كذبة القميص الملطخ بالدماء عند اخوة النبي يوسف (ع) وعند معاوية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اختلق الاخوة العشرة لنبي الله يوسف الصديق (ع) حيلة للنيل من اخيهم بسبب حسدهم من حب ابيهم الشديد له دونهم ، فاخذوا الموافقة من ابيهم باصطحابه معهم الى المرعى لعلف المواشي والاغنام ، وبعد اصطحابه هناك وانفرادهم به ضربوه ضربا شديدا وكادوا ان يقتلوه لولا ممانعة البعض ثم اتفقوا جميعا ان يلقوه في البئر .
وقبل رجوعهم الى البيت فكروا في حيلة القميص الملطخ بالدم لإقناع ابيهم النبي يعقوب (ع) بان الذئب قد اكل يوسف (ع) الا ان الواقع هو انهم ارادوا التخلص من نبي الله وقتله والذئب بريء من دمه .
فرجعوا الى البيت يبكون بدموع كاذبة ويخبرون اباهم يعقوب (ع) بان يوسف قد اكله الذئب ، قال تعالى : ( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) - 1 -
و قد تجددت قصة رفع القميص الملطخ بالدم في زمن الامام علي (ع) عندما رفع معاوية بن ابي سفيان لعنه الله قميص عثمان بن عفان الملطخ بالدم كذبا لأنه يريد التخلص من ولي الله ووصي رسوله (ص) امير المؤمنين علي (ع) فرفع قميص عثمان الملطخ بالدم على المنبر بحجة الاخذ بثأره ، واخذ يبكي هو ومن معه بكاءا كاذبا لاثارة مشاعر الناس وتحريضهم على قتال الامام علي (ع) رغم ان الامام (ع) كان بريئا من دم عثمان بن عفان براءة الذئب من دم يوسف ، وهذه الفتنة التي فعلها معاوية لعنه الله هي التي ادت الى حدوث حرب صفين التي وقعت في اليوم الاول من شهر صفر سنة 37 هـ ، وتحديدا مثل هذا اليوم .
وقيل انه قُتل من الطرفين خلال المعركة - قبل توقف الحرب - سبعون ألف شهيد ، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب الامام علي (ع) خمسة وعشرون ألفاً .
*** قال ابن كثير الدمشقي : ( ولما قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بدمه ، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين حاجفت عنه بيدها ، فقطعت مع بعض الكف فورد به على معاوية بالشام ، فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس ، وعلق الأصابع في كم القميص ، وندب الناس إلى الأخذ بهذا الثأر والدم وصاحبه ، فتباكى الناس حول المنبر ، وجعل القميص يرفع تارة ويوضع تارة ، والناس يتباكون حوله سنة ، وحث بعضهم بعضا على الأخذ بثأره ، واعتزل أكثر الناس النساء في هذا العام ، وقام في الناس معاوية وجماعة من الصحابة معه يحرضون الناس على المطالبة بدم عثمان ، ممن قتله من أولئك الخوارج : منهم عبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وأبو أمامة ، وعمرو بن عنبسة وغيرهم من الصحابة ، ومن التابعين : شريك بن حباشة ، وأبو مسلم الخولاني ، وعبد الرحمن بن غنم ، وغيرهم من التابعين . ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة رضي الله عنهم ، وطلبوا منه إقامة الحدود ، والأخذ بدم عثمان . فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان ، وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا ، فطلب منه الزبير أن يوليه إمرة الكوفة ليأتيه بالجنود ، وطلب منه طلحة أن يوليه إمرة البصرة ، ليأتيه منها بالجنود ليقوى بهم على شوكة هؤلاء الخوارج ، وجهلة الأعراب الذين كانوا معهم في قتل عثمان رضي الله عنه فقال لهما : مهلا علي ، حتى انظر في هذا الأمر ... ) - 2 -
***********
1 - سورة يوسف ، الاية (16 - 18 ) .
2 - البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 255 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اختلق الاخوة العشرة لنبي الله يوسف الصديق (ع) حيلة للنيل من اخيهم بسبب حسدهم من حب ابيهم الشديد له دونهم ، فاخذوا الموافقة من ابيهم باصطحابه معهم الى المرعى لعلف المواشي والاغنام ، وبعد اصطحابه هناك وانفرادهم به ضربوه ضربا شديدا وكادوا ان يقتلوه لولا ممانعة البعض ثم اتفقوا جميعا ان يلقوه في البئر .
وقبل رجوعهم الى البيت فكروا في حيلة القميص الملطخ بالدم لإقناع ابيهم النبي يعقوب (ع) بان الذئب قد اكل يوسف (ع) الا ان الواقع هو انهم ارادوا التخلص من نبي الله وقتله والذئب بريء من دمه .
فرجعوا الى البيت يبكون بدموع كاذبة ويخبرون اباهم يعقوب (ع) بان يوسف قد اكله الذئب ، قال تعالى : ( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) - 1 -
و قد تجددت قصة رفع القميص الملطخ بالدم في زمن الامام علي (ع) عندما رفع معاوية بن ابي سفيان لعنه الله قميص عثمان بن عفان الملطخ بالدم كذبا لأنه يريد التخلص من ولي الله ووصي رسوله (ص) امير المؤمنين علي (ع) فرفع قميص عثمان الملطخ بالدم على المنبر بحجة الاخذ بثأره ، واخذ يبكي هو ومن معه بكاءا كاذبا لاثارة مشاعر الناس وتحريضهم على قتال الامام علي (ع) رغم ان الامام (ع) كان بريئا من دم عثمان بن عفان براءة الذئب من دم يوسف ، وهذه الفتنة التي فعلها معاوية لعنه الله هي التي ادت الى حدوث حرب صفين التي وقعت في اليوم الاول من شهر صفر سنة 37 هـ ، وتحديدا مثل هذا اليوم .
وقيل انه قُتل من الطرفين خلال المعركة - قبل توقف الحرب - سبعون ألف شهيد ، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب الامام علي (ع) خمسة وعشرون ألفاً .
*** قال ابن كثير الدمشقي : ( ولما قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بدمه ، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين حاجفت عنه بيدها ، فقطعت مع بعض الكف فورد به على معاوية بالشام ، فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس ، وعلق الأصابع في كم القميص ، وندب الناس إلى الأخذ بهذا الثأر والدم وصاحبه ، فتباكى الناس حول المنبر ، وجعل القميص يرفع تارة ويوضع تارة ، والناس يتباكون حوله سنة ، وحث بعضهم بعضا على الأخذ بثأره ، واعتزل أكثر الناس النساء في هذا العام ، وقام في الناس معاوية وجماعة من الصحابة معه يحرضون الناس على المطالبة بدم عثمان ، ممن قتله من أولئك الخوارج : منهم عبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وأبو أمامة ، وعمرو بن عنبسة وغيرهم من الصحابة ، ومن التابعين : شريك بن حباشة ، وأبو مسلم الخولاني ، وعبد الرحمن بن غنم ، وغيرهم من التابعين . ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة رضي الله عنهم ، وطلبوا منه إقامة الحدود ، والأخذ بدم عثمان . فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان ، وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا ، فطلب منه الزبير أن يوليه إمرة الكوفة ليأتيه بالجنود ، وطلب منه طلحة أن يوليه إمرة البصرة ، ليأتيه منها بالجنود ليقوى بهم على شوكة هؤلاء الخوارج ، وجهلة الأعراب الذين كانوا معهم في قتل عثمان رضي الله عنه فقال لهما : مهلا علي ، حتى انظر في هذا الأمر ... ) - 2 -
***********
1 - سورة يوسف ، الاية (16 - 18 ) .
2 - البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 255 .
تعليق