اليوم الرابع
* رمضان من أسماء الله تعالى لاختصاصه بالله كما يقال (شهر الله).
* التفكر سراج المؤمن وروضة المقربين.
* الألحاح في المطالب يسلب البهاء.
* أقل الناس راحة الحقود.
مقتطفات من خطبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر شعبان:
أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار، يوم الناس لرب العالمين.
أيها الناس من أفطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه.
فقيل يا رسول الله: فليس كنا نقدر على ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله: اتقوا النار، ولو بشربة من ماء.
يذكر أن أحد العلماء كان وزيراً لأحد الملوك الكبار، وكان هذا العالم يصرف الأموال في سبيل الأمة الإسلامية التي تعيش في ظل ذلك الملك، فوشى به الوشاة بأن هذا العالم يصرف الأموال بلا حساب فأحضر الملك العالم وقال له: يا فلان ماذا تفعل بالأموال؟ فانتبه الوزير العالم إلى الوشاية وقال: أيها الملك أنت شاب جميل إذا باعوك في سوق العبيد والنخاسة تسوى قيمتك ستين درهماً، وأنا شيخ كبير ضعيف إذا باعوني في سوق النخاسة لا تصل قيمتي إلى أكثر من عشرين درهما... هذا بالنسبة إلى قيمتك وقيمتي... وأما جنودك فرمحهم لا يعدو ذراعين، وسهمهم لا يتجاوز أكثر من مأة ذراع، فهل بالامكان أن نقبض أطراف هذا الحكم الواسع بقيمتك أو قيمتي أو برماحنا وسهامنا مع كثرة الأعداء؟..... وإني هيأت لك جيشاً في الليل وآخر في النهار..... جيش الليل يرفعون إلى الله سبحانه وتعالى أيديهم بالدعاء والتوسل، وجيش النهار يدافعون عنك وعن سياستك وحكومتك ويدافعون عن الإسلام والمسلمين وإني أصرف المال في هذين الجيشين، جيش الليل والنهار، وذلك هو سبب رسوخ الحكم وبقائه في المدة الطويلة.
فاقتنع الملك بكلامه، وقربه أكثر مما كان سابقاً.
في مثل هذا اليوم من عام 53هـ هلك زياد بن أبيه أثر مرض الطاعون في الكوفة.
عٌرف عن زياد أنه أحد طغاة بني أمية كان يعاني من عقدة نفسية لعدم معرفة أباه، استغلَّ معاوية بن أبي سفيان ذلك وقرر ان ينسبه إلى أبيه أبي سفيان مخالفاً بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والشريعة المقدسة وقانونها: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» فعرف عند ذلك بـ زياد بن أبي سفيان وقد اشتهر بجرائمه الكبرى ضد أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم فكان يقتل الشيعة ويسلب أموالهم ويطالبهم بالبراءة من الإمام علي عليه السلام ومن عقوباته دفن العديد من الناس أحياءاً وجرح الوجه واليدين بحديد حار وكذلك شق البطن واليد وذبح الأطفال وأحرق المساكن كما أنه قتل في البصرة وحدها ثلاثة عشر ألف إنسان لانهم من شيعة أهل البيت عليهم السلام.
إن الصوم ينشر في المجتمع روح الحرية ـ كما يجب أن نفهم الحرية ـ لأن (الحرية) هي: (التخلص من أنواع الأسر الذي يجعل الانسان اخيذاً لسلطة عليه ارادتها، ويدين لها بالطاعة) وهي كلمة تقابل كلمة (العبودية) وبتعبير آخر ان (الحرية) تعني: (استقلال تفكير الفرد، في أن يفعل ما يشاء) وإذا كانت هنالك سلطات تحاول فرض توجيهها على فرد فتلك هي (العبودية) سواء أكانت تلك السلطات خارجة عن كيان الفرد او داخلة في كيانه بالخضوع لله (عبودية) والرضوخ للعقل عبودية والخنوع أمام السلطان الجائر عبودية والاستسلام للنفس عبودية ولكن هل تكون جميع هذه الانواع من العبودية مكروهة او تكون كافة هذه العبوديات مستحبة كلا، ان الرضوخ للعقل وان كانت عبودية الا انها عبودية محمودة، والاستسلام للنفس عبودية مذمومة، اذن فذات العبودية ليست حسنة ولا سيئة وإنما هي حقيقة مجردة من الصفات ولا تتصف بالحسن والقبح الا إذا طرأت عليها ألوان خارجية.
وفي الصوم سمو لا يدركه الا من مارس الصوم فها أنت ـ في شهر الصيام ـ تماماً كعهدك بأي يوم من أيام السنة تجد حولك الطعام والشراب والنكاح ـ في كل لحظة ـ وتستطيع أن تمد يدك لتنال ما تشتهي وقد تكون طبيعة بلدك وعملك بحيث تضحي شبقاً جائعاً ظامئاً، وربما تكون جرعة ماء كافية لبل ريقك، ولكنك تربأ بنفسك عن الاسفاف اليها، وتسمو على جميع ما في الدنيا مما تشتهيه نفسك وبالحاح انك تربي نفسك على التسامي والتعالي، لتكون كبير النفس حقاً حتى تستطيع ان تعتمد على نفسك لممارسة مهام الأمور، إنك تنمي في نفسك الثقة بالله والثقة بنفسك لتخرج إلى المعارك المصيرية ، سواء اكنت فرداً، ام حفت بك الالوف؟ ... فمن يستطيع قهر نفسه يستطيع قهر كل ما يعترضه من صعاب، فإذا طلب الحرية العامة وحمي وطيس معركتها مع متحكم ظالم أو مستعمر غاشم لم تتعلق نفسه بعرض من الدنيا، بل آثر الموت في سبيل الحق، والحياة الحرة في حماية السلاح على العيش الناعم في ظل الطغيان.
الأحد 4 شهر رمضان المبارك 1431 هـ
دعاء اليوم الرابع:
« اللهم قوني فيه على إقامة أمرك وأذقني فيه حلاوة ذكرك
وأوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك
واحفظني فيه بحفظك وسترك يا أبصر الناضرين »
« اللهم قوني فيه على إقامة أمرك وأذقني فيه حلاوة ذكرك
وأوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك
واحفظني فيه بحفظك وسترك يا أبصر الناضرين »
هل تعلم أنّ:
* رمضان من أسماء الله تعالى لاختصاصه بالله كما يقال (شهر الله).
* التفكر سراج المؤمن وروضة المقربين.
* الألحاح في المطالب يسلب البهاء.
* أقل الناس راحة الحقود.
حكمة اليوم:
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في وصيته لعلي «عليه السلام» :
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في وصيته لعلي «عليه السلام» :
(يا علي بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك،
وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك) الخصال: ص239
وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك) الخصال: ص239
مقتطفات من خطبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر شعبان:
أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار، يوم الناس لرب العالمين.
أيها الناس من أفطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه.
فقيل يا رسول الله: فليس كنا نقدر على ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله: اتقوا النار، ولو بشربة من ماء.
قصة اليوم:
(الوزير العالم)
يذكر أن أحد العلماء كان وزيراً لأحد الملوك الكبار، وكان هذا العالم يصرف الأموال في سبيل الأمة الإسلامية التي تعيش في ظل ذلك الملك، فوشى به الوشاة بأن هذا العالم يصرف الأموال بلا حساب فأحضر الملك العالم وقال له: يا فلان ماذا تفعل بالأموال؟ فانتبه الوزير العالم إلى الوشاية وقال: أيها الملك أنت شاب جميل إذا باعوك في سوق العبيد والنخاسة تسوى قيمتك ستين درهماً، وأنا شيخ كبير ضعيف إذا باعوني في سوق النخاسة لا تصل قيمتي إلى أكثر من عشرين درهما... هذا بالنسبة إلى قيمتك وقيمتي... وأما جنودك فرمحهم لا يعدو ذراعين، وسهمهم لا يتجاوز أكثر من مأة ذراع، فهل بالامكان أن نقبض أطراف هذا الحكم الواسع بقيمتك أو قيمتي أو برماحنا وسهامنا مع كثرة الأعداء؟..... وإني هيأت لك جيشاً في الليل وآخر في النهار..... جيش الليل يرفعون إلى الله سبحانه وتعالى أيديهم بالدعاء والتوسل، وجيش النهار يدافعون عنك وعن سياستك وحكومتك ويدافعون عن الإسلام والمسلمين وإني أصرف المال في هذين الجيشين، جيش الليل والنهار، وذلك هو سبب رسوخ الحكم وبقائه في المدة الطويلة.
فاقتنع الملك بكلامه، وقربه أكثر مما كان سابقاً.
السبيل إلى إنهاض المسلمين للإمام الشيرازي الراحل: ص 209
في الرابع من شهر رمضان المبارك:
(هلاك زياد بن أبيه)
في مثل هذا اليوم من عام 53هـ هلك زياد بن أبيه أثر مرض الطاعون في الكوفة.
عٌرف عن زياد أنه أحد طغاة بني أمية كان يعاني من عقدة نفسية لعدم معرفة أباه، استغلَّ معاوية بن أبي سفيان ذلك وقرر ان ينسبه إلى أبيه أبي سفيان مخالفاً بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والشريعة المقدسة وقانونها: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» فعرف عند ذلك بـ زياد بن أبي سفيان وقد اشتهر بجرائمه الكبرى ضد أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم فكان يقتل الشيعة ويسلب أموالهم ويطالبهم بالبراءة من الإمام علي عليه السلام ومن عقوباته دفن العديد من الناس أحياءاً وجرح الوجه واليدين بحديد حار وكذلك شق البطن واليد وذبح الأطفال وأحرق المساكن كما أنه قتل في البصرة وحدها ثلاثة عشر ألف إنسان لانهم من شيعة أهل البيت عليهم السلام.
وقائع الأيام للشيخ عباس القمي «رحمه الله»: ص 26
من فوائد الصوم:
(الحرية)
إن الصوم ينشر في المجتمع روح الحرية ـ كما يجب أن نفهم الحرية ـ لأن (الحرية) هي: (التخلص من أنواع الأسر الذي يجعل الانسان اخيذاً لسلطة عليه ارادتها، ويدين لها بالطاعة) وهي كلمة تقابل كلمة (العبودية) وبتعبير آخر ان (الحرية) تعني: (استقلال تفكير الفرد، في أن يفعل ما يشاء) وإذا كانت هنالك سلطات تحاول فرض توجيهها على فرد فتلك هي (العبودية) سواء أكانت تلك السلطات خارجة عن كيان الفرد او داخلة في كيانه بالخضوع لله (عبودية) والرضوخ للعقل عبودية والخنوع أمام السلطان الجائر عبودية والاستسلام للنفس عبودية ولكن هل تكون جميع هذه الانواع من العبودية مكروهة او تكون كافة هذه العبوديات مستحبة كلا، ان الرضوخ للعقل وان كانت عبودية الا انها عبودية محمودة، والاستسلام للنفس عبودية مذمومة، اذن فذات العبودية ليست حسنة ولا سيئة وإنما هي حقيقة مجردة من الصفات ولا تتصف بالحسن والقبح الا إذا طرأت عليها ألوان خارجية.
وفي الصوم سمو لا يدركه الا من مارس الصوم فها أنت ـ في شهر الصيام ـ تماماً كعهدك بأي يوم من أيام السنة تجد حولك الطعام والشراب والنكاح ـ في كل لحظة ـ وتستطيع أن تمد يدك لتنال ما تشتهي وقد تكون طبيعة بلدك وعملك بحيث تضحي شبقاً جائعاً ظامئاً، وربما تكون جرعة ماء كافية لبل ريقك، ولكنك تربأ بنفسك عن الاسفاف اليها، وتسمو على جميع ما في الدنيا مما تشتهيه نفسك وبالحاح انك تربي نفسك على التسامي والتعالي، لتكون كبير النفس حقاً حتى تستطيع ان تعتمد على نفسك لممارسة مهام الأمور، إنك تنمي في نفسك الثقة بالله والثقة بنفسك لتخرج إلى المعارك المصيرية ، سواء اكنت فرداً، ام حفت بك الالوف؟ ... فمن يستطيع قهر نفسه يستطيع قهر كل ما يعترضه من صعاب، فإذا طلب الحرية العامة وحمي وطيس معركتها مع متحكم ظالم أو مستعمر غاشم لم تتعلق نفسه بعرض من الدنيا، بل آثر الموت في سبيل الحق، والحياة الحرة في حماية السلاح على العيش الناعم في ظل الطغيان.
تعليق