بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قد وردت في السيرة الرضوية رواية تشير إلي أسباب تزلزل العائلات وسرّ تعزيز قواعد الأسرة، قال ثامن الأئمّة عليه السلام...
إن للأسرة مكانة مرموقة وأهمية كبيرة في تعاليم الدين الحنيف؛ لأنّها العنصر الأساس في تكوينه، ويكون المجتمع ذات درجات عالية وكمال المطلوب بعد إعطائه ووصله بالمصدر السليم الذي يكون مرتبط بالسماء، ونحن نجد هذه الصفات موجودة في السيرة العمليّة لحياة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن خلال كلماتهم النيرة، ويكون المجتمع صالحاً اذا كانت الأسرة صالحة، والأسرة الصالحة تتكون من أفراد صالحين، فيوجد بينهم ارتباط وتسلسل وثيق.
اليوم سنستفيد من السيرة الرضوية حول دور الأسرة في بناء المجتمع:
قد ذكرت الروايات والأحاديث في تاريخ حياة الإمام الرضا عليه السلام، ملامح ذات أهمية كثيرة، حول العائلة والأمور التي تكون نموذجاً للعائلات، في العصر الراهن.
ويعتبر الإمام الرضا عليه السلام الأسرة، من أهمّ مقومات المجتمع، ويري التربية الصالحة والمؤثرة تكون في داخل العائلة التي هي بمنزلة الجذور فيتغذى منها الفرد.
وقد بيّن الامام الرضا عليه السلام وصيات حول العائلة من مرحلة الخطوبة وبيّن إنّ لتزويج البنت قيود، من يريد أن يزوّج بنته ويعطي اختيارها إلى شخص آخر، ليعلم بمن سيعطي هذا الاختيار.
فلتعلم البنت إن ما يختاره وليها هو الأفضل في كثير من الحالات، وعليها أن تقبل بنصائحه؛ لأنه عادتا هو أعلم بمصالحها وأكثر تجربة وأقدر على اختيار الزوج المناسب، وأكثر شفقة عليها وأشد حرصا على سعادتها، لكن لا يحق له إجبارها على الزواج بمن لا تريد، والزواج غير المرغوب فيه - إن تم - قد يكون مآله إلى الفشل؛ لأنه بني على غير اقتناع من الطرفين، فهنا تكون مسؤلية الولي جداً حساسة، ولكن الإمام عليه السلام يقدم له النصائح التي لو اتّبعها الولي لم يندم في ما بعد على اختيار الزوج طبق الروايات أهل البيت عليهم السلام.
علي سبيل المثال، روي يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي قال: ( كَتَبْتُ إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عليه السلام أَنَّ لِي قَرَابَةً قَدْ خَطَبَ إِلَيَّ اِبْنَتِي وفِي خُلُقِهِ سُوءٌ فَقَالَ لاَ تُزَوِّجْهُ إِنْ كَانَ سَيِّئَ اَلْخُلُقِ)(1).
ويشير في أحاديثه عن اختيار الزوج والزوجة الصالحين، ويبين الزوجة الصالحة نعمة في الدنيا عظيمة، إذا تشاهده تفرح، وإذا يغيب عنها تحفظ عرضه وأمواله، يعني أنّها تصون نفسها من نظرة الغير والأجنبي، وتحفظ أموال زوجها.
لكن وللأسف نشاهد في الوقت الراهن كثرة الطلاق، وذلك بعد مضيّ مدة قصيرة من الزواج، وهذا يدلّ علي عدم الثبات والاستقرار في العائلات الفتيّة، فهناك إرشادات من الإمام الرضا عليه السلام لتعزيز العلاقات في الأسرة وبقاء المحبة والألفة بين الزوجين.
وقد وردت في السيرة الرضوية رواية تشير إلي أسباب تزلزل العائلات وسرّ تعزيز قواعد الأسرة، قال ثامن الأئمّة عليه السلام:« أَنَّ نِسَاءَ بَنِی إِسْرَائِیلَ خَرَجْنَ مِنَ الْعَفَافِ إِلَى الْفُجُورِ مَا أَخْرَجَهُنَّ إِلَّا قِلَّةُ تَهْیِئَةِ أَزْوَاجِهِنَّ»(2).
نعم، إن على المرأة والرّجل أن يهتمّا إلى ظاهرهما وأن يزيّنا أنفسهما؛ فهذا من حقوق المتقابل للزوجين ، فلا ينحصر على المرأة فقط.
ومن وصايا أهل البيت عليهم السلام لتعزيز حجر الأساس للأسرة، هي إظهار المحبة؛ فيجب علي الزوجين - وبطرق مختلفة- أن يظهرا المحبة للآخر، وإلّا يكتفيا بحفظ المحبة في قلوبهما، وأوصى بالمرأة خيرا حيث وضع لها حرمة عالية وجعل حبها مقرون بالإيمان والخير، وعلّم الرجل كيف يمتلك قلبها وحنانها حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: "قول الرجل للمرأة إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"(3).
وأكّد الإمام الرضا(ع) علي العلاقة بين الزوجين كإحدي طرق الأنس الروحي والعاطفي، فقال: "من السنة التزويج بالليل؛ لأن الله جعل الليل سكنا، والنساء أنما هن سكن."(4)
فهنا يشير إلى أهمية سنة التزويج بالليل، ويبين أهميته، والكثير من هذا الأمور التي بينّها في حياته هي دستور للمؤمنين وبواسطة العمل بهذا الدرر التي صدرت منه يصل الإنسان إلى أعلى درجات الكمال المطلوبة.
الهوامش :
1ـ من لا يحضره الفقيه: ج 3، كِتَابُ النِّكَاح، بَابُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنَ النِّكَاحِ ومَا حَرَّمَ مِنْه.
2ـ م?ارم الأخلاق، حسن طبرسی، ص 81، الفصل الثالث فی الخضاب.
3ـ وسائل الشيعة: ج 20، ص 23.
4ـ وسائل الشيعة ج3 ص91
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قد وردت في السيرة الرضوية رواية تشير إلي أسباب تزلزل العائلات وسرّ تعزيز قواعد الأسرة، قال ثامن الأئمّة عليه السلام...
إن للأسرة مكانة مرموقة وأهمية كبيرة في تعاليم الدين الحنيف؛ لأنّها العنصر الأساس في تكوينه، ويكون المجتمع ذات درجات عالية وكمال المطلوب بعد إعطائه ووصله بالمصدر السليم الذي يكون مرتبط بالسماء، ونحن نجد هذه الصفات موجودة في السيرة العمليّة لحياة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن خلال كلماتهم النيرة، ويكون المجتمع صالحاً اذا كانت الأسرة صالحة، والأسرة الصالحة تتكون من أفراد صالحين، فيوجد بينهم ارتباط وتسلسل وثيق.
اليوم سنستفيد من السيرة الرضوية حول دور الأسرة في بناء المجتمع:
قد ذكرت الروايات والأحاديث في تاريخ حياة الإمام الرضا عليه السلام، ملامح ذات أهمية كثيرة، حول العائلة والأمور التي تكون نموذجاً للعائلات، في العصر الراهن.
ويعتبر الإمام الرضا عليه السلام الأسرة، من أهمّ مقومات المجتمع، ويري التربية الصالحة والمؤثرة تكون في داخل العائلة التي هي بمنزلة الجذور فيتغذى منها الفرد.
وقد بيّن الامام الرضا عليه السلام وصيات حول العائلة من مرحلة الخطوبة وبيّن إنّ لتزويج البنت قيود، من يريد أن يزوّج بنته ويعطي اختيارها إلى شخص آخر، ليعلم بمن سيعطي هذا الاختيار.
فلتعلم البنت إن ما يختاره وليها هو الأفضل في كثير من الحالات، وعليها أن تقبل بنصائحه؛ لأنه عادتا هو أعلم بمصالحها وأكثر تجربة وأقدر على اختيار الزوج المناسب، وأكثر شفقة عليها وأشد حرصا على سعادتها، لكن لا يحق له إجبارها على الزواج بمن لا تريد، والزواج غير المرغوب فيه - إن تم - قد يكون مآله إلى الفشل؛ لأنه بني على غير اقتناع من الطرفين، فهنا تكون مسؤلية الولي جداً حساسة، ولكن الإمام عليه السلام يقدم له النصائح التي لو اتّبعها الولي لم يندم في ما بعد على اختيار الزوج طبق الروايات أهل البيت عليهم السلام.
علي سبيل المثال، روي يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي قال: ( كَتَبْتُ إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عليه السلام أَنَّ لِي قَرَابَةً قَدْ خَطَبَ إِلَيَّ اِبْنَتِي وفِي خُلُقِهِ سُوءٌ فَقَالَ لاَ تُزَوِّجْهُ إِنْ كَانَ سَيِّئَ اَلْخُلُقِ)(1).
ويشير في أحاديثه عن اختيار الزوج والزوجة الصالحين، ويبين الزوجة الصالحة نعمة في الدنيا عظيمة، إذا تشاهده تفرح، وإذا يغيب عنها تحفظ عرضه وأمواله، يعني أنّها تصون نفسها من نظرة الغير والأجنبي، وتحفظ أموال زوجها.
لكن وللأسف نشاهد في الوقت الراهن كثرة الطلاق، وذلك بعد مضيّ مدة قصيرة من الزواج، وهذا يدلّ علي عدم الثبات والاستقرار في العائلات الفتيّة، فهناك إرشادات من الإمام الرضا عليه السلام لتعزيز العلاقات في الأسرة وبقاء المحبة والألفة بين الزوجين.
وقد وردت في السيرة الرضوية رواية تشير إلي أسباب تزلزل العائلات وسرّ تعزيز قواعد الأسرة، قال ثامن الأئمّة عليه السلام:« أَنَّ نِسَاءَ بَنِی إِسْرَائِیلَ خَرَجْنَ مِنَ الْعَفَافِ إِلَى الْفُجُورِ مَا أَخْرَجَهُنَّ إِلَّا قِلَّةُ تَهْیِئَةِ أَزْوَاجِهِنَّ»(2).
نعم، إن على المرأة والرّجل أن يهتمّا إلى ظاهرهما وأن يزيّنا أنفسهما؛ فهذا من حقوق المتقابل للزوجين ، فلا ينحصر على المرأة فقط.
ومن وصايا أهل البيت عليهم السلام لتعزيز حجر الأساس للأسرة، هي إظهار المحبة؛ فيجب علي الزوجين - وبطرق مختلفة- أن يظهرا المحبة للآخر، وإلّا يكتفيا بحفظ المحبة في قلوبهما، وأوصى بالمرأة خيرا حيث وضع لها حرمة عالية وجعل حبها مقرون بالإيمان والخير، وعلّم الرجل كيف يمتلك قلبها وحنانها حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: "قول الرجل للمرأة إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"(3).
وأكّد الإمام الرضا(ع) علي العلاقة بين الزوجين كإحدي طرق الأنس الروحي والعاطفي، فقال: "من السنة التزويج بالليل؛ لأن الله جعل الليل سكنا، والنساء أنما هن سكن."(4)
فهنا يشير إلى أهمية سنة التزويج بالليل، ويبين أهميته، والكثير من هذا الأمور التي بينّها في حياته هي دستور للمؤمنين وبواسطة العمل بهذا الدرر التي صدرت منه يصل الإنسان إلى أعلى درجات الكمال المطلوبة.
الهوامش :
1ـ من لا يحضره الفقيه: ج 3، كِتَابُ النِّكَاح، بَابُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنَ النِّكَاحِ ومَا حَرَّمَ مِنْه.
2ـ م?ارم الأخلاق، حسن طبرسی، ص 81، الفصل الثالث فی الخضاب.
3ـ وسائل الشيعة: ج 20، ص 23.
4ـ وسائل الشيعة ج3 ص91
تعليق