شهيد الخلود في كربلاء .. عبد الله الرضيع علیه السلام
دراسـة وتحقیـــق
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
فدعى الأقوام يالله للخطب الفظيع
نبوئني أأنا المذنب أم هذا الرضيع ؟
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع
لا يكن شافعكم خصما لكم في النشأتين
الاهــــــــداء
إليك ... أيها الشهيد الكبير
إليك ... أيها الطفل الرضيع
إليك ... أيها الذببح الفجيع
إليك ... أیها الرضیع الصغیر
إلی?م ... یا خدام عبد الله الرضيع عليه السلام
خدمة الإمام الحسين عليه السلام وطفله عبد الله الرضيع الذين يقيمون مراسم اليوم العالمي لرضيع ?ربلاء،هم من النخبة المؤمنة والرسالية،إنهم أحرار وأصحاب نفوس أبية، يأبون الضيم لهم ولمجتمعاتهم ويرفضون العيش بمهانة .. فقد عاشوا بكرامة وعزة منذ أن خلقهم الله تعالى في أرحام الأمهات ورضعوا منهن حب النبي محمد (ص) وآل البيت عليهم السلام، وتعلموا من الآباء السير على خط الحسين بن علي (ع) رمز العزة والكرامة الذي لم يعرف غير طريق التضحية والفداء من أجل المبدأ وكرامة بني الإنسان، حين قال:" أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ، يَأْبى اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ، مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي مَصَـارِعِ الْكِرَامِ" .
هكذا يعييش أنصار الحسين وطفله رضيع كربلاء ، وهكذا يفكرون للإنسانية بأن تتعرف على ثورة الإمام الحسين ومظلوميته ، وأن تتعرف على مظلومية عبد الله الرضيع الذي أستشهد في كربلاء عطشانا وكان عمره ستة أشهر ذبح في ساحة المعركة بين يدي والده بسهم مسموم ذي ثلاث شعب من يد حرملة بن كاهل الأسدي.
وبمناسبة الذكرى السنوية لمراسم اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام ، هذه المراسم التي تقام سنويا في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام ، بحضور النساء والأمهات المؤمنات الرساليات والأطفال الرضع في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام إرتأينا لأن نسلط الضوء على حياة عبد الله الرضيع من الولادة حتى الشهادة ، فعلى الرغم من أنه طفل رضيع الا أنه كان أكبر جنود الإمام الحسين في يوم عاشوراء.
مقدمـــة
عبد الله الرضيع هو أحد أبواب الحوائج إلى الله سبحانه وتعالی .. وهو رسالة الإمام الحسين عليه السلام الى كل الأجيال بأن الدين أعلى من كل شيء ولابد من التضحية لأجل الدين بكل شيء كما ضحى الإمام الحسين وقدم القرابين حتى فدى بنفسه. وقد قال كلمته التاريخية في يوم عاشوراء (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) وبعمله وموقفه الرسالي الرباني هذا قد ضعضع الحكم الأموي اليزيدي وأستاصلهم وبين للأجيال وحشية بني أمية ومدى ظلمهم وإرهابهم وقساوتهم وبعدهم عن الدين.
وحينما قدم عبد الله الرضيع وهو آخر قربان قدمه الحسين لوجه الله كان يريد أن يقول لأصحاب الضمائر الحية والإنسانية هب أن الرجال ولو كان لهم ذنب في معتقدهم فما ذنب الصغار والأطفال الرضع حتى جعلوهم عرضة للنبال والسهام. إذا إن بني أمية لم يدينوا بدين ولا بأي شريعة ، والا فأي شريعة تبيح قتل الأبرياء.
إن قتل الرضيع في كربلاء أوجع قلوب الأئمة الأطهار والمؤمنين إلى يوم القيامة ونتمنى أن تكون مراسم جمعة الطفل الرضيع العالمية ممهدة لظهور وقيام الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف لكي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
عبد الله الرضيع عليه السلام .. الزهرة المذبوحة - وهي في أكمامها-
عبد الله رضيع الرباب .. آخر طلقة نارية للعدالة أطلقها من مدفع الخلود إمام العدل وسيد الشهداء عليه السلام في أفق العدل والإنسانية حتى بقى صداها يرن مسمع الأجيال ..وجاءت مراسم جمعة عبد الله الرضيع لتحي من جديد مظلومية الإمام الحسين وتظهرها الى العالم وتعرف العالم بنهضة عاشوراء ومظلومية رضيع الحسين في كربلاء.
تمهيــــد :
من هو الرضيع ؟
المشهور بين خطباء العرب أن إسمه (عبد الله ) الرضيع.
وعليه نص حجة آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الناحية المقدسة : السلام على عبد الله الرضيع ،الخ.
والشائع على ألسنة الخطباء في إيران والهند والبا?ستان وأفغانستان أن إسمه (علي الأصغر) وليس لهم على ذلك شاهد كما ذكر الشيخ كاظم الحلفي ، بينما يستشهد هؤلاء في منابرهم على أن الإمام الحسين عاهد نفسه على أن يسمي أبنائه على إسم أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لذلك سمى أبنائه بإسم علي الأكبر وعلي السجاد (الأوسط) وعلي الأصغر الذي هو عبد الله الرضيع عليه السلام.
وفي أحد الروايات في كتب التاريخ أن الإمام الحسين لما قتل أصحابه وأهل بيته وبقي وحيدا جاء الى الخيمة وقال ناولوني عليا أودعه..
ومن هذا يرى خطباء المنبر الحسيني في إيران أن للإمام الحسين ثلاثة أولاد إسمهم علي الاول هو علي الأكبر والثاني هو علي الأوسط وهو الإمام زين العابدين السجاد والأخير هو علي الأصغر المعروف بعبد الله الرضيع عند خطباء المنبر الحسيني من الشيعة والمشهور في القراءات الحسينية إلى يومنا هذا.
وذهب فریق من المحققین وخطباء المنبر الحسینی فی ایران الی أن علي الأصغر (علیه السلام) هو إبن السته أشهر وأمه الرباب وأن عبد الله الرضیع علیه السلام هو الرضیع الذي ولد فی یوم عاشوراء ولما أخذه الامام الحسین لیؤذن فی أذنه الیمنی ویقیم فی الیسری وسماه عبد الله ، وهم لأن یقبله فإذا بسهم أصابه فذبحه.
أما الرواية الواردة عن الإمام زين العابدين عليه السلام كما نقلها الشيخ كاظم الحلفي في كتابه عن عبد الله الرضيع جاء فيها عند قول الإمام زين العابدين عليه السلام عند قول يزيد (لعنة الله عليه) واعجبا لابيك سمى عليا وعليا ) فأجابه الإمام عليه السلام (أن أبي أحب أباه أمير المؤمنين عليه السلام فسمى بإسمه مرارا).
فليس فيها دلالة على تعين المقصود ، مثلها ما جاء في محاورته مع إبن زياد (لعنة الله عليه) حين سأله ما إسمك ؟ فقال : أنا علي بن الحسين عليه السلام فقال إبن زياد : أولم يقتل الله علي بن الحسين فسكت الإمام السجاد عليه السلام فقال إبن زياد : مالك لا تتكلم ؟ فأجابه الإمام عليه السلام : كان لي أخ يقال له : علي قتله الناس ، فقال إبن زياد إن الله قتله) فسكت الإمام عليه السلام فقال إبن زياد : مالك لا تتكلم ؟؟ فأجابه الإمام عليه السلام : إن الله يتوفى الأنفس حين موتها . وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله ، فأمر إبن زياد بقتله - روحي فداه - فتعلقت به عمته زينب عليها السلام فلم تفارقه حتى تركوه) تاريخ الطبري ج 4 ، ص : 350
وكذلك جوابه عليه السلام لمروان بن الحكم حين سأله : ما أسمك ؟ فقال عليه السـلام :علي ، فقال مروان : ما اسم أخيك ؟؟ فأجابه عليه السلام علي ، فقال مروان : علي وعلي ما يريد أبوك أن يترك أحدا من أولاده إلا وسماه عليا.
إختلاف المؤرخين في إسم الرضيع
فقد قال المؤلف في هذا الخصوص:"الذي يهمنا بيانه في هذا البحث هو وضع النقاط الإرتكازية في ذلك وهي سبعة:
الأولى : - أن بعض المؤرخين نص على إسم الرضيع كالشيخ المفيد وإبن شهر آشوب المازندراني وإبن نما الحلي رضي الله عنهم وغيرهم.
وبعضهم نص على أنه طفل رضيع ولم يذكر إسمه كالسيد إبن طاوس رحمة الله عليه صاحب اللهوف وغيره.
الثانية :- والذين صرحوا بإسمه إختلفوا فبعضهم قال: أن إسمه عبد الله كما صرح به معلم الأمة شيخنا المفيد في الإرشاد (ارشاد الأمة ص 255).
والمازندراني في السروي في المناقب (مناقب إبن شهر آشوب ص: 82 ، ج 4)
والإصفهاني في مقاتل الطالبيين (مقاتل الطالبيين ص: 89) وسبط إبن الجوزي في تذكرة خواص الأمة (تذكرة خواص الأمة ص: 265) وإبن نما الحلي في مثير الأحزان (مثير الأحزان لابن نما) ص 42 وغيرهم أكثر كصاحب مدينة المعاجز وصاحب الحدائق وصاحب منتخب التواريخ وصاحب المنتخب وصاحب المجالس وصاحب ذكرى الحسين عليه السلام وصاحب البحار وصاحب الإحتجاج وأمثالهم.
بل كاد أن يكون إجماعا وهو الراجح عند الشيخ كاظم الحلفي لنص حجة آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف بقوله:"السلام على عبد الله الرضيع" كما جاء في زيارة الناحية المقدسة،وبعضهم قال : أسمه (علي الأصغر) وبه صرح الدربندي في أسرار الشهادة (أسرار الشهادة ص : 404 وما ذكره من أن إسم الرضيع هذا كما كان عليا كذا كان عبد الله ، وقال الشيخ كاظم الحلفي بأننا لا نعرف مأخذه بل في غاية الغرابة أن يصدر عن مثله.
كذلك تبع الدربندي المازندراني الحائري في معالي السبطين (معالي السبطين) ص: 285، ج2 (مطالب السؤول ص: 72) وإبن طلحة الشافعي في مطالب السؤول والسيد محمد علي الشاه عبد العظيم في وقعة كربلاء ( وقعة كربلاء ص : 18 ، ص 3 نجف).
الثالثة - ثم أختلفوا أيضا -
فالشيخ المفيد رحمة الله عليه يرى أن الملقب بعلي الأكبر من أولاد الحسين عليه السلام هو الإمام زين العابدين عليه السلام وأمه شاه زنان (ملكة النساء) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس.
وعلي بن الحسين عليه السلام المشتهر بعلي الأكبر الذي أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية لقبه عند الشيخ المفيد علي الأصغر وكذلك الطبرسى في أعلام الورى.
ومنشأ هذا الاختلاف هو من الإختلاف الحاصل في تأريخ ولادة قتيل الطف ففي مقاتل الطالبيين ص :81 : أنه ولد في خلافة عثمان وروي الحديث عن جده أمير المؤمنين علي عليه السلام وقواه بن إدريس رحمة الله عليه في مزار السرائر بما نقله عن علماء التأريخ والنسب منهم البلاذري والنسابة العمري وإبن أبي الأزهر وإبن همام وغيرهم وكذلك صاحب البحار حيث إعتبر السجاد هو الأوسط.
ومقتضى هذا أن علي الأكبر عليه السلام أكبر من الإمام السجاد عليه السلام لأنه ولد قبل وفاة جده عليه السلام بسنتين فيكون وصفه (أي الشهيد في كربلاء) بالأكبر حقيقة كما عليه أكثر المؤرخين كالمسعودي واليعقوبي والطبري والقرماني والشعراني والسهيلي والدينوري والبكري والصبان وإبن خلكان والرازي والقمي والطهراني والطريحي والمالكي والشهيد الأول والمحب الطبري وأمثالهم.
وعند الشيخ المفيد رحمة الله عليه أن الأكبر ولد بعد جده بسنتين فيكون السجاد أكبر منه بأربع سنين وهذا القول نادر جدا.
وتابع كلام الشيخ المفيد شيخنا (الحر العاملي) صاحب وسائل الشيعة كما جاء في أرجوزته التي ذكرها نور الدين المكي في نزهة الجليس التي طبعت في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف ، وهي أرجوزة ممتازة تتضمن حياة الحسين من حين ولادته حتى شهادته بأحسن بيان ومنها قوله:
أولاده ست وقيل عشر وقيل تسع فأنقدوه وأدروا
منهم علي بن الحسين الأكبر ثم علي بن الحسين الأصغر
فالأول إبن بنت كسرى الملك ولم يكن في دينه بالمشرك
والثاني من ليلى الفتاة فأعرف بنت أبي سرة أعني الثقفي
وجعفر والأم من قضاعة كانت على ما نقل الجماعة
سكينة أخت لعبد الله فاحفظ وفكر لا تكن كاللاهي
من الرباب الحرة الأبية بنت أمرىء القيس الفتى كلبية
وفاطم وأمها في القوم بنت لطلحة الشهير التيمي
قيل ومن إخوتهم محمد علي الأوسط وهو الأسعد
وذاك زين العابدین الأشهر وزينب بنت الحسين تذكر
وكذلك إبن اسحاق وهشام بن محمد والواقدي لقولهم الذي حكاه عنهم السبط في (تذكرته) : ثم بعث عمر بن سعد إلى إبن زياد رأس الحسين عليه السلام ورؤوس أصحابه وبناته ومن بقي من الأطفال مع خولي إبن يزيد الاصبحي وفيهم - علي بن الحسين الأصغر - وكان مريضا.
الرابعة :- يرى جماعة منهم إبن شهر آشوب في المناقب وإبن طلحة والشافعي في "مطالب السؤول" إن الإمام زين العابدين عليه السلام هو الأوسط وعلي الإصغر هو شقيق زين العابدين عليه السلام أي أخوه من أبيه وأمه بل صحح هذا الرأي الأردبيلي في كشف الغمة والمجلسي في البحار. (راجع كتاب عبد الله الرضيع صفحة 18 للشيخ كاظم الحلفي).
الخامسة : ويرى سبط إبن الجوزي في تذكرته (تذكرة خواص الأمة) أن القوم أستصغروا علي بن الحسين فلم يقتلوه.
من قتل من أولاد الحسين في كربلاء
الذي يظهر من تتبع تواريخ واقعة كربلاء الفظيعة .
إن للإمام الحسين عليه السلام خمسة من الأطفال قتلوا في اليوم العاشر من المحرم ، إستشهدوا بالسهام والنبال ظلما وجورا وعدوانا ولم يقتل من أولاده عليه السلام مبارزة إلا - علي الأكبر عليه السلام- على الأظهر.
وقد ذكر الشيخ كاظم الحلفي في كتابه عبد الله الرضيع :
وإليك أسماء الذين عثرنا عليهم في بطون الكتب :
1ـعبد الله الرضيع وله من العمر ستة أشهر وأمه الرباب بنت إمرىء القيس ، وهو المقصود في بحثه وتحقیقه عن الرضیع علیه السلام. وقد إختلفوا في كيفية شهادته وسيأتي التفصيل في محله كما سيذكره الشيخ الحلفی في كتابه.
هذا ما جاء في كتاب الارشاد ، ومقاتل الطالبيين ، ونفس المهموم ،والناسخ ، والقمقام ، وتظلم الزهراء ،ومثير الأحزان (بن نما) ، والمناقب،والمعالي ، وغيرها من كتب التاريخ.
2 ـ عبد الله الأكبر فر من الخيام إلى المعركة بعد أن سقط الحسين (روحي فداه) على الأرض صريعا فرأى أباه بتلك الحالة فظنه نائما فألقى بنفسه عل جسده الشريف فأخذه رجل من بني أسد فذبحه. كما جاء في كتاب أسرار الشهادة ،وأخبار الدول وآثار الدول ، والمعالي .
3 ـ علي الأوسط ، أصابه سهم يومئذ فمات. كما جاء في كتاب نور الاستبصار (للشبلنجي ) ، وبغية الطالب وغيرهما
4 ـ علي الأصغر ،أستشهد بين يدي أبيه عليه السلام : (جاءه سهم وهو طفل فقتله) - قيل كان عمره سبع سنين وقيل أربع وقيل أحدى عشر سنة . كما جاء في كتاب مطالب السؤول ص: 73 ، وتواريخ المعصومين عليهم السلام ص : 50 ، ونقذ المحصل ص: 179 ، والبحار المجلد 10 : 278 .
5 ـ طفل ولد له عند زوال اليوم العاشر من المحرم جيء به إليه عليه السلام بعد أن فرغ من صلاة الظهر وجلس بباب الخيمة ، فوضعه في حجره وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وسماه - عبد الله - ورفعه إلى فيه ليقبله فرماه - عبد الله بن عقبة الغنوي - بسهم فوقع في نحره فذبحه في حجر أبيه عليه السلام.
وهو محكي عن - الحدائق الوردية ، حكاه صاحب المعالي وصاحب ذخيرة الدارين وصاحب ذكرى الحسين عليه السلام ،ويعضده قول السيد حيدر الحلي رحمة الله عليه في رائيته العصمــاء:-
له الله مفطورا من الصبر قلبه ولو كان من صم الصفا لتفطرا
ومنعطف أهوى لتقبيل طفله فقبل منه قبله السهم منحرا
لقد ولدا في ساعة هو والردى ومن قبله في نحره السهم كبرا
قيل كانت أمه أم إسحاق بنت طلحة التيمية التي تزوجها الحسين عليه السلام بعد وفاة الحسن عليه السلام وقد ولدت للحسين أيضا فاطمة المعروفة ـ بالعليلة -
فعلى هذا يكون الشهداء من ولده عليه السلام ستة بإضافة علي الأكبر إليهم.
وزاد العلامة المجلسي عليه السلام فيهم حمزة وزيد وعمروإبراهيم.
ولعمرو حكاية لطيفة مشهورة على الألسن وهي على ما ذكره السيد إبن طاووس في (اللهوف) ص : 85 : (ودعا يزيد عليه لعائن الله يوما بعلي بن الحسين عليه السلام وعمرو بن الحسين وكان عمرو صغيرا يقال أن عمره إحدى عشر سنة أي طفلا صغيرا).
فقال يزيد لعنه الله : أتصارع هذا ؟ يعني إبنه خالدا. فقال عمرو: لا ، ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا ثم أقاتله !
فقال يزيد لعنه الله:
شنشنة أعرفها من أخزم هل تلد الحية إلا الحية.
وقال سبط بن الجوزي في ذكر من قتل مع الحسين عليه السلام (أبا بكر إبن الحسين وأمه أم ولد قتله عبد الله بن عقبة الغنوي .....) وكذلك أبو الفرج الاصفهاني وعليه فالشهداء من أولاده (إحدى عشر) وفيه خلاف.
وذكر المفيد رحمة الله عليه وإبن شهر آشوب في أولاده عليه السلام جعفر وزاد الأخير فيهم محمد وكذلك إبن طلحة الشافعي وإبن الصباغ والحر العاملي وغيرهم بل زاد بعضهم عتيق ومحسن الذي سقط في حلب على خلاف في ذلك كله.
ولم يعقب من أولاد الحسين عليه السلام إلا الإمام سيد الساجدين بإتفاق المؤرخين.
عمر عبد الله الرضيع عليه السلام
وتؤيد ما ذكره أبو مخنف الشهرة التي نصت على أن الحسين حمله بين يديه وتوجه به نحو القوم فقتلوه كما سيأتي تفصيله إن شاء الله في هذه الدراسة وهذا البحث.
نسب عبد الله الرضيع عليه السلام
عبد الله الرضيع بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
وجدته فاطمة الزهراء وجده الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وجدته الثانية هي (فاطمة بنت أسد عليها السلام أم جده الأول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
أمه الرباب بنت إمرىء القيس بن عدي الكلبية
صفاتها: يقول إبن الأثير في تاريخه كانت الرباب من خيرات النساء وأفضلهن
فعبد الله الرضيع ينتمي الى سلالة الأنبياء والأوصياء والنجباء ولذلك إختاره الله سبحانه وتعالى ليكون الشاهد والشهيد في واقعة الطف والرضيع الذي يفضح الحكم الأموي ويوقع على سلامة النهضة الحسينية المقدسة.
أهم الأسباب لقتل الرضيع عليه السلام
وتوالت تحت السقيفة أحداث أثارت كوامنا وميولا
نزعات تفرقت كغصون العوسج شائكا مدخولا
(مؤرخ الشعراء الاستاذ بولس سلامة)
يعتقد الكثير من الشعراء والكتاب الذين ألفوا في واقعة الطف أنه لم يكن سبب قتل وإستشهاد الإمام الحسين وأهله وأصحابه ورضعانه ومنهم عبد الله الرضيع في واقعة الطف .. لم يكن بسبب يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليه ، وانما السبب في قتله هم الجماعة الذين مهدوا الطريق ليزيد وأمثاله ، وفعلوا ذلك الصنع الشنيع في ظلمة تلك الكارثة الفظيعة التي حلت بالمسلمين وفقد نبيهم الأكرم ومصلحهم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ولهذا يقول شاعر البلاط العباسي (زمن الرشيد) منصور النميري بقوله في عينيته :
لولا عدي وتيم لم تكن وصلت إلى أمية تمريها وترتضع
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأب الرحيم للأمة وقد أوصى من بعده في حجة الوداع في منطقة غدير خم بالولاية والخلافة الربانية والإلهية لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وذكر في خطبته الغراء الغديرية بعد أن وصى لعلي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده الحسن والحسين ومن بعدهما الأئمة المعصومين من آل البيت الى قائمهم المهدي المنتظر(عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. ذكرهم في خطبته لجمع المسلمين آنذاك ورسول الله لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى .. وقد كانت الاشارة في القرآن بالآيات التي أنزلها جبرائيل على النبي محمد بالبيعة والخلافة والإمامة للمعصومين الإثني عشر. والآیات التی نزل بها جبرئیل:"یا أیها الرسول بلغ ما أنزل الی? من رب? وان لم تفعل ما بلغت رسالته والله یعصم? من الناس". ولما بلغ الرسول الرساله فی یوم الغدیر نزلت الآیه الشریفه:"الیوم أ?ملت ل?م دین?م وأتممت علی?م نعمتی ورضیت ل?م الاسلام دینا".
لذلك فإن بيعة السقيفة هي التي جلبت الويلات على المسلمين وما كسر ضلع الزهراء ولا شهادة أمير المؤمنين في محراب العبادة في الكوفة ولا شهادة الإمام الحسن المجتبی بالسم النقيع ولا شهادة الإمام الحسين وأهله وأصحابه ورضعانه ومنهم رضيع كربلاء ورضيع الرباب الا من تلك السقيفة السوداء التي أقيمت بعد وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
لمــا ؟
وأين ؟
ومتـى ؟
وكيف ؟
ومــن ؟
وبــم ؟
قتل الرضيع
لماذا قتل الرضيع ؟؟!!
إضطربت كلمات المؤرخين في هذا الموضوع ويذكر مؤلف كتاب عبد الله الرضيع الشيخ كاظم الحلفي نقطتي الإختلاف الحساسة بينهم:
1ـ يرى جماعة منهم السيد إبن طاووس والشيخ المفيد وأبوالفرج الإصفهاني وغيرهم (إن الحسين عليه السلام لم يحمل الطفل ليطلب له الماء بل أخذه ليقبله ويودعه فجعله في حجره وجلس أمام الفسطاط فأتاه سهم وقع في نحره فذبحه).هذا ما جاء في كتاب اللهوف.
2 ـ ويرى فريق آخر منهم أبو مخنف في مقتله الصغير صفحة : 83 ،والميرزا مهدي في كتابه الناسخ صفحة : 259 ، وسبط بن الجوزي في كتابه التذكرة صفحة : 259 وغيرهم : أنه توجه به نحو القوم قائلا: لقد قتلتم إخوتي وأولادي وأنصاري وما بقي غير هذا الطفل وقد جف اللبن من ثدي أمه فإن لم ترحموني فأرحموا هذا الطفل لأنه يتلظى عطشا وليس له ذنب فأسقوه شربة من الماء؟ فبينما هو يخاطبهم إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم ذبحه من الوريد الى الوريد.
وهذا هو المشهور والقريب من منطق الثورة الحسينية ضد الجور الفرعوني والطيش الأموي."الشيخ كاظم الحلفي".
لأن الحسين عليه السلام أراد أن يظهر لعامة الناس وحشية القوم وهمجيتهم وإرهابهم وإستهتارهم بالقيم الاسلامية والإلهية والرسالية ويبين للعالم ظلم بني أمية الفاحش وقسوتهم النمرودية ونزوتهم الفرعونية.
هب أن للرجال ذنب حين قتلوهم فما ذنب أؤلئك الرضعان حتى جعلوهم عرضا للنشاب والنبال والسهام المسمومة.
فأية إنسانية ترضى بفعالهم الشنيعة وأي عقل يسوغ لهم ذلك وأي دين يبيح قتل الضعفاء والأبرياء؟
فليس هناك - في الواقع - عقل لدى القوم ولا إنسانية عند بني أمية كما لا دين لهم على حد ما قيل من أبيات لشيخنا إبن نما الحلي رحمة الله عليه المتوفي سنة (645 هـ) ذكرها في مثبره ص : 60 التي كان يترنم بها ترنم الفاقدة الثكول على إبن الزهراء البتول وجاء من ضمن أبياتها:
بنو أمية مات الدين عندهم وأصبح الحق قد وارته أكفان
ويؤيد ما ذكره الشيخ كاظلم الحلفي من الترجيح في كتابه عن عبد الله الرضييع ما إنبرى به يراع سيدنا آية الله الإمام المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي رضوان الله تعالى عليه في المجالس الفاخرة في الصفحة 42 وما بعدها.
ثم لم تزل أنوار هذه الحقيقة تتجلى لكل من نظر نظرا فلسفيا في فجايع الطف وخطوب أهل البيت أو بحث بحث مدقق عن أساس تلك القوارع وأسباب هاتيك الفظائع.
وقد علم أهل التدقيق من أولي البصائر أنه ما كان لهذا الفاجر أن يرتكب بحق أهل البيت عليهم السلام ما ارتكب لولا ما مهده سلفه من هدم سورهم وإطفاء نورهم وحملهم الناس على رقابهم وفعلهم الشنيع يوم بابهم.
وتالله لولا ما بذله الحسين عليه السلام في سبيل أحياء الدين من نفسه الزكية ونفوس أحبائه بتلك الكيفية لأمسى الاسلام خبرا من الأخبار السالفة.
الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم بأن بني أمية ليس لهم ضمير ولا إنسانية وأنهم لا يرحمون صغيرا وكبيرا وشيخا أو رضيعا لذلك رفع طفله الصغير تعظيما للمصيبة على يده أمام القوم وطلب منهم أن يأتوه شربة من الماء فلم يجيبوه إلا بالسهم ، ويغلب على الظن أن غرض الإمام الحسين من هذا العمل تفهيم العالم بشدة عداوة بني أمية لبني هاشم وإنها الى أي درجة بلغت ولا يظن أحد أن يزيد كان مجبورا على تلك الإقدامات والأفعال الشنيعة والفجيعة لأجل الدفاع عن نفسه لأن قتل الرضيع في تلك الحال بتلك الكيفية ليس هو الا توحش وإرهاب وعداوة سبعية منافية لقواعد كل دين وشريعة ، ويمكن أن تكون هذه الفاجعة كافية في إفتضاح بني أمية ورفع الستار عن قبائج أعمالهم ونياتهم الفاسدة بين العالم وسيما المسلمين.
وأنهم بخالفون الاسلام في حركاتهم بل يسعون بعصبية جاهلية إلى إضمحلال آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجعلهم أيدي سب.
أين قتل الرضيع ؟
جاء في كتاب المحقق الشيخ كاظم الحلفي عن عبد الله الرضيع عليه السلام وأين قتل ..
وكذلك أختلاف (أصحاب التواريخ والمقاتل) في المكان الذي قتل فيه عليه السلام:-
أ- فيرى شيخنا المفيد رحمة الله عليه في كتابه الارشاد صفحة : 254 : أن الحسين عليه السلام جلس أمام الفسطاط وجعل عبد الله في حجره فرماه رجل من بني أسد فذبحه.
ب : ويرى شيخنا الطبرسي في الاحتجاج صفحة : 153 أنه عليه السلام تقدم إلى باب الخيمة - وهو على فرسه - وقال ناولوني الطفل حتى أودعه فناولوه له وجعل يقبله وهو يقول : يا بني ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأصابه سهم فقتله فنزل عن فرسه ودفنه الخ.
ج - ويرى شيخنا الطريحي في كتابه المنتخب صفحة 322 : لما أقبل علي الأكبر بالماء إلى أبيه عليه السلام فأخذ ولده الطفل وأجلسه على فخذه فأتاه سهم فذبحه.
د- والمشهور أن الحسين عليه السلام أخذه بين يديه وتوجه به نحو القوم فقتل في ساحة الحرب وعليه جماعة من المؤرخين منهم محمد بن هشام وأبو مخنف والميرزا مهدي وغيرهم وهو الأرجح عند الشيخ الحلفي كما تقدم وجه الترجيح.
متى قتل الرضيع ؟
إختلف أصحاب التواريخ في الزمان الذي قتل فيه عبد الله الرضيع عليه السلام
أ- يقول شيخنا الطريحي رحمه الله في كتابه المنتخب في صفحة 322 : روى أنه لما قتل العباس عليه السلام تدافعت الرجال على أصحاب الحسين فلما نظر إلى ذلك نادى"يا قوم أما من مجير يجيرنا أما من مغيث يغيثنا أما من طالب حق فينصرنا أما من خائف فيذب عنا أما من أحد فيأتينا بشربة من ماء لهذا الطفل ؟ لأنه لا يطيق الظمأ" فقام إليه ولده الأكبر عليه السلام وكان له من العمر سبعة عشر سنة فقال: أنا آتيك بالماء يا سيدي فقال عليه السلام: أمض بارك الله فيك فأخذ الركوة بيده ثم اقتحم الشريعة وملأ الركوة وأقبل نحو أبيه عليه السلام فقال: يا أبه إسقي أخي وإن بقي شيء فصبه علي فإني عطشان فبكى الحسين عليه السلام وأخذ ولده الطفل وأجلسه على فخذه وأخذ الركوة وقربها إلى فيه فلما هم الطفل أن يشرب أتاه سهم مسموم فوقع في حلق الطفل فذبحه قبل أن يشرب من الماء شيئا الخ ، وهذا بعيد لأن علي الأكبر أول قتيل من بني هاشم.
ب- وحكى سبط بن الجوزي في كتابه تذكرى خواص الأمة الصفحة 263 عن محمد بن هشام (أن الحسين لما رآهم مصرين على قتله أخذ المصحف ونشره وجعله على رأسه ونادى بيني وبينكم كتاب الله وجدي رسول الله يا قوم بم تستحلون دمي ألست إبن بنت نبيكم.
ألم يبلغكم قول جدي صلى الله عليه وآله وسلم فيً وفي أخي الحسن هذان سيدا شباب أهل الجنة إن لم تصدقوني فأسلوا جابر ويزيد إبن الأرقم وأبا سعيد الخدري ... فإلتفت الحسين فإذا بالطفل يبكي عطشا فأخذه على يده وقال:
يا قوم إن لم ترحموني فأرحموا هذا الطفل فرماه رجل منهم بسهم فذبحه الخ ... وهذا بعيد أيضا كما يراه الشيخ الحلفي فی ?تابه.
ج – ويرى سيدنا إبن طاوس في (لهوفه) في الصفحة رقم 50 وشيخنا المفيد في إرشاده .. كان ذلك بعد ما قتل علي الأكبر والقاسم بن الحسن عليهم السلام ورأى الحسين مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته فتقدم الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه – فرماه حرملة فقتله الخ .. ثم حملوا وقتل العباس ، وقال الشيخ الحلفي أن هذا فيه جهة بعد.
د – ويرى الكوفي في – مقتله (مقتل أبي مخنف) – والطبرسي في إحتجاجه أن الحسين روحي فداه لما بقي وحيدا فريدا رجع إلى الخيام فأوصى أخته أم كلثوم عليها السلام بولده الرضيع فأجابته أن الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء فأطلب له شربة من الماء فأخذ الطفل وتوجه به نحو القوم وقال:"يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا فأسقوه شربة من الماء فبينما هو يخاطبهم إذا أتاه سهم مشئوم فذبحه". ويرى مؤلف كتاب عبد الله الرضيع الشيخ الحلفي أن هذا هو الأشهر.
كيف قتل الرضيع
ويرى الشيخ الحلفي أن المؤرخون أختلفوا أيضا في كيفية شهادته:
أ – فيرى الطريحي رحمة الله عليه في منتخبه أن السهم وقع في حلقه فذبحه.
ب – ويرى أبو مخنف في المقاتل أن السهم ذبحه من الأذن إلى الأذن.
ج – ويرى الميرزا مهدي في المعالي أن السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد.
د – ويرى أبوالفرج الإصفهاني في كتابه مقاتل الطالبيين أن السهم وقع في نحره.
هـ - ويرى الطبرسي في الأحتجاج أن السهم وقع في لبته.
و – ويرى المظفري في كتابه "بطل العلقمي" أن السهم أصابه في عنقه.
من قتل الرضيع
يرى الشيخ كاظم الحلفي أن المؤرخون قد أختلفوا فيمن رماه:
أ – ففي تذكرة خواص الأمة ص : 265 قتله هاني بن ثابت الحضرمي.
ب – وفي مقاتل الطالبيين – ص : 90 هو عقبة بن بشر.
ج – وفي مقتل أبي مخنف ص : 83 قيل : رماه قديمة العامري.
د – وفي الإرشاد ص : 254 ومثير الأحزان لإبن نما ص: 52 رماه رجل من بني أسد.
هـ - وفي اللهوف ص : 50 رماه حرملة بن كاهل الأسدي لعنه الله وهذا هو الأصح وإليه يشير الرائي بقوله:
إن أنسى لا أنسى إبن فاطم مذ غدى والطفل من حر الظما يتلوع
فأتى به نحو اللئام مناديا يا قوم هل قلب لهذا يخشع
هل راحم يسقيه من ماء لكي يبتل منه فؤاده المتوجع
قالوا له مهلا سنسقيه الردى بيد الحتوف علقما لا يجرع
فرماه حرملة بسهم في الحشى فغدت دماء حشاشته تتدفع
فرمى بكفيه دماء وريده نحو السماء مناديا يا مفزع
أنت العليم بفعله فأحكم بهم مهما تشاء فإليك ربي المرجع
بما قتل الرضيع
وكذلك إختلفوا فيما أصابه فقتله وقد ذكر الشيخ الحلفي في كتابه:-
أ – فيرى الطريحي في المنتخب أنه سهم مسموم.
ب – ويرى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أنه نشابة.
ج – ويرى أبو مخنف في مقتله الصغير أنه سهم مسموم. وكذلك الميرزا مهدي فيما حكاه عنه صاحب المعالي.
د – وأطلق غيرهم بأنه سهم . كما جاء في الارشاد واللهوف والتذكرة والطبري ومثير الأحزان وغيرها.
هـ - ويرى السيد محمد علي الشاه عبد العظيم في كتابه وقعة كربلاء بأنه سهم له ثلاث شعب.
ما قاله الحسين عليه السلام بعد قتل الرضيع
ومثله إختلافهم فيما قاله الحسين بعد أن قتل الرضيع عليه السلام.
أ – ففي اللهوف ص : 50 ثم قال : "هون علي ما نزل بي أنه بعين الله".
ب – وفي الارشاد ص : 254 وتاريخ الطبري ج 4 ، ص: 342 ومثير الأحزان ص: 52. قــال :"يارب إن تك حبست عنا النصر من السماء فأجعل ذلك لما خير منه وإنتقم لنا من القوم الظالمين".
ج – وفي مقاتل الطالبيين ص : 90 ... اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.
د – وفي المنتخب ص : 322 ثم قال: اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الخلق بنبيك وحبيبك ورسولك صلى الله عليه وآله.
هـ - وفي تظلم الزهراء ثم قال يا نفس أصبري وإحتسبي فيما أصابك إلهي ترى ما حل بنا في العاجل فأجعل ذلك ذخيرة لنا في الآجل .
و – وفي المقتل الصغير ص : 83 ثم قال : اللهم إني أشهدك على هؤلاء القوم فإنهم نذروا أن لا يتركوا أحدا من ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم.
تعليق