بسمه تعالى وله الحمد
وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( وقفة مع آية ))
{{ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ، أَنْ أَدُّوا إلى عِبَادَ اللهِ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }} سورة الدخان : 17 - 18 .
تأتي هذه الاية في سياق الحديث عن قصّة النبي موسى (عليه السلام)
وفرعون ، حيث تقول الاية الكريمة :
(( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ))
يذكر أهل اللغة أنَّ فتنّا" من مادة فتنة، وهي في الأصل تعني وضع الذهب في فرن النّار
لتخليصه من الشوائب، ثمّ أطلقت على كل امتحان واختبار يجري لمعرفة نسبة خلوص البشر
ذلك الاختبار الذي يعم كل حياة الإِنسان والمجتمعات البشرية.
فلقد كان قوم فرعون يعيشون أوج قوتهم وعظمتهم بامتلاكهم حكومة قوية ، وثروات ضخمة
وإمكانيات واسعة ، فغرتهم هذه القدرة العظيمة ، وتلوثوا بأنواع المعاصي والظلم والجور
وظنَّوا أنهم ما نعتهم حصونهم وقوتهم ، وأغترّوا بما فتنوا به .
ثمّ تضيف الآية (وجاءهم رسول كريم) فهو كريم من ناحية الخلق والطبيعة ، وكريم من ناحية العظمة
والمنزلة عند الله ، وكريم من ناحية الأصل والنسب ، ولم يكن هذا الرّسول إلا موسى بن عمران (عليه السلام)
ولانَّ النبي موسى (عليه السلام) يمثّل الخلق الحسن والمؤدب بأدب الله تعالى ، فقد كان خطابه معهم
خطاب الموجه المرشد بلغة ملئها المودة والمحبة فقال : (أن أدّوا إليّ عباد الله)
وبالرغم من أنّ تعبير ( عباد الله ) يستعمل في آيات القرآن في شأن العباد الصالحين ، إلا أنّه أطلق أيضاً
في موارد عديدة على غيرهم من الذين ليسوا على الهدى والنهج القويم ، ويأتي هذا من أجل تحريك
وجدانهم ،وجذب قلوبهم نحو الحق والطريق المستقيم .
وبناء على هذا ، فإنّ المراد من (أدّوا) إطاعة أمر الله سبحانه وتنفيذ أوامره ثم يضيف في بقية الآية
(إنّي لكم رسول أمين) وذلك لنفي كل اتهام عن نفسه.
ويأتي هذا التعبير داحض للإتهامات الباطلة التي ألصقها به الفراعنة ، كالسحر، والسعي إلى التفوق
واستلام الحكم في أرض مصر، وطرد أصحابها الأصليين، والتي أشير إليها في الآيات المختلفة.
(( المصدر : تفسير الامثل في كتاب الله المنزل )) بتصرف .
وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( وقفة مع آية ))
{{ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ، أَنْ أَدُّوا إلى عِبَادَ اللهِ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }} سورة الدخان : 17 - 18 .
تأتي هذه الاية في سياق الحديث عن قصّة النبي موسى (عليه السلام)
وفرعون ، حيث تقول الاية الكريمة :
(( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ))
يذكر أهل اللغة أنَّ فتنّا" من مادة فتنة، وهي في الأصل تعني وضع الذهب في فرن النّار
لتخليصه من الشوائب، ثمّ أطلقت على كل امتحان واختبار يجري لمعرفة نسبة خلوص البشر
ذلك الاختبار الذي يعم كل حياة الإِنسان والمجتمعات البشرية.
فلقد كان قوم فرعون يعيشون أوج قوتهم وعظمتهم بامتلاكهم حكومة قوية ، وثروات ضخمة
وإمكانيات واسعة ، فغرتهم هذه القدرة العظيمة ، وتلوثوا بأنواع المعاصي والظلم والجور
وظنَّوا أنهم ما نعتهم حصونهم وقوتهم ، وأغترّوا بما فتنوا به .
ثمّ تضيف الآية (وجاءهم رسول كريم) فهو كريم من ناحية الخلق والطبيعة ، وكريم من ناحية العظمة
والمنزلة عند الله ، وكريم من ناحية الأصل والنسب ، ولم يكن هذا الرّسول إلا موسى بن عمران (عليه السلام)
ولانَّ النبي موسى (عليه السلام) يمثّل الخلق الحسن والمؤدب بأدب الله تعالى ، فقد كان خطابه معهم
خطاب الموجه المرشد بلغة ملئها المودة والمحبة فقال : (أن أدّوا إليّ عباد الله)
وبالرغم من أنّ تعبير ( عباد الله ) يستعمل في آيات القرآن في شأن العباد الصالحين ، إلا أنّه أطلق أيضاً
في موارد عديدة على غيرهم من الذين ليسوا على الهدى والنهج القويم ، ويأتي هذا من أجل تحريك
وجدانهم ،وجذب قلوبهم نحو الحق والطريق المستقيم .
وبناء على هذا ، فإنّ المراد من (أدّوا) إطاعة أمر الله سبحانه وتنفيذ أوامره ثم يضيف في بقية الآية
(إنّي لكم رسول أمين) وذلك لنفي كل اتهام عن نفسه.
ويأتي هذا التعبير داحض للإتهامات الباطلة التي ألصقها به الفراعنة ، كالسحر، والسعي إلى التفوق
واستلام الحكم في أرض مصر، وطرد أصحابها الأصليين، والتي أشير إليها في الآيات المختلفة.
(( المصدر : تفسير الامثل في كتاب الله المنزل )) بتصرف .