في شعبان المعظم سنة (95 هـ ) ، استشهد سعيد بن جبير الأسدي الكوفي عل يد الحجاج بن يوسف الثقفي .
وكان في جملة من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج ، فلما ظفر الحجاج هرب سعيد إلى أصبهان ، ثم كاد يتردد كل سنة إلى مكة مرتين ، مرة للعمرة ، ومرة للحج . . واستمر في هذا الحال مختفياً من الحجاج قريباً من 12 سنة ، ثم ، أرسله خالد القسري من مكة إلى الحجاج . . . ولما اُتي بسعيد إلى الحجاج قال له : أونت الشقي بن كسير ؟ قال : لا ، إنما أنا سعيد بن جبير ، قال : لأقتلنك ، قال : أنا إذا كما سمتني أمي سعيداً قال : وشقيت أمك ، قال : الأمر ليس إليك . ثم قال : اضربوه عنقه ، فقال :
دعوني أصلي ركعتين ، قال : وجهوه إلى قبلة النصارى ، قال : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّه ) فقال : اجلدوا به الأرض ، فقال : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) فقال : اذبح فما أنزعه لآيات الله منذ اليوم .
فقال اللهم لا تسلطه على أحد بعدي .
قال ابن الكثير : وقد عوقب الحجاج بعده وعوجل بالعقوبة ، فلم يلبث بعده إلا قليلاً ، ثم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر . . فقيل أنه مكث بعده 25 يوماً وقيل 40 يوماً ، وقيل ستة أشهر .
قال : واختلفوا في عمر سعيد بن جبير ( رحمه الله ) حين قتل ، فقيل : تسعاً وأربعين سنة ، وقيل سبعة وخمسين . . . وكان مقتله سنة ( 95 هـ ) .
وبعد أن قطع رأسه ورجليه دُفن ( رضي الله عنه ) في منطقة الحي من واسط ، وقبره الآن مزاراً لمحبي أهل البيت ( عليه السلام ) وشيعتهم ( رضي الله عنهم ) وأرضاهم .
تعليق