مواجهة الفشل بالتفاؤل
لا يستطيع أحد أن يثق بصحته،فالأمراض الفتاكة أثبتت خبرتها في أنها لا يبدو منها أي أثر حتى تنشب أظفارها في كل مفصلٍ من مفاصل البدن، والواقع المشاهد خير شاهد.
والغنى وكثرة المال كالزئبق، لا يمكن لأحد أن يمسكهُ من طرف ، حتى ينزلق من طرف آخر . لذلك فالدنيا لا تبقى تحت يد أحد ابداً ،وإلا :(لو بقيت الدنيا على أحدكم لم تصل الى من هي في يده)) كما يروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
والسلطة والكرسي أشبه بأسد رابض ،يظنه الغافل حملاً وديعاً،وهو هو الأسد الذي إن ثار قَلَبها رأساً على عقب، فإن(( صاحب السلطان كراكب الأسد ،يغبط بموقعه،وهو أعلم بموضعه)).
فهذا هو حال الحياة ،الأمر الذي أبدع أمير البيان وفارس البلاغة بتصويره أروع تصوير _كما هي العادة _بقوله عليه السلام

لكن رغم ذلك ،لا يعني أن المرء يقف ينتظر التغيرات تعصف به من كل جانب ،وهو لا يتحرك أبداً ،بل المطلوب منه أن يقف كلما سقط ،وأن يعمل على التغيير للأفضل مادام في جسده رمق ،وأن لا ييأس من النجاح مهما فشل ،وهو أمر أشار له أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله:
((فلا تطمعوا في غير مقبل،ولا تيأسو من مدبر،فإن المدبر عسى أن تنزل به إحدى قائمتيه وتثبت الأخرى ،فتترجعا حتى تثبتا جميعاً)).
فيشبه الإمام (عليه السلام) ذلك بمن يتحرك في جادة فتزل أحدى قدميه،فيظن الناس أنه سقط ،ولا سبيل إلى قيامه ثانيةً.
إلا أنه سرعان ما يعتمد على قدمه الأخرى فينهض من سقطته ويجد في الحركة ثانيةً.
تعليق