المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ :- تؤكّد على ضرورة مُراعاة حقوق الإنسان عامةً وخاصةً - وتُبيِّنُ أنَّ السببَ الرئيسَ في مشاكلنا هو عدم مُراعاة الحقوق المُتبادلة .
وتدعو إلى الاهتمام برسالة الحقوق للإمام السجّاد ، عليه السلام ، والتي هي كنز عظيم في المعارف الإلهيّة ، فيجب أن نتعلّمها ونُعلّمها للآخرين فرداً ومجتمعاً.
وإنَّ رسالة الحقوق القيّمة هي رسالة شاملة لجميع حقوق الإنسان وما يحيط به ، ويحتاجها كلّ فردٍ من الحاكم والمحكوم والراعي والرعيّة في مختلف مجالات الحياة الإنسانيّة – ويجب الاهتمام بها في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا.
:1: ينبغي الاهتمام بما تركه الإمام السجّاد ، عليه السلام ، من رسالة الحقوق العظيمة المضامين ، و هي من كنوز المعارف الإلهيّة التي غفلنا عنها وعن أهمّية دورها في الحياة الدنيا ، وأهملنا دراستها وتطبيقها .
:2: إنَّ الاهتمام برسالة الحقوق هو إحياء حقيقي لأمر أهل البيت ، عليهم السلام ، وكما ورد عن الإمام الرضا ، عليه السلام ، ( رحمَ اللهُ عبداً أحيا أمرنا - فقلتُ له :وكيف يُحيى أمركم ؟ قال : يتعلّم علومنا ويُعلّمها الناسَ ، فإنَّ الناسَ لو علموا
مَحاسنَ كلامنا لاتبعونا) : عيون أخبار الرضا، الصدوق،ج1،ص275 :
:3: إنَّ من الوسائل المهمّة هي إقامة المجالس للتذكير والتعريف بعلوم أهل البيت ، وخاصة رسالة الحقوق ونهج البلاغة ، ففي رسالة الحقوق بيان قيّم لمنظومة الحقوق كاملةً من حقّ الله سبحانه على العباد وحقوق الآخرين والوالدين والعلم والعالم وغيرها.
:4: الواحد منّا قد يُطالب بحقوقه من الآخرين ولكنّه لم يراعٍ حقوقهم بدرجة مساوية لما يُطالب به – فكذلك الحال مع حقّ الله تعالى في كلّ شيءٍ – فهل رعيناه ؟ وهكذا حقوق الأسرة والزوجة والأبناء – فهل رعيناها ؟ وحفظناها ؟
وإنّما تحصل المشاكل في داخل الأسرة بين الزوجين نتيجة إهمال وعدم مراعاة حقوق بعضهما للبعض الآخر.
:5: ينبغي بنا أن نراعي الحقوق الماديّة والمعنوية في أسرنا وفي مجتمعنا ، ولو أنّنا التزمنا بمراعاة الحقوق لما حصلت المشاكل في هذه الحياة – فالأولاد يطالبون بحقوقهم من آبائهم فهل راعوا حقوق آبائهم؟
:6: علينا أن نجعل من رسالة الحقوق ثقافةً جماهيريةً في الأسرة وفي الدوائر وفي المجالس الحسينية ، ونُعلّمها للآخرين ، لأنَّها تتضمّن أسلوب التعايش الاجتماعي الصحيح في كلّ مكان من الأسرة والمدرسة وغيرها .
فيقول الإمام السجّاد ،عليه السلام، (وحق أمك أن تعلمَ أنّها حملتك حيث لا يَحتمل أحدُ أحداً ، وأعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحدُ أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتضحى وتظلك ،وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله تعالى وتوفيقه - وأما حق أبيك فأن تعلمَ أنّه أصلك ، وأنّه لولاه لم تكن ، فمهما رأيتَ في نفسكَ مما يعجبك فاعلم أنَّ أباكَ أصل النعمة عليك فيه ،فاحمد الله واشكره على قدر ذلك )
:7: لا بُدّ من الإحسان إلى الأبوين وبرّهما ومُراعاة حقوقهما الواجبة –فهما نعمة وأصل الوجود للولد وواسطتان في تكوينه وتربيته وتعليمه – فلا يجوز إهمال مراعاتهما بسبب المال أو السلطة أو القوّة.
:8: ثُم يُبيّن الإمام حقوق العالِم والعلم (وأما حق رعيتك بالعلم : فأن تعلم أنّ الله عز وجل إنّما جعلك قيّما لهم في ما آتاك مِن العلم ، وفتح لكَ من خزائنه ........)
ومع بدء العام الدراسي الجديد : نؤكّد على ضرورة مراعاة حقوق العلم والتعليم والمعلّم والأستاذ والمدرّس – ونعمة التعليم والعلم هي من الله تفضل ومنّة - والعلم أمانة يجب حفظها وكذلك الطالب أمانة عندك من قبل أسرته – فعليك تعليمه وتربيته بالأخلاق الفاضلة - وبإيصال العلم إليه كاملاً تاماً وصحيحاً – والرفق به والصبر معه – وتربيته على الفضيلة إلى جانب الاهتمام بالتخصص العلمي – وهذا واجب يجب أن تلتفت إليه إدارات المدارس ورئاسات الجامعات – فالتعليم من دون تربية وأخلاق سيتحول الطالب فيه إلى أداة شرّ وضرر – وقد ينزلق إلى تعاطي المخدرات وارتكاب الفجور – ولا حكمة في علم لا أخلاق معه – وعقال العلم الأخلاق والحكمة.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، السابع والعشرون من مُحرّمٍ الحرام 1441 هجري - السابع و العشرون من أيلول 2019م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .
وتدعو إلى الاهتمام برسالة الحقوق للإمام السجّاد ، عليه السلام ، والتي هي كنز عظيم في المعارف الإلهيّة ، فيجب أن نتعلّمها ونُعلّمها للآخرين فرداً ومجتمعاً.
وإنَّ رسالة الحقوق القيّمة هي رسالة شاملة لجميع حقوق الإنسان وما يحيط به ، ويحتاجها كلّ فردٍ من الحاكم والمحكوم والراعي والرعيّة في مختلف مجالات الحياة الإنسانيّة – ويجب الاهتمام بها في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا.
:1: ينبغي الاهتمام بما تركه الإمام السجّاد ، عليه السلام ، من رسالة الحقوق العظيمة المضامين ، و هي من كنوز المعارف الإلهيّة التي غفلنا عنها وعن أهمّية دورها في الحياة الدنيا ، وأهملنا دراستها وتطبيقها .
:2: إنَّ الاهتمام برسالة الحقوق هو إحياء حقيقي لأمر أهل البيت ، عليهم السلام ، وكما ورد عن الإمام الرضا ، عليه السلام ، ( رحمَ اللهُ عبداً أحيا أمرنا - فقلتُ له :وكيف يُحيى أمركم ؟ قال : يتعلّم علومنا ويُعلّمها الناسَ ، فإنَّ الناسَ لو علموا
مَحاسنَ كلامنا لاتبعونا) : عيون أخبار الرضا، الصدوق،ج1،ص275 :
:3: إنَّ من الوسائل المهمّة هي إقامة المجالس للتذكير والتعريف بعلوم أهل البيت ، وخاصة رسالة الحقوق ونهج البلاغة ، ففي رسالة الحقوق بيان قيّم لمنظومة الحقوق كاملةً من حقّ الله سبحانه على العباد وحقوق الآخرين والوالدين والعلم والعالم وغيرها.
:4: الواحد منّا قد يُطالب بحقوقه من الآخرين ولكنّه لم يراعٍ حقوقهم بدرجة مساوية لما يُطالب به – فكذلك الحال مع حقّ الله تعالى في كلّ شيءٍ – فهل رعيناه ؟ وهكذا حقوق الأسرة والزوجة والأبناء – فهل رعيناها ؟ وحفظناها ؟
وإنّما تحصل المشاكل في داخل الأسرة بين الزوجين نتيجة إهمال وعدم مراعاة حقوق بعضهما للبعض الآخر.
:5: ينبغي بنا أن نراعي الحقوق الماديّة والمعنوية في أسرنا وفي مجتمعنا ، ولو أنّنا التزمنا بمراعاة الحقوق لما حصلت المشاكل في هذه الحياة – فالأولاد يطالبون بحقوقهم من آبائهم فهل راعوا حقوق آبائهم؟
:6: علينا أن نجعل من رسالة الحقوق ثقافةً جماهيريةً في الأسرة وفي الدوائر وفي المجالس الحسينية ، ونُعلّمها للآخرين ، لأنَّها تتضمّن أسلوب التعايش الاجتماعي الصحيح في كلّ مكان من الأسرة والمدرسة وغيرها .
فيقول الإمام السجّاد ،عليه السلام، (وحق أمك أن تعلمَ أنّها حملتك حيث لا يَحتمل أحدُ أحداً ، وأعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحدُ أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتضحى وتظلك ،وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله تعالى وتوفيقه - وأما حق أبيك فأن تعلمَ أنّه أصلك ، وأنّه لولاه لم تكن ، فمهما رأيتَ في نفسكَ مما يعجبك فاعلم أنَّ أباكَ أصل النعمة عليك فيه ،فاحمد الله واشكره على قدر ذلك )
:7: لا بُدّ من الإحسان إلى الأبوين وبرّهما ومُراعاة حقوقهما الواجبة –فهما نعمة وأصل الوجود للولد وواسطتان في تكوينه وتربيته وتعليمه – فلا يجوز إهمال مراعاتهما بسبب المال أو السلطة أو القوّة.
:8: ثُم يُبيّن الإمام حقوق العالِم والعلم (وأما حق رعيتك بالعلم : فأن تعلم أنّ الله عز وجل إنّما جعلك قيّما لهم في ما آتاك مِن العلم ، وفتح لكَ من خزائنه ........)
ومع بدء العام الدراسي الجديد : نؤكّد على ضرورة مراعاة حقوق العلم والتعليم والمعلّم والأستاذ والمدرّس – ونعمة التعليم والعلم هي من الله تفضل ومنّة - والعلم أمانة يجب حفظها وكذلك الطالب أمانة عندك من قبل أسرته – فعليك تعليمه وتربيته بالأخلاق الفاضلة - وبإيصال العلم إليه كاملاً تاماً وصحيحاً – والرفق به والصبر معه – وتربيته على الفضيلة إلى جانب الاهتمام بالتخصص العلمي – وهذا واجب يجب أن تلتفت إليه إدارات المدارس ورئاسات الجامعات – فالتعليم من دون تربية وأخلاق سيتحول الطالب فيه إلى أداة شرّ وضرر – وقد ينزلق إلى تعاطي المخدرات وارتكاب الفجور – ولا حكمة في علم لا أخلاق معه – وعقال العلم الأخلاق والحكمة.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، السابع والعشرون من مُحرّمٍ الحرام 1441 هجري - السابع و العشرون من أيلول 2019م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .
تعليق