دفع شبهة التجسيم والغلو في حديث (كمن زار الله تعالى في عرشه) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ورد في حديث معتبر وصحيح عن صادق اهل البيت (ع) ما نصه : (من زار جدي الحسين كمن زار الله في عرشه ) - 1 - . وورد عنه ايضا (ع) نفس الحديث بلفظ أخر وهو : ( مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي عَرْشِهِ ) - 2 -
وقد وجه لنا بعض اهل السنة والجماعة وجميع الوهابية اصابع الاتهام بانه يلزم من اقرارنا بصحة هذا الحديث واعتباره عدة اشكالات منها اشكال الجسمية واشكال الغلو بالحسين (ع) ، فكيف تردون ايها الشيعة على هذه الاشكالات ؟؟؟
ج / يمكن الجواب على هذه الاشكالات بالتالي :
ان اشكال الجسمية يلزم فيما اذا انحصر استعمال اللفظ بالمعنى الحقيقي فقط ولم يكن هنالك تأويل ومجاز يمكن حمل لفظ الرواية عليه ، والصحيح اننا نحمل لفظ الرواية على المعنى المجازي الذي استعمل للكناية على شدة الثواب والقرب المرجو لزائر الامام الحسين (ع) حتى يكون الثواب والتقرب لزيارة شخص الحسين (ع) كالثواب والتقرب لزيارة الله عز وجل ، والثواب والتقرب لزيارة قبر الحسين (ع) كالثواب والتقرب لزيارة عرش الله عز وجل .
قال الشيخ الطوسي في معرض الجواب عن معنى هذا الحديث : ( معناه إن لزائره من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل يوم القيامة كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة ، واراه من خاصة ملكه ما يكون به توكيد كرامته ، وليس على ما يظنه العامة في مقتضى الشبيه ) - 3 -
وقال الشيخ الصدوق في ( أماليه ) عن معنى هذا الحديث : ( هذا ليس بتشبيه لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول نزور الله في عرشه كما يقول الناس نحج بيت الله ونزور الله ، لا أن الله تعالى موصوف بمكان ) - 4 -
وقال العلامة المجلسي في البحار : ( أي عبد الله هناك ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فإن زيارتهم كزيارة الله ، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره ) - 5 -
وقال الحر العاملي في كتاب الوسائل ، كتاب الحج ، أبواب المزار ، باب تأكيد استحباب زيارة قبر رسول الله (ص) : ( يعني أن لزائره من الثواب والأجر كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه وأراه من خاصة ملكوته ما به توكيد كرامته ، وليس على مقتضى التشبيه ) - 6 -
ويتضح مما تقدم ان اتهام الشيعة بمسألة الغلو يتضح دفعها بالجواب المتقدم بعد ان تبين ان لفظ الرواية محمول على المعنى المجازي . والحمد لله .
********************
الهوامش :
1 - كامل الزيارات ، الباب 59 ، ص 278
2 - بحار الأنوار ، ج 98 ، ص 105 ،،،،، تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي ، ج 6 ، ص 51 .
3 - راجع تهذيب الاحكام ، ج 6 ، ص 4 ، طبعة النجف .
4 - الأمالي ، الشيخ الصدوق ، ص 182 .
5 - بحار الأنوار ، ج 98 ، ص 70 .
6 - وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، ج 14 ، ص 335 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ورد في حديث معتبر وصحيح عن صادق اهل البيت (ع) ما نصه : (من زار جدي الحسين كمن زار الله في عرشه ) - 1 - . وورد عنه ايضا (ع) نفس الحديث بلفظ أخر وهو : ( مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي عَرْشِهِ ) - 2 -
وقد وجه لنا بعض اهل السنة والجماعة وجميع الوهابية اصابع الاتهام بانه يلزم من اقرارنا بصحة هذا الحديث واعتباره عدة اشكالات منها اشكال الجسمية واشكال الغلو بالحسين (ع) ، فكيف تردون ايها الشيعة على هذه الاشكالات ؟؟؟
ج / يمكن الجواب على هذه الاشكالات بالتالي :
ان اشكال الجسمية يلزم فيما اذا انحصر استعمال اللفظ بالمعنى الحقيقي فقط ولم يكن هنالك تأويل ومجاز يمكن حمل لفظ الرواية عليه ، والصحيح اننا نحمل لفظ الرواية على المعنى المجازي الذي استعمل للكناية على شدة الثواب والقرب المرجو لزائر الامام الحسين (ع) حتى يكون الثواب والتقرب لزيارة شخص الحسين (ع) كالثواب والتقرب لزيارة الله عز وجل ، والثواب والتقرب لزيارة قبر الحسين (ع) كالثواب والتقرب لزيارة عرش الله عز وجل .
قال الشيخ الطوسي في معرض الجواب عن معنى هذا الحديث : ( معناه إن لزائره من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل يوم القيامة كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة ، واراه من خاصة ملكه ما يكون به توكيد كرامته ، وليس على ما يظنه العامة في مقتضى الشبيه ) - 3 -
وقال الشيخ الصدوق في ( أماليه ) عن معنى هذا الحديث : ( هذا ليس بتشبيه لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول نزور الله في عرشه كما يقول الناس نحج بيت الله ونزور الله ، لا أن الله تعالى موصوف بمكان ) - 4 -
وقال العلامة المجلسي في البحار : ( أي عبد الله هناك ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فإن زيارتهم كزيارة الله ، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره ) - 5 -
وقال الحر العاملي في كتاب الوسائل ، كتاب الحج ، أبواب المزار ، باب تأكيد استحباب زيارة قبر رسول الله (ص) : ( يعني أن لزائره من الثواب والأجر كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه وأراه من خاصة ملكوته ما به توكيد كرامته ، وليس على مقتضى التشبيه ) - 6 -
ويتضح مما تقدم ان اتهام الشيعة بمسألة الغلو يتضح دفعها بالجواب المتقدم بعد ان تبين ان لفظ الرواية محمول على المعنى المجازي . والحمد لله .
********************
الهوامش :
1 - كامل الزيارات ، الباب 59 ، ص 278
2 - بحار الأنوار ، ج 98 ، ص 105 ،،،،، تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي ، ج 6 ، ص 51 .
3 - راجع تهذيب الاحكام ، ج 6 ، ص 4 ، طبعة النجف .
4 - الأمالي ، الشيخ الصدوق ، ص 182 .
5 - بحار الأنوار ، ج 98 ، ص 70 .
6 - وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، ج 14 ، ص 335 .