بسم الله الرحمن الرحيم،، بسم الله على قلبي ونفسي،،
بسم الله على ديني وعقلي،، بسم الله على ما أعطاني ربي
اللهم صلِّ وسلم وزد وبـارك على محمد ٍ وعلى المستحفظين من آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}(الأنعام/116) ، ويقول مادحا القلة { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(سبأ/13)
وينبه الله سبحانه المؤمنين كيلا يغتروا بالنعم التي يتنعم بها غير المؤمنين في الحياة الدنيا بقوله عز من قائل :
{وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}(الزخرف/33).
{وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ}(الزخرف/34).
{وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}(الزخرف/35).
ولو دققنا في بداية الآية نرى أنها تشير إلى أن المانع من اغداق النعم على من لا يدين بدين الله سبحانه حذرا من اغترار الناس بذلك فيحسبون أن الكفر هو الحق وإلا لما وقعت كل هذه النعم على الكافر بمجرد أن يكفر ! وهذا دليل على أن النعم في الدنيا والقوة والجاه ليست بذات أهمية عند الله سبحانه وليس لها في ميزان الحق أي اعتبار ، بل إن بعض الآيات تدل على أن المستضعفين هم الذين سيرثون الأرض لأنهم المتقون وهذا دليل صريح في أن المضطهدين في الأرض وهم القلة التي يستحقرها الناس ويقع تنكيل الظالمين على رؤوسهم ستكون الغلبة لهم وميراث الأرض ، قال تعالى :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ}(القصص/4).
{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص/5).
ولنا في قصص الأنبياء وما جرى فيها موعظة وعبرة حسنة في أن الاستضعاف هي الحالة الدائمة للمؤمنين بالله سبحانه :
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ}(الأعراف/75).
{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}(الأعراف/76).
وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام :
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأعراف/150)
وقال في مورد آخر {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}(البقرة/249)
وكذا نبه الله عز وجل رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله كيلا يغتر بقوة الكفار وشوكتهم وتقلبهم في البلاد بقوله تعالى
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلاَدِ}(غافر/4).
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}(غافر/5).
بل نفس الروايات عند السنيين تدل على أن القلة هي المنتصرة وعليك بحديث ارتداد الصحابة من بعده إلا قليلا منهم وأنه لن ينجو منهم إلا مثل همل النعم ، أي الدابة التي تخرج عن القطيع فيأكلها الذئب !! فهي كالواحدة بالنسبة للمئة ! وهو حديث البخاري
صحيح البخاري ج7 ص208- 209
" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ".
فيا أيها الأخ العزيز لا تغرنك الكثرة والقوة فلو كان هذا ميزان الحق لقلنا أن المسيحية المحرفة اليوم هي الدين الحق لأن المسلمين كافة قد استضعفوا من النصارى لقوتهم وكثرتهم بل صار المسلمون يحتاجون لهم في حماية المسلمين من بعضهم البعض !! فهل يقبل هذا مسلم ؟!
واعلم أن مثل هذه الحجج لن تقبل من المسلم يوم القيامة لأنها مما حذر منها القرآن الكريم وحذرت منها السنة النبوية ، فلا تتبع الظن فيصدك عن الحق ، وتدبر هذه الآية الكريمة {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}(الأنعام/116)
بسم الله على ديني وعقلي،، بسم الله على ما أعطاني ربي
اللهم صلِّ وسلم وزد وبـارك على محمد ٍ وعلى المستحفظين من آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}(الأنعام/116) ، ويقول مادحا القلة { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(سبأ/13)
وينبه الله سبحانه المؤمنين كيلا يغتروا بالنعم التي يتنعم بها غير المؤمنين في الحياة الدنيا بقوله عز من قائل :
{وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}(الزخرف/33).
{وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ}(الزخرف/34).
{وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}(الزخرف/35).
ولو دققنا في بداية الآية نرى أنها تشير إلى أن المانع من اغداق النعم على من لا يدين بدين الله سبحانه حذرا من اغترار الناس بذلك فيحسبون أن الكفر هو الحق وإلا لما وقعت كل هذه النعم على الكافر بمجرد أن يكفر ! وهذا دليل على أن النعم في الدنيا والقوة والجاه ليست بذات أهمية عند الله سبحانه وليس لها في ميزان الحق أي اعتبار ، بل إن بعض الآيات تدل على أن المستضعفين هم الذين سيرثون الأرض لأنهم المتقون وهذا دليل صريح في أن المضطهدين في الأرض وهم القلة التي يستحقرها الناس ويقع تنكيل الظالمين على رؤوسهم ستكون الغلبة لهم وميراث الأرض ، قال تعالى :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ}(القصص/4).
{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص/5).
ولنا في قصص الأنبياء وما جرى فيها موعظة وعبرة حسنة في أن الاستضعاف هي الحالة الدائمة للمؤمنين بالله سبحانه :
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ}(الأعراف/75).
{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}(الأعراف/76).
وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام :
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأعراف/150)
وقال في مورد آخر {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}(البقرة/249)
وكذا نبه الله عز وجل رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله كيلا يغتر بقوة الكفار وشوكتهم وتقلبهم في البلاد بقوله تعالى
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلاَدِ}(غافر/4).
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}(غافر/5).
بل نفس الروايات عند السنيين تدل على أن القلة هي المنتصرة وعليك بحديث ارتداد الصحابة من بعده إلا قليلا منهم وأنه لن ينجو منهم إلا مثل همل النعم ، أي الدابة التي تخرج عن القطيع فيأكلها الذئب !! فهي كالواحدة بالنسبة للمئة ! وهو حديث البخاري
صحيح البخاري ج7 ص208- 209
" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ".
فيا أيها الأخ العزيز لا تغرنك الكثرة والقوة فلو كان هذا ميزان الحق لقلنا أن المسيحية المحرفة اليوم هي الدين الحق لأن المسلمين كافة قد استضعفوا من النصارى لقوتهم وكثرتهم بل صار المسلمون يحتاجون لهم في حماية المسلمين من بعضهم البعض !! فهل يقبل هذا مسلم ؟!
واعلم أن مثل هذه الحجج لن تقبل من المسلم يوم القيامة لأنها مما حذر منها القرآن الكريم وحذرت منها السنة النبوية ، فلا تتبع الظن فيصدك عن الحق ، وتدبر هذه الآية الكريمة {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}(الأنعام/116)