قال العلامة في (الميزان:6/12):
وقد أشتمل قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55). من السياق على ما يدل على وحدة ما في معنى الولاية المذكورة فيه حيث تضمن العد في قوله (( الله ورسوله والذين آمنوا )), وأسند الجميع إلى لقوله: ((وليكم)) وظاهر كون الولاية في الجميع بمعنى واحد, وقد ذكر الله سبحانه لنفسه من الولاية, الولاية التكوينية التي تصحح له التصرف في كل شيء وتدبير أمر الخلق بما شاء وكيف شاء قال تعالى: (( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ )) (الشورى:9).
وذكر تعالى أيضاً لنفسه الولاية على المؤمنين: (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )) (البقرة:257), فهذا ما ذكره الله تعالى من ولاية نفسه في كلامه, ويرجع محصلها إلى ولاية التكوين وولاية التشريع, وقد ذكر الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله) من الولاية التي تخصه الولاية التشريعية وهي القيام بالتشريع والدعوة وتربية الأمة والحكم فيهم والقضاء في أمرهم قال تعالى: (( النَّبِيُّ أَولَى بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم )) (الأحزاب:6).
ويجمع الجمع أن له (صلى الله عليه وآله) الولاية على الأمة في سوقهم إلى الله والحكم فيهم والقضاء عليهم في جميع شؤونهم فله عليهم إلا بالإطاعة مطلقة فترجع ولايته (صلى الله عليه وآله) إلى ولاية الله سبحانه بالولاية التشريعية, ونعني بذلك أن له (صلى الله عليه وآله) التقدم عليهم بافتراض الطاعة لأن طاعته طاعة لله فولايته ولاية الله كما يدل عليه بعض الآيات السابقة كقوله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول )) (النساء:59). وهذا المعنى من الولاية لله ورسوله هو الذي تذكره الآية للذين آمنوا بعطفه على الله ورسوله في قوله: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55).
على ما عرفت من دلالة السياق على كون هذه الولاية ولاية واحدة هي لله سبحانه بالأصالة ولرسوله والذين آمنوا بالتبع وباذنه تعالى ـ ولو كانت الولاية المنسوبة إلى الله تعالى في الآية غير المنسوبة إلى الذين آمنوا - والمقام مقام الالتباس - كان الأنسب أن تنفرد ولاية أخرى للمؤمنين بالذكر رفعاً للإلتباس. على أن لفظ ((وليكم)) أُتي به مفرداً وقد نسب إلى ((الذين آمنوا)) وهو جميع وقد وجهه المفسرون بكون الولاية ذات معنى واحد هو ولاية الله سبحانه على الأصالة ولغيره بالتبع.
وقد أشتمل قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55). من السياق على ما يدل على وحدة ما في معنى الولاية المذكورة فيه حيث تضمن العد في قوله (( الله ورسوله والذين آمنوا )), وأسند الجميع إلى لقوله: ((وليكم)) وظاهر كون الولاية في الجميع بمعنى واحد, وقد ذكر الله سبحانه لنفسه من الولاية, الولاية التكوينية التي تصحح له التصرف في كل شيء وتدبير أمر الخلق بما شاء وكيف شاء قال تعالى: (( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ )) (الشورى:9).
وذكر تعالى أيضاً لنفسه الولاية على المؤمنين: (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )) (البقرة:257), فهذا ما ذكره الله تعالى من ولاية نفسه في كلامه, ويرجع محصلها إلى ولاية التكوين وولاية التشريع, وقد ذكر الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله) من الولاية التي تخصه الولاية التشريعية وهي القيام بالتشريع والدعوة وتربية الأمة والحكم فيهم والقضاء في أمرهم قال تعالى: (( النَّبِيُّ أَولَى بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم )) (الأحزاب:6).
ويجمع الجمع أن له (صلى الله عليه وآله) الولاية على الأمة في سوقهم إلى الله والحكم فيهم والقضاء عليهم في جميع شؤونهم فله عليهم إلا بالإطاعة مطلقة فترجع ولايته (صلى الله عليه وآله) إلى ولاية الله سبحانه بالولاية التشريعية, ونعني بذلك أن له (صلى الله عليه وآله) التقدم عليهم بافتراض الطاعة لأن طاعته طاعة لله فولايته ولاية الله كما يدل عليه بعض الآيات السابقة كقوله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول )) (النساء:59). وهذا المعنى من الولاية لله ورسوله هو الذي تذكره الآية للذين آمنوا بعطفه على الله ورسوله في قوله: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55).
على ما عرفت من دلالة السياق على كون هذه الولاية ولاية واحدة هي لله سبحانه بالأصالة ولرسوله والذين آمنوا بالتبع وباذنه تعالى ـ ولو كانت الولاية المنسوبة إلى الله تعالى في الآية غير المنسوبة إلى الذين آمنوا - والمقام مقام الالتباس - كان الأنسب أن تنفرد ولاية أخرى للمؤمنين بالذكر رفعاً للإلتباس. على أن لفظ ((وليكم)) أُتي به مفرداً وقد نسب إلى ((الذين آمنوا)) وهو جميع وقد وجهه المفسرون بكون الولاية ذات معنى واحد هو ولاية الله سبحانه على الأصالة ولغيره بالتبع.