1 ـ منها قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) سورة الاحزاب . ومفاد الآية هو أن إرادة الباري تعالى تعلقت بإبعاد الرجس عنهم وتطهيرهم ، وليست هذه الارادة تشريعية أي بمعنى الارادة التي في الاوامر الشرعية والاحكام التشريعية ، بل هي نظير قوله تعالى في عصمة النبي يوسف (ع) : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين ) سورة يوسف . فان متعلق الارادة في كل من الآيتين هو إبعاد الرجس عنهم لا إبعادهم عن الرجس ، اي أن التصرف في الرجس وعدم السماح له بالاقتراب منهم ، مما يدلل على طهارة ذواتهم ، وقال تعالى في سورة الواقعة : ( فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين افبهذا الحديث انتم مدهنون ) . فأخبر بوجود المطهّرين في هذه الأمة ـ أمة القرآن الكريم ـ وانهم الذي ينالون بعلمهم وادراكهم حقيقة القرآن المكنونة في الغيب ، ولا يقتصرون في علمهم على التنزيل الذي بين الدفتين ، فهذه الطهارة في ذواتهم هي التي أهّلتهم لدرك غيب القرآن ، ومن البيّن أن هذه الطهارة هي طهارة من جميع الذنوب العملية ومن الذنوب القلبية كالشك والريب . وهذه هي المناسبة لهذا الفضل العظيم من الله تعالى ، وهذه هي العصمة . ومن ثم لم يتأهل الى هذا الفضل الابرار وأهل التقوى ، لعدم تكاملهم الى درجة الطهارة بمرتبة العصمة .
2 ـ وهذه الآية من سورة الواقعة هي بمفردها دليل شان على عصمتهم في العلم .
3 ـ ومنها ما في سورة الحمد وفاتحة الكتاب حيث اشتملت في نصفها الاول على بيان التوحيد والصفات والمعاد والنبوة التشريعية بحصر العبادة به والاستعانة به ، ثم في النصف الثاني من السورة تؤكد على لزوم الاهتداء والاقتداء بصراط مستقيم لثلة من هذه الأمة موصوفين بثلاث صفات : الاولى انهم منعم عليهم بنعمة خاصة إلهية ، وتخصيص النعمة بهم يفيد اصطفائهم كما في لسان بقية الآيات والسور الواردة في الانعام على المصطفين من عباده . الثاني انهم غير مغضوب عليهم قط ، اي معصومون في الجانب العملي ، وإلا لما أستحقوا أن يهتدى بهم ويقتدى بهم ، ولا الضالين فلا يضلّوا أبدا قط اي لهم العصمة من الله تعالى لدنية في العلم فلا تنتابهم الضلالة في مورد ، وإلا لما استحقوا أن يدعوا كل المسلمين يوميا عشر مرات في كل زمن الى يوم القيامة أن يقتدوا ويهتدوا بصراطهم المستقيم . فسورة الحمد الفاتحة تؤكد على وجود ثلة في هذه الامة معصومة في العمل والعلم ، قد أنعم الله عليها بالاصطفاء والاجتباء ، وقد اشارت آية التطهير إلى تخصيص أهل البيت بذلك .
4 ـ ومنها آية المودة : ( قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ) فإن افتراض مودتهم بهذه الدرجة من الفريضة بحيث تجعل أجرا على جهد تبليغ التوحيد والمعاد ومعرفة النبوة ، لا يتناسب مع كون هؤلاء المودودين وهم علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين كما ورد عنه ( صلى الله عليه وآله ) في روايات الفريقين ، لا آل جعفر ولا آل عقيل ولا آل العباس وغيرهم من القربى لا تتناسب هذه الاهمية من الفريضة الكبرى ، مع كون المودودين غير معصومين يصحّ أن يضلّوا أو أن يزيغوا في العمل .
5 ـ ومنها آية الفيء في سورة الحشر : ( ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ) فإن الفيء كما هو مقرر في الفقه هو غالب الاموال العامة والمنابع المالية في دولة وبلاد المسلمين ، وقد خصصت ولايته بالله وبالرسول ولذي القربى ، فتكررت اللام في الله والرسول وذي القربى دون الثلاثة الاواخر للدلالة في اللام على الاختصاص والولاية ، وعللّ جعل هذه الولاية كي لا تكون الأموال العامة متداولة في لعبة واستئثار الاغنياء على حساب الفقراء ، أي ولاية الله ورسوله وذي القربى على الاموال العامة هي الكفيلة بإقامة وتحقق العدالة المالية . وهذا التعليل لا يتم الا اذا كان ذووا القربى معصومين في العلم والعمل ، كما قال يوسف (ع) لعزيز مصر : ( اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ) فإن التدبير العادل في الاموال العامة لا يتم إلا بالعلم النافذ بالبرامج والقوانين والاحكام الشرعية الكفيلة بنظام مالي اقتصادي عادل لا يخطأ في إصابة العدل لكافة أفراد الأمة في كافة الازمنة والاحوال المختلفة . ومن البين أن التوفر مثل هذا لا بد أن يكون بتوسط تسديد إلهي متصل ، اي يكون العلم لدنّياً من قبله تعالى ، وهو العصمة في العلم ، كما أن ذلك لا يتم إلا بالاستقامة في العمل والأمانة البالغة حدّ العصمة في العمل . إذ لولا ذلك لتنازعت الوالي نزعات مختلفة من الهوى أو العصبية أو غيرها من النزوات . وهذه الآية من سورة الحشر تنبأ عن ملحمة مستقبلية وهي من الملاحم القرآنية الخالدة ، وهي أن العدالة المالية لن تقام في الأمة الإسلامية الا بتولي ذوي القربي وهم علي وولده زمام الأمور ، وهذا ما قد حصل فإن التفرقة في عطاء بيت المال وتوزيع مراكز القدرة قد ساد في العهود التي سبقت خلافة علي (ع) وكذلك في ظل عهد بين امية وبني العباس وإلى يومنا هذا .
ونكتفي بهذا القدر من الآيات ولنذكر واحدا من الاحاديث النبوية المتواترة في أهل البيت الدالة على عصمتهم مما يتفطن به الى دلالة البقية منها : حديث الثقلين « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » كما في عدة من الصحاح عدا البخاري . فإن مقتضى العدلية وكون أهل البيت أعدال الكتاب هو اتصافهم بأوصاف الكتاب ، وإلا لما كان للمعية وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، معنى محصل . وأحد أهم أوصاف الكتاب هو الحجية الناشئة من لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، اي عصمته العلمية ، فكذلك هم عليهم السلام ولا بد ان يكونوا كذلك في العمل والا لحصل الافتراق ، كما انه مقتضى عموم التمسك بهم (ع) هو العصمة في العلم والعمل والا لما صح التمسك بهم على نحو العموم .
مقتبس من كلام الشيخ حبيب الكاظمي
2 ـ وهذه الآية من سورة الواقعة هي بمفردها دليل شان على عصمتهم في العلم .
3 ـ ومنها ما في سورة الحمد وفاتحة الكتاب حيث اشتملت في نصفها الاول على بيان التوحيد والصفات والمعاد والنبوة التشريعية بحصر العبادة به والاستعانة به ، ثم في النصف الثاني من السورة تؤكد على لزوم الاهتداء والاقتداء بصراط مستقيم لثلة من هذه الأمة موصوفين بثلاث صفات : الاولى انهم منعم عليهم بنعمة خاصة إلهية ، وتخصيص النعمة بهم يفيد اصطفائهم كما في لسان بقية الآيات والسور الواردة في الانعام على المصطفين من عباده . الثاني انهم غير مغضوب عليهم قط ، اي معصومون في الجانب العملي ، وإلا لما أستحقوا أن يهتدى بهم ويقتدى بهم ، ولا الضالين فلا يضلّوا أبدا قط اي لهم العصمة من الله تعالى لدنية في العلم فلا تنتابهم الضلالة في مورد ، وإلا لما استحقوا أن يدعوا كل المسلمين يوميا عشر مرات في كل زمن الى يوم القيامة أن يقتدوا ويهتدوا بصراطهم المستقيم . فسورة الحمد الفاتحة تؤكد على وجود ثلة في هذه الامة معصومة في العمل والعلم ، قد أنعم الله عليها بالاصطفاء والاجتباء ، وقد اشارت آية التطهير إلى تخصيص أهل البيت بذلك .
4 ـ ومنها آية المودة : ( قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ) فإن افتراض مودتهم بهذه الدرجة من الفريضة بحيث تجعل أجرا على جهد تبليغ التوحيد والمعاد ومعرفة النبوة ، لا يتناسب مع كون هؤلاء المودودين وهم علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين كما ورد عنه ( صلى الله عليه وآله ) في روايات الفريقين ، لا آل جعفر ولا آل عقيل ولا آل العباس وغيرهم من القربى لا تتناسب هذه الاهمية من الفريضة الكبرى ، مع كون المودودين غير معصومين يصحّ أن يضلّوا أو أن يزيغوا في العمل .
5 ـ ومنها آية الفيء في سورة الحشر : ( ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ) فإن الفيء كما هو مقرر في الفقه هو غالب الاموال العامة والمنابع المالية في دولة وبلاد المسلمين ، وقد خصصت ولايته بالله وبالرسول ولذي القربى ، فتكررت اللام في الله والرسول وذي القربى دون الثلاثة الاواخر للدلالة في اللام على الاختصاص والولاية ، وعللّ جعل هذه الولاية كي لا تكون الأموال العامة متداولة في لعبة واستئثار الاغنياء على حساب الفقراء ، أي ولاية الله ورسوله وذي القربى على الاموال العامة هي الكفيلة بإقامة وتحقق العدالة المالية . وهذا التعليل لا يتم الا اذا كان ذووا القربى معصومين في العلم والعمل ، كما قال يوسف (ع) لعزيز مصر : ( اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ) فإن التدبير العادل في الاموال العامة لا يتم إلا بالعلم النافذ بالبرامج والقوانين والاحكام الشرعية الكفيلة بنظام مالي اقتصادي عادل لا يخطأ في إصابة العدل لكافة أفراد الأمة في كافة الازمنة والاحوال المختلفة . ومن البين أن التوفر مثل هذا لا بد أن يكون بتوسط تسديد إلهي متصل ، اي يكون العلم لدنّياً من قبله تعالى ، وهو العصمة في العلم ، كما أن ذلك لا يتم إلا بالاستقامة في العمل والأمانة البالغة حدّ العصمة في العمل . إذ لولا ذلك لتنازعت الوالي نزعات مختلفة من الهوى أو العصبية أو غيرها من النزوات . وهذه الآية من سورة الحشر تنبأ عن ملحمة مستقبلية وهي من الملاحم القرآنية الخالدة ، وهي أن العدالة المالية لن تقام في الأمة الإسلامية الا بتولي ذوي القربي وهم علي وولده زمام الأمور ، وهذا ما قد حصل فإن التفرقة في عطاء بيت المال وتوزيع مراكز القدرة قد ساد في العهود التي سبقت خلافة علي (ع) وكذلك في ظل عهد بين امية وبني العباس وإلى يومنا هذا .
ونكتفي بهذا القدر من الآيات ولنذكر واحدا من الاحاديث النبوية المتواترة في أهل البيت الدالة على عصمتهم مما يتفطن به الى دلالة البقية منها : حديث الثقلين « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » كما في عدة من الصحاح عدا البخاري . فإن مقتضى العدلية وكون أهل البيت أعدال الكتاب هو اتصافهم بأوصاف الكتاب ، وإلا لما كان للمعية وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، معنى محصل . وأحد أهم أوصاف الكتاب هو الحجية الناشئة من لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، اي عصمته العلمية ، فكذلك هم عليهم السلام ولا بد ان يكونوا كذلك في العمل والا لحصل الافتراق ، كما انه مقتضى عموم التمسك بهم (ع) هو العصمة في العلم والعمل والا لما صح التمسك بهم على نحو العموم .
مقتبس من كلام الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق