بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال السيد و المفيد : قالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) : لما جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال : يا امير المؤمنين هب لي هذه الجارية (يعنيني) وكنت جارية وضيئة ، فأرعدت و ظننت انّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمّتي و كانت تعلم انّ ذلك لا يكون.
فقلت : أوتمت و أستخدم؟ (أي صرت يتيمة ثم أصير خادمة؟).
فقالت عمّتي للشامي : كذبت و اللّه و لؤمت و اللّه ما ذلك لك و لا له ، فغضب يزيد و قال: كذبت و اللّه انّ ذلك لي و لو شئت أن أفعل لفعلت ، قالت : كلّا و اللّه ما جعل اللّه لك ذلك الّا أن تخرج من ملّتنا و تدين بغيرها.
فاستطار يزيد غضبا و قال : ايّاي تستقبلين بهذا؟ إنمّا خرج من الدين أبوك و أخوك .
قالت زينب : بدين اللّه و دين أبي و دين أخي اهتديت أنت و أبوك و جدّك ان كنت مسلما.
قال: كذبت يا عدوة اللّه، قالت: أنت أمير تشتم ظالما و تقهر بسلطانك، فكأنّه استحيا و سكت.
وعاد الشامي فقال: هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد : اعزب وهب اللّه لك حتفا قاضيا ، فقال الشامي : من هذه الجارية؟.
فقال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين و تلك زينب بنت عليّ بن أبي طالب.
فقال الشامي : الحسين بن فاطمة و عليّ بن أبي طالب؟.
قال : نعم.
قال الشاميّ : لعنك اللّه يا يزيد تقتل عترة نبيك و تسبي ذريته ، و اللّه ما توهّمت الّا انهم سبي الروم .
فقال يزيد : و اللّه لألحقنّك بهم ثم أمر به فضرب عنقه .
قال الشيخ المفيد : ثم أمر (يزيد) بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهنّ أخوهنّ عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) فافرد لهم دار تتصل بدار يزيد ، لا يكنهم من حر و لا برد ، فأقاموا به حتى تقشرت وجوههم ، و كانوا مدة اقامتهم في البلد ينوحون على الحسين (عليه السلام) .
وفي رواية انّه : لما قتل الحسين (عليه السلام) لم يبق ببيت المقدس حصاة الّا وجد تحتها دم عبيط.
وحكي أن يزيد لعنه اللّه أمر بأن يصلب الرأس على باب داره و أمر باهل بيت الحسين (عليه السلام) أن يدخلوا داره، فلما دخلت النسوة دار يزيد لم يبق من آل معاوية و لا آل أبي سفيان أحد الّا استقبلهنّ بالبكاء و الصراخ و النياحة على الحسين (عليه السلام) وألقين ما عليهنّ من الثياب والحليّ وأقمن المأتم عليه ثلاثة أيام ، و خرجت هند بنت عبد اللّه بن عامر زوجة يزيد - وكانت قبل ذلك تحت الحسين (عليه السلام) - و جاءت الى مجلس يزيد ، وكان الملعون جالسا في مجلس عام.
فقالت : يا يزيد أرأس ابن فاطمة بنت رسول اللّه مصلوب على فناء داري؟ فوثب إليها يزيد فغطاها و قال : نعم فأعولي عليه يا هند و ابكى على ابن بنت رسول اللّه و صريخة قريش ، عجل عليه ابن زياد لعنه اللّه فقتله قتله اللّه .
قال العلامة المجلسي في جلاء العيون بعد ذكره لحكاية الشامي الأحمر:
ثم أمر يزيد بأهل البيت (عليهم السّلام) الى السجن وأخذ زين العابدين (عليه السلام) معه الى المسجد ، ثم دعا الخطيب و أمره أن يصعد المنبر ، فصعد و بالغ في ذمّ امير المؤمنين و الحسين الشهيد (عليهما السّلام) والمدح لمعاوية و يزيد، فصاح به عليّ بن الحسين (عليه السلام) : ويلك أيّها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوّأ مقعدك من النار.
تعليق