إن معنى الرسوخ هو الثبات ، ومنه قولك: رسخ في ذهني رسوخاً ، أي ثبت الشيء في الذهن . والراسخون في العلم أي الثابتون فيه والعارفون بواطنه .
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة ، هم الراسخون في علم تأويل القرآن ، لأن سياق الآية يفهم منه أن الراسخين في العلم الذين يعرفون تأويل القرآن وبواطنه وغوامض متشابهاته .
واعلم ـ أيّها الأخ ـ أن الراسخين في العلم لا يكونون إلاّ أهل البيت "عليهم السلام" وذلك لدليلين ، عقلي ونقلي .
أمّا العقلي : فإن القول بعصمتهم يوجب القول بأن الرسوخ في العلم منحصرٌ بهم ، لأن العصمة تعني أن المعصوم قد وصل إلى مرتبة من العلم عصم نفسه عن معصية الله ، وانكشف لديه كل شيء ، وحضر عنده كل واقع ، فلا يبيح لنفسه ارتكاب ما يوجب غضب الله تعالى ، وقد علم أن لكل معصية عقابها وما يوجب سخط الله بها .
وهذه المرتبة من العلم تعني أرقى ما يصل إليه الإنسان من العلم ومن ثم الهداية والطاعة لله تعالى ، فإذا عرفنا حال المعصوم هذا عرفنا أن ما بلغه من مرتبة العلم يمكنه من خلاله أن يتصور كل غوامض الأشياء وأسرارها ، وأهمها بل وأشرف مرتبة من مراتب العلم هو تأويل بواطن القرآن وحلِ غوامض آياته .
وبما أن العصمة منحصرة في أئمة أهل البيت "عليهم السلام" ، فإن علم تأويل القرآن منحصرٌ فيهم ، فهم الراسخون في العلم إذن .
أما الدليل النقلي : فقد ورد عن أئمتنا "عليهم السلام" التصريح بأنهم الراسخون في العلم ، والعارفون بواطن الكتاب ومتشابهاته فضلاً عن محكماته .
عن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" يقول : أن القرآن محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، هو قول الله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا" والراسخون في العلم هم آل محمّد . تفسير العياشي 163:1 .
عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر "عليه السلام" قال : "وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم" نحن نعلمه .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال : نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويله .
إلى غير ذلك من الروايات الصحاح التي تؤكد أن أهل البيت "عليهم السلام" هم الراسخون في العلم .
مقتبس من كلام الشيخ حبيب الكاظمي
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة ، هم الراسخون في علم تأويل القرآن ، لأن سياق الآية يفهم منه أن الراسخين في العلم الذين يعرفون تأويل القرآن وبواطنه وغوامض متشابهاته .
واعلم ـ أيّها الأخ ـ أن الراسخين في العلم لا يكونون إلاّ أهل البيت "عليهم السلام" وذلك لدليلين ، عقلي ونقلي .
أمّا العقلي : فإن القول بعصمتهم يوجب القول بأن الرسوخ في العلم منحصرٌ بهم ، لأن العصمة تعني أن المعصوم قد وصل إلى مرتبة من العلم عصم نفسه عن معصية الله ، وانكشف لديه كل شيء ، وحضر عنده كل واقع ، فلا يبيح لنفسه ارتكاب ما يوجب غضب الله تعالى ، وقد علم أن لكل معصية عقابها وما يوجب سخط الله بها .
وهذه المرتبة من العلم تعني أرقى ما يصل إليه الإنسان من العلم ومن ثم الهداية والطاعة لله تعالى ، فإذا عرفنا حال المعصوم هذا عرفنا أن ما بلغه من مرتبة العلم يمكنه من خلاله أن يتصور كل غوامض الأشياء وأسرارها ، وأهمها بل وأشرف مرتبة من مراتب العلم هو تأويل بواطن القرآن وحلِ غوامض آياته .
وبما أن العصمة منحصرة في أئمة أهل البيت "عليهم السلام" ، فإن علم تأويل القرآن منحصرٌ فيهم ، فهم الراسخون في العلم إذن .
أما الدليل النقلي : فقد ورد عن أئمتنا "عليهم السلام" التصريح بأنهم الراسخون في العلم ، والعارفون بواطن الكتاب ومتشابهاته فضلاً عن محكماته .
عن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" يقول : أن القرآن محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، هو قول الله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا" والراسخون في العلم هم آل محمّد . تفسير العياشي 163:1 .
عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر "عليه السلام" قال : "وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم" نحن نعلمه .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال : نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويله .
إلى غير ذلك من الروايات الصحاح التي تؤكد أن أهل البيت "عليهم السلام" هم الراسخون في العلم .
مقتبس من كلام الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق