شهدت مدينة النجف الاشرف اقامة مجلس عزاء مهيب على روح العلامة المحقق حجة الاسلام والمسلمين السيد جعفر مرتضى العاملي في الحسينية الأعسمية برعاية الحوزة العلمية في النجف الاشرف والطلبة اللبنانيين فيها، وحضر مجلس العزاء أساتذة وطلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية وعدد من الشخصيات الاكاديمية والعشائرية.
وشارك في العزاء سماحة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي ونجله الشيخ علي النجفي وسماحة السيد محمد رضا السيستاني واخيه السيد محمد باقر السيستاني نجلا المرجع الديني السيد السيستاني وابناء سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم ووفد المرجع الديني الشيخ شمس الدين الواعظ والشيخ باقر الايرواني والسيد محمد رضا الغريفي والشيخ محمد السند والسيد جواد الخوئي والسيد محمد علي بحر العلوم الامين العام لمؤسسة بحر العلوم الخيرية وسماحة الشيخ حسين ال ياسين ووفد ديوان الوقف الشيعي والامانة العامة للمزارات الشيعية ووفد فرقة الامام على القتالية.
وقال السيد محمد رضا شرف الدين أحد الاساتذة اللبنانيين في الحوزة العلمية في النجف الاشرف: إن ما يحمله سماحة السيد الفقيد وصف يفوق قضية جالية بعينها وانما هو رمز لسدانة المذهب والذود عن حياضه والدفاع عن العقائد الحقه ومن ثم نرى بان الحوزات العلمية وعلى راسها المراجع العظام قاموا وهبوا هبة واحدة في تكريم وتأبين هذه الشخصية العظيمة.
واضاف شرف الدين: ان النجف الاشرف والتي تعد منطلقاً اولاً في مسيرة سماحة الفقيد العاملي كذلك بعنوانها الحوزة الام قامت لتؤدي هذا الحق لذا فان هذا المجلس التأبيني هو بعمل وفعل الحوزة العلمية في النجف الاشرف ثم الجالية اللبنانية باعتبارها شريحة من هذه الحوزة المباركة وباعتبار الانتماء الجغرافي السياسي لسماحة سيدنا يعود الى النجف الاشرف.
وتابع: لقد اقيمت مجالس عزاء كثيرة للسيد العاملي في القارات الامريكية و اوروبا وكذلك في دولة ايران ومدنها قم المقدسة وطهران ومشهد وفي جملة من البلدان الاخرى وكذلك العتبات المقدسة ومراكز التحقيق والحوزات العلمية وجمهور المؤمنين لانهم يرون بان السيد العاملي له سهما وافرا في خدمة الاسلام والمسلمين واحقاق الحق والحقيقة والدفاع عن المظلومين ونصرة الحق.
ومن جهة اخرى، قال الشيخ علي بشير النجفي نجل المرجع النجفي: رحم الله العالم الجليل والعلامة الفاضل السيد جعفر العاملي الذي قدم في حياته الكثير وخدم الطائفة وقدم الكثير من السير والكتب والسلوك العملي والقولي ما يغني الطائفة وما يثريها وبالتالي هذا العالم الجليل له اثر كبير وبالغ في الامة وفي الحوزة العلمية وفي كل الحوزات وتقديساً وتكريماً له يقام هذا المجلس التأبيني على روحه الطاهرة.
واضاف النجفي: ان اهم رسالة تريد ان تبعثها الحوزة العلمية وعلماؤها من خلال اقامة المجالس التأبينيه هو اكراماً لهؤلاء العلماء وتشجيعا لمسيرة العلم وان هؤلاء العلماء رحمهم الله يجب ان يخلدوا وان تكون لهم مساحة ويذكروا تخليدا لنتاجهم وجهدكم الكبير.
وتابع النجفي: ان من اهم النقاط التي اكد عليها سماحة المرجع النجفي في بيان التأبين للسيد العاملي هي تاريخه وسيرته وعطاءه ودفاعه عن السيدة فاطمة الزهراء.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ حسين آل ياسين وكيل المرجعية العليا في الكاظمية المقدسة: ان سماحة السيد العاملي من الطلبة الفضلاء ومن أهل العلم المكرمين ومن المشتغلين وبذل عمره في تحصيل العلم وتهذيب نفسه وفي التدريس والكتابة في اكثر من موضوع سيما في الدفاع عن مظلومية اهل البيت وهو ثمرة من ثمرات الحوزة العلمية وله جهد مشكور وعمل مذخور ومن واجبنا وواجب الحوزة العلمية ومن الوفاء له هو التشجيع على مثل هذه الحالة الدائمة في الاشتغال والتحصيل والتأليف فيقام له التعازي ويشكر ويؤبن رحمه الله.
واضاف آل ياسين: اننا نوجه شبابنا جمعياً للاستفادة من مؤلفات الفقيد العاملي ومن غيرها وهم الامل وقلبنا يتحرق شوقاً الى رؤيتهم كباراً وان يتعبوا انفسهم في التفكير الصحيح وفي القراءة الواعية وفي التمسك بالثقلين القران وأهل البيت ولا يكون ذلك الا من خلال فهم القران وفهم ما يريده النبي والائمة من خلال العلماء الذين بذلوا مهجهم في تحصيل العلم وفي تهذيب نفوسهم وهذه وصية النبي الاعظم وقراءة الكتب النافعة من المؤلفين العلماء المعروفين وهي كثيرة وان لا يهدروا اوقاتهم في الكثير من الامور التي لا تستحق ان يعطوها وقتا اصلاً فلا يكون التطور والتقدم الا بالعلم والحرفية وتطبيق هذا العلم بالشكل الصحيح.
واضاف ال ياسين: لدينا دعوة مخلصة لأولاد الفقيد ولأسرته ولجميع طلاب العلم وانا ادعو نفسي اولاً الى الاحتذاء حذو السيد العاملي من حالة الاصرار والاشتغال الدائم وهل تعلمون ان في مرضه الاخير الف كتابا في الحسين (صلوات الله عليه) وانا رأيت بعض السلف الصالح على فراش المرض يؤلف ويشتغل لذا ادعو لهذه الحالة الحارة في الاشتغال العلمي وان كان هناك مؤلفات ومقالات وكتيبات للسيد العاملي فليعمل ابناءه على اخراجها للقراء ليستفيدوا منها.
اما السيد جواد الخوئي الامين العام لمؤسسات الامام الخوئي، قال: بلا شك ولا ريب بان سماحة السيد الفقيد كانت له مواقف علمية رصينة موضوعية وهو يعد من علماء وابناء مدرسة النجف الاشرف ومثل هذه المجالس التأبينيه اتصور انها من الوفاء والانصاف لمقام العلم والعلماء.
واضاف الخوئي: نتمنى ان نرى علماء جبل عامل تحديدا علماء لبنان يعيدون نشاطهم العلمي ثانية وكم نحن سعداء ان نرى في النجف الاشرف عشرات من طلاب اهل الفضل والعلم من الاخوة اللبنانيين وان شاء الله سيسيرون على نهج سماحة السيد والعلماء والسلف الصالح.
ومن ضمن المعزين كان الاستاذ البروفسور حسن عيسى الحكيم حيث قال: ان السيد جعفر العاملي نذر حياته للكتابة والعلم والتحقيق وهذا نحن نعتبره عمر اخر للمؤلف وان فقد الحياة لان هذا الفكر حينما يكون بيد القارئ فانه يستذكر المؤلف ويستذكر ما قدمه ونحن بودنا من رجال العلم ان يقدموا شيئا من هذا النتاج حتى يكون قدوة للأخرين في هذا الجانب واللطيف ان السيد العاملي كان متعدد الثقافة متعدد الفكر وهو استطاع ان يقدم في اقسام المعرفة كتبا متعددة وهذه هي النقطة التي انا اراها تبقيه على قيد الحياة وخالدا.
وشارك في العزاء والمواساة وفد كبير ممثلا عن ديوان الوقف الشيعي والمزارات الشيعية في النجف الاشرف، وقال السيد احمد الفياض ممثل الوفد: جئنا هذا اليوم بوفد مزارات النجف الاشرف نيابة عن سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي وكذلك نيابة عن سماحة الشيخ خليفه الجوهر نائب الامين العام للمزارات الشيعية في العراق لتقديم المواساة والتعازي لمراجع الدين العظام ولأسرة الفقيد الراحل الذي دافع كثيرا عن مذهب اهل البيت عليهم السلام والذي رفد المكتبة الاسلامية بتأليفات قيمة.
واضاف الفياض: لقد شارك في الوفد ممثلي وامناء المزارات في النجف الاشرف كمزار خديجة بنت امير المؤمنين ومزار كميل بن زياد ومزار الصحابي صافي الصفا والصحابي ميثم التمار ومزار بنات الحسن ومزار النبيين هود وصالح ومزار السيد ابراهيم الغمر ومكتب نائب الامين العام للمزارات الشيعية.
وشارك في التأبين وفد اللواء الثاني فرقة الامام علي القتالية في الحشد الشعبي، وقال قائد اللواء الشيخ طاهر الخاقاني: ان العلامة العاملي كان رمز من رموز الحوزة العلمية واحد نتاجاتها الفكرية والعلمية الجليلة وان العلماء اينما حلوا كان فيهم البركة والوفاء والاخلاص لهذا المذهب ولهذا الدين الحنيف وان السيد العاملي من العلماء الاعلام والمحققين الكبار الذين قضوا كل هذه الفترة الزمنية والعمر المبارك بخدمة الدين وخدمة المذهب والمؤمنين.
واضاف الخاقاني: نعم ان السيد العاملي في لبنان ولكن الحوزات العلمية المباركة في بقاع الارض تحزن لفقد هكذا عالم وتعتبر خسارة كبيرة ولا تعوض الا بوجود عالم اخر ووفاء لهذه الجهود الكبيرة ولهذا الاسم المبارك اقيم هذا المأتم وبقية المأتم في الحوزات العلمية الاخرى استذكارا لهذه الروح الطيبة ووفاء لما قدمه من علم نافع ومؤلفات جليلة وان اقامة النجف الاشرف وبعلمائها الكبار هذا المأتم هو جزء من الوفاء لما قدمه السيد العاملي.
وتابع الخاقاني: لقد شاركت فرقتنا القتالية بعد دعوة وجهت لنا مواساة لأخوتنا الطلبة اللبنانيين ولأساتذتنا في الحوزة العلمية وهذا شرف لنا ان نشارك بمثل هذه المأتم الكبيرة التي نستلهم ونستوحي منها العبر ولولا علمائنا لما امتد هذا الخط الكبير ولما حصل الابطال المجاهدين على هذه العزيمة في قتال داعش والمجرمين ولما ازدادت الروح المعنوية والايمانية في الدفاع عن مقدساتنا وبلدنا.
وشدد الخاقاني: ان صدور بيانات التأبين من السادة المراجع الكبار في النجف الاشرف يدل على قدسية ومكانة هذا العالم الجليل الناتجة من نهجه التي نهجها ايام حياته المباركة وهو يسير ويدافع عن طريق اهل البيت وهو طريق الحق المستقيم ونصرة المظلومين ومحاربة الظالمين وكان هذا ديدنه رحمه الله وينادي بنصرة المجاهدين انما كانوا واينما حلوا ونحن ومجاهدينا نستلهم حقيقة من هكذا علماء هذه المواقف في الدفاع عن مذهب الحق ونصرة المظلومين والدفاع عن الارض والعرض.
وعلى صعيد متصل، قال المحقق احمد الحلي: لقد دأبت النجف الاشرف على تأبين الفضلاء والعلماء والسيد جعفر العاملي ليس خاص بجبل عامل وبلبنان وانما هو لكل البلدان الشيعية فقد اسس تاريخيا صحيحاً ودلالة على ذلك مؤلفاته ككتاب الصحيح من سيرة النبي وامير المؤمنين والكتب الاخرى.
وتابع الحلي: فاليوم تؤبن النجف الاشرف بعلمائها وطلبتها وحوزتها هذا السيد الجليل فهو اداء لجزء من حقه العظيم علينا وان نتاجات الفقيد الفكرية معلومة للجميع اذا شاهدنا بعد وفاته بعض الصور حيث كان رحمه الله لا يترك دقيقة من وقته الا وهو يكتب ويؤلف لإثراء المكتبة العربية والاسلامية ومن خلال هذا الدور يمكن معرفة دور علمائنا في تأسيس التراث.
وكذلك اقيم مجلس عزاء كبير على روح الفقيد في المدرسة اللبنانية في النجف الاشرف، فقد حضرت وفود من مكاتب السادة المراجع العظام واساتذة الحوزة العلمية وطلبة العلوم الدينية من عدة جنسيات وكذلك حضر وفد كبير من العتبة العباسية المقدسة حيث نقلوا تحيات وتعازي سماحة المتولي الشرعي للعتبة السيد احمد الصافي لذوي الفقيد وكذلك حضرت وفود للمواكب الحسينية في النجف الاشرف وعدد كبير من اهالي ووجهاء وشخصيات النجف الاشرف لتقديم التعازي برحيل السيد العاملي رحمه الله.
وولد العلامة والمحقق الكبير السيد جعفر مرتضى العاملي بتاريخ 25 صفر 1364 هـ (6 يناير 1945 م) في بلدة دير قانون رأس العين الواقعة بقضاء صور بجنوب لبنان، وأصل عائلته من بلدة عيثا الجبل في قضاء بنت جبيل.
درس مقدمات العلوم الإسلامية على والده في لبنان، ثم توجه إلى النجف الاشرف لمتابعة التحصيل وذلك سنة 1962.
في سنة 1382 هـ (1962 مـ) انتقل من النجف الاشرف لمواصلة الدراسة والتدريس في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية.
عاد إلى لبنان أواخر سنة 1993، وأسس هناك حوزة علمية باسم «حوزة الإمام علي بن أبي طالب».
أنشأ المركز الإسلامي للدراسات بعد عودته إلى لبنان.
له العديد من المؤلفات غالبها متخصص في التاريخ الإسلامي، منها كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم. يتحدث عن سيرة النبي محمد، ويقع في خمس وثلاثين مجلدا، وقد حاز هذا الكتاب على جائزة كتاب العام في إيران، والصحيح من سيرة الإمام علي ويتحدث عن سيرة علي بن أبي طالب، ويقع في ثلاث وخمسين مجلدا. وبعض مؤلفاته تُرجم إلى الفارسية.
توفي السيد العاملي يوم السبت 26 أكتوبر 2019 بعد صراعٍ مع المرض، ونعاه كبار مراجع الدين والحوزات والمؤسسات البحثية في العالم، وشُيِّع عند الساعة العاشرة من صباح الأحد 27 أكتوبر من مجمع الإمام الكاظم في حي ماضي؛ ووري الثرى في بلدة عيتا الجبل العاملية في لبنان./انتهى.
وشارك في العزاء سماحة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي ونجله الشيخ علي النجفي وسماحة السيد محمد رضا السيستاني واخيه السيد محمد باقر السيستاني نجلا المرجع الديني السيد السيستاني وابناء سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم ووفد المرجع الديني الشيخ شمس الدين الواعظ والشيخ باقر الايرواني والسيد محمد رضا الغريفي والشيخ محمد السند والسيد جواد الخوئي والسيد محمد علي بحر العلوم الامين العام لمؤسسة بحر العلوم الخيرية وسماحة الشيخ حسين ال ياسين ووفد ديوان الوقف الشيعي والامانة العامة للمزارات الشيعية ووفد فرقة الامام على القتالية.
وقال السيد محمد رضا شرف الدين أحد الاساتذة اللبنانيين في الحوزة العلمية في النجف الاشرف: إن ما يحمله سماحة السيد الفقيد وصف يفوق قضية جالية بعينها وانما هو رمز لسدانة المذهب والذود عن حياضه والدفاع عن العقائد الحقه ومن ثم نرى بان الحوزات العلمية وعلى راسها المراجع العظام قاموا وهبوا هبة واحدة في تكريم وتأبين هذه الشخصية العظيمة.
واضاف شرف الدين: ان النجف الاشرف والتي تعد منطلقاً اولاً في مسيرة سماحة الفقيد العاملي كذلك بعنوانها الحوزة الام قامت لتؤدي هذا الحق لذا فان هذا المجلس التأبيني هو بعمل وفعل الحوزة العلمية في النجف الاشرف ثم الجالية اللبنانية باعتبارها شريحة من هذه الحوزة المباركة وباعتبار الانتماء الجغرافي السياسي لسماحة سيدنا يعود الى النجف الاشرف.
وتابع: لقد اقيمت مجالس عزاء كثيرة للسيد العاملي في القارات الامريكية و اوروبا وكذلك في دولة ايران ومدنها قم المقدسة وطهران ومشهد وفي جملة من البلدان الاخرى وكذلك العتبات المقدسة ومراكز التحقيق والحوزات العلمية وجمهور المؤمنين لانهم يرون بان السيد العاملي له سهما وافرا في خدمة الاسلام والمسلمين واحقاق الحق والحقيقة والدفاع عن المظلومين ونصرة الحق.
ومن جهة اخرى، قال الشيخ علي بشير النجفي نجل المرجع النجفي: رحم الله العالم الجليل والعلامة الفاضل السيد جعفر العاملي الذي قدم في حياته الكثير وخدم الطائفة وقدم الكثير من السير والكتب والسلوك العملي والقولي ما يغني الطائفة وما يثريها وبالتالي هذا العالم الجليل له اثر كبير وبالغ في الامة وفي الحوزة العلمية وفي كل الحوزات وتقديساً وتكريماً له يقام هذا المجلس التأبيني على روحه الطاهرة.
واضاف النجفي: ان اهم رسالة تريد ان تبعثها الحوزة العلمية وعلماؤها من خلال اقامة المجالس التأبينيه هو اكراماً لهؤلاء العلماء وتشجيعا لمسيرة العلم وان هؤلاء العلماء رحمهم الله يجب ان يخلدوا وان تكون لهم مساحة ويذكروا تخليدا لنتاجهم وجهدكم الكبير.
وتابع النجفي: ان من اهم النقاط التي اكد عليها سماحة المرجع النجفي في بيان التأبين للسيد العاملي هي تاريخه وسيرته وعطاءه ودفاعه عن السيدة فاطمة الزهراء.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ حسين آل ياسين وكيل المرجعية العليا في الكاظمية المقدسة: ان سماحة السيد العاملي من الطلبة الفضلاء ومن أهل العلم المكرمين ومن المشتغلين وبذل عمره في تحصيل العلم وتهذيب نفسه وفي التدريس والكتابة في اكثر من موضوع سيما في الدفاع عن مظلومية اهل البيت وهو ثمرة من ثمرات الحوزة العلمية وله جهد مشكور وعمل مذخور ومن واجبنا وواجب الحوزة العلمية ومن الوفاء له هو التشجيع على مثل هذه الحالة الدائمة في الاشتغال والتحصيل والتأليف فيقام له التعازي ويشكر ويؤبن رحمه الله.
واضاف آل ياسين: اننا نوجه شبابنا جمعياً للاستفادة من مؤلفات الفقيد العاملي ومن غيرها وهم الامل وقلبنا يتحرق شوقاً الى رؤيتهم كباراً وان يتعبوا انفسهم في التفكير الصحيح وفي القراءة الواعية وفي التمسك بالثقلين القران وأهل البيت ولا يكون ذلك الا من خلال فهم القران وفهم ما يريده النبي والائمة من خلال العلماء الذين بذلوا مهجهم في تحصيل العلم وفي تهذيب نفوسهم وهذه وصية النبي الاعظم وقراءة الكتب النافعة من المؤلفين العلماء المعروفين وهي كثيرة وان لا يهدروا اوقاتهم في الكثير من الامور التي لا تستحق ان يعطوها وقتا اصلاً فلا يكون التطور والتقدم الا بالعلم والحرفية وتطبيق هذا العلم بالشكل الصحيح.
واضاف ال ياسين: لدينا دعوة مخلصة لأولاد الفقيد ولأسرته ولجميع طلاب العلم وانا ادعو نفسي اولاً الى الاحتذاء حذو السيد العاملي من حالة الاصرار والاشتغال الدائم وهل تعلمون ان في مرضه الاخير الف كتابا في الحسين (صلوات الله عليه) وانا رأيت بعض السلف الصالح على فراش المرض يؤلف ويشتغل لذا ادعو لهذه الحالة الحارة في الاشتغال العلمي وان كان هناك مؤلفات ومقالات وكتيبات للسيد العاملي فليعمل ابناءه على اخراجها للقراء ليستفيدوا منها.
اما السيد جواد الخوئي الامين العام لمؤسسات الامام الخوئي، قال: بلا شك ولا ريب بان سماحة السيد الفقيد كانت له مواقف علمية رصينة موضوعية وهو يعد من علماء وابناء مدرسة النجف الاشرف ومثل هذه المجالس التأبينيه اتصور انها من الوفاء والانصاف لمقام العلم والعلماء.
واضاف الخوئي: نتمنى ان نرى علماء جبل عامل تحديدا علماء لبنان يعيدون نشاطهم العلمي ثانية وكم نحن سعداء ان نرى في النجف الاشرف عشرات من طلاب اهل الفضل والعلم من الاخوة اللبنانيين وان شاء الله سيسيرون على نهج سماحة السيد والعلماء والسلف الصالح.
ومن ضمن المعزين كان الاستاذ البروفسور حسن عيسى الحكيم حيث قال: ان السيد جعفر العاملي نذر حياته للكتابة والعلم والتحقيق وهذا نحن نعتبره عمر اخر للمؤلف وان فقد الحياة لان هذا الفكر حينما يكون بيد القارئ فانه يستذكر المؤلف ويستذكر ما قدمه ونحن بودنا من رجال العلم ان يقدموا شيئا من هذا النتاج حتى يكون قدوة للأخرين في هذا الجانب واللطيف ان السيد العاملي كان متعدد الثقافة متعدد الفكر وهو استطاع ان يقدم في اقسام المعرفة كتبا متعددة وهذه هي النقطة التي انا اراها تبقيه على قيد الحياة وخالدا.
وشارك في العزاء والمواساة وفد كبير ممثلا عن ديوان الوقف الشيعي والمزارات الشيعية في النجف الاشرف، وقال السيد احمد الفياض ممثل الوفد: جئنا هذا اليوم بوفد مزارات النجف الاشرف نيابة عن سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي وكذلك نيابة عن سماحة الشيخ خليفه الجوهر نائب الامين العام للمزارات الشيعية في العراق لتقديم المواساة والتعازي لمراجع الدين العظام ولأسرة الفقيد الراحل الذي دافع كثيرا عن مذهب اهل البيت عليهم السلام والذي رفد المكتبة الاسلامية بتأليفات قيمة.
واضاف الفياض: لقد شارك في الوفد ممثلي وامناء المزارات في النجف الاشرف كمزار خديجة بنت امير المؤمنين ومزار كميل بن زياد ومزار الصحابي صافي الصفا والصحابي ميثم التمار ومزار بنات الحسن ومزار النبيين هود وصالح ومزار السيد ابراهيم الغمر ومكتب نائب الامين العام للمزارات الشيعية.
وشارك في التأبين وفد اللواء الثاني فرقة الامام علي القتالية في الحشد الشعبي، وقال قائد اللواء الشيخ طاهر الخاقاني: ان العلامة العاملي كان رمز من رموز الحوزة العلمية واحد نتاجاتها الفكرية والعلمية الجليلة وان العلماء اينما حلوا كان فيهم البركة والوفاء والاخلاص لهذا المذهب ولهذا الدين الحنيف وان السيد العاملي من العلماء الاعلام والمحققين الكبار الذين قضوا كل هذه الفترة الزمنية والعمر المبارك بخدمة الدين وخدمة المذهب والمؤمنين.
واضاف الخاقاني: نعم ان السيد العاملي في لبنان ولكن الحوزات العلمية المباركة في بقاع الارض تحزن لفقد هكذا عالم وتعتبر خسارة كبيرة ولا تعوض الا بوجود عالم اخر ووفاء لهذه الجهود الكبيرة ولهذا الاسم المبارك اقيم هذا المأتم وبقية المأتم في الحوزات العلمية الاخرى استذكارا لهذه الروح الطيبة ووفاء لما قدمه من علم نافع ومؤلفات جليلة وان اقامة النجف الاشرف وبعلمائها الكبار هذا المأتم هو جزء من الوفاء لما قدمه السيد العاملي.
وتابع الخاقاني: لقد شاركت فرقتنا القتالية بعد دعوة وجهت لنا مواساة لأخوتنا الطلبة اللبنانيين ولأساتذتنا في الحوزة العلمية وهذا شرف لنا ان نشارك بمثل هذه المأتم الكبيرة التي نستلهم ونستوحي منها العبر ولولا علمائنا لما امتد هذا الخط الكبير ولما حصل الابطال المجاهدين على هذه العزيمة في قتال داعش والمجرمين ولما ازدادت الروح المعنوية والايمانية في الدفاع عن مقدساتنا وبلدنا.
وشدد الخاقاني: ان صدور بيانات التأبين من السادة المراجع الكبار في النجف الاشرف يدل على قدسية ومكانة هذا العالم الجليل الناتجة من نهجه التي نهجها ايام حياته المباركة وهو يسير ويدافع عن طريق اهل البيت وهو طريق الحق المستقيم ونصرة المظلومين ومحاربة الظالمين وكان هذا ديدنه رحمه الله وينادي بنصرة المجاهدين انما كانوا واينما حلوا ونحن ومجاهدينا نستلهم حقيقة من هكذا علماء هذه المواقف في الدفاع عن مذهب الحق ونصرة المظلومين والدفاع عن الارض والعرض.
وعلى صعيد متصل، قال المحقق احمد الحلي: لقد دأبت النجف الاشرف على تأبين الفضلاء والعلماء والسيد جعفر العاملي ليس خاص بجبل عامل وبلبنان وانما هو لكل البلدان الشيعية فقد اسس تاريخيا صحيحاً ودلالة على ذلك مؤلفاته ككتاب الصحيح من سيرة النبي وامير المؤمنين والكتب الاخرى.
وتابع الحلي: فاليوم تؤبن النجف الاشرف بعلمائها وطلبتها وحوزتها هذا السيد الجليل فهو اداء لجزء من حقه العظيم علينا وان نتاجات الفقيد الفكرية معلومة للجميع اذا شاهدنا بعد وفاته بعض الصور حيث كان رحمه الله لا يترك دقيقة من وقته الا وهو يكتب ويؤلف لإثراء المكتبة العربية والاسلامية ومن خلال هذا الدور يمكن معرفة دور علمائنا في تأسيس التراث.
وكذلك اقيم مجلس عزاء كبير على روح الفقيد في المدرسة اللبنانية في النجف الاشرف، فقد حضرت وفود من مكاتب السادة المراجع العظام واساتذة الحوزة العلمية وطلبة العلوم الدينية من عدة جنسيات وكذلك حضر وفد كبير من العتبة العباسية المقدسة حيث نقلوا تحيات وتعازي سماحة المتولي الشرعي للعتبة السيد احمد الصافي لذوي الفقيد وكذلك حضرت وفود للمواكب الحسينية في النجف الاشرف وعدد كبير من اهالي ووجهاء وشخصيات النجف الاشرف لتقديم التعازي برحيل السيد العاملي رحمه الله.
وولد العلامة والمحقق الكبير السيد جعفر مرتضى العاملي بتاريخ 25 صفر 1364 هـ (6 يناير 1945 م) في بلدة دير قانون رأس العين الواقعة بقضاء صور بجنوب لبنان، وأصل عائلته من بلدة عيثا الجبل في قضاء بنت جبيل.
درس مقدمات العلوم الإسلامية على والده في لبنان، ثم توجه إلى النجف الاشرف لمتابعة التحصيل وذلك سنة 1962.
في سنة 1382 هـ (1962 مـ) انتقل من النجف الاشرف لمواصلة الدراسة والتدريس في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية.
عاد إلى لبنان أواخر سنة 1993، وأسس هناك حوزة علمية باسم «حوزة الإمام علي بن أبي طالب».
أنشأ المركز الإسلامي للدراسات بعد عودته إلى لبنان.
له العديد من المؤلفات غالبها متخصص في التاريخ الإسلامي، منها كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم. يتحدث عن سيرة النبي محمد، ويقع في خمس وثلاثين مجلدا، وقد حاز هذا الكتاب على جائزة كتاب العام في إيران، والصحيح من سيرة الإمام علي ويتحدث عن سيرة علي بن أبي طالب، ويقع في ثلاث وخمسين مجلدا. وبعض مؤلفاته تُرجم إلى الفارسية.
توفي السيد العاملي يوم السبت 26 أكتوبر 2019 بعد صراعٍ مع المرض، ونعاه كبار مراجع الدين والحوزات والمؤسسات البحثية في العالم، وشُيِّع عند الساعة العاشرة من صباح الأحد 27 أكتوبر من مجمع الإمام الكاظم في حي ماضي؛ ووري الثرى في بلدة عيتا الجبل العاملية في لبنان./انتهى.