عن أبا عبد الله الصادق عليه السلام - يقول:
إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفؤ السفينة في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي. قال: فبكيت، ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله - ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ".
البيان
أما ترون - زادكم الله هدى - هذا النهي عن التنويه باسم الغائب (عليه السلام) وذكره بقوله (عليه السلام): " إياكم والتنويه؟ "، وإلى قوله: " ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك، ولتفيضن عليه أعين المؤمنين، وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر "، يريد (عليه السلام) بذلك ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة المهولة، وما يتشعب من المذاهب الباطلة المتحيرة المتلددة، وما يرفع من الرايات المشتبهة يعني للمدعين الإمامة من آل أبي طالب والخارجين منهم طلبا للرئاسة في كل زمان، فإنه لم يقل مشتبهة إلا ممن كان من هذه الشجرة ممن يدعي ما ليس له من الإمامة ويشتبه على الناس أمره بنسبه، ويظن ضعفاء الشيعة وغيرهم أنهم على حق إذا كانوا من أهل بيت الحق والصدق، وليس كذلك لأن الله عز وجل قصر هذا الأمر - الذي تتلف نفوس ممن ليس له ولا هو من أهله ممن عصى الله في طلبه من أهل البيت، ونفوس من يتبعهم على الظن والغرور - على صاحب الحق ومعدن الصدق الذي جعله الله له، لا يشركه فيه أحد وليس لخلق من العالم ادعاؤه دونه، فثبت الله المؤمنين مع وقوع الفتن وتشعب المذاهب، وتكفئ القلوب واختلاف الأقوال وتشتت الآراء ونكوب الناكبين عن الصراط المستقيم على نظام الإمامة وحقيقة الأمر وضيائه غير مغترين بلمع السراب والبروق الخوالب، ولا مائلين مع الظنون الكواذب حتى يلحق الله منهم من يلحق بصاحبه (عليه السلام) غير مبدل ولا مغير، ويتوفى من قضى نحبه منهم قبل ذلك غير شاك ولا مرتاب، ويوفي كلا منهم منزلته ويحله مرتبته في عاجله وآجله، والله جل اسمه نسأل الثبات ونستزيده علما فإنه أجود المعطين وأكرم المسؤولين.
الغيبة للنعماني ص ١٥٢ و ١٥٣
إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفؤ السفينة في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي. قال: فبكيت، ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله - ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ".
البيان
أما ترون - زادكم الله هدى - هذا النهي عن التنويه باسم الغائب (عليه السلام) وذكره بقوله (عليه السلام): " إياكم والتنويه؟ "، وإلى قوله: " ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك، ولتفيضن عليه أعين المؤمنين، وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر "، يريد (عليه السلام) بذلك ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة المهولة، وما يتشعب من المذاهب الباطلة المتحيرة المتلددة، وما يرفع من الرايات المشتبهة يعني للمدعين الإمامة من آل أبي طالب والخارجين منهم طلبا للرئاسة في كل زمان، فإنه لم يقل مشتبهة إلا ممن كان من هذه الشجرة ممن يدعي ما ليس له من الإمامة ويشتبه على الناس أمره بنسبه، ويظن ضعفاء الشيعة وغيرهم أنهم على حق إذا كانوا من أهل بيت الحق والصدق، وليس كذلك لأن الله عز وجل قصر هذا الأمر - الذي تتلف نفوس ممن ليس له ولا هو من أهله ممن عصى الله في طلبه من أهل البيت، ونفوس من يتبعهم على الظن والغرور - على صاحب الحق ومعدن الصدق الذي جعله الله له، لا يشركه فيه أحد وليس لخلق من العالم ادعاؤه دونه، فثبت الله المؤمنين مع وقوع الفتن وتشعب المذاهب، وتكفئ القلوب واختلاف الأقوال وتشتت الآراء ونكوب الناكبين عن الصراط المستقيم على نظام الإمامة وحقيقة الأمر وضيائه غير مغترين بلمع السراب والبروق الخوالب، ولا مائلين مع الظنون الكواذب حتى يلحق الله منهم من يلحق بصاحبه (عليه السلام) غير مبدل ولا مغير، ويتوفى من قضى نحبه منهم قبل ذلك غير شاك ولا مرتاب، ويوفي كلا منهم منزلته ويحله مرتبته في عاجله وآجله، والله جل اسمه نسأل الثبات ونستزيده علما فإنه أجود المعطين وأكرم المسؤولين.
الغيبة للنعماني ص ١٥٢ و ١٥٣