مظلومية زيد الشهيد (ع) وشخصيته وسيرته في روايات اهل البيت (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى قتل زيد الشهيد (ع) في مثل هذا اليوم 2 / صفر / 121 هـ .
لم ولن تقف الشرارة التي اوقدتها الثورة الحسينية الاصلاحية المباركة بوجه الفاسقين و الفاسدين بعد مقتل الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ، بل تشتعل هذه الشرارة حينا بعد حين ، وجيلا بعد جيل ، والسبب في ذلك لان مصدر هذه الشرارة قد نبع من الكلام المبارك لمولانا الحسين (ع) عندما قال : (مثلي لا يبايع مثله ) و (هيهات منا الذلة ) .
وفعلا توقدت واشتعلت الثورة الاصلاحية في زمن زيد بن علي الشهيد الذي ضحى بنفسه من اجل اظهار الحق ومحو الباطل واحياء الدين الذي لا يحيى الا بالدماء الزاكيات .
فقدم دمه الطاهر - كجده الحسين (ع) - في سبيل الله فقتل مظلوما شهيدا ودفن لكن اعداء الاسلام من المنافقين نبشوا قبره وصلبوه ثم حرقوا جنازته ، فعلى روحه الطاهرة الالاف التحية والسلام .
*** النسب الشريف لزيد الشهيد (ع) :
هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، ويلقب بزيد الشهيد ، وكان محل ولادته في المدينة المنورة ، اما محل استشهاده فكان في الكوفة ، وهو ابن الإمام زين العابدين (ع) ، ومن أصحاب الإمامين الباقر والصادق (ع) .
اما امه فقيل ان اسمها جيدا ، او جيد ، وسماها البعض بحيدان ، وقال اخرون إنّ اسمها حوراء ، وهي أمّ ولد ، اشتراها المختار بن أبي عبيدة بثلاثين ألفاً واهداها لعلي بن الحسين (ع) .
*** قتل وشهادة زيد الشهيد (ع) :
قال الامام الصادق (ع) لما سمع بخبر قتل زيد واستشهاده : ( إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، عند اللّه أحتسب عمي إنّه كان نعم العم . إنّ عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا ، مضى واللّه عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول اللّه وعلي والحسين صلوات اللّه عليهم ) - 1 -
روى الصدوق بإسناده عن الفضيل بن يسار قال : انتهيت إلى زيد بن علي صبيحة يوم خرج بالكوفة ، فسمتعه يقول : من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام ؟ فو الذي بعث محمداً (ص) بالحقّ بشيراً ونذيراً لا يعينني على قتالهم منكم إلاّ أخذت بيده يوم القيامة ، فأدخلته الجنّة بإذن اللّه تعالى ، فلمّا قتل (ر) اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على أبي عبد اللّه فقلت في نفسي واللّه لا أخبرته بقتل زيد فيجزع عليه ، فلما دخلت عليه قال : ( ما فعل بعمي زيد ؟! ) فخنقتني العبرة ، فقال : (قتلوه ؟ ) قلت : أي واللّه قتلوه ، قال : ( فصلبوه ؟ ) ، قلت : أي واللّه فصلبوه ، فأقبل يبكي ودموعه تنحدر من جانب خده كأنّها الجمان ثم قال : ( يافضيل شهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( فكم قتلتَ منهم ؟ ) قلت : ستة ، قال : ( فلعلك شاك في دمائهم ؟ ) فقلت : لو كنت شاكاً في دمائهم ماقتلتهم ، فسمتعه يقول : ( أشركني اللّه في تلك الدماء ، مضى واللّه عمي وأصحابه مثل مامضى عليه علي بن أبي طالب (ع) وأصحابه ) - 2 -
وروى الصـدوق ايضا عن حمزة بن حمران قـال : دخلت على الصادق (ع) فقال لي : ( يا حمزة من أين أقبلت ؟ ) فقلت : من الكوفة ، فبكى حتى بلّت دموعه لحيته ! فقلت له : يا بن رسول اللّه ! مالك أكثرت من البكاء ؟ فقال : ( ذكرت عمي زيد وماصنع به فبكيت ) فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ قال : مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه ! فإنّك ترد على رسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) قال : أجل يابنيّ ! ثم دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه ، فكانت نفسه معه ، فجيء به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر له فيها ودفن وأُجري عليه الماء ، وكان معهم غلام سنديّ لبعضهم ، فذهب إلى يوسف بن عمر ـ لعنه اللّه ـ من الغد ، فأخبره بدفنهم إيّاه ، فأخرجه يوسف وصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأُحرق بالنار وذري في الرياح ، فلعن اللّه قاتله وخاذله ، وإلى اللّه جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان ) - 3 -
*** عقاب قتلة زيد الشهيد (ع) :
روى الكليني عن الحسن بن الوشاء عمن ذكره عن أبي عبد اللّه (ع) انه قال : ( إنّ اللّه عزّ وجلّ أذن في هلاك بني أُمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيام ) - 4 -
وروى الحلبي : قال قال أبو عبد اللّه (ع) : ( إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي (ع) فنزع اللّه ملكهم ، وقتل هشام زيد بن علي فنزع اللّه ملكه ، وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع اللّه ملكه ) - 5 -
**************
1 - عيون أخبار الرضا (ع) ، ج 1 ، ص 252 ، ح 6 ، الباب 25.
2 - عيون أخبار الرضا (ع) ، ج 1 ، ص 253 .
3 - أمـالي الصـدوق ، ص 321 ، المجلـس 62 ، ح 3 ،،،،، وأمـالي الطوسـي ، ج 2 ، ص 48 ،،،،، بحار الانوار للمجلـسي ، ج 46 ، ص 172 .
4 - الكافي ، للكليني ، ج 8 ، ص 161 .
5 - ثواب الاَعمال وعقابها ، ص 198 ،،،،، بحار الاَنوار ، ج 46 ، ص 182 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى قتل زيد الشهيد (ع) في مثل هذا اليوم 2 / صفر / 121 هـ .
لم ولن تقف الشرارة التي اوقدتها الثورة الحسينية الاصلاحية المباركة بوجه الفاسقين و الفاسدين بعد مقتل الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ، بل تشتعل هذه الشرارة حينا بعد حين ، وجيلا بعد جيل ، والسبب في ذلك لان مصدر هذه الشرارة قد نبع من الكلام المبارك لمولانا الحسين (ع) عندما قال : (مثلي لا يبايع مثله ) و (هيهات منا الذلة ) .
وفعلا توقدت واشتعلت الثورة الاصلاحية في زمن زيد بن علي الشهيد الذي ضحى بنفسه من اجل اظهار الحق ومحو الباطل واحياء الدين الذي لا يحيى الا بالدماء الزاكيات .
فقدم دمه الطاهر - كجده الحسين (ع) - في سبيل الله فقتل مظلوما شهيدا ودفن لكن اعداء الاسلام من المنافقين نبشوا قبره وصلبوه ثم حرقوا جنازته ، فعلى روحه الطاهرة الالاف التحية والسلام .
*** النسب الشريف لزيد الشهيد (ع) :
هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، ويلقب بزيد الشهيد ، وكان محل ولادته في المدينة المنورة ، اما محل استشهاده فكان في الكوفة ، وهو ابن الإمام زين العابدين (ع) ، ومن أصحاب الإمامين الباقر والصادق (ع) .
اما امه فقيل ان اسمها جيدا ، او جيد ، وسماها البعض بحيدان ، وقال اخرون إنّ اسمها حوراء ، وهي أمّ ولد ، اشتراها المختار بن أبي عبيدة بثلاثين ألفاً واهداها لعلي بن الحسين (ع) .
*** قتل وشهادة زيد الشهيد (ع) :
قال الامام الصادق (ع) لما سمع بخبر قتل زيد واستشهاده : ( إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، عند اللّه أحتسب عمي إنّه كان نعم العم . إنّ عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا ، مضى واللّه عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول اللّه وعلي والحسين صلوات اللّه عليهم ) - 1 -
روى الصدوق بإسناده عن الفضيل بن يسار قال : انتهيت إلى زيد بن علي صبيحة يوم خرج بالكوفة ، فسمتعه يقول : من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام ؟ فو الذي بعث محمداً (ص) بالحقّ بشيراً ونذيراً لا يعينني على قتالهم منكم إلاّ أخذت بيده يوم القيامة ، فأدخلته الجنّة بإذن اللّه تعالى ، فلمّا قتل (ر) اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على أبي عبد اللّه فقلت في نفسي واللّه لا أخبرته بقتل زيد فيجزع عليه ، فلما دخلت عليه قال : ( ما فعل بعمي زيد ؟! ) فخنقتني العبرة ، فقال : (قتلوه ؟ ) قلت : أي واللّه قتلوه ، قال : ( فصلبوه ؟ ) ، قلت : أي واللّه فصلبوه ، فأقبل يبكي ودموعه تنحدر من جانب خده كأنّها الجمان ثم قال : ( يافضيل شهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( فكم قتلتَ منهم ؟ ) قلت : ستة ، قال : ( فلعلك شاك في دمائهم ؟ ) فقلت : لو كنت شاكاً في دمائهم ماقتلتهم ، فسمتعه يقول : ( أشركني اللّه في تلك الدماء ، مضى واللّه عمي وأصحابه مثل مامضى عليه علي بن أبي طالب (ع) وأصحابه ) - 2 -
وروى الصـدوق ايضا عن حمزة بن حمران قـال : دخلت على الصادق (ع) فقال لي : ( يا حمزة من أين أقبلت ؟ ) فقلت : من الكوفة ، فبكى حتى بلّت دموعه لحيته ! فقلت له : يا بن رسول اللّه ! مالك أكثرت من البكاء ؟ فقال : ( ذكرت عمي زيد وماصنع به فبكيت ) فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ قال : مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه ! فإنّك ترد على رسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) قال : أجل يابنيّ ! ثم دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه ، فكانت نفسه معه ، فجيء به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر له فيها ودفن وأُجري عليه الماء ، وكان معهم غلام سنديّ لبعضهم ، فذهب إلى يوسف بن عمر ـ لعنه اللّه ـ من الغد ، فأخبره بدفنهم إيّاه ، فأخرجه يوسف وصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأُحرق بالنار وذري في الرياح ، فلعن اللّه قاتله وخاذله ، وإلى اللّه جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان ) - 3 -
*** عقاب قتلة زيد الشهيد (ع) :
روى الكليني عن الحسن بن الوشاء عمن ذكره عن أبي عبد اللّه (ع) انه قال : ( إنّ اللّه عزّ وجلّ أذن في هلاك بني أُمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيام ) - 4 -
وروى الحلبي : قال قال أبو عبد اللّه (ع) : ( إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي (ع) فنزع اللّه ملكهم ، وقتل هشام زيد بن علي فنزع اللّه ملكه ، وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع اللّه ملكه ) - 5 -
**************
1 - عيون أخبار الرضا (ع) ، ج 1 ، ص 252 ، ح 6 ، الباب 25.
2 - عيون أخبار الرضا (ع) ، ج 1 ، ص 253 .
3 - أمـالي الصـدوق ، ص 321 ، المجلـس 62 ، ح 3 ،،،،، وأمـالي الطوسـي ، ج 2 ، ص 48 ،،،،، بحار الانوار للمجلـسي ، ج 46 ، ص 172 .
4 - الكافي ، للكليني ، ج 8 ، ص 161 .
5 - ثواب الاَعمال وعقابها ، ص 198 ،،،،، بحار الاَنوار ، ج 46 ، ص 182 .
تعليق