بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قد تضافرت الاخبار عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) لاسيما عن الامام الصادق بان تربة الامام الحسين (عليه السلام) هي تربة للشفاء ومن موجباته وهي الدواء الاكبر لكل داء وعلة الا الموت .
وهذا ما لمسناه من هذه التربة المباركة الطاهرة التي استمدت طهرها و خاصية شفائها من الامام الحسين (عليه السلام) كما ورد ذلك في هذا المقطع التالي : ( اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ اَرْضٌ اَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ ) . (1) .
قال الدّميري في كتابه حياة الحيوان (2) : أنّ الأفعى إذا عاش مائة سنة عَمِيَت عينه فيُلهمه اللهُ تعالى أن يمسحَها بالرّازيانج [الشّومر] الرّطب لكي يعود إليها بصرها ، فيُقبل من الصَّحراء نحو البساتين ومنابت الرّازيانج وإنْ طالت المسافة ، حتّى يهتدي إلى ذلك النّبات فيَمسح بها عينه فيرجع إليها بصرُها . ويُروى ذلك عن الزّمخشري وغيره أيضاً .
فإذا كان اللهُ تعالى قد جعل مثل هذه الفائدة في نباتٍ رطب ، وتهتدي إليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه ، فأيُّ استبعادٍ واستعجابٍ في أن يجعل في تربة ابن نبيِّه صلوات الله عليه - الذي استُشهد هو وعترته في سبيله - شفاءً من كلِّ داءٍ، وغير ذلك من الفوائد والبركات ، لينتفع بها الشّيعةُ والأحباب.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتاب الفوائد الرضويّة في تراجم العلماء الإماميّة عند ترجمة السيّد المحدِّث المُتَبحِّر نعمة الله الجزائري ، أنّه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً ، وتحمَّل في سبيله الشّدائد والصّعاب ، وكان في أبّان طلبه العلم لا يَسَعُه الإسراج فقراً ، فيَستفيد للمطالعة ليلاً من ضوء القمر ، وقد أَكَثر من المطالعة في ضوء القمر ومن القراءة والكتابة حتّى ضعف بصرُه ، فكان يكتحلُ بتربة الحُسَين عليه السلام المقدَّسة ، وبتراب المراقد الشّريفة للأئمَّة في العراق عليهم السلام فيَقوى بَصَرُه ببركتِها . (3) .
فيعلم مما تقدم ان تربة الامام الحسين (عليه السلام) هي تربة مباركة يجب تعظيمها وتقديسها ولا يجوز هتكها والاستهزاء بها لان الاستهزاء بها وهتك حرمتها هو بمثابة الاستهزاء وهتك حرمة صاحبها وهو الامام الحسين (عليه السلام) .
وهذه قصة لشخص قد لاقى حتفه بأبشع طريقة للموت جزاء استهزائه واستخفافه بتربة الامام الحسين (عليه السلام) :
جاء في أمالي الطوسي : عنه ، عن أبي المفضل ، عن الفضل بن محمد بن أبي طاهر ، عن محمد بن موسى الشريعي ، عن أبيه موسى بن عبد العزيز قال : لقيني يوحنا ابن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني وقال لي : بحق نبيك ودينك من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة ؟ من هو من أصحاب نبيكم ؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ، فما دعاك إلى المسألة لي عنه ؟ فقال له : عندي حديث طريف ، فقلت : حدثني به ، فقال : وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل فصرت إليه فقال : تعال معي ، فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى فقال له : ويحك ما خبره ؟ فقال له أخبرك إنه كان من ساعته جالسا وحوله ندماؤه ، وهو من أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا إذ جرى ذكر الحسين بن علي عليه السلام قال يوحنا : هذا الذي سألتك عنه فقال موسى : إن الرافضة ليغلون فيه حتى أنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به ، فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا : قد كانت بي علة غليلة ، فتعالجت لها بكل علاج فما نفعني حتى وصف لي كاتبي أن خذ من هذه التربة ، فأخذتها فنفعني الله بها وزال عني ما كنت أجده قال : فبقي عندك منها شيء ؟ قال : نعم : فوجه فجاءه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا وتصغيرا لهذا الرجل الذي هي تربته يعني الحسين عليه السلام فما هو إلا أن استدخلها دبره ، حتى صاح : النار ، النار الطست ، الطست فجئناه بالطست فأخرج فيها ما ترى فانصرف الندماء ، وصار المجلس مأتما فأقبل علي سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة ؟ فدعوت بشمعة فنظرت فإذا كبده وطحاله وريته وفؤاده خرج منه في الطست فنظرت إلى أمر عظيم ، فقلت : ما لاحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى ، فقال لي سابور : صدقت ، ولكن كن ههنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره ، فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات في وقت السحر . قال محمد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسينوهو على دينه ، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه . (4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) هذا مقطع من زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في اليوم الاوّل من شهر رجب .
(2) حياة الحيوان / للدميري / الجزء 1 / الصفحة 41 / في مادة الافعى .
(3) الفوائد الرضوية / الجزء 2 / الصفحة 695 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 45 / الصفحة 399 - 401 . نقلا عن امالي الطوسي .
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قد تضافرت الاخبار عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) لاسيما عن الامام الصادق بان تربة الامام الحسين (عليه السلام) هي تربة للشفاء ومن موجباته وهي الدواء الاكبر لكل داء وعلة الا الموت .
وهذا ما لمسناه من هذه التربة المباركة الطاهرة التي استمدت طهرها و خاصية شفائها من الامام الحسين (عليه السلام) كما ورد ذلك في هذا المقطع التالي : ( اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ اَرْضٌ اَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ ) . (1) .
قال الدّميري في كتابه حياة الحيوان (2) : أنّ الأفعى إذا عاش مائة سنة عَمِيَت عينه فيُلهمه اللهُ تعالى أن يمسحَها بالرّازيانج [الشّومر] الرّطب لكي يعود إليها بصرها ، فيُقبل من الصَّحراء نحو البساتين ومنابت الرّازيانج وإنْ طالت المسافة ، حتّى يهتدي إلى ذلك النّبات فيَمسح بها عينه فيرجع إليها بصرُها . ويُروى ذلك عن الزّمخشري وغيره أيضاً .
فإذا كان اللهُ تعالى قد جعل مثل هذه الفائدة في نباتٍ رطب ، وتهتدي إليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه ، فأيُّ استبعادٍ واستعجابٍ في أن يجعل في تربة ابن نبيِّه صلوات الله عليه - الذي استُشهد هو وعترته في سبيله - شفاءً من كلِّ داءٍ، وغير ذلك من الفوائد والبركات ، لينتفع بها الشّيعةُ والأحباب.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتاب الفوائد الرضويّة في تراجم العلماء الإماميّة عند ترجمة السيّد المحدِّث المُتَبحِّر نعمة الله الجزائري ، أنّه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً ، وتحمَّل في سبيله الشّدائد والصّعاب ، وكان في أبّان طلبه العلم لا يَسَعُه الإسراج فقراً ، فيَستفيد للمطالعة ليلاً من ضوء القمر ، وقد أَكَثر من المطالعة في ضوء القمر ومن القراءة والكتابة حتّى ضعف بصرُه ، فكان يكتحلُ بتربة الحُسَين عليه السلام المقدَّسة ، وبتراب المراقد الشّريفة للأئمَّة في العراق عليهم السلام فيَقوى بَصَرُه ببركتِها . (3) .
فيعلم مما تقدم ان تربة الامام الحسين (عليه السلام) هي تربة مباركة يجب تعظيمها وتقديسها ولا يجوز هتكها والاستهزاء بها لان الاستهزاء بها وهتك حرمتها هو بمثابة الاستهزاء وهتك حرمة صاحبها وهو الامام الحسين (عليه السلام) .
وهذه قصة لشخص قد لاقى حتفه بأبشع طريقة للموت جزاء استهزائه واستخفافه بتربة الامام الحسين (عليه السلام) :
جاء في أمالي الطوسي : عنه ، عن أبي المفضل ، عن الفضل بن محمد بن أبي طاهر ، عن محمد بن موسى الشريعي ، عن أبيه موسى بن عبد العزيز قال : لقيني يوحنا ابن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني وقال لي : بحق نبيك ودينك من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة ؟ من هو من أصحاب نبيكم ؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ، فما دعاك إلى المسألة لي عنه ؟ فقال له : عندي حديث طريف ، فقلت : حدثني به ، فقال : وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل فصرت إليه فقال : تعال معي ، فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى فقال له : ويحك ما خبره ؟ فقال له أخبرك إنه كان من ساعته جالسا وحوله ندماؤه ، وهو من أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا إذ جرى ذكر الحسين بن علي عليه السلام قال يوحنا : هذا الذي سألتك عنه فقال موسى : إن الرافضة ليغلون فيه حتى أنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به ، فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا : قد كانت بي علة غليلة ، فتعالجت لها بكل علاج فما نفعني حتى وصف لي كاتبي أن خذ من هذه التربة ، فأخذتها فنفعني الله بها وزال عني ما كنت أجده قال : فبقي عندك منها شيء ؟ قال : نعم : فوجه فجاءه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا وتصغيرا لهذا الرجل الذي هي تربته يعني الحسين عليه السلام فما هو إلا أن استدخلها دبره ، حتى صاح : النار ، النار الطست ، الطست فجئناه بالطست فأخرج فيها ما ترى فانصرف الندماء ، وصار المجلس مأتما فأقبل علي سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة ؟ فدعوت بشمعة فنظرت فإذا كبده وطحاله وريته وفؤاده خرج منه في الطست فنظرت إلى أمر عظيم ، فقلت : ما لاحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى ، فقال لي سابور : صدقت ، ولكن كن ههنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره ، فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات في وقت السحر . قال محمد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسينوهو على دينه ، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه . (4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) هذا مقطع من زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في اليوم الاوّل من شهر رجب .
(2) حياة الحيوان / للدميري / الجزء 1 / الصفحة 41 / في مادة الافعى .
(3) الفوائد الرضوية / الجزء 2 / الصفحة 695 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 45 / الصفحة 399 - 401 . نقلا عن امالي الطوسي .
تعليق