وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ
عندما تتزاحم الصلاة مع شغل من إشغال الدنيا ، فقل للشغل : عندي صلاتي ، ولا تقل للصلاة : عندي شغلي . أليس هذا معنى : حي على خير العمل ؟!.. اوليس تأخير الصلاة من دون علة ، إعراض عملي عن المولى الملك الحق المبين ؟
***
***
روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : مَن صلّى عليّ مرة صلى الله عليه عشراً ، ومَن صلّى عليّ عشراً صلّى الله عليه مائة مرة ، ومَن صلّى عليّ مائة مرة صلّى الله عليه ألف مرة ، ومَن صلّى عليّ ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبدا .
***
أكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشّهر:
(اَللّـهُمَّ!.. إن لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ، فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْهُ)
****
أهمية الصلاة الخاشعة!..
إن الصلاة قضية مركبة: فالذين يصلون صلاة خاشعة في الليل، ولكن في النهار لا يُراعون بصرهم؛ هؤلاء تجاوزوا الحد {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.. والتاجر الذي يصلي صلاة الليل -مثلاً- وهو إنسان غير أمين في التجارة؛ هذا الإنسان لا ينطبقُ عليه {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}.. والذي يقيم الليل، ويؤدي الأمانات، ويحفظ الفرج؛ ولكن إذا دخلَ المجالس يتكلم في كل ما هبَّ ودب؛ هذا الإنسان لا تنطبق عليه آية: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}.. وبالتالي، هنالكَ مجموعة متكاملة، فالذي يريد أن يكونَ من الفالحين، يجب أن تكون صلاته خاشعة، وعن اللغو معرضا، وللزكاة فاعلاً، ولفرجه حافظا، وللأمانة مؤدياً، ..الخ؛ كل ذلك مجموعٌ متكامل.
***
سؤال
ما الذي يتحكم بسلوك المؤمن العقل أو النفس ؟.. وما الدليل العقلي والنقلي للجواب ؟
الرد: إن الإنسان سواء كان مؤمناً أو غير مؤمن مزود بغرائز جعلها الله وديعة في نفسه ليعيش على هذا الكوكب عيشة مناسبة لمتطلبات الحياة الدنيا كالغريزة الجنسية ، وحب الذات ، وحب التغلب على الآخرين ، وغير ذلك . ولولا هذه الغرائز لم يصل الإنسان في هذه الحياة إلى كماله الجسماني كسائر الحيوانات إلا أن هذه الغرائز لابد من السيطرة عليها وكبح جماحها ، لئلا تسترسل فتفسد الحياة . والذي يسيطر عليها هو العقل . والعقل بمعنى المنع والربط ، ولذلك يسمى الحبل الذي يشد به يد البعير عقالاً . وبذلك يظهر إن الذي يؤثر ـ ولا نقول يتحكم ـ في سلوك الإنسان هو العقل والنفس بمعنى مجموعة الغرائز الحيوانية . وإنما لم نقل يتحكم لأن الإنسان لا يضطر إلى اختيار فعل أو ترك ، لا بتأثير عقله ولا بتأثير أهوائه ونزعاته ، بل له بعد ذلك كله أن يختار ما يريد .
///////
الذكر في الغافلين
يتأكد على العبد ( الإكثار ) من ذكر الله تعالى في البقاع التي لا ( يتعارف ) فيها ذكره كبلاد الكفر ، أو مواطن المعصية ، أو مواطن الغفلة كالأسواق ، أو مجالس البطالين فقد ورد: { أكثروا ذكر الله إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس }البحار-ج93ص154..فإن في الذكر- عند الغافلين - من عطاء الحق ومباركته ، ما ليس في الذكر عند الذاكرين ، وقد وُصف في الأخبار بأنه كالمقاتل بين الهاربين ..ومِثْل هذا العبد ممن يُباهى به الملائكة ، لأنه كان في ( مظان ) الغفلة وخرج عنها بإرادته ، منتصراً على دواعي الغفلة ..وقد ورد في الخبر: {ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار ، ثم تفرقوا على غير ذكر الله ، إلا كان ذلك حسرة عليهم يوم القيامة
تعليق