إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حتى ينجح الحوار بين الزوجين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حتى ينجح الحوار بين الزوجين

    إنّ من الصعب أن نفصل في الحياة الزوجية بين المحاورة والمحادثة وأوقات الفراغ، حيث إنّ عيش الزوجين مع بعضهما وكون كل واحد منهما يشكّل المصدر الأساسي لإيناس صاحبه، وإدخال البهجة عليه، ورعايته، وتلمس همومه؛ فإنّ هذا يجعل تنظيم العلاقة بينهما أمراً صعباً، وغير مرغوب فيه، لكن دعونا نقول أيضاً: إنّ نجاح الحوار والمحادثة بين الزوجين والنجاح في الإستفادة من أوقات الفراغ، والنجاح في مواجهة المشكلات التي تعكر صفوهما، يحتاج في نظري إلى شيئين مهمّين:
    - الأوّل: تحديد الهدف الجوهري من التواصل – بكل أشكاله – بين الزوجين.
    - والثاني: هندسة الحوار، والعمل على إخراجه بالشكل المطلوب حتى يستمر ويثمر ويعطي.
    أمّا على صعيد تحديد الهدف من التواصل؛ فأرى أن يكون الهدف الأساسي الذي يكون حاضراً في كل شكل من أشكال التواصل هو تقوية العلاقة، العلاقة بين عقلين، وروحين، وقلبين، ووضعيتين، ومصلحتين، ورؤيتين للحياة عامة، ومستقبل الأسرة خاصّة، وحين تتحسّن العلاقة بين الزوجين؛ فإنّ هذا يعني تحسّن المناخ العام للأسرة، ويعني تفهماً أفضل لرغبات وحاجات كل منهما لصاحبه، وهذا يؤدِّي إلى بناء جو جيِّد من الثقة المتبادلة، وحين يتوفر هذا الجو؛ فإن كثيراً من المشكلات يتبخر من تلقاء نفسه، وما يتبقى يكون حله سهلاً، أو يمكن تحمّله ومعايشته. إنّ عدم إدراك كثير من الزوجات والأزواج لهذا المعنى جعل حوارهما وتحادثهما وجلوسهما عبارة عن مناسبة للمنابذة والشكوى والتأفف والملاحاة... وبعد ذلك يندم كل واحد منهما على فتح فمه وقلبه للآخر! الزوج مرة أخرى مسؤول على نحو أساسي عن تقوية العلاقة بزوجته، فهي تنتظر من لفتات رعايته وحنانه أضعاف ما ينتظر منها، كما تتوقّع منه أن يفهمها دائماً بطريقة أفضل، وسواء أكان ذلك منها منطقياً أو غير منطقي، فإن عليه أن يحقّق تلك التوقعات ما وجد إلى ذلك سبيلاً.
    وأمّا على صعيد هندسة التواصل بين الزوجين، فأحب أن أشير إلى النقاط التالية:
    1- الإتفاق على وقت الحوار والمحادثة، بمعنى ألا يُرغم أي واحد من الزوجين شريكه على الجلوس: "هناك أمر مهم جدّاً، اتركي كل شيء وتعالي.."، "أريد أن أتحدّث معك الآن، وأظن أن ما سأقوله أهم بكثير من الرد على الإتّصالات التي تتوقّف عن جوالك"... هذا غير جيِّد؛ لأن كل واحد منهما سيأتي إلى الحوار على نية إنهائه في أقصر مدة ممكنة، وحوار كهذا، عدمه خير من وجوده، لكن سيكون الأمر جيِّداً لو قال: متى تحبين أن نشرب الشاي؟ هي: بعد ساعة من الآن. أرجو ألا ننسى القاعدة الذهبية في العلاقات (الجذب وليس الإكراه)، فالمحادثة الممتعة والمفيدة هي التي تتم بناء على تجاذب الطرفين أو جذب أحدهما للآخر، وليست التي تتم بسبب الضغط والإكراه.
    2- إذا جلس الزوجان للحوار في قضية من القضايا أو لمعالجة مشكلة؛ فإن من المهم أن يمنحا أنفسهما الوقت الكافي لذلك، حين يكون الحوار في حاجة إلى ساعة، ونخصّص له نصف ساعة، فإن المتوقّع أن تكثر مقاطعة المتحدّث، وأن يشعر الزوجان بضغط الوقت، فيتخذان قرارات مستعجلة وغير حكيمة، وكثيراً ما تتسع شقة الخلاف بينهما، ولهذا فإن من المهم أن يجري الحوار والذهن صافٍ، والوقت شبه مفتوح.
    3- العلاقة بين الزوجين بالغة التعقيد، فهي عميقة وحميمة وتلقائية وسهلة، كما أنّها في الوقت نفسه هشة ومركبة وسطحية وحسّاسة، وتقوم على عدد من التوازنات الخفيفة، ولهذا؛ فإنّها تحتاج إلى إدارة ورعاية خاصّة، وهي عموماً في حاجة إلى الخلق الكريم أكثر من حاجتها إلى العقل النيِّر والعلم الغزير. الزوجان هما أقرب شخصين لبعضهما في العالم، ومع ذلك؛ فلابدّ من ترك مساحة لممارسة الخصوصية على كل الأصعدة ودون إستثناء، الزوجة لا تريد أن يتحدّث زوجها عن الخلاف بين أُمّها وأبيها، الزوج لا يحب أن يجلس على المائدة يومياً، الزوجة لا تحب الأكلة الفلانية... كل هذا خصوصيات، وينبغي إحترامها.
    إنّ الحوار هو علاقة إنسانية، أي هو تأثير الناس في الناس، ولهذا فينبغي أن يتوقّع الزوجان من وراء الحوار أن يحدّث تغيّر في آرائهما ومواقفهما، ولا يصح النظر إلى ذلك على أنّه نوع من الهزيمة أو عدم النضج في الرأي، ورحم الله الإمام الشافعي حين كان يقول: "مذهبنا صواب يحتمل الخطأ، ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب"، وحين كان يقول: "والله ما ناظرت أحداً إلا أحببت أن يظهر الحقّ على لساني أو على لسانه". وحين يفوز أحد الزوجين في حوار؛ فإنّ عليه أن يلطِّف من مرارة ذلك على صاحبه: "قد غابت هذه النقطة عن بالي"، "كنت أظن أنّ الأمر كذا، ثمّ تبين خطؤه"...؛ لأنّ المهم هو تدعيم العلاقة بين الزوجين قبل أي شيء آخر، كما ذكرت من قبل.
    إنّ من رعاية العلاقة بين الزوجين: البعد كل البعد عن كل ما يُشعر الطرف الآخر بالدونية أو الإهانة، هذا زوج يقول لزوجته: "لو لم أتزوجك كنتِ الآن عانساً في بيت أهلك"، وهذه امرأة تقول لزوجها: "أهلي وافقوا عليك شفقة على حالك، وإلا فهناك ألف رجل يتمنّى كل واحد منهم لو ظفر بي"، هذا رجل يقول لزوجته: "ابنك فلان يظهر أنّه سيكون لصّاً في المستقبل، ويبدو أنّه سيتعلم ذلك من أخيك فلان"، وهذه امرأة تقول لزوجها: "ابنتك فلانة فاشلة في الدراسة مثل أخواتك"..، وهكذا.. وهكذا.. إنّ هذا يدمر الحياة الزوجية، ويجعلها هيكلاً خالياً من المعنى.
    هناك عدد من (اللاءات) التي يجب أن تسود في العلاقة بين الزوجين، منها:
    (لا) لجعل الحوار مناسبة لتقديم الطلبات، فقد انطبع في حسّ كثير من الأزواج والزوجات بأنّ منادات شريكه لجلسة حوار أو محادثة ودعوته بلطف ستعني التمهيد لطلب مال أو خدمة، أو لطلب الصفح عن خطأ وقع فيه أحد أفراد الأسرة، أو لأي طلب آخر، مع أنّ هذا قد يحدّث، لكن لا يصح أن يكون حاضراً في معظم الحوارات.
    (لا) للتهديد: إذا لم نجلس لنتحدّث في الموضوع الفلاني، فسأذهب إلى بيت أهلي، ويقول الزوج: إذا لم تقولي ما الذي جرى في غيابي أمس؛ فلن تري شيئاً طيباً، هذا مرفوض؛ لأنّه يضعف العلاقة بين الزوجين، ونحن نريد لها أن تزيد صلابة.
    (لا) للتنهد والهمهمة والغمغمة أثناء الحوار، فهذا يعطي انطباعاً للطرف الآخر بأنّ الكلام غير مفيد، وبأنّ شريكه لم يعد يحتمل ويطيق ما يجري.
    (لا) لمجابهة الأحلام والطموحات وكسر التطلعات: الزوج أحلم بأنّ أرى أولادي جميعاً بين الرجال العظماء المرموقين، المرأة: ما أكثر ما تحلم، كن واقعياً وكفى أوهاماً، ابنك فلان نال الثانوية العامّة بصعوبة، وابنتك فلانة لا تحب العلم، ولا تريد دراسة المتوسطة، وابنك فلان... هذا غير ملائم، وسيدفع بالزوج في اتّجاه الصمت، ماذا لو قالت المرأة: وأنا مثلك أحلم، ولكن تعال لنفكر كيف نساعدهم على أن يكونوا كما نحلم جميعاً.
    (لا) لممارسة دور الضحيّة والإنسحاب من الحوار بحجّة المحافظة على صفاء جو الأسرة، أو راحة أعصاب الشريك: بعض الأزواج والزوجات يضيق ذرعاً بالحوار، ويجد نفسه مغلوباً أو متورّطاً، فما يكون منه إلا أن يترك الجلسة، ويقوم معلناً الإنسحاب من أجل عدم إزعاج غيره، فهو في نظره يضحي ويتنازل، ولا يعرف أنّه بذلك يؤذّي غيره، ويدفع بالأمور نحو الأسوأ.
    sigpic

  • #2
    السلام عليك يارسول الله وعلى آل بيتك الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    الموالي القدير/ عمار الطائي

    جزاكم الله خيرا من نور صاحب الزمان عج


    أشكر طرحكم القيم



    حفظكم الله وأسرتكم كل سوء وضر

    دمتم للمنتدى بالعطاء والارتقاء

    sigpic

    تعليق


    • #3
      موضوع جميل ورائع ينم على الثقافه المتميزه للاخ عمار الطائي المبدع
      sigpic

      تعليق


      • #4
        أللهم صل على محمد وآل محمد
        وعجل فرجه الشريف
        بوركت جهودك المثمرة أخي الكريم عمار الطائي
        ان لغة الحوار بين الزوجين أعتبرها ريشة رسم
        يأخذ الزوجين هذة الريشه ويرسمون على لوحة الحوار أحلى رسومات التفاهم
        يجب أخذ تلك النقاط المذكورة في الموضوع
        التوقيت
        و
        المكان
        حينما تقع المشكلات بين الزوجين في وقت الغضب لا يجب ان يتحدثون بأي شيئ
        فكل واحدا منهم يعتقد أنه ليس مخطئ
        ولذلك يجب أولا أن تهدء الأمور بينهم
        وبعد ذلك يجدون المكان المناسب وينبغي أن يكونون لوحديهما وبعيدا عن أفراد أسرتهم وخصوصا الأطفال لا ينبغي أن يرون الأطفال تلك المشاكل فهذا الأمر يؤثر على نفسيتهم في المستقبل .
        وبعد أن يهدء كل منهم يجدون أنسب مكان يتحاوران به ولا ينبغي أن ينشغل أحدهم بأمور أخرى يجب أن يهيؤن أنفسهم لبعضهم ويستعد كلا منهم أن يسمع الآخر
        لك مني أجمل تحية
        أختكم
        أم أحمد

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خير

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X