ج : هذه المسألة فقهية محضة وهي تتبع الأدلة التي يعتمد عليها كل مذهب ونحن اخترنا الأدلة التي جاءتنا من أهل بيت العصمة الذين قال الله فيهم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33) ، وأما غيرنا فليشرق وليغرّب ، فلا يسعنا إلا أن نذكر ما قاله مراجعنا أعلا الله مقامهم الشريف :
قال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في كتاب الطهارة ج9ص227 :
" وبكى صلى الله عليه وآله أيضا على جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة ، وكذلك بكت الصديقة عليها السلام على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أبيها - صلوات الله عليه وآله - وبكى علي بن الحسين ( ع ) على شهداء الطف مدة مديدة بل عدت الصديقة الطاهرة وزين العابدين عليهما السلام من البكائين الخمسة لكثرة بكائهما ، بل ورد الأمر بالبكاء عند وجدان الوجد على الميت في رواية الصيقل فراجع ، نعم : ورد في حسنة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ( ع )
" كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين ".
وفي صراط النجاة ج3ص441 لآية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي دام ظله :
" س 1266 : هل أن بكاء الزهراء ( ع ) ليلا ونـهارا ( كما ورد في بعض الروايات ) وكذلك بكاء الامام زين العابدين ( ع ) أمر ثابت أم لا ؟
ج : ليس المراد ببكاء الزهراء ( ع ) ليلا ونهارا استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة ، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر .
كما أن البكاء اظهارا للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء الله وقدره ، والصبر عند المصيبة ، فقد بكى النبي يعقوب ( ع ) على فراق ولده يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن ، كما ذكر في القرآن ، مع كونه نبيا معصوما .
وبكاء الزهراء ( ع ) على ابيها كما كان أمرا وجدانيا لفراق أبيها المصطفى ( ص ) فقد كان اظهارا لمظلوميتها ومظلومية بعلها ( ع ) وتنبيها على غصب حق أمير المؤمنين ( ع ) في الخلافة ، وحزنا على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم ، كما ذكر في الآية المباركة في {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن ذ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران/144). بحيث ذهبت أتعاب الرسول ( ص ) في تربية بعض المسلمين سدى .
كما أن البكاء على الحسين ( ع ) من شعائر الله ، لانه إظهار للحق الذي من أجله ضحى الحسين ( ع ) بنفسه ، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أمية ، ولذلك بكى زين العابدين ( ع ) على أبيه مدة طويلة ، إظهارا لمظلومية الحسين ( ع ) وانتصارا لاهدافه . ولا يخفى أن بكاء الزهراء وزين العابدين ( ع ) فترة طويلة من المسلمات عند الشيعة الامامية .
س 1267 : يحرم اللطم على الامام الحسين ( ع ) إذا كان عنيفا يؤدي لا دماء الصدر أو الالم الشديد لانه ليس اسلوبا حضاريا ، ويسبب ضررا للجسد ، وكل إضرار بالجسم حرام ، ما رأيكم بذلك ؟
ج: اللطم وان كان من الشديد حزنا على الحسين ( ع ) من الشعائر المستحبة ، لدخوله تحت عنوان الجزع ، الذي دلت النصوص المعتبرة على رجحانه ، ولو أدى بعض الاحيان الى الادماء ، واسوداد الصدر . ولا دليل على حرمة كل اضرار بالجسد ، ما لم يصل الى حد الجناية على النفس بحيث يعد ظلما لها ، كما أن كون طريقة العزاء حضارية أو لا ، ليس مناطا للحرمة والاباحة ، ولا قيمة له في مقام الاستدلال ، والله العالم .
س 1268 : هل ترون أنه من الداعي اثارة مصيبة كربلاء بين الناس بشكل عنيف وحماسي أم لا ؟
ج: البكاء الشديد والابكاء المثير من الامور المستحبة ، التي دلت على رجحانها النصوص الكثيرة ، ففي الوسائل باب 66 من أبواب المزار روايات كثيرة في استحباب ذلك ، ومنها صحيح معاوية بن وهب عن الصادق ( ع ) انه قال لشيخ : أين أنت عن قبر جدي المظلوم الحسين ، قال : اني لقريب منه ، قال ( ع ) : كيف اتيانك له ، قال : اني لاتيه واكثر ، قال : ذاك دم يطلب الله تعالى به ، ثم قال : كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين ( ع ) ، والله العالم ".اه
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال ، فكلام غريب جدا ! فهل يقصد أن الذي يبكى عليه ويحزن لفقده يجب أن يكون من أهل النار والشقاوة ! حتى يقال إن الحسين عليه السلام شهيد سعيد فلماذا نبكي ؟! إن هذه الأفكار لا تصدر إلا عن حزب يزيد بن معاوية لعنهما الله الذين يتضايقون من بكاء المؤمنين على الحسين عليه السلام ، وهو مؤشر وجداني على أنـهم يكرهون ذكر المظلوم !
فاحذر أخينا في الله من الانجرار لهذا الإحساس لأنه شيئا فشيئا سيجعلك تبغض ذكر الحسين عليه السلام ثم تنتقل لا شعوريا لبغض الحسين نفسه والعياذ بالله .
ونجيبك بفعل النبي صلى الله عليه وآله نفسه ، إلم يكن يعلم أن حمزة عليه السلام شهيد سعيد ؟ فلماذا بكى عليه ؟! وكذا جعفر الطيار عليه السلام أم يبكي عليه ؟! ألم يبكي النبي صلى الله عليه وآله على مقتل الحسين عليه السلام حين ولادته عندما أخبره جبريل عليه السلام بما ستجني عليه هذه الأمة !
مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص477
" قالت أم سلمة دخل الحسين على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة على فرأيت في كف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه فقلت يا رسول الله تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها وأخبرني أن أمتي يقتلونه "
" عن عبد الله بن يحيى الحضرمي عن أبيه أنه سافر مع علي وكان صاحب مطهرته حتى حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى : صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله . فقلت : ماذا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان قال قلت : يا رسول الله ما لعينيك تفيضان أغضبك أحد قال قام من عندي جبريل فأخبرني أن الحسين يقتل بشط الفرات فلم أملك عيني أن فاضتا ".
ونحن من رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر الحسين عليه السلام ومصيبته لا نملك أعيننا أن تفيض بالدمع حزنا عليه .
فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
والحمد لله رب العالمين
قال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في كتاب الطهارة ج9ص227 :
" وبكى صلى الله عليه وآله أيضا على جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة ، وكذلك بكت الصديقة عليها السلام على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أبيها - صلوات الله عليه وآله - وبكى علي بن الحسين ( ع ) على شهداء الطف مدة مديدة بل عدت الصديقة الطاهرة وزين العابدين عليهما السلام من البكائين الخمسة لكثرة بكائهما ، بل ورد الأمر بالبكاء عند وجدان الوجد على الميت في رواية الصيقل فراجع ، نعم : ورد في حسنة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ( ع )
" كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين ".
وفي صراط النجاة ج3ص441 لآية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي دام ظله :
" س 1266 : هل أن بكاء الزهراء ( ع ) ليلا ونـهارا ( كما ورد في بعض الروايات ) وكذلك بكاء الامام زين العابدين ( ع ) أمر ثابت أم لا ؟
ج : ليس المراد ببكاء الزهراء ( ع ) ليلا ونهارا استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة ، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر .
كما أن البكاء اظهارا للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء الله وقدره ، والصبر عند المصيبة ، فقد بكى النبي يعقوب ( ع ) على فراق ولده يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن ، كما ذكر في القرآن ، مع كونه نبيا معصوما .
وبكاء الزهراء ( ع ) على ابيها كما كان أمرا وجدانيا لفراق أبيها المصطفى ( ص ) فقد كان اظهارا لمظلوميتها ومظلومية بعلها ( ع ) وتنبيها على غصب حق أمير المؤمنين ( ع ) في الخلافة ، وحزنا على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم ، كما ذكر في الآية المباركة في {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن ذ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران/144). بحيث ذهبت أتعاب الرسول ( ص ) في تربية بعض المسلمين سدى .
كما أن البكاء على الحسين ( ع ) من شعائر الله ، لانه إظهار للحق الذي من أجله ضحى الحسين ( ع ) بنفسه ، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أمية ، ولذلك بكى زين العابدين ( ع ) على أبيه مدة طويلة ، إظهارا لمظلومية الحسين ( ع ) وانتصارا لاهدافه . ولا يخفى أن بكاء الزهراء وزين العابدين ( ع ) فترة طويلة من المسلمات عند الشيعة الامامية .
س 1267 : يحرم اللطم على الامام الحسين ( ع ) إذا كان عنيفا يؤدي لا دماء الصدر أو الالم الشديد لانه ليس اسلوبا حضاريا ، ويسبب ضررا للجسد ، وكل إضرار بالجسم حرام ، ما رأيكم بذلك ؟
ج: اللطم وان كان من الشديد حزنا على الحسين ( ع ) من الشعائر المستحبة ، لدخوله تحت عنوان الجزع ، الذي دلت النصوص المعتبرة على رجحانه ، ولو أدى بعض الاحيان الى الادماء ، واسوداد الصدر . ولا دليل على حرمة كل اضرار بالجسد ، ما لم يصل الى حد الجناية على النفس بحيث يعد ظلما لها ، كما أن كون طريقة العزاء حضارية أو لا ، ليس مناطا للحرمة والاباحة ، ولا قيمة له في مقام الاستدلال ، والله العالم .
س 1268 : هل ترون أنه من الداعي اثارة مصيبة كربلاء بين الناس بشكل عنيف وحماسي أم لا ؟
ج: البكاء الشديد والابكاء المثير من الامور المستحبة ، التي دلت على رجحانها النصوص الكثيرة ، ففي الوسائل باب 66 من أبواب المزار روايات كثيرة في استحباب ذلك ، ومنها صحيح معاوية بن وهب عن الصادق ( ع ) انه قال لشيخ : أين أنت عن قبر جدي المظلوم الحسين ، قال : اني لقريب منه ، قال ( ع ) : كيف اتيانك له ، قال : اني لاتيه واكثر ، قال : ذاك دم يطلب الله تعالى به ، ثم قال : كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين ( ع ) ، والله العالم ".اه
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال ، فكلام غريب جدا ! فهل يقصد أن الذي يبكى عليه ويحزن لفقده يجب أن يكون من أهل النار والشقاوة ! حتى يقال إن الحسين عليه السلام شهيد سعيد فلماذا نبكي ؟! إن هذه الأفكار لا تصدر إلا عن حزب يزيد بن معاوية لعنهما الله الذين يتضايقون من بكاء المؤمنين على الحسين عليه السلام ، وهو مؤشر وجداني على أنـهم يكرهون ذكر المظلوم !
فاحذر أخينا في الله من الانجرار لهذا الإحساس لأنه شيئا فشيئا سيجعلك تبغض ذكر الحسين عليه السلام ثم تنتقل لا شعوريا لبغض الحسين نفسه والعياذ بالله .
ونجيبك بفعل النبي صلى الله عليه وآله نفسه ، إلم يكن يعلم أن حمزة عليه السلام شهيد سعيد ؟ فلماذا بكى عليه ؟! وكذا جعفر الطيار عليه السلام أم يبكي عليه ؟! ألم يبكي النبي صلى الله عليه وآله على مقتل الحسين عليه السلام حين ولادته عندما أخبره جبريل عليه السلام بما ستجني عليه هذه الأمة !
مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص477
" قالت أم سلمة دخل الحسين على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة على فرأيت في كف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه فقلت يا رسول الله تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها وأخبرني أن أمتي يقتلونه "
" عن عبد الله بن يحيى الحضرمي عن أبيه أنه سافر مع علي وكان صاحب مطهرته حتى حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى : صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله . فقلت : ماذا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان قال قلت : يا رسول الله ما لعينيك تفيضان أغضبك أحد قال قام من عندي جبريل فأخبرني أن الحسين يقتل بشط الفرات فلم أملك عيني أن فاضتا ".
ونحن من رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر الحسين عليه السلام ومصيبته لا نملك أعيننا أن تفيض بالدمع حزنا عليه .
فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
والحمد لله رب العالمين
تعليق