كيف نقـرأ القرآن الكريم ؟
القراءة الصحيحة للقرآن الكريم هي القراءة التي يشارك فيها اللسان والعقل والقلب ، فيتلو اللسان تلاوة صحيحة ، ويتعقل العقل ويتدبر مفاهيم القرآن وكلماته ، ويتفاعل القلب مع آيات كتاب الله سبحانه ويتأثر بها .
فإذا اشترك اللسان والعقل والقلب في قراءة القرآن كانت هذه القراءة واعية وصحيحة وصالحة لأن تكون مفتاحاً لكتاب الله ينال بها صاحبها ما أودع الله تعالى في كتابه من كنوز المعاني والمفاهيم والأفكار .
أما القراءة التي لا تتجاوز اللسان ، ولا يشارك فيها العقل والقلب ، ولا تنفذ إلى العقل والقلب فهي من قراءة الغافلين ومن التلاوة المجردة الخالية من التدبر والتفكر .
فالقراءة الصحيحة يتلقاها العقل بالتدبر والتفكر ، ويطمئن القلب إليها ويسكن ، وتلين عليها الجلود ، وهذه القراءة هي التي تنفتح لها مغاليق القلوب ، فقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : (( اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ولانت عليه جلودكم ، فإذا اختلفتم فلستم تقرؤونه )) .
وحالة ائتلاف القلوب ولين الجلود تدل على سلامة القلب واستقامته ، وهي حالة سكون النفس واطمئنانها إلى القرآن ، وهي حالة وراء حالة الانقياد والاستسلام وأعمق منها ، فقد ينقاد الإنسان ويستسلم من دون أن يسكن القلب ويطمئن ، أما حالة السكون والاطمئنان فهي من أقصى حالات الانسجام الروحي .
فعندما يقرأ الإنسان القرآن عليه أن يشعر أنه واقف بين يدي الله سبحانه وأنه يسمع كلامه وخطابه إليه ، فإذا وعى الإنسان هذه الحقيقة فلا يمكن أن يقبل بقلبه على شيء آخر غير كلام الله تبارك وتعالى ، وعندئذ يستشعر لذة الحضور بين يدي الله في نفسه وعقله وقلبه وجسده .
فالقرآن كنز للمعرفة والعلم بين أيدينا ، ومفتاح هذا الكنز هو كيفية قراءتنا له وتفاعلنا معه ، فإذا أحسنا القراءة فتح الله علينا مغاليق كتابه وعرفنا ما فيه من العلم ، وإذا لم نحسن القراءة لم يكن حظنا من كتاب الله تعالى حظاً موفوراً .
اللهم صل على محمد وآله وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا ، واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا ، واغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا ، واجمع به منتشر أمورنا ، وأرو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا ، واكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا .
تعليق