إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد الشمس على امير المؤمنين علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    أشكركم أختنا الفاضلة على نقلكم لهذا البحث القيّم

    وقد سبق أن طرح موضوع مشابه له في العنوان وفي بعض فقرات المحتوى وقمنا مع بعض الأخوة الأعضاء بالرد عليه ولكي لا نكرر الردود ، اليكم الرابط :


    اضغط هنا





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق


    • #32
      رد الشمس لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



      رد الشمس لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام

      مقدّمة

      لاشكّ ولا شبهة في أنّ الولاية التكوينية ثابتة للرسول والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، وعليه فلا استغراب في ردّ الشمس لأمير المؤمنين علي(عليه السلام) مرّتين، مرّة في زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأُخرى بعد رجوعه من معركة النهروان.

      ما يدلّ على ردّ الشمس مرّتين

      1ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «إنّ الله تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحد من أُمّة محمّد(صلى الله عليه وآله) غيري»(1).

      2ـ قيل لابن عباس: ما تقول في علي بن أبي طالب؟

      فقال: «ذكرت والله أحد الثقلين، سبق بالشهادتين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وأُعطي السبطين، وهو أبو السبطين الحسن والحسين، وردّت عليه الشمس مرّتين، بعدما غابت عن القبلتين، وجرّد السيف تارتين، وهو صاحب الكرّتين، فمثله في الأُمّة مثل ذي القرنين، ذاك مولاي علي بن أبي طالب(عليه السلام)»(2).

      3ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وممّا أظهره الله تعالى من الأعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ما استفاضت به الأخبار، ورواه علماء السير والآثار، ونظمت فيه الشعراء الأشعار: رجوع الشمس له(عليه السلام) مرّتين، في حياة النبي(صلى الله عليه وآله) مرّة، وبعد وفاته أُخرى»(3).

      ردّ الشمس في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

      قال الإمام الصادق(عليه السلام): «صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) العصر، فجاء علي(عليه السلام) ولم يكن صلاّها، فأوحى الله إلى رسوله(صلى الله عليه وآله) عند ذلك، فوضع رأسه في حجر علي(عليه السلام)، فقام رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن حجره حين قام وقد غربت الشمس، فقال: يا علي، أما صلّيت العصر؟

      فقال: لا يا رسول الله، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): اللّهمّ إنّ علياً كان في طاعتك، فاردد عليه الشمس، فردّت عليه الشمس عند ذلك »(4).

      وقالت أسماء بنت عُميس: «أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم وهو يريد أن يصلّي العصر مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوافق رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد انصرف، ونزل عليه الوحي، فأسنده إلى صدره، فلم يزل مسنده إلى صدره حتّى أفاق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال: "أصلّيت العصر يا علي"؟

      قال: "جئت والوحي ينزل عليك، فلم أزل مسندك إلى صدري حتّى الساعة"، فاستقبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) القبلة ـ وقد غربت الشمس ـ وقال: "اللّهمّ إنّ علياً كان في طاعتك فارددها عليه".

      قالت أسماء: فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الرحى، حتّى كانت في موضعها وقت العصر، فقام علي متمكّناً فصلّى، فلمّا فرغ رجعت الشمس، ولها صرير كصرير الرحى، فلمّا غابت اختلط الظلام وبدت النجوم»(5).

      وقال الإمام علي(عليه السلام) يوم الشورى: «أنشدكم بالله، هل فيكم من ردّت عليه الشمس غيري؟ حين نام رسول الله(صلى الله عليه وآله) وجعل رأسه في حجري حتّى غابت الشمس، فانتبه فقال: يا علي صلّيت العصر؟ قلت: اللّهمّ لا، فقال: اللّهمّ ارددها عليه، فإنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك»(6)؟

      ردّ الشمس في زمن خلافته (عليه السلام)

      قال جويرية بن مسهر: «أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) من قتل الخوارج، حتّى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين(عليه السلام) ونزل الناس، فقال علي(عليه السلام): "أيّها الناس، إنّ هذه أرض ملعونة قد عذّبت في الدهر ثلاث مرّات، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أوّل أرض عُبد فيها وثن، إنّه لا يحلّ لنبيّ ولا لوصيّ نبيّ أن يصلّي فيها، فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلِّ"، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلّون، وركب هو(عليه السلام) بغلة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومضى.

      قال جويرية: فقلت والله لأتبعنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) ولأقلدنّه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه، فوالله ما جزنا جسر سوراء حتّى غابت الشمس، فشككت، فالتفت إليَّ وقال: "يا جويرية أشككت"؟

      فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فنزل(عليه السلام) عن ناحية فتوضّأ ثمّ قام، فنطق بكلام لا أحسنه إلّا كأنّه بالعبراني، ثمّ نادى: "الصلاة"، فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير، فصلّى العصر وصلّيت معه، فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان، فالتفت إليَّ وقال: "يا جويرية بن مسهر، الله عزّ وجلّ يقول: )فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ(، وإنّي سألت الله عزّ وجلّ باسمه العظيم فردّ عليَّ الشمس".

      وروي أنّ جويرية لمّا رأى ذلك قال: أنت وصيّ نبيّ وربّ الكعبة»(7).

      الصحابة وحديث ردّ الشمس

      لقد روى عدد من الصحابة واقعة ردّ الشمس، نذكر فيما يلي عشرة منهم:

      الإمام علي(عليه السلام)، الإمام الحسين(عليه السلام)، أسماء بنت عُميس، عبد الله بن عباس، أنس بن مالك، أبو رافع، أبو سعيد الخدري، جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو هريرة، أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة.

      الشعراء وواقعة ردّ الشمس

      لقد نظم عدد من الشعراء واقعة ردّ الشمس، نذكر منهم:

      1ـ قال حسّان بن ثابت:

      لا تقبل التوبة من تائب ** إلّا بحبّ ابن أبي طالب

      أخو رسول الله بل صهره ** والصهر لا يعدل بالصاحب

      ومن يكن مثل علي وقد ** رُدّت له الشمس من المغرب

      ردّت عليه الشمس في ضوئها ** بيضاً كأنّ الشمس لم تغرب(8).

      2ـ قال السيّد الحميري(رحمه الله):

      ردّت عليه الشمس لمّا فاته ** وقت الصلاة وقد دنت للمغرب

      حتّى تبلّج نورها في وقتها ** للعصر ثمّ هوت هوي الكوكب

      وعليه قد ردّت ببابل مرّة ** أُخرى وما ردّت لخلق معرب

      إلّا ليوشع أو له من بعده ** ولردّها تأويل أمر معجب(9).

      3ـ قال قدامة السعدي:

      ردّ الوصي لنا الشمس التي غربت ** حتّى قضينا صلاة العصر في مهل

      لا أنسه حين يدعوها فتتبعه ** طوعاً بتلبية هاها على عجل

      فتلك آيته فينا وحجّته ** فهل له في جميع الناس من مثل

      أقسمت لا أبتغي يوماً به بدلاً ** وهل يكون لنور الله من بدل

      حسبي أبو حسن مولى أدين به ** ومن به دان رسل الله في الأوّل(10).

      4ـ قال العوني:

      ولا تنس يوم الشمس إذ رجعت له ** بمنتشر وادي من النور ممتع

      فذلك بالصهبا وقد رجعت له ** ببابل أيضاً رجعة المتطوّع(11).

      5ـ قال ابن حمّاد:

      وردّت لك الشمس في بابل ** فساميت يوشع لمّا سمى

      ويعقوب ما كان أسباطه ** كنجليك سبطي نبيّ الهدى(12).

      6ـ قال السروجي:

      والشمس لم تعدل بيوم بابل ** ولا تعدّت أمره حين أمر

      جاءت صلاة العصر والحرب على ** ساقٍ فأومى نحوها ردّ النظر

      فلم تزل واقفة حتّى قضى ** صلاته ثمّ هوت نحو المقر(13).

      7ـ قال حبيب بن أوس:

      فردّت علينا الشمس والليل راغم ** بشمس لهم من جانب الخدر تطلع

      نضا ضوؤها صبغ الدجنة وانطوى ** لبهجتها نور السماء المرجع

      فوالله ما أدري علي بدا لنا فردّت ** له أم كان في القوم يوشع(14).

      8ـ قال ابن أبي الحديد:

      يا من له ردّت ذكاء ولم يفز ** بنظيرها من قبل إلّا يوشع(15).

      المؤلّفون وحديث ردّ الشمس

      أفرد عدد كبير من الباحثين والمؤلّفين تصانيف مستقلّة عن الواقعة، حتّى تكوّنت من بين الآثار المكتوبة مجموعة فخمة، وإليك أسماء بعضهم:

      أبو بكر الورّاق، أبو الحسن شاذان الفضيلي، الحافظ أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي، أبو القاسم الحاكم ابن الحذّاء الحسكاني النيسابوري الحنفي، أبو عبد الله الحسين بن علي البصري، أخطب خوارزم أبو المؤيّد موفّق بن أحمد، أبو علي الشريف محمّد بن أسعد الحسني النقيب النسّابة، الحافظ جلال الدين السيوطي، أبو عبد الله محمّد بن يوسف الدمشقي الصالحي، الحافظ الشهير ابن مردويه.

      رواة حديث ردّ الشمس

      لقد أخرج حديث ردّ الشمس عدد كبير من محدّثي أهل السنّة وعلمائهم، وعلاوة على روايته فقد صحّح طرقه وأسانيده جمع من هؤلاء.

      وإليك أسماء بعض من ذكرهم العلاّمة الأميني ممّن أخرج الحديث من الحفّاظ والأعلام دون غمز فيه: الحافظ أبو بشر الدولابي، الحافظ أبو جعفر الطحاوي، الحافظ أبو جعفر العقيلي، الحافظ أبو القاسم الطبراني، الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، الحافظ ابن مردويه الإصفهاني، أبو إسحاق الثعلبي، الفقيه أبو الحسن الماوردي، الحافظ أبو بكر البيهقي، الحافظ الخطيب البغدادي، الحافظ أبو زكريا بن مندة، الحافظ ابن حجر الهيثمّي، نور الدين الحلبي، الحافظ أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة، والحافظ القاضي عياض.

      تصحيح الحديث وتأييده

      أشرنا آنفاً إلى أنّ جمعاً غفيراً من أعلام أهل السنّة ومحدّثيهم عمدوا ـ إضافة إلى نقل الواقعة ـ إلى تصحيح الحديث وتصويبه.

      وفي المقابل انتهى بعضهم إلى الطعن بها من خلال التشكيك بالحديث. والآن نذكر آراء بعض المحدّثين في تصحيح حديث ردّ الشمس:

      1ـ أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري المصري: من محدّثي القرن الثالث الهجري، ومن مشايخ البخاري، قال ـ بعد أن نقل حديث أسماء بطريقين صحيحين ـ ما نصّه: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه(صلى الله عليه وآله)؛ لأنّه من أجلّ علامات النبوّة.

      2ـ أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي: أخرج حديث أسماء بطريقين، ثمّ راح يدافع عن الحديث، حيث أورد شبهة تعارضه مع رواية: «لم تحبس الشمس على أحد إلّا ليوشع»، وأجاب عنها لينتهي في آخر المطاف إلى القول: وكلّ هذه الأحاديث من علامات النبوّة.

      3ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني: كتب في مصنّفه المشهور فتح الباري بشرح صحيح البخاري: وروى الطحاوي والطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في الدلائل، عن أسماء بنت عُميس أنّه(صلى الله عليه وآله) دعا لمّا نام على ركبة علي ففاتته صلاة العصر، فردّت الشمس حتّى صلّى علي ثمّ غربت.

      وهذا أبلغ في المعجزة، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات، وهكذا ابن تيمية في كتاب الردّ على الروافض، في زعم وضعه.

      4ـ الحافظ السيوطي: وقد روى الحديث في عدد من كتبه المختلفة، ثمّ بادر إلى تصحيحه، كما ذكره أيضا في كتابه الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، الذي روى فيه الأحاديث المشهورة، ثمّ انتهى للقول: أخرجه ابن مندة وابن شاهين من حديث أسماء بنت عُميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، وإسنادهما حسن، وممّن صحّحه الطحاوي والقاضي عياض.

      وقد ادّعى ابن الجوزي أنّه موضوع، فأخطأ كما بيّنته في مختصر الموضوعات وفي التعقّبات.

      5ـ الحافظ ابن حجر الهيثمّي: كتب ابن حجر في كتاب الصواعق المحرقة ضمن تعداده لكرامات المولى أمير المؤمنين ما نصّه: ومن كراماته الباهرة أنّ الشمس ردّت عليه لمّا كان رأس النبي في حجره... وحديث ردّها صحّحه الطحاوي والقاضي في الشفاء، وحسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره، وردّوا على جمعٍ قالوا: إنّه موضوع(16).

      إشكالات وأجوبتها

      أثار أعداء الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) إشكالات لهذه الفضيلة، نذكر بعض تلك الإشكالات وأجوبتها:

      1ـ ضعف السند:

      هذا إشكال لا يفضي إلى شيء؛ فمن جهة صحّح جم كثير من علماء أهل السنّة ومحدّثيهم ـ كما مرّ ـ طرق الحديث، ولم يعبأ هؤلاء بمن ذهب إلى تضعيف الحديث وتوهين طرقه، بل زادوا أحياناً على ذلك بأن شدّدوا النكير على من ضعّف حديثاً صحيحاً مثل هذا.

      ومن جهة أُخرى، وعلى فرض التسليم بضعف تمام طرق الحديث وأسانيده، فإنّ نقوله بلغت من الاستفاضة ما يكفي لحصول الاطمئنان بوقوع أصل الحادثة، حتّى مع فرض ضعف السند، وهذا القدر يكفي لإثبات المطلوب وإن كان قاصراً عن إثبات التفاصيل.

      2ـ تعارضه مع حديث «لم تحبس الشمس على أحد إلّا ليوشع».

      والجواب: إنّ الحديث يفيد أنّ هذه الواقعة لم تحصل في الأُمم السابقة إلّا ليوشع، لكن ليس له دلالة قطّ على عدم وقوع ذلك في المستقبل.

      3ـ فضيلة نبوية وليست علوية:

      يبدو أنّ أُولئك الذين يلوكون هذه الكلمات أو يسطّرونها بأقلامهم لم يتأمّلوا لا بالواقعة ولا بنصوص النقول والروايات! فالنبي(صلى الله عليه وآله) يذكر في دعائه علياً(عليه السلام)، ويطلب أن تعود له الشمس كي يؤدّي صلاته، فهي إذاً فضيلة نبوية؛ لأنّها تمّت بطلبه ودعائه، وهي علوية؛ لأنّ ردّ الشمس تحقّق للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

      4ـ فقدان فائدة ردّ الشمس:

      قالوا: إنّ الصلاة صارت قضاء عند غروب الشمس وفوات وقتها، فما الفائدة من ردّها والصلاة لن تصير أداء عندئذٍ؟

      ذكر ابن حجر الهيثمّي هذا الإشكال، ثمّ أوضح في جوابه: كما أنّ ردّ الشمس خصوصية لعلي(عليه السلام)، كذلك إدراك العصر الآن ـ أي بعد ردّ الشمس – أداء خصوصية له وكرامة.

      والمحصّل أنّه لمّا كان أصل الواقعة ثابتاً بنقول صحيحة، فلا يعد ثمّ مجال لمثل هذه الإشكالات، ولا ريب أنّ الحادثة بأساسها غير عادية ولها خصوصية؛ ومن ثمّ كذا تكون ملابساتها ومعطياتها.

      5ـ التغيّر في نظام الوجود:

      طروء التغيّر على نظام الأفلاك هو لازمة الإيمان بهذه الواقعة، وهذا ممّا لا يمكن القبول به.

      إنّ الحادثة قد تكون أحياناً فوق أن تنتظمها الأُطر التحليلية العقلانية العادية، ومن ثمّ يكفي في إثبات هذه الحوادث عدم استحالتها وتعارضها مع النصوص الثابتة.

      وممّا لا ريب فيه أنّ وقوع مثل هذه الحادثة ـ التي كان لها مثال قطعي في التاريخ ـ هو ليس محالاً عقلاً حتّى تعدّ خارج دائرة القدرة الإلهية(17).

      ====

      المصادر والأدلة:
      1. الخصال: 580.
      2. مائة منقبة: 144.
      3. الإرشاد 1/345.
      4. قرب الإسناد: 175.
      5. البداية والنهاية 6/91.
      6. رسائل في حديث رد الشمس: 106.
      7. من لا يحضره الفقيه 1/203.
      8. بشارة المصطفى: 234.
      9. الإرشاد 1/347.
      10. مناقب آل أبي طالب 2/146.
      11. المصدر السابق.
      12. المصدر السابق.
      13. المصدر السابق.
      14. البداية والنهاية 6/95.
      15. رسائل في حديث ردّ الشمس: 259.
      16. اُنظر: الغدير 3/128.
      17. اُنظر: موسوعة الإمام علي في الكتاب والسنّة والتاريخ 11/99.


      بقلم : محمد أمين نجف.

      ومع السلامة.
      التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 14-04-2012, 05:01 PM. سبب آخر: حذف رابط

      تعليق


      • #33
        أميرالنحل وبابل----------------------------------------------------------------------

        الثاني والاربعون رجوع الشمس إليه - عليه السلام - ببابل

        الثاني والاربعون رجوع الشمس إليه - عليه السلام - ببابل 115 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدثنا أبو الحسن أحمد ابن الحسين العطار (6)، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين القلاء (7)، عن الفضيل بن يسار، عن الباقر، عن أبيه، عن جده


        (1) في المصدر: نادى. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 173 ح 4. (6) (أبو الحسن أحمد بن الحسين العطار) الظاهر أنه (أحمد بن الحسن العطار) أو (أحمد بن الحسين القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه (عبدويه): وهو من مشايخ الصدوق (معجم الرجال). (7) العلاء بن رزين القلا: ثقفي، مولى يشكر، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - وكان ثقة وجها (رجال النجاشي)، وفي الاصل والمصدر: الحسن بن رزين، وهو سهو. [ * ]



        [ 195 ]

        الحسين بن علي - صلوات الله عليهم - قال: لما رجع أمير المؤمنين - عليه السلام - من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات وأعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد (1). فلما وافى ناحية براثا (2) صلى بالناس الظهر، ودخلوا في أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون: يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر وقد دخل. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - هذه أرض مخسوف بها، وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة، ولا يحل لوصي أن يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل. فقال المنافقون: نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي - يعنون أهل النهروان -. (3) قال جويرية بن مسهر العبدي (4): فتبعته في مائة فارس وقلت: والله لا اصلي أو يصلي هو ولاقلدنه صلاتي اليوم. قال: وسار أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - إلى أن قطع أرض بابل وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الافق. قال: فالتفت إلي أمير المؤمنين - عليه السلام - وقال: يا جويرية هات الماء. قال: فقدمت إليه الاداوة فتوضأ، ثم قال: أذن يا جويرية، فقلت: يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد ! فقال - صلوات الله عليه -: أذن للعصر. فقلت في نفسي: أذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة، فأذنت. فقال لي:


        (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولم يكن يبقى بيت ببغداد، وهو تصحيف. لان بغداد بنيت بأمر من منصور الدوانيقي فلم تكن بنيت في زمان الامام - عليه السلام -. (2) (براثا): بالثاء المثلثة، والقصر: محلة كانت في طرف بغداد، في قبلي الكرخ، وبنى بها جامع، وآثاره باقية إلى الآن. (3) النهروان: بلاد في العراق بين بغداد وواسط، حدثت فيها معركة شهيرة بين علي - عليه السلام - والخوارج. (4) جويرية بن مسهر، عربي، كوفي، من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - شهد معه المشاهد، ووثقه الكليني، قال: إنه كان من ثقات أمير المؤمنين - عليه السلام -. وقال المفيد في الارشاد: إن زياد بن أبيه قطع يده ورجله ثم صلبه. [ * ]



        [ 196 ]

        أقم. ففعلت وإذا أنا في الاقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف (1) لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام - عليه السلام - وكبر وصلى، وصلينا وراءه، فلما فرغ من صلاته وقعت كأنها سراج في طشت وغابت واشتبكت النجوم، فالتفت إلي وقال: أذن أذان العشاء يا ضعيف اليقين. (2) 116 - قال السيد المرتضى: وروي أن الشمس ردت عليه في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمكة وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - موعوكا (3) فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين - عليه السلام - وحضر وقت (صلاة) (4) العصر، فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى استيقظ، فقال - صلى الله عليه وآله -: اللهم إن عليا كان في طاعتك فرد عليه (الشمس) (5) ليصلي العصر، فردها الله عليه بيضاء نقية حتى صلي، ثم غابت (6). (7) 117 - ابن بابويه في من لا يحضره الفقيه: عن أبيه ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن


        (1) هو جمع الخطاف وهو طائر ليشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، ويسمى بالخطف. (2) عيون المعجزات: 7 وعنه إثبات الهداة: 2 / 490 ح 317 وغاية المرام: 630 ح 11. وأخرجه في البحار: 41 / 168 ذ ح 3 عن فضائل شاذان: 68 والروضة له: 30 مرسلا. وراجع الغدير: 23 / 126 - 141 وإحقاق الحق: 5 / 537 ففيهما مصادر كثيرة للحديث. (3) الموعوك: المحموم. (4) ليس في المصدر. (5) ليس في نسخة " خ ". (6) في المصدر: غربت. ثم أورد صاحب عيون المعجزات ستة أبيات من قصيدة " المذهبة " للسيد الحميري التي قالها في رد الشمس له - عليه السلام -. (7) عيون المعجزات: 8، وأورده المؤلف أيضا في غاية المرام: 630 ح 4. [ * ]



        [ 197 ]

        الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله القروي، عن الحسين بن المختار القلانسي (1)، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الانصاري (2). وعن أم المقدام الثقفية، عن جويرية بن مسهر [ أنه ] (3) قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا في أرض بابل (4) حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين علي - عليه السلام - ونزل الناس. فقال علي - عليه السلام - أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات - وفي خبر [ آخر ] (5) (أنها) (6) مرتين - وهي تتوقع الثالثة، وهي أحد المؤتفكات (7)، وهي أول أرض عبد فيها وثن، وأنه لا يحل لنبي ولا لوصي نبي أن يصلي فيها، ومن أراد منكم أن يصلي فليصل، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون، وركب هو بغلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومضى. قال جويرية: فقلت: والله لاتبعن أمير المؤمنين - عليه السلام - ولاقلدنه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى (8) حتى غابت الشمس، فشككت، فالتفت إلى فقال: يا جويرية أشككت ؟ ! فقلت: نعم يا أمير المؤمنين،


        (1) هو أبو عبد الله الكوفي، مولى أحمس من بجيلة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن - عليهما السلام -، وهو من خاصة الكاظم - عليه السلام - وثقاته، من أهل الورع والفقه. " رجال النجاشي وإرشاد المفيد ". (2) هو من أصحاب الصادقين - عليهما السلام - كما في رجال الشيخ - رحمه الله -. (3) من المصدر. (4) إسم موضع بالعراق قرب الحلة المزيدية اليوم، وبالقرب منه مسجد الشمس. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) هي مدائن قوم لوط أهلكها الله بالخسف. (8) سورى وسوراء: بلدة بأرض بابل، وبها نهر يقال له: نهر سوراء. وفي القاموس: سوري موضع بالعراق من بل السريانيين وموضع من اعمال بغداد وقد يمد. [ * ]



        [ 198 ]

        فنزل عن ناحية فتوضأ، ثم قام فنطق بكلام لاأحسنه (1) إلا كان بالعبراني، ثم نادى: الصلاة. فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير (2)، فصلي العصر وصليت معه. فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي، فقال: يا جويرية بن مسهر إن الله عزوجل يقول { فسبح باسم ربك العظيم } (3) وإني سألت الله عزوجل باسمه العظيم فرد علي الشمس. (4) وروى أن جويرية لما رأي ذلك قال: [ أنت ] (5) وصي نبي ورب الكعبة. (6) 118 - السيد الرضي في الخصائص: قال: روى أحمد بن محمد (7)، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الانصاري، عن أبي المقدام الثقفي (8) (قال (9) قال لي جويرية بن مسهر: قطعنا مع أمير المؤمنين جسر الصراط في وقت العصر، فقال: إن هذه أرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي (نبي) (10)


        (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أحسه، وفي تأويل الآيات: لاأحسبه من الحسبان. (2) صر يصر صرا وصريرا: صوت وصياح شديدا. (3) سورة الواقعة: 74 و 96، والحاقة: 52. (4) من لا يحضره الفقيه: 1 / 203 ح 611 وعنه غاية المرام: 631 ح 12، وفي إثبات الهداة: 2 / 407 ح 18 والوسائل: 3 / 468 ح 1، 2 عنه وعن بصائر الدرجات: 217 ح 1. وأخرجه في البحار: 41 / 178 ح 13 عن البصائر. (5) من المصدر. (6) من لا يحضره الفقيه: 1 / 204 ذح 611، وعنه إثبات الهداة: 2 / 408 ذح 18. وأخرجه بتمامه في البحار: 41 / 178 ح 14 عن بصائر الدرجات: 218 ح 3. (7) كذا في البصائر والعلل، وفي الاصل والمصدر: محمد بن الحسين، والظاهر أنه تصحيف. (8) إختلفت كلمة المحدثين فيه ففي بعضها: (ام المقدام الثقفية)، وفي بعضها: (أبي المقدام الثقفي)، وفي بعضها: (ابن أبي المقدام الثقفي) أي ماكان لم نجد ترجمته في كتب التراجم. (9 و 10) ليس في المصدر. [ * ]



        [ 199 ]

        أن يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل. قال: فتفرق الناس يصلون يمنة ويسرة، وقلت أنا: لاقلدن هذا الرجل ديني ولا اصلي حتى يصلي. قال: فسرنا وجعلت الشمس تستقل. قال: وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى وجبت الشمس وقطعت الارض، قال: فقال: يا جويرية أذن. فقلت: تقول [ لي ] (1) أذن وقد غابت الشمس ؟ ! قال: فأذنت، (ثم) (2) قال لي: أقم. فأقمت، فلما قلت: قد قامت الصلاة، ورأيت شفتيه تتحركان، وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية، قال: فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر، فصلى، فلما انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم. (3) 119 - وفي حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنه قال: فلما انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير [ كصرير ] (4) رحى البشر (5) حتى غابت وأنارت النجوم، قال: فقلت: أنا أشهد أنك وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال لي: يا جويرية أما سمعت الله يقول { فسبح بحمد ربك العظيم } (6) ؟ فقلت: بلى. فقال: إني سألت ربي باسمه العظيم، فردها علي. (7)


        (1) من المصدر. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) الخصائص: 56 وأورده المؤلف أيضا في غاية المرام: 631 ح 31. وأخرجه في البحار: 41 / 167 ح 3 وج 83 / 317 ح 10 وإثبات الهداة: 2 / 427 ح 80 والوسائل: 3 / 469 ح 3 عن علل الشرائع: 352 ح 4 بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى وبصائر - الدرجات: 219 ح 4 عن أحمد بن محمد بن عيسى. (4) من المصدر. (5) في المصدر: (رحى البزر) وهو: البذر و (البزر) ج بزور الواحدة (البزر): حبة، و (البزرة) ج أبزار وجج أبازير، التابل الذي يطيب به الغذاء. (6) سورة الواقعة: 74 و 96، والحاقة: 52. (7) الخصائص: 57، وذيله متحد مع بصائر الدرجات: 219 ذح 4. [ * ]



        [ 200 ]

        120 - محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت - عليهم السلام - وهو شيخ ثقة: عن أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أم المقدام، عن جويرية بن مسهر، قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين - عليه السلام - فنزل الناس، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت من الدهر ثلاث مرات، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أول أرض عبد عليها (1) وثن، انه لا يحل لنبي ولاوصي نبي أن يصلي بها (2)، فأمر الناس فمالوا إلى جنبي (3) الطريق يصلون، وركب بغلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فمضى عليها. قال جويرية: فقلت: والله لاتبعن أمير المؤمنين - عليه السلام - ولاقلدنه صلاتي اليوم. [ قال: ] (4) فمضيت خلفه، فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس. قال: فسببته أو هممت أن أسبه. قال: فالتفت إلي وقال: [ يا ] (5) جويرية، قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فنزل ناحية فتوضأ، ثم قام فنطق بكلام لاأحسبه إلا بالعبرانية. ثم نادى بالصلاة. [ قال: ] (6) فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير، فصلى العصر وصليت معه، فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان. فالتفت إلي، فقال: يا جويرية إن الله تبارك وتعالى يقول { فسبح باسم ربك العظيم } وإني سألت الله سبحانه باسمه الاعظم، فرد [ الله ] (7)


        (1 و 2) في المصدر: (فيها) بدل (عليها، بها). (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: جنب. (4 - 7) من المصدر. [ * ]



        [ 201 ]

        علي الشمس. (1) 121 - ثاقب المناقب: عن داود بن كثير الرقي (2)، عن جويرية بن مسهر، قال: لما رجعنا من قتال أصحاب النهروان مررنا ببابل، فقال أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -: إن هذه أرض معذبة قد عذبت مرتين، وقد هلك فيها مائة ألف ومائتان، لا يصلي فيها نبي ولاوصي نبي، فمن أراد منكم فليصل العصر. قال جويرية: فقلت: والله لاقلدن الليلة ديني وأمانتي. قال: فسرنا إلى أن غابت الشمس، واشتبكت النجوم ودخل وقت العشاء الآخرة، فلما أن خرجنا من أرض بابل نزل - صلوات الله عليه - عن البغلة، ثم انفض التراب عن حوافرها، ثم قال لي: يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتك. قال: ففعلت. ثم قال لي: يا جويرية أذن للعصر. قال: ففعلت، (قال (3) [ فقلت: ] (4) ثكلتك امك يا جويرية ذهب النهار وهذا الليل فأذنت للعصر، فرجعت الشمس، فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتى عادت إلى موضعها للعصر بيضاء نقية. قال: فصلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم قال: أذن للمغرب يا جويرية فأذنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد، ثم صليت المغرب، ثم قال: أذن للعشاء الآخرة. ثم قلت: وصي محمد ورب الكعبة ثلاث مرات لقد ضل وهلك وكفر من خالفك. (5)


        (1) تأويل الآيات: 2 / 720 ح 17 وعنه البحار: 41 / 167 ذح 3 ومستدرك الوسائل: 3 / 349 ح 3 وغاية المرام: 631 ح 14. وأورده الراوندي في الخرائج: 1 / 224 ح 69 عن جويرية بن مسهر باختلاف، وله تخريجات اخر تركناها للاختصار. (2) (داود بن كثير الرقي) عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم - عليهما السلام - وقال: هو مولى بني أسد، ثقة، وأثنى عليه المفيد في الارشاد. (3) ليس في نسخة (خ). (4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 253 ح 1. وأورده المؤلف أيضا في غاية المرام: 631 ح 15. [ * ]



        [ 202 ]

        122 - ولقد رجعت الشمس مرة اخرى في عهد النبي - صلى الله عليه وآله - [ وهو ماروى أبو جعفر - عليه السلام - قال: بينا النبي ] (1) نام عشية ورأسه في حجر علي - صلوات الله عليهما - ولم يكن علي صلى العصر، ثم انتبه وقد دنت المغرب، فقال له: يا علي أصليت العصر ؟ قال: لا. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: اللهم إن عليا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فعادت إلى موضعها وقت العصر. (2) 123 - أبو علي الطبرسي في إعلام الورى، والمفيد في إرشاده: رويا أنه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم، وصلى - عليه السلام - بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت (3) الشمس، ففاتت الصلاة كثيرا منهم، وفات الجمهور فضل الاجتماع معه، فتكلموا في ذلك، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله - عزاسمه - رد الشمس عليه (ليجتمع كافة الصحابة على صلاة العصر في وقتها) (4)، فأجابه الله تعالى بردها (5) عليه وكانت في الافق على الحال التي يكون عليها وقت العصر، فلما سلم القوم (6) غابت [ الشمس ] (7) فسمع لها وجيب شديد (8) (هال الناس ذلك وأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار، والحمد لله على نعمته التي ظهرت فيهم، وسار خبر ذلك في


        (1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 254 ح 2. (3) كذا في المصدرين، وفي الاصل: غابت. (4) ليس في إعلام الورى. (5) في الارشاد: في ردها. (6) كذا في الارشاد، وفي إعلام الورى والاصل: سلم بالقول. (7) من الارشاد. (8) كذا في المصدرين، وفي الاصل: وجبة شديدة. [ * ]



        [ 203 ]

        الآفاق، وانتشر ذكره في الناس) (1). (2)

        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #34
          نقدم لكم قصة { رد الشمس للامام علي ع }

          قال الشيخ المفيد في (الإرشاد ) : ومما أظهره الله تعالى مِن الأعلام الباهرة
          على يد أمير المؤمنين (عليه السلام) ما استفاضت به الأخبار , ورواه علماء
          السير والآثار , ونظمت فيه الشعراء الأشعار , رد ال
          شمس له مرتين؟


          • مرة في حياة النبي (صلى الله عليه واله ) , ومره بعد وفاته .

          ونكتفي بذكر الأولى , وقد روتها أسماء بنت عميس وأم سلمه وجابر بن عبد الله الأنصاري
          وأبو سعيد الخدري وجماعة مِن الصحابة .

          أن النبي (صلى الله عليه واله) كان ذات يوم في منزله وعلي (عليه السلام) بين يديه ,
          إذ جاءه جبريل يناجيه عن الله سبحانه , فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) ,
          فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس , فاضطر أمير المؤمنين (عليه السلام) لذلك إلى صلاة العصر,
          فصلى جالساً يومئ بركوعه وسجوده إيماء .

          فلما أفاق النبي (صلى الله عليه واله ) مِن غشيته قال لأمير المؤمنين (عليه السلام ) : أفاتتك صلاة العصر؟ .
          قال: لم أستطع أن أصليها قائما ,. لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي .
          فقال له : ادعُ حتى برد عليك الشمس لتصليها قائماً في وقتها كما فاتتك , فإن الله تعالى يجيبك ,
          لطاعتك لله ولرسوله . فسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) الله في رد الشمس , فرُدت عليه حتى
          صارت في موضعها مِن السماء وقت صلاة العصر [المقصود وقت الفضيلة] , فصلى أمير المؤمنين
          (عليه السلام) صلاة العصر في وقتها , ثم غربت .

          فقالت أسماء : أَم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار في الخشب .

          فأنشأ حسان بن ثابت يقول :
          يا قوم ُ مَن مثل علي و قد **رُدت عليه الشمس مِن غائبِ
          أخو رسول الله بل صهره ** ولأخُ لا يُعدَل بالصاحب

          والمرة الثانية حصلت عندما كان جيش الإمام (عليه السلام) يعبر نهر الفرات لملاقاة الأعداء في صفين .

          وكما حدثت هذه الواقعة النادرة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام ) وصي رسول الله (صلى الله عليه واله).
          حصلت ليوشع بن نون وصي موسى (عليه السلام) ولذلك قال ابن أبي الحديد في عينيته المشهورة:

          يا مَن لهُ رُدت ذُكاء ولم يَفُز ** بنظيرها مِن قبلُ إلا يوشعُ


          الاحاديث و الادلة على هذه الحادثه كثيره جداً جداً ومن كتب السنة والشيعة .
          منقول
          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	553797_560655680656360_812200496_n.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	11.4 كيلوبايت 
الهوية:	832618


          السلام على ابي الفضل العباس ساقي عطاشى كربلاء

          تعليق


          • #35
            جزيت خيرا الله تعالى يحفظك
            حسين منجل العكيلي

            تعليق


            • #36
              الله يحفظ الجميع اخي العزيز

              السلام على ابي الفضل العباس ساقي عطاشى كربلاء

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X