الامام علي (ع) يزيل من صدور الناس توهم التعارض والاختلاف في ايات القرآن ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
من المعلوم ان القران حمال اوجه وبعض هذه الاوجه لها معاني عميقة ودقيقة لا يعرف تأويلها والغوص في تفسيرها الا من كان ترجمان للقران وعدل له وهذا لا ينطبق الا على الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) - 1 - و لا شك ان الراسخون في العلم هم اهل البيت (ع) .
ولذلك كان لاهل البيت (ع) الفضل الكبير والعظيم في ازالة الشك الذي حصل لبعض الناس بسبب توهم التعارض والتناقض والاختلاف بين ايات القران الكريم .
ومن الشواهد على ذلك قصة امير المؤمنين علي (ع) مع الشخص الذي شك في التعارض بين ايات القران وكيف ان الامام (ع) حل له هذا التعارض المتوهم .
*** روى الصدوق في كتابه التوحيد في حديث طويل ص 255 ـ 262 :
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر قال : حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الاَحدب الجند بنيسابور قال : وجدت في كتاب أبي بخطه : حدثنا طلحة بن يزيد عن عبيد الله بن عبيد عن أبي معمر السعداني أن رجلاً أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال :
يا أمير المؤمنين إني قد شككت في كتاب الله المنزل .
قال له (عليه السلام) : ثكلتك أمك وكيف شككت في كتاب الله المنزل !
قال : لاَني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضاً فكيف لا أشك فيه .
فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إن كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً ولا يكذب بعضه بعضاً ولكنك لم ترزق عقلاً تنتفع به ، فهات ما شككت فيه من كتاب الله عز وجل .
قال له الرجل : إني وجدت الله يقول : ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) - 2 - ، وقال أيضاً : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) - 3 - ، وقال تعالى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) - 4 - . فمرة يخبر أنه ينسى ومرة يخبر أنه لا ينسى ، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين !
قال : هات ما شككت فيه أيضاً ...
فقال علي (عليه السلام) : ( ........ ، ولكن سأعلمك ما شككت فيه ولا قوة إلا بالله ، فإن أراد الله بك خيراً أعلمك بعلمه وثبتك ، وإن يكن شراً ضللت وهلكت .
أما قوله : ( نسوا الله فنسيهم ) إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئاً ، فصاروا منسيين من الخير .
وكذلك تفسير قوله عز وجل : ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) ، يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب .
وأما قوله : ( وما كان ربك نسياً ) ، فإن ربنا تبارك وتعالى علواً كبيراً ليس بالذي ينسى ولا يغفل ، بل هو الحفيظ العليم ، وقد يقول العرب في باب النسيان : قد نَسِيَنَا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لنا بخير ولا يذكرنا به ، فهل فهمت ما ذكر الله عز وجل ؟ قال : نعم ، فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك .
********************
الهوامش :
1 - ال عمران ، الاية 7 .
2 - الاعراف ، الاية 51
3 - التوبة ، الاية 67 .
4 - مريم ، الاية 64 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
من المعلوم ان القران حمال اوجه وبعض هذه الاوجه لها معاني عميقة ودقيقة لا يعرف تأويلها والغوص في تفسيرها الا من كان ترجمان للقران وعدل له وهذا لا ينطبق الا على الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) - 1 - و لا شك ان الراسخون في العلم هم اهل البيت (ع) .
ولذلك كان لاهل البيت (ع) الفضل الكبير والعظيم في ازالة الشك الذي حصل لبعض الناس بسبب توهم التعارض والتناقض والاختلاف بين ايات القران الكريم .
ومن الشواهد على ذلك قصة امير المؤمنين علي (ع) مع الشخص الذي شك في التعارض بين ايات القران وكيف ان الامام (ع) حل له هذا التعارض المتوهم .
*** روى الصدوق في كتابه التوحيد في حديث طويل ص 255 ـ 262 :
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر قال : حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الاَحدب الجند بنيسابور قال : وجدت في كتاب أبي بخطه : حدثنا طلحة بن يزيد عن عبيد الله بن عبيد عن أبي معمر السعداني أن رجلاً أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال :
يا أمير المؤمنين إني قد شككت في كتاب الله المنزل .
قال له (عليه السلام) : ثكلتك أمك وكيف شككت في كتاب الله المنزل !
قال : لاَني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضاً فكيف لا أشك فيه .
فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إن كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً ولا يكذب بعضه بعضاً ولكنك لم ترزق عقلاً تنتفع به ، فهات ما شككت فيه من كتاب الله عز وجل .
قال له الرجل : إني وجدت الله يقول : ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) - 2 - ، وقال أيضاً : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) - 3 - ، وقال تعالى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) - 4 - . فمرة يخبر أنه ينسى ومرة يخبر أنه لا ينسى ، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين !
قال : هات ما شككت فيه أيضاً ...
فقال علي (عليه السلام) : ( ........ ، ولكن سأعلمك ما شككت فيه ولا قوة إلا بالله ، فإن أراد الله بك خيراً أعلمك بعلمه وثبتك ، وإن يكن شراً ضللت وهلكت .
أما قوله : ( نسوا الله فنسيهم ) إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئاً ، فصاروا منسيين من الخير .
وكذلك تفسير قوله عز وجل : ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) ، يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب .
وأما قوله : ( وما كان ربك نسياً ) ، فإن ربنا تبارك وتعالى علواً كبيراً ليس بالذي ينسى ولا يغفل ، بل هو الحفيظ العليم ، وقد يقول العرب في باب النسيان : قد نَسِيَنَا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لنا بخير ولا يذكرنا به ، فهل فهمت ما ذكر الله عز وجل ؟ قال : نعم ، فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك .
********************
الهوامش :
1 - ال عمران ، الاية 7 .
2 - الاعراف ، الاية 51
3 - التوبة ، الاية 67 .
4 - مريم ، الاية 64 .
تعليق