دفاعات وتأويلات باطلة عن رزية يوم الخميس وردها بالدليل العلمي ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قبل ان يفارق رسول الله محمد (ص) حياته بعدة ايام تعرض (ص) وهو في الفراش الى الرد والاهانة من قبل بعض الاشخاص الذين يدعون كونهم من صحابته ، فاتهموا النبي (ص) بكونه يهجر ويهذي وقد غلبه الوجع حتى انقسم الصحابة الى قسمين قسم أيد قول النبي (ص) بالكتابة ، وقسم أيد قول عمر بن الخطاب بعدمها فتصايح الفريقان فيما بينهما وتنازعوا وارتفعت اصواتهم عند محضر النبي (ص) الذي لا يجوز رفع الصوت في محضره .
والفئة التي اخذت بقول عمر بن الخطاب دون قول النبي الاكرم (ص) لا تقتصر على الاشخاص الذين كانوا في ذلك الزمان الذي وقعت فيه رزية يوم الخميس ، بل لهم اتباع الى الان في هذا الزمان ايضا يدافعون ويلتمسون الاعذار لعمر بن الخطاب في منعه من كتابة رسول الله (ص) للكتاب الذي يعصم الناس من الضلال بل يرونه مصيبا ولا يعدونه مسيئا للنبي (ص) .
ومن ضمن دفاعهم وتأويلاتهم لفعل عمر بن الخطاب ما سنذكره ادناه على شكل نقاط مع ردنا على كل نقطة :
1 - قالوا أن من قال إن رسول الله (ص) يهجر بعض الرجال دون نسبة هذا القول لعمر . وانه لم يثبت دليل على تعيين قائلها . قال ابن حجر رحمه الله : ( ويظهر لي أن قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام ) . فتح الباري شرح في صحيح البخاري ، لابن حجر ، ج 9 ، ص 114 .
ج / ونرد عليهم بان البخاري ذكر في باب كراهية الخلاف ج 8 ، ص 161 ما نصّه : ( واختلف أهل البيت فاختصموا , فمنهم مَن يقول : قرّبوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي (ص) قال لهم : (قوموا عنّي) .
ونسب القول (يهجر) إلى عمر بن الخطاب كل من الإمام الغزالي في سر العالمين ، ص21 ، وفي طبعة دار الآفاق العربية ص40 ، والخفاجي في شرح الشفا ، ج 4 / ص 278 .
2 - قالوا بان كلمة هجر جاءت بصيغة السؤال والاستفهام : ( قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه ) . قال الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية (أهجر) بالهمز أي بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول (ص) أي هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب ؟؟؟
ج / ونرد عليهم بانه لو سلمنا ان هذا الاستفهام استنكاري يستلزم ان يكتب النبي (ص) الكتاب ومعنى ذلك ان يتفق الجميع على الكتابة وان لا يكون هناك تنازع واختلاف وارتفاع للاصوات ، لكن من الواضح أن قائليها هم أنفسهم المعترضين على كتابة النبي (ص) فالمفهوم من استفهامهم هو إنكارا لقول النبي (ص) لا لقول الطرف الآخر فإن الطرف الآخر إنما كانوا موافقين للنبي (ص) مخالفين لقول عمر ومن وافقه .
3 - ان امر النبي (ص) كان على وجه الندب وليس على وجه الوجوب وهذا ما فهمه من رفض الكتابة والدليل على ذلك ايضا انه بقى بعدها اربعة ايام دون أن يكتب .
ج / ونرد عليهم بانه كيف فهم عمر بن الخطاب واتباعه بان امر النبي (ص) بالكتابة كان على وجه الندب والاستحباب وليس على نحو الوجوب ؟ وهل في الاستحباب ضلالة حتى يهتم النبي (ص) بكتابته ويصرح بعدم الضلالة بعده ؟؟؟ هذا مع جواب بعض علماء اهل السنة والجماعة بما يعرض هذا الكلام لقولهم : ( اما اختلافهم فثابت ، وقد كان سببه اختلاف في فهم قول الرسول (ص) ومراده لا عصيانه ) . فان عدم فهمهم لقول النبي (ص) ومراده ، يعارض قولهم فهم عمر بن الخطاب لقول النبي (ص) ومراده .
4 - إذا كانت مقولة عمر بن الخطاب عصيانا واعتراضا على امر الله يفسق او يكفر بها فلماذا لم يصدر من أحدهم اي استنكار او رد فعل على مقولته ؟ وان كان صدر عنهما استنكار فاين نجده ؟؟
ج / ونرد عليهم ، نعم قد صدرت ردة الفعل والاستنكار على من منع كتابة الكتاب من النبي (ص) بقوله : ( قوموا عني ) فطردهم من البقاء في محضره وبقربه .
5 - قالوا بان منع عمر بن الخطاب النبي (ص) من كتابة الكتاب هو شفقة منه على رسول الله (ص) . فكره أن يتكلف رسول الله (ص) ما يشق ويثقل عليه .
ج / ونرد عليهم بان منع عمر بن الخطاب ليس شفقة منه على النبي (ص) بل مخالفة منه إليه ، فقد ورد في مسند أحمد طبعة الرسالة ، ج 23 ، ص 68 ، ح 14726 :
حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير، عن جابر ، أن النبي (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ، قال : فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها .
6 - قالوا بان عمر رضي الله عنه كان مجتهداً في موقفه من كتابة الكتاب ، والمجتهد في الدين معذور على كل حال ، بل مأجور لقول النبي (ص) : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) .
ج / ان الاجتهاد بالراي يجري - على قولهم - فيما اذا لم يكن هناك نص واضح وصريح ، وامر النبي (ص) بكتابة الكتاب الذي لم يضلوا بعده نص موجود و واضح وصريح فلا يحق لعمر بن الخطاب ان يجتهد مقابل قول رسول الله (ص) هذا من جهة ومن جهة اخرى ان عمر بن الخطاب - بحسب تصريح ابن تيمية الاتي ادناه - اشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض او كان من اقواله المعروفة (اي السنة) فكيف يجتهد ويرجح ان قول النبي (ص) من شدة مرضه مع وجود المرجح الاخر وهو ان قوله (ص) من السنة لا من المرض ويؤيد هذا الترجيح الله سبحانه وتعالى في القران الكريم الذي امرنا ان ناخذ بما اتانا به الرسول (ص) قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) . الحشر ، الاية 7 .
وننقل لكم الان ما قاله ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ، ج 6 ، ص 24 في معرض الدفاع عن عمر بن الخطاب وقد تبين ردنا عليه اعلاه :
( وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله ...... ) .
والحمد لله رب العالمين . اللهم صل على محمد وال محمد .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قبل ان يفارق رسول الله محمد (ص) حياته بعدة ايام تعرض (ص) وهو في الفراش الى الرد والاهانة من قبل بعض الاشخاص الذين يدعون كونهم من صحابته ، فاتهموا النبي (ص) بكونه يهجر ويهذي وقد غلبه الوجع حتى انقسم الصحابة الى قسمين قسم أيد قول النبي (ص) بالكتابة ، وقسم أيد قول عمر بن الخطاب بعدمها فتصايح الفريقان فيما بينهما وتنازعوا وارتفعت اصواتهم عند محضر النبي (ص) الذي لا يجوز رفع الصوت في محضره .
والفئة التي اخذت بقول عمر بن الخطاب دون قول النبي الاكرم (ص) لا تقتصر على الاشخاص الذين كانوا في ذلك الزمان الذي وقعت فيه رزية يوم الخميس ، بل لهم اتباع الى الان في هذا الزمان ايضا يدافعون ويلتمسون الاعذار لعمر بن الخطاب في منعه من كتابة رسول الله (ص) للكتاب الذي يعصم الناس من الضلال بل يرونه مصيبا ولا يعدونه مسيئا للنبي (ص) .
ومن ضمن دفاعهم وتأويلاتهم لفعل عمر بن الخطاب ما سنذكره ادناه على شكل نقاط مع ردنا على كل نقطة :
1 - قالوا أن من قال إن رسول الله (ص) يهجر بعض الرجال دون نسبة هذا القول لعمر . وانه لم يثبت دليل على تعيين قائلها . قال ابن حجر رحمه الله : ( ويظهر لي أن قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام ) . فتح الباري شرح في صحيح البخاري ، لابن حجر ، ج 9 ، ص 114 .
ج / ونرد عليهم بان البخاري ذكر في باب كراهية الخلاف ج 8 ، ص 161 ما نصّه : ( واختلف أهل البيت فاختصموا , فمنهم مَن يقول : قرّبوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي (ص) قال لهم : (قوموا عنّي) .
ونسب القول (يهجر) إلى عمر بن الخطاب كل من الإمام الغزالي في سر العالمين ، ص21 ، وفي طبعة دار الآفاق العربية ص40 ، والخفاجي في شرح الشفا ، ج 4 / ص 278 .
2 - قالوا بان كلمة هجر جاءت بصيغة السؤال والاستفهام : ( قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه ) . قال الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية (أهجر) بالهمز أي بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول (ص) أي هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب ؟؟؟
ج / ونرد عليهم بانه لو سلمنا ان هذا الاستفهام استنكاري يستلزم ان يكتب النبي (ص) الكتاب ومعنى ذلك ان يتفق الجميع على الكتابة وان لا يكون هناك تنازع واختلاف وارتفاع للاصوات ، لكن من الواضح أن قائليها هم أنفسهم المعترضين على كتابة النبي (ص) فالمفهوم من استفهامهم هو إنكارا لقول النبي (ص) لا لقول الطرف الآخر فإن الطرف الآخر إنما كانوا موافقين للنبي (ص) مخالفين لقول عمر ومن وافقه .
3 - ان امر النبي (ص) كان على وجه الندب وليس على وجه الوجوب وهذا ما فهمه من رفض الكتابة والدليل على ذلك ايضا انه بقى بعدها اربعة ايام دون أن يكتب .
ج / ونرد عليهم بانه كيف فهم عمر بن الخطاب واتباعه بان امر النبي (ص) بالكتابة كان على وجه الندب والاستحباب وليس على نحو الوجوب ؟ وهل في الاستحباب ضلالة حتى يهتم النبي (ص) بكتابته ويصرح بعدم الضلالة بعده ؟؟؟ هذا مع جواب بعض علماء اهل السنة والجماعة بما يعرض هذا الكلام لقولهم : ( اما اختلافهم فثابت ، وقد كان سببه اختلاف في فهم قول الرسول (ص) ومراده لا عصيانه ) . فان عدم فهمهم لقول النبي (ص) ومراده ، يعارض قولهم فهم عمر بن الخطاب لقول النبي (ص) ومراده .
4 - إذا كانت مقولة عمر بن الخطاب عصيانا واعتراضا على امر الله يفسق او يكفر بها فلماذا لم يصدر من أحدهم اي استنكار او رد فعل على مقولته ؟ وان كان صدر عنهما استنكار فاين نجده ؟؟
ج / ونرد عليهم ، نعم قد صدرت ردة الفعل والاستنكار على من منع كتابة الكتاب من النبي (ص) بقوله : ( قوموا عني ) فطردهم من البقاء في محضره وبقربه .
5 - قالوا بان منع عمر بن الخطاب النبي (ص) من كتابة الكتاب هو شفقة منه على رسول الله (ص) . فكره أن يتكلف رسول الله (ص) ما يشق ويثقل عليه .
ج / ونرد عليهم بان منع عمر بن الخطاب ليس شفقة منه على النبي (ص) بل مخالفة منه إليه ، فقد ورد في مسند أحمد طبعة الرسالة ، ج 23 ، ص 68 ، ح 14726 :
حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير، عن جابر ، أن النبي (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ، قال : فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها .
6 - قالوا بان عمر رضي الله عنه كان مجتهداً في موقفه من كتابة الكتاب ، والمجتهد في الدين معذور على كل حال ، بل مأجور لقول النبي (ص) : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) .
ج / ان الاجتهاد بالراي يجري - على قولهم - فيما اذا لم يكن هناك نص واضح وصريح ، وامر النبي (ص) بكتابة الكتاب الذي لم يضلوا بعده نص موجود و واضح وصريح فلا يحق لعمر بن الخطاب ان يجتهد مقابل قول رسول الله (ص) هذا من جهة ومن جهة اخرى ان عمر بن الخطاب - بحسب تصريح ابن تيمية الاتي ادناه - اشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض او كان من اقواله المعروفة (اي السنة) فكيف يجتهد ويرجح ان قول النبي (ص) من شدة مرضه مع وجود المرجح الاخر وهو ان قوله (ص) من السنة لا من المرض ويؤيد هذا الترجيح الله سبحانه وتعالى في القران الكريم الذي امرنا ان ناخذ بما اتانا به الرسول (ص) قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) . الحشر ، الاية 7 .
وننقل لكم الان ما قاله ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ، ج 6 ، ص 24 في معرض الدفاع عن عمر بن الخطاب وقد تبين ردنا عليه اعلاه :
( وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله ...... ) .
والحمد لله رب العالمين . اللهم صل على محمد وال محمد .