الطقس الحسيني بين التشكيك والاعتقاد
الحلقة السادسة
القطع باستشهاد الامام الحسين
استقر في البحث العلمي انّ حجية القطع حجيةٌ ذاتية ، بمعنى اننا لا نحتاج الى اقامة دليل عليها، اذ الحجية لا تنفك عن القطع، فاذا علمنا بوجود شيء ما ، بأي نحو من انحاء العلم، فسنكون ملزمين بالاخذ بآثار ذلك العلم ، كمن علم بوجد نار في مكان ما ، فانه لا يضع يده فيها ، والواقع التاريخي اثبت لنا بنحو الجزم شهادة الامام الحسين عليه السلام مع اصحابه وبطريقة وحشية لا تتسق مع الطبيعة الانسانية، وقد اتفقت الكلمة على كونه قد قتل مظلوما شهيدا .
فمن يعتقد بالحسين ويعلم بمكانته من رسول الله( ص) وفضله في الاسلام، ومواقفه التي شهد لها القريب والبعيد وشهد بأمانته وصدقه وعدله وغيرته على الاسلام سيكون عالما ان قتل الحسين هو انتهاك لحرمة الاسلام، وان الحسين ذهب شهيدا ومظلوما.
وقد تولد هذا العلم والاعتقاد بسبب تضافر الروايات النبوية ، وهي تؤكد تلك المكانة .
وما اراني متحدثا عن الروايات التي لا يحصرها عدد في مصادر الفريقين وهي تذكر شهادته عن النبي في كربلاء ، حتى لا يقال ان هذه قضية غيبية وهي غير منسجمة مع البحث العلمي،وكذلك الايات والعلامات التي ذكرها اعلام اهل السنة في مصادرهم والتي تظهر عند مقتل الحسين، وكذلك روايات البكاء ومايتعلق عليه من اجر وثواب ، وانما سأضع اشارة على عديد روايات اهل السنة التي بينت مكانة الحسين من رسول الله ، اذ عقد ابن ماجة والبخاري والترمذي وكذلك مستدركا الصحيحين وغيرهما ابوابا في مناقب الحسن والحسين ومكانتهما من رسول الله ، وسأختصر كل ذلك بالامثلة الثلاثة الاتية :
الاول : في صحيح البخاري (روى بسنده عن ابن ابي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وقد سأله رجل عن دم البعوض فقال مم انت فقال :من اهل العراق، قال :انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي يقول : هما ريحانتاي من الدنيا).
الثاني : في صحيح ابن ماجة ومسند ابن حنبل قول رسول الله (ص) (من احب الحسن والحسين فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني) .
الثالث : ما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وأحمد : قَال رسولُ الله (ص) : ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ)..
هذه نماذج ثلاثة تتضح فيها مظلومية الامام الحسين التي تتفق الرؤية الدينية فيها مع التاريخية على عظم الجريمة التي وقعت في كربلاء عام ٦١ هـ ، وان ثبوتها التاريخي قد ولّد لنا علما ، حتى لو قيل عنه انه علم اجمالي لا تفصيلي، فان ذلك كاف باثبات مظلومية الامام الحسين وكاف بأن تترتب عليه اشكال متعددة من التعبير، تتسق مع العلم الذي استقر في نفوسنا ، بأن الامام وهو ابن رسول الله قد قتل بهذه الصورة الوحشية ، شرط ان لا تخرج تلك التعابير عن الضابطة الشرعية .
ولن يضر هذا العلم وجودُ رواية يدعى انها موضوعة ، او اخرى مرسلة، او وجود امور مستحدثة يبتكرها البعض؛ لان الاصل يبقى كما هو ...
واعجب ممن يستنفذ وقته وفكره ليلاحق جزئيات ، او روايات يثبت عدم وجودها ؛فإننا سنسأل عن غايته وهدفه، فان كان يريد تهديم الاصل ، فان جهده -غير المأسوف عليه- لن يوصله الى ذلك ولن يهدم ما أصّله العلمُ والاعتقادُ بمظلومية الامام الحسين وصحة موقفه ..
ولو تنزلنا وضيّقنا من محدودية فكرنا ونظرنا من زاوية واحدة، كما يفعل المشككون وقبلنا ان هذه الرواية التي يشكون فيها غير موجودة ، فان كم الروايات الاخرى التي هي بالمعنى نفسه من تلك الرواية التي يريدون نفيها، كافية لاثبات ما نحن عليه ، بل ان روايةً واحدةً موثوقةَ الصدور تكفي لتثبيت حكم شرعي وموقف عملي من وجوب او حرمة او اباحة، فضلا عن تثبيت الموقف التاريخي .
والنتيجة التي نصل اليها ان لا ثمرة عملية ولا علمية في الجري وراء بعض الروايات او التفاصيل التي يذكرها ارباب السير والمقاتل لنفيها من بعض المشككين؛ لان ذلك لا يزحزح درجة اليقين الواصلة الينا، اعني اليقين والقطع الجزمي بمظلومية سيد الشهداء الامام الحسين(ع) ..
القطع باستشهاد الامام الحسين
استقر في البحث العلمي انّ حجية القطع حجيةٌ ذاتية ، بمعنى اننا لا نحتاج الى اقامة دليل عليها، اذ الحجية لا تنفك عن القطع، فاذا علمنا بوجود شيء ما ، بأي نحو من انحاء العلم، فسنكون ملزمين بالاخذ بآثار ذلك العلم ، كمن علم بوجد نار في مكان ما ، فانه لا يضع يده فيها ، والواقع التاريخي اثبت لنا بنحو الجزم شهادة الامام الحسين عليه السلام مع اصحابه وبطريقة وحشية لا تتسق مع الطبيعة الانسانية، وقد اتفقت الكلمة على كونه قد قتل مظلوما شهيدا .
فمن يعتقد بالحسين ويعلم بمكانته من رسول الله( ص) وفضله في الاسلام، ومواقفه التي شهد لها القريب والبعيد وشهد بأمانته وصدقه وعدله وغيرته على الاسلام سيكون عالما ان قتل الحسين هو انتهاك لحرمة الاسلام، وان الحسين ذهب شهيدا ومظلوما.
وقد تولد هذا العلم والاعتقاد بسبب تضافر الروايات النبوية ، وهي تؤكد تلك المكانة .
وما اراني متحدثا عن الروايات التي لا يحصرها عدد في مصادر الفريقين وهي تذكر شهادته عن النبي في كربلاء ، حتى لا يقال ان هذه قضية غيبية وهي غير منسجمة مع البحث العلمي،وكذلك الايات والعلامات التي ذكرها اعلام اهل السنة في مصادرهم والتي تظهر عند مقتل الحسين، وكذلك روايات البكاء ومايتعلق عليه من اجر وثواب ، وانما سأضع اشارة على عديد روايات اهل السنة التي بينت مكانة الحسين من رسول الله ، اذ عقد ابن ماجة والبخاري والترمذي وكذلك مستدركا الصحيحين وغيرهما ابوابا في مناقب الحسن والحسين ومكانتهما من رسول الله ، وسأختصر كل ذلك بالامثلة الثلاثة الاتية :
الاول : في صحيح البخاري (روى بسنده عن ابن ابي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وقد سأله رجل عن دم البعوض فقال مم انت فقال :من اهل العراق، قال :انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي يقول : هما ريحانتاي من الدنيا).
الثاني : في صحيح ابن ماجة ومسند ابن حنبل قول رسول الله (ص) (من احب الحسن والحسين فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني) .
الثالث : ما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وأحمد : قَال رسولُ الله (ص) : ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ)..
هذه نماذج ثلاثة تتضح فيها مظلومية الامام الحسين التي تتفق الرؤية الدينية فيها مع التاريخية على عظم الجريمة التي وقعت في كربلاء عام ٦١ هـ ، وان ثبوتها التاريخي قد ولّد لنا علما ، حتى لو قيل عنه انه علم اجمالي لا تفصيلي، فان ذلك كاف باثبات مظلومية الامام الحسين وكاف بأن تترتب عليه اشكال متعددة من التعبير، تتسق مع العلم الذي استقر في نفوسنا ، بأن الامام وهو ابن رسول الله قد قتل بهذه الصورة الوحشية ، شرط ان لا تخرج تلك التعابير عن الضابطة الشرعية .
ولن يضر هذا العلم وجودُ رواية يدعى انها موضوعة ، او اخرى مرسلة، او وجود امور مستحدثة يبتكرها البعض؛ لان الاصل يبقى كما هو ...
واعجب ممن يستنفذ وقته وفكره ليلاحق جزئيات ، او روايات يثبت عدم وجودها ؛فإننا سنسأل عن غايته وهدفه، فان كان يريد تهديم الاصل ، فان جهده -غير المأسوف عليه- لن يوصله الى ذلك ولن يهدم ما أصّله العلمُ والاعتقادُ بمظلومية الامام الحسين وصحة موقفه ..
ولو تنزلنا وضيّقنا من محدودية فكرنا ونظرنا من زاوية واحدة، كما يفعل المشككون وقبلنا ان هذه الرواية التي يشكون فيها غير موجودة ، فان كم الروايات الاخرى التي هي بالمعنى نفسه من تلك الرواية التي يريدون نفيها، كافية لاثبات ما نحن عليه ، بل ان روايةً واحدةً موثوقةَ الصدور تكفي لتثبيت حكم شرعي وموقف عملي من وجوب او حرمة او اباحة، فضلا عن تثبيت الموقف التاريخي .
والنتيجة التي نصل اليها ان لا ثمرة عملية ولا علمية في الجري وراء بعض الروايات او التفاصيل التي يذكرها ارباب السير والمقاتل لنفيها من بعض المشككين؛ لان ذلك لا يزحزح درجة اليقين الواصلة الينا، اعني اليقين والقطع الجزمي بمظلومية سيد الشهداء الامام الحسين(ع) ..
الحلقة السادسة
القطع باستشهاد الامام الحسين
استقر في البحث العلمي انّ حجية القطع حجيةٌ ذاتية ، بمعنى اننا لا نحتاج الى اقامة دليل عليها، اذ الحجية لا تنفك عن القطع، فاذا علمنا بوجود شيء ما ، بأي نحو من انحاء العلم، فسنكون ملزمين بالاخذ بآثار ذلك العلم ، كمن علم بوجد نار في مكان ما ، فانه لا يضع يده فيها ، والواقع التاريخي اثبت لنا بنحو الجزم شهادة الامام الحسين عليه السلام مع اصحابه وبطريقة وحشية لا تتسق مع الطبيعة الانسانية، وقد اتفقت الكلمة على كونه قد قتل مظلوما شهيدا .
فمن يعتقد بالحسين ويعلم بمكانته من رسول الله( ص) وفضله في الاسلام، ومواقفه التي شهد لها القريب والبعيد وشهد بأمانته وصدقه وعدله وغيرته على الاسلام سيكون عالما ان قتل الحسين هو انتهاك لحرمة الاسلام، وان الحسين ذهب شهيدا ومظلوما.
وقد تولد هذا العلم والاعتقاد بسبب تضافر الروايات النبوية ، وهي تؤكد تلك المكانة .
وما اراني متحدثا عن الروايات التي لا يحصرها عدد في مصادر الفريقين وهي تذكر شهادته عن النبي في كربلاء ، حتى لا يقال ان هذه قضية غيبية وهي غير منسجمة مع البحث العلمي،وكذلك الايات والعلامات التي ذكرها اعلام اهل السنة في مصادرهم والتي تظهر عند مقتل الحسين، وكذلك روايات البكاء ومايتعلق عليه من اجر وثواب ، وانما سأضع اشارة على عديد روايات اهل السنة التي بينت مكانة الحسين من رسول الله ، اذ عقد ابن ماجة والبخاري والترمذي وكذلك مستدركا الصحيحين وغيرهما ابوابا في مناقب الحسن والحسين ومكانتهما من رسول الله ، وسأختصر كل ذلك بالامثلة الثلاثة الاتية :
الاول : في صحيح البخاري (روى بسنده عن ابن ابي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وقد سأله رجل عن دم البعوض فقال مم انت فقال :من اهل العراق، قال :انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي يقول : هما ريحانتاي من الدنيا).
الثاني : في صحيح ابن ماجة ومسند ابن حنبل قول رسول الله (ص) (من احب الحسن والحسين فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني) .
الثالث : ما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وأحمد : قَال رسولُ الله (ص) : ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ)..
هذه نماذج ثلاثة تتضح فيها مظلومية الامام الحسين التي تتفق الرؤية الدينية فيها مع التاريخية على عظم الجريمة التي وقعت في كربلاء عام ٦١ هـ ، وان ثبوتها التاريخي قد ولّد لنا علما ، حتى لو قيل عنه انه علم اجمالي لا تفصيلي، فان ذلك كاف باثبات مظلومية الامام الحسين وكاف بأن تترتب عليه اشكال متعددة من التعبير، تتسق مع العلم الذي استقر في نفوسنا ، بأن الامام وهو ابن رسول الله قد قتل بهذه الصورة الوحشية ، شرط ان لا تخرج تلك التعابير عن الضابطة الشرعية .
ولن يضر هذا العلم وجودُ رواية يدعى انها موضوعة ، او اخرى مرسلة، او وجود امور مستحدثة يبتكرها البعض؛ لان الاصل يبقى كما هو ...
واعجب ممن يستنفذ وقته وفكره ليلاحق جزئيات ، او روايات يثبت عدم وجودها ؛فإننا سنسأل عن غايته وهدفه، فان كان يريد تهديم الاصل ، فان جهده -غير المأسوف عليه- لن يوصله الى ذلك ولن يهدم ما أصّله العلمُ والاعتقادُ بمظلومية الامام الحسين وصحة موقفه ..
ولو تنزلنا وضيّقنا من محدودية فكرنا ونظرنا من زاوية واحدة، كما يفعل المشككون وقبلنا ان هذه الرواية التي يشكون فيها غير موجودة ، فان كم الروايات الاخرى التي هي بالمعنى نفسه من تلك الرواية التي يريدون نفيها، كافية لاثبات ما نحن عليه ، بل ان روايةً واحدةً موثوقةَ الصدور تكفي لتثبيت حكم شرعي وموقف عملي من وجوب او حرمة او اباحة، فضلا عن تثبيت الموقف التاريخي .
والنتيجة التي نصل اليها ان لا ثمرة عملية ولا علمية في الجري وراء بعض الروايات او التفاصيل التي يذكرها ارباب السير والمقاتل لنفيها من بعض المشككين؛ لان ذلك لا يزحزح درجة اليقين الواصلة الينا، اعني اليقين والقطع الجزمي بمظلومية سيد الشهداء الامام الحسين(ع) ..
القطع باستشهاد الامام الحسين
استقر في البحث العلمي انّ حجية القطع حجيةٌ ذاتية ، بمعنى اننا لا نحتاج الى اقامة دليل عليها، اذ الحجية لا تنفك عن القطع، فاذا علمنا بوجود شيء ما ، بأي نحو من انحاء العلم، فسنكون ملزمين بالاخذ بآثار ذلك العلم ، كمن علم بوجد نار في مكان ما ، فانه لا يضع يده فيها ، والواقع التاريخي اثبت لنا بنحو الجزم شهادة الامام الحسين عليه السلام مع اصحابه وبطريقة وحشية لا تتسق مع الطبيعة الانسانية، وقد اتفقت الكلمة على كونه قد قتل مظلوما شهيدا .
فمن يعتقد بالحسين ويعلم بمكانته من رسول الله( ص) وفضله في الاسلام، ومواقفه التي شهد لها القريب والبعيد وشهد بأمانته وصدقه وعدله وغيرته على الاسلام سيكون عالما ان قتل الحسين هو انتهاك لحرمة الاسلام، وان الحسين ذهب شهيدا ومظلوما.
وقد تولد هذا العلم والاعتقاد بسبب تضافر الروايات النبوية ، وهي تؤكد تلك المكانة .
وما اراني متحدثا عن الروايات التي لا يحصرها عدد في مصادر الفريقين وهي تذكر شهادته عن النبي في كربلاء ، حتى لا يقال ان هذه قضية غيبية وهي غير منسجمة مع البحث العلمي،وكذلك الايات والعلامات التي ذكرها اعلام اهل السنة في مصادرهم والتي تظهر عند مقتل الحسين، وكذلك روايات البكاء ومايتعلق عليه من اجر وثواب ، وانما سأضع اشارة على عديد روايات اهل السنة التي بينت مكانة الحسين من رسول الله ، اذ عقد ابن ماجة والبخاري والترمذي وكذلك مستدركا الصحيحين وغيرهما ابوابا في مناقب الحسن والحسين ومكانتهما من رسول الله ، وسأختصر كل ذلك بالامثلة الثلاثة الاتية :
الاول : في صحيح البخاري (روى بسنده عن ابن ابي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وقد سأله رجل عن دم البعوض فقال مم انت فقال :من اهل العراق، قال :انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي يقول : هما ريحانتاي من الدنيا).
الثاني : في صحيح ابن ماجة ومسند ابن حنبل قول رسول الله (ص) (من احب الحسن والحسين فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني) .
الثالث : ما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وأحمد : قَال رسولُ الله (ص) : ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ)..
هذه نماذج ثلاثة تتضح فيها مظلومية الامام الحسين التي تتفق الرؤية الدينية فيها مع التاريخية على عظم الجريمة التي وقعت في كربلاء عام ٦١ هـ ، وان ثبوتها التاريخي قد ولّد لنا علما ، حتى لو قيل عنه انه علم اجمالي لا تفصيلي، فان ذلك كاف باثبات مظلومية الامام الحسين وكاف بأن تترتب عليه اشكال متعددة من التعبير، تتسق مع العلم الذي استقر في نفوسنا ، بأن الامام وهو ابن رسول الله قد قتل بهذه الصورة الوحشية ، شرط ان لا تخرج تلك التعابير عن الضابطة الشرعية .
ولن يضر هذا العلم وجودُ رواية يدعى انها موضوعة ، او اخرى مرسلة، او وجود امور مستحدثة يبتكرها البعض؛ لان الاصل يبقى كما هو ...
واعجب ممن يستنفذ وقته وفكره ليلاحق جزئيات ، او روايات يثبت عدم وجودها ؛فإننا سنسأل عن غايته وهدفه، فان كان يريد تهديم الاصل ، فان جهده -غير المأسوف عليه- لن يوصله الى ذلك ولن يهدم ما أصّله العلمُ والاعتقادُ بمظلومية الامام الحسين وصحة موقفه ..
ولو تنزلنا وضيّقنا من محدودية فكرنا ونظرنا من زاوية واحدة، كما يفعل المشككون وقبلنا ان هذه الرواية التي يشكون فيها غير موجودة ، فان كم الروايات الاخرى التي هي بالمعنى نفسه من تلك الرواية التي يريدون نفيها، كافية لاثبات ما نحن عليه ، بل ان روايةً واحدةً موثوقةَ الصدور تكفي لتثبيت حكم شرعي وموقف عملي من وجوب او حرمة او اباحة، فضلا عن تثبيت الموقف التاريخي .
والنتيجة التي نصل اليها ان لا ثمرة عملية ولا علمية في الجري وراء بعض الروايات او التفاصيل التي يذكرها ارباب السير والمقاتل لنفيها من بعض المشككين؛ لان ذلك لا يزحزح درجة اليقين الواصلة الينا، اعني اليقين والقطع الجزمي بمظلومية سيد الشهداء الامام الحسين(ع) ..
تعليق