم وقوة: قم وانصر الحسين (عليه السلام).
رجع من المعركة وسيفه يقطر دما وعليه آثار طعنات السيوف والرماح فقال لها: أرضيتِ يا أماه؟
-قالت: لا أرضى عنك حتى تقتل بين يدي ابن بنت رسول الله.
عندما سمعت زوجته كلامها وأحست بخطورة الموقف قالت له: عزيزي يا وهب، لا تفجعني بنفسك ولا ترملني.
هنا تدخلت الأم لتضع حدا لتأخر وهب من نيل الشهادة فصاحت بزوجته اتركيه، ثم صاحت به:
- يا وهب لا تسمع لقولها، وارجع وقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله، ليكون غدا شفيعك عند ربك.
فأم وهب والدة ولا يضاهيها في عاطفتها الجياشة أحد مقابل ولدها ولكن اتخذت قرارها بعقل لأنها تريد لولدها كل خير، فهي تعرف قيمة أن يدافع الانسان عن دينه وعن امام زمانه حتى الموت، سيحمل وسام الصديقين والصالحين.
3- تقديم الخيارات المتعددة ثم انتخاب الأمثل
لكي نوضح هذه النقطة لابد أن نضرب مثالا لذلك: هناك سيدة تعاني من مشكلة مع زوجها فهي لا تشعر بالسعادة معه ما هي البدائل والخيارات المطروحة أمامها؟
1- استمرار الحياة معه كما هي بلا طعم ولا روح.
2- الانفصال عنه.
3- البحث عن الأسباب التي أدت بحياتها الى ذلك. وماذا يجب ان تفعل لاستعادة حياتها معه والعودة بالزمن الى الأسبوع الأول من زواجها معه، كيف كانت سعيدة معه؟ وكيف كانت معاملتها له؟ وكيف كانت تتكلم معه؟ و.....
اترك تعليق: