بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع من المواضيع المهمة و الحساسة جدا التي لا يجب الاغفال عنها و يحتاج الى الكثير من الاهتمام لانه يخص فلذات أكبادنا و عمداء المستقبل إن شاء الله
ما من إنسان في طفولته لم تستهوه يوما ما حاجة في ملك أقرانه فسولت له نفسه أخذها و الاستلاء عليها. نعم, تراوده نفسه لاقتناء تلكم الحاجة معتبرا ذلك حقا من حقوقه المشروعة, فأمر الملكية الشخصية لم يستوعبه بعد... فكل شئ في نظره ملكا له, فلا ضوابط يتصرف من خلالها و لا حدود يتعامل في دائرتها. و الغريب أنه لا يشعر بأي ندم بعد ذلك الفعل, و قد يرد ما أخذ (ما سرق) بعد أن يشبع رغبته في إمتلاكه المؤقت, فهل ياترى نستطيع أن نطلق على هذا العمل لفظ سرقة؟؟؟ و هل يندرج ذلك تحت ما يطلق عليه لصوصية الاطفال؟؟؟ و ما العمل حيال هذه الظاهرة؟؟؟
إن السرقة تعتبر ذات مدلول خاص متى ما حدثت بعد سن السادسة, أما قبل تلكم السن فلا تعتبر ذات مغزى إجرامي معين, فصورة الملكية الفردية عند الطفل قبل هذه السن تكون مهزوزة ...وإنه لا يقوم بالسرقة بدوافع عدوانية أو محاولة إضرار بالغير,بل حسن النية هو الذي يطغى في هذا الامر, فقد أعجبته حاجة ما فلم لا يأخذها, أو ليس له الحق فيها مثله مثل صاحبه.
و بعد سن السادسة, الطفل يبدأ بتفهم معنى الملكية الفردية بصورة قد تكون دقيقة, لذا فإن أية سرقة بعد هذا السن من الضروري الوقوف أمامها على أنها حدث وجوب دراسته بإمعان و ترو أمر لا مفر منه, فالكل يخشى أن يتطور الامر و يتجدر في دواخل الطفل فيمسي عادة يستمر عليها حتى الكبر ما لم يتدارك الابوان ذلك و يضعان حدا له و الا فلتت الامور.
أسباب السرقة عند الطفل :
1- حب التملك...فكما أسلفنا فإن الطفل لم تكتمل بعد عنده مفاهيم التملك و الحدود التي لا يمكن تجاوزها ي هذا المجال.
2- محاولة الطفل أن يكون أكثر استقلالا عن والديه و تكوين علاقات مستقبلية خارجة عن دائرتهم, لذا فإنه يستعمل المسروقات كأداة لكسب صداقات جديدة فيأخذ من هذا و يعطي ذاك, فتضيع معالم السرقة و يكسب في نفس الوقت الجديد من الصداقات...فنرى الطفل من هذا النوع قليل ما يستعمل تلكم المسروقات لنفسه.
3- الطفل الذي يسرق لاظهار قدراته أمام الغير فيتهيأ له أن ما يقورم به يجعله مميزا و يصبح موضوع اهتمام أقرانه فيمسي الاقوى بدون منازع. فهذا الطفل يعيش وسط صحبة سيئة فيضطر إلى مجاراتهم بل القيام بأعمال (ومنها السرقة) تجعله يعتقد أنه مقبول بينهم بل البطل في نظرهم.
4- محاكاة أبطال السينما و التلفاز و ما يرافق الافلام من تركيز على بطولة اللصوص, ما يترسب في العقل الباطن للطفل فيحاول تقليد هذا البطل و تقمص شخصية ذاك...فيقوم بالسرقة تشبها بهؤلاء الابطال الوهميين.
5- عدم وجود روادع و ضوابط داخل البيت العائلي, مما يجعل الطفل يعيش في حالة من عدم الاستقرار, لا توجيه, لا تناصح. فالكل يعيش كأنه لوحده. فليس هناك مثل أعلى أو قدوة حسنة.
ما العمل؟؟؟
1- إفهام الطفل أن ما يأخذه ليس الا ملكا للغير و ليس له فيه حق و لا يجوز أن نستعمل ما ليس لنا بدون إذن مالكه...و من الممكن أن نعده بمثل ماأخذ أو بأحسن منه, و قد ينسى الطفل الحكاية برمتها, و قد يتذكرها, ففي هذه الحالة يجب تحقيق وعدنا و الافستهتز صورتنا أمام طفلنا و تتزعوع ثقته بنا و هذا يخلق أسوأ أنواع العلاقة بين الطفل و أبويه.
2- المزيد من الاهتمام بهذا الطفل و محاولة إظهار حنان أكثر تجاهه.
3- الانخراط في النوادي كي تجعل الطفل يكتسب الجديد من الصداقات تعوضه عن صحبة السوء, و كذلك لا يخفى ما للرياضة من تنمية لقدرات الطفل الذهنية و الجسمية و النفسية.
4- محاولة تخصيص مصروف يومي للطفل مما يجعله يشعر بنوع من الاستقلالية, و إشباع روح التملك و التصرف و عدم جعله ينظر إلى الآخرين بحسرة و بمشاعر الدونية.
5- محاولة الوالدين تغطية موقف الطفل فإذا كان المسروق قد استهلك فيمكن للوالدين شراء البديل أو إكماله إذا كان فيه نقص. و هذا لا يعتبر تواطؤ بل حفظ لماء وجه الطفل. كما يجب إفهامه أن ما فعله يجب عدم تكراره.
6- إبعاد الطفل عن صحبة السوء و التدقيق في اختيار الاصدقاء و المراقبة المستمرة لكل علاقات الطفل و جعلها تحت دائرة سيطرتنا.
7- الحذر كل الحذر من الضرب و الفضح و نعت الطفل بشتى النعوت أمام الغير فلهذا عواقب و انعكاسات خطيرة على نفسية الطفل الغضة.
السرقة عند الطفل ظاهرة جديرة بالدراسة, و لكنها غالبا ما تكون عابرة بحيث لا تترك أثرا...و حتى الطفل لا يخطر بباله أنها سرقة...
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع من المواضيع المهمة و الحساسة جدا التي لا يجب الاغفال عنها و يحتاج الى الكثير من الاهتمام لانه يخص فلذات أكبادنا و عمداء المستقبل إن شاء الله
ما من إنسان في طفولته لم تستهوه يوما ما حاجة في ملك أقرانه فسولت له نفسه أخذها و الاستلاء عليها. نعم, تراوده نفسه لاقتناء تلكم الحاجة معتبرا ذلك حقا من حقوقه المشروعة, فأمر الملكية الشخصية لم يستوعبه بعد... فكل شئ في نظره ملكا له, فلا ضوابط يتصرف من خلالها و لا حدود يتعامل في دائرتها. و الغريب أنه لا يشعر بأي ندم بعد ذلك الفعل, و قد يرد ما أخذ (ما سرق) بعد أن يشبع رغبته في إمتلاكه المؤقت, فهل ياترى نستطيع أن نطلق على هذا العمل لفظ سرقة؟؟؟ و هل يندرج ذلك تحت ما يطلق عليه لصوصية الاطفال؟؟؟ و ما العمل حيال هذه الظاهرة؟؟؟
إن السرقة تعتبر ذات مدلول خاص متى ما حدثت بعد سن السادسة, أما قبل تلكم السن فلا تعتبر ذات مغزى إجرامي معين, فصورة الملكية الفردية عند الطفل قبل هذه السن تكون مهزوزة ...وإنه لا يقوم بالسرقة بدوافع عدوانية أو محاولة إضرار بالغير,بل حسن النية هو الذي يطغى في هذا الامر, فقد أعجبته حاجة ما فلم لا يأخذها, أو ليس له الحق فيها مثله مثل صاحبه.
و بعد سن السادسة, الطفل يبدأ بتفهم معنى الملكية الفردية بصورة قد تكون دقيقة, لذا فإن أية سرقة بعد هذا السن من الضروري الوقوف أمامها على أنها حدث وجوب دراسته بإمعان و ترو أمر لا مفر منه, فالكل يخشى أن يتطور الامر و يتجدر في دواخل الطفل فيمسي عادة يستمر عليها حتى الكبر ما لم يتدارك الابوان ذلك و يضعان حدا له و الا فلتت الامور.
أسباب السرقة عند الطفل :
1- حب التملك...فكما أسلفنا فإن الطفل لم تكتمل بعد عنده مفاهيم التملك و الحدود التي لا يمكن تجاوزها ي هذا المجال.
2- محاولة الطفل أن يكون أكثر استقلالا عن والديه و تكوين علاقات مستقبلية خارجة عن دائرتهم, لذا فإنه يستعمل المسروقات كأداة لكسب صداقات جديدة فيأخذ من هذا و يعطي ذاك, فتضيع معالم السرقة و يكسب في نفس الوقت الجديد من الصداقات...فنرى الطفل من هذا النوع قليل ما يستعمل تلكم المسروقات لنفسه.
3- الطفل الذي يسرق لاظهار قدراته أمام الغير فيتهيأ له أن ما يقورم به يجعله مميزا و يصبح موضوع اهتمام أقرانه فيمسي الاقوى بدون منازع. فهذا الطفل يعيش وسط صحبة سيئة فيضطر إلى مجاراتهم بل القيام بأعمال (ومنها السرقة) تجعله يعتقد أنه مقبول بينهم بل البطل في نظرهم.
4- محاكاة أبطال السينما و التلفاز و ما يرافق الافلام من تركيز على بطولة اللصوص, ما يترسب في العقل الباطن للطفل فيحاول تقليد هذا البطل و تقمص شخصية ذاك...فيقوم بالسرقة تشبها بهؤلاء الابطال الوهميين.
5- عدم وجود روادع و ضوابط داخل البيت العائلي, مما يجعل الطفل يعيش في حالة من عدم الاستقرار, لا توجيه, لا تناصح. فالكل يعيش كأنه لوحده. فليس هناك مثل أعلى أو قدوة حسنة.
ما العمل؟؟؟
1- إفهام الطفل أن ما يأخذه ليس الا ملكا للغير و ليس له فيه حق و لا يجوز أن نستعمل ما ليس لنا بدون إذن مالكه...و من الممكن أن نعده بمثل ماأخذ أو بأحسن منه, و قد ينسى الطفل الحكاية برمتها, و قد يتذكرها, ففي هذه الحالة يجب تحقيق وعدنا و الافستهتز صورتنا أمام طفلنا و تتزعوع ثقته بنا و هذا يخلق أسوأ أنواع العلاقة بين الطفل و أبويه.
2- المزيد من الاهتمام بهذا الطفل و محاولة إظهار حنان أكثر تجاهه.
3- الانخراط في النوادي كي تجعل الطفل يكتسب الجديد من الصداقات تعوضه عن صحبة السوء, و كذلك لا يخفى ما للرياضة من تنمية لقدرات الطفل الذهنية و الجسمية و النفسية.
4- محاولة تخصيص مصروف يومي للطفل مما يجعله يشعر بنوع من الاستقلالية, و إشباع روح التملك و التصرف و عدم جعله ينظر إلى الآخرين بحسرة و بمشاعر الدونية.
5- محاولة الوالدين تغطية موقف الطفل فإذا كان المسروق قد استهلك فيمكن للوالدين شراء البديل أو إكماله إذا كان فيه نقص. و هذا لا يعتبر تواطؤ بل حفظ لماء وجه الطفل. كما يجب إفهامه أن ما فعله يجب عدم تكراره.
6- إبعاد الطفل عن صحبة السوء و التدقيق في اختيار الاصدقاء و المراقبة المستمرة لكل علاقات الطفل و جعلها تحت دائرة سيطرتنا.
7- الحذر كل الحذر من الضرب و الفضح و نعت الطفل بشتى النعوت أمام الغير فلهذا عواقب و انعكاسات خطيرة على نفسية الطفل الغضة.
السرقة عند الطفل ظاهرة جديرة بالدراسة, و لكنها غالبا ما تكون عابرة بحيث لا تترك أثرا...و حتى الطفل لا يخطر بباله أنها سرقة...
تعليق