- عرف العديد من العلماء، العقاب بانه " المثير المنتج للألم " ففي عملية التنشئة الاجتماعية يعاقب الوالدان أطفالهما سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوا، ويمكن طرح هذه المسألة على النحول التالي:
" إذا كانت الفضيلة تحمل ثوابها في ذاتها، فإن عملية اكتسابها مفعمة بالعقوبات " ولا يقوم الآباء بضرب وصفع أطفالهم فقط، بل يصرخون في وجوههم ويعزلونهم ويهددونهم أحيانا بدافع حبهم لهم , وذلك في حالات الغضب الدنيا ، وبعضهم يقوم بتوجيه ألفاظ قاسية باستمرار بسبب سوء سلوك أطفالهم .
- وقد أجريت تجارب لمعرفة ما إذا كان العقاب الجسدي يؤدي إلى أزاله سلوك معين أم لا. ومعرفة أثر العقاب على الطفل ككائن بشري حساس وعاقل.
- وقد أثارت مسألة العقاب الجسدي نقاشا وجدلا بين الباحثين، ويستشهد كل من " سيرز " و " ماكوني " و " ليفين " بأقوال إحدى الأمهات، التي اعتادت استخدام العقاب الجسدي كسلوك مهم لضبط سلوك طفلها: " نعم كنت أضربه باستمرار، وفي كل وقت أوجهه فيه كان يغدو على نحو أسوأ في نهاية الأسبوع، ولا أدري ما إذا كان يواظب على المدرسة أو لا ولكنه كان يغدو في نهاية الأسبوع على نحو لا يطاق، حيث أقوم بضربه، وكان يعود إلى السلوك نفسه في نهاية الأسبوع الثانية "
- إن اتجاهات الناس، ومنهم الاختصاصيون، نحو العقاب الجسدي، هي اتجاهات متناقضة.
- يشرح الدكتور " ألفن فروم " الاختصاصي في العلاج النفسي بعض الأسباب التي تؤدي إلى الاعتقاد بأن الضرب للطفل سياسية انهزامية:
- إذا قمت بضرب الطفل فسيخاف منك ويكرهك.
- سيتعلم الطفل الطاعة العمياء عوضا عن فهم المعايير الاخلاقية وتقبلها.
- إن التعبير عن المزاج السيء أثناء الضرب يعطي الطفل مثلا سيئا لمحاكاته.
- يشكل استخدام الضرب القاسي أدني الأساليب التربوية مهارة وأصالة.
- قد يثبت الضرب السلوك السيء للطفل أكثر مما يعمل على إزالة هذا السلوك.
- إن هدف الانضباط هو تعديل الرغبات وليس مجدر تعديل السلوك.
- ويرى بعض علماء النفس، أن الجمع بين العقاب الجسدي والنفسي يؤدي إلى أفضل النتائج.
- ويقولون بأن الأطفال الذين يتلقون هذا النوع من العقاب يصبحون أكثر واقعية وانضباطا، يرى " سيول " أن الأم التي تستطيع الامتناع عن الضرب، يمكن أن تعبر عن غيظها بأشكال أخرى: كدفع الطفل للشعور بالألم العميق، إلا أن " سيول " لا يدافع عن الضرب، بل يرى أنه أقل خطرا من التقبل المستمر للطفل، لأن الضرب ينقي الجو بالنسبة للوالد والطفل، على حد سواء.
- يقول بهذا الصدد: إن العقاب السليم هو العقاب الفعال، الذي يبدو صحيحا بالنسبة للوالدين، ويتوقف ذلك على طبيعة الوالدين وطبيعة الطفل ونوع السلوك المرتكب.
- إن حرمان الطفل من الامتيازات التي يتمتع بها هو أفضل أنواع العقاب ملائمة للأطفال في السن المدرسي، وإذا كان هذا العقاب عادلا فسينمي شعور الطفل بالعدالة.