عن تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: قال رسول الله.. ألا فاذكروا يا أمة محمد، محمدا و آله عند نوائبكم و شدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم. فإن كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته، و ملك عن يساره يكتب سيئاته، و معه شيطانان من عند إبليس يغويانه، فإذا وسوسا في قلبه، ذكر الله و قال: لا حول و لا قوة إلا بالله ألعلي العظيم، و صلى الله على محمد و آله الطيبين, خنس الشيطانان، ثم صارا إلى إبليس، فشكواه، و قالا له: قد أعيانا أمره، فأمددنا بالمردة. فلا يزال يمدهما حتى يمدهما بألف مارد، فيأتونه، فكلما راموه: ذكر الله، و صلى على محمد و آله الطيبين, لم يجدوا عليه طريقا و لا منفذا, قالوا لإبليس: ليس له غيرك تباشره بجنودك فتغلبه و تغويه، فيقصده إبليس بجنوده, فيقول الله تعالى للملائكة: «هذا إبليس قد قصد عبدي فلانا، أو أمتي فلانة بجنوده ألا فقاتلوهم » فيقاتلهم بإزاء كل شيطان رجيم منهم، مائة [ألف] ملك، و هم على أفراس من نار، بأيديهم سيوف من نار، و رماح من نار، و قسي و نشاشيب و سكاكين و أسلحتهم من نار، فلا يزالون يخرجونهم و يقتلونهم بها، و يأسرون إبليس، فيضعون عليه تلك الأسلحة، فيقول: يا رب وعدك وعدك، قد أجلتني إلى يوم الوقت المعلوم, فيقول الله تعالى للملائكة: « وعدته أن لا أميته، و لم أعده أن لا أسلط عليه السلاح و العذاب و الآلام، اشتفوا منه ضربا بأسلحتكم فإني لا أميته » فيثخنونه بالجراحات ثم يدعونه، فلا يزال سخين العين على نفسه و أولاده المقتولين، و لا يندمل شيء من جراحاته إلا بسماعه أصوات المشركين بكفرهم. فإن بقي هذا المؤمن: على طاعة الله و ذكره، و الصلاة على محمد و آله، بقي على إبليس تلك الجراحات، و إن زال العبد عن ذلك، و انهمك في مخالفة الله عز و جل و معاصيه، اندملت جراحات إبليس، ثم قوي على ذلك العبد حتى يلجمه، و يسرج على ظهره و يركبه، ثم ينزل عنه و يركب على ظهره شيطانا من شياطينه، و يقول لأصحابه: أ ما تذكرون ما أصابنا من شأن هذا ذل و انقاد لنا الآن حتى صار يركبه هذا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فإن أردتم أن تديموا على إبليس سخنة عينه، و ألم جراحاته، فداوموا على طاعة الله و ذكره، و الصلاة على محمد و آله، و إن زلتم عن ذلك كنتم أسراء إبليس، فيركب أقفيتكم بعض مردته.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
فضل الصلاة على محمد واله (ع)
تقليص
X
تعليق