بسم الله الرحمن الرحيم
اهل البيت(عليهم السلام)
{المعـصوم الأول نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عـليه وآله وسلم}
(( إ سلام أ لف نفـر من قـبيلة بني سليم مرَّةً واحدة ))
كان النبي الأكرم (ص) مع أصحابه إذ جاءه أعـرابي معه ضب قد صاده وجعـله في كمه. فقال: من هذا وأشار إلى النبي ( ص ) .
قالوا : هذا النبي.
قال الأعـرابي: واللا ت والعـزى ما أحد أبغـض إلي منك. ولولا أن تسميني قـومي عجولاً لعجلت عـليك فـقـتـلتك.
فقال رسول الله ( ص ): ما حملك عـلى ما قـلت ؟ آمن بالله.
فقال الأعـرابي: لا آمنت أو يؤمن بك هذا الضب. وطرحه.
فقال النبي الأكرم ( ص ): يا ضب. فأجابه الضب بلسان عـربي يسمعه القوم : لبيك وسعـديك يا زين من وافى القيامة.
قال رسول الله ( ص ) : ما تعـبد؟
قال الضب : الذي في السماء عـرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عـقابه.
قال رسول الله ( ص ) : فمن أنا يا ضب؟
قال الضب : رسـول رب العالمين، وخاتم النبيين، قد أفلح من صدقك، وخاب من كذبك.
قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعـد عـين، لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحدٌ أبغـض إليَّ منك، وإنك الآن أحبُّ إليَّ من نفسي ووالديَّ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأنك محمدٌ رسول الله، فـرجع إلى قومه وكانوا بني سليم، فأخبرهم بالقصة فآمن ألف إنسان منهم.
{المعـصوم الثاني سـيدة نساء العالمين فاطمة الزهـراء عـليها السلام}
(( بركة عـقـد الزهـراء ( ع ) ))
صلَّى رسـول الله ( ص ) بالمسلمين ذات يوم ، ولما فـرغ من صلا ته جلس في مصلاَّهُ والناس حوله ، فـبينما هم كذلك إذ أقـبل إليه شيخ طاعـن في السن فقـير الحال وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعـفاً .
فقال : يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعـمني وعـاري الجسد فاكسني وفقير فارشني .
ولم يجد النبي الأكرم ( ص ) شيئاً ينفقه عـليه فقال : ما أجد لك شيئاً ولكن الدال عـلى الخير كفاعـله .
يا بلال قم فقف به عـلى منزل فاطمة . فانطلق الأعـرابي مع بلا ل ، فوقف عـلى باب فاطمة ونادى بأعـلى صوته: السلام عـليكم يا أهل بيت النبوة ... ثم حكى لها قـصته .
ولم تكن فاطمة ولا زوجها ولا أبوها قد طعـموا طعاماً خلال ثلاث ليال .
فعـمدت الزهراء ( ع ) عـلى ما بها من الجـوع أن تستجيب لهذا الشيخ الفقير- إلى عـقد كان في عـنقها أهدته لها فاطمة بنت عـمها حمزة بن عـبد المطلب ( ره ) . فـقطعته من عـنقها وأعـطته إلى الأعـرابي فقالت : خذه وبعه عـسى الله أن يعـوضك به ما هو خير منه .
فأخذ الأعـرابي العـقد وانطلق مسروراً إلى مسجد رسول الله ( ص ) والنبي ( ص ) جالس مع أصحابه فقال : يا رسول الله أعـطـتني فاطمة هذا العـقد وقالت بعه عـسى الله أن يصنع لك .
فـلما سمع رسول الله ( ص ) كلام الأعـرابي ، بكى وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد أعـطتك إيََّّاه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم .
فعـرض الشيخ العـقـد للبيع .
فقال عـمار بن ياسر ( ره ) : بكم العـقـد يا أعـرابي ؟
قال الأعـرابي : بشبعه من الخبز واللحم ، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربيِّ ، ودينار يبلغـني إلى أهلي .
وكان عـمار( رحمه الله ) قد باع سهمه الذي أعـطاه رسول الله ( ص) من خيبر فقال : للأعـرابي لك عـشرون ديناراً ومائتا درهم وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعـك من خبز البر واللحم .
ففـرح الأعـرابي بما سمع ، بذل عـمار ( رحمه الله ) في شراء العـقـد وشكره عـلى ذلك ثم رخى يده داعـياً فقال : اللهم أعـط فاطمة مالا عـين رأت ولا أذن سمعـت .
فقال رسول الله ( ص ) : آمين .
فعـمد عـمار ( رحمه الله ) إلى العـقـد فـطيبه بالمسك ، ولفه في بردة يمانية ، وكان له عـبد اسمه (( سهم )) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العـقـد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العـقـد فادفعه إلى رسول الله ( ص ) وأنت له .
فأخذ المملوك العـقـد فأتى به رسول الله ( ص) أخـبره ، بقول عـمار ( رحمه الله ) ،
فقال النبي ( ص ) : انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العـقـد وأنت لها .
فجاء سهم بالعـقـد وأخبرها بقول رسول الله ( ص ) فأخذت فاطمة العـقـد وأعـتـقت سهماً المملوك .
فضحك الغلام سهم فقالت فاطمة ( ع ) ما يضحكك يا غلام ؟
فقال سهم : أضحكني عِـظًمُ بركة هذا العـقـد ، أشبع جائعاً ، وكسى عـرياناً ، وأغـنى فقيراً ، وأعـتـق عـبداً، ورجع إلى صاحبه .
{المعـصوم الثالث الإمام الأول عـلي بن أبي طالب عـليه السلام}
(( ظهور المرقـد الطاهـر للإمام عـلي ( ع ) بعـد (( 130 )) سنة ))
لما استشهد الإمام ( ع ) حمل جسده الطاهـر أولا ده وبعض الخاصة من أصحابه تحت ستار الليل وفي الخـفاء الكامل إلى مدفـنه الطاهـر ، وذلك خـوفاً من الأعداء الأ لدًّاء بالأخص الخـوارج وبني أمية الذين كانوا يحملون حـقداً وبغـضاً دفـيناً في قـلوبهم ، فـلو عـلموا بمكان قبره الشريف لأخـرجـوا جسده الطاهـر وأهانوه .
فـمضت عـشرات السنين ، وما زال القـبر مخـفياً عـن الناس ، حتى ظهر عـلى إثر حادثة في أيام هارون الرشيد ، وإليكم الحادثة :
عـن عـبد الله بن حازم قال : خـرجنا يوماً مع هارون الرشيد من الكوفة نتـصيد ، فصرنا إلى ناحية الغـريين و الثوية ، فـرأينا ظباءً فأرسلنا عـليها الصقـور والكلاب فجا ولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمةٍ فسقـطت عـليها فسقـطت الصقـور ناحية ورجعـت الكلاب ، فعجب الرشيد من ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقـور والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعـت عـنها الكلاب والصقـور ففعلت ذلك ثلاثاً .
فقال لي هارون الرشيد : أُركضوا ، فمن لقـيتموه فأ ْتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد ، فسأله الرشيد بعـض الأسئلة فقال الشيخ : إن جعـلت لي الأمان اخبرتك .
قال الرشيد : لك عهد الله وميثاقه ألاَ أُهيجك ولا أُؤذيك .
قال الشيخ : حدثني أبي عـن آبائي أنهم كانوا يقولون أن في هذه الأكمة قبر عـلي بن أبي طالب ( ع ) ، جعـله الله حـرماً ، لا يأوي إليه شئ إلا أمَن .
فنزل هارون الرشيد فدعا بماءٍ وتوضأ وصلى عـند الأكمة وتمرَّغ عـليها وجعل يبكي ثم انصرفـنا إلى الكوفة .
وبهذه الصوره ظهـر للناس المرقـد الطاهر لمولانا الإمام عـلى بن أبي طالب بعد إخفائه عن جور الظلمة لمدة (( 130 )) سنة .
{المعـصوم الرابع الإمام الثاني الحسن بن عـلي المجتبى عـليه السلام}
(( قـضاء الإمام الحسن في أ يام خلا فة الإمام عـلي (ع)
))
أُتِيَ برجل في أيام خلاف الأمام عـلي ( ع ) كان في خَـرِبَة وبيده سكين ملطخ بالدم ، وإذا برجل مذبوح يتشحط بدمه وكانت القرائن تدل عـلى أن هذا الرجل هو الذي ارتكب القتل وقام بهذه الجـريمه فأخذه الشرطة وجاءوا به إلى أميرالمُؤ منين ( ع ) .
فقال الإمام ( ع ): ما تقـول ؟ ( من قـتـل ذلك الرجـل المذبوح في الخـرابة ) .
فقال الرجل وكان قـصاباً : أنا الذي قـتـلته .
فحكم الإمام عـلي ( ع ) بحسب القـرائن الظاهرية بالقـصاص وأمر بإعـدامه .
فـلما ذهبوا به للقـصاص منه ، أقـبل القاتل الحـقيقي مسرعاً فقال : يا أميرالمؤمنين ماهذا صاحبه أنا الذي قـتـلته .
فقال أمير المؤمنين ( ع ) للقـصاب القاتل الأول : ما حملك عـلى إقرارك عـلى نفسك ؟
قال القـصاب : ما كنت أستطيع أن أنكر وقد شهد عـليَّ أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عـليه فخـفت الضرب . فأقـررت . وأنا رجل كنت ذبحتُ بجنب هذه الخـربة شاةً وأخذني البول فدخلت الخـربة فـرأيت الرجل يتشحط بدمه . فوقـفت متعجـباً فـدخل عـلي هؤلاء فأخذوني .
فقال أميرالمؤمنين ( ع ) : خـذوا هذا القـصاب وهذا القاتل فاذهـبوا بهما إلى الحسن ( ع ) وقولوا له ما لحكم فيهما ؟
فجاء وا بهما إلى الإمام الحسن ( ع ) وقـصـوا عـليه قصتهما فقال الإمام الحسن المجتبى ( ع )
قولوا لأمير المؤمنين ( ع ) وإن هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيا هذا وقد قال الله عـز وجـل ( ومن أحيا نفساً فكأ نما أحيا الناس جميعاً ) يخـلىَّ عـنهما وتخْـرَج دية المذبوح من بيت المال .
فأمرأميرالمؤمنين ( ع ) أن يطلق القـصاب والقـاتل وأعـطى دية المذبوح من بيت المال إلى ورثته .
{المعـصوم الخامس الإمام الرابع الحسين بن عـلي عـليه السلام}
((1- عـلة عـدم قـتل الإمام الحسين ( ع ) بعـض أعـدائه ))
عـن الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) فأمضاه : رأيت أبي ( ع ) يوم عاشوراء يحمل عـلى العـدو فيقـتلهم ويترك بعـضهم مع كونهم في متناول يده وباستطاعته قـتلهم .
ولم أكن أعـلم سر هذه القضية إلى أن وَصلْتُ إلى مقام الإمامة . فعـرفت أن سبب عـدم قـتل أبي ( ع ) لأولئك يرجع إلى وجود مؤمنين في صلبهم ممن سيكونون من أولياء أهل البيت ( ع ) . فكان أبي ( ع ) حفاظاً عـلى محبينا لا يقـتـل آباءهم .
(( 2- مفاخرة الإمام الحسين مع أ بيه ( ع ) ))
كان النبي ( ص ) جالساً ذات يوم وعـنده عـلي بن أبي طالب ( ع ) إذ دخل الحسين ( ع ) فأخذه النبي ( ص ) وجعـله في حجـره وقـبل بين عـينيه وقـبل شفتيه وكان للحسين ( ع ) ست سنين .
فقال عـلي ( ع ) : يا رسول الله أتحب ولدي الحسين ( ع ) ؟
فقال : كيف لا أحبه وهو عـضو من أعـضائي .
فقال : يا رسول الله أينا أحب إليك أنا أم الحسين ؟
فقال الحسين يا أبه : من كان أعـلا شرفاً ، كان أحب إلى رسول الله ( ص ) وأقـرب .
فقال عـلي ( ع ) : أ تـفـاخـرني يا حسين ؟
قال : نعـم إن شئت يا أبتاه .
فقال عـلي ( ع ) : أنا أمير المؤمنين ، أنا لسان الصادقين ، أنا وزير المصطفى ، أنا مفتاح
الهدى ، حتى عـد من مناقبه نيفاً وسبعـين منقبة ثم سكت .
فقال رسول الله ( ص ) للحسين ( ع ) : أسمعـت يا أبا عـبد الله وهو عـشر معـشار ما قاله من
فضائله ومن ألف أ لف فضيلة وهو فوق ذلك وأعـلى .
فقال الحسين ( ع ) : الحمد لله الذي فـضلنا عـلى كثير من عـباده المؤمنين وعـلى جميع
المخلوقين . ثم قال: أما ما ذكرت يا أبه يا امير المؤمنين فأنت فيه صادق أمين .
فقال النبي ( ص ) : أذكر أنت فضائلك يا ولدي . فقال ( ع ): أنا الحسين ابن عـلى ابن أبي
طالب ، وأمي فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين ، وجدي محمد المصطفى سيد بني
آدم
اجمعين ، لا ريب فيه يا أبه ، أمي أفضل من امك عـند الله وعـند الناس ا جمعـين ،
وجدي
خير من جدك و ا فضل عـند الله وعـند الناس أجمعـين ، وأبي خير من ابيك عـند الله
وعـند
الناس أجمعـين ، وأنا ناغاني في المهد جبرائيل وتلقاني إ سرافيل ، يا أبه أنت عـند الله
أفضل مني وأنا ا فخر منك بالآباء والأمهات والأجـداد .
ثم أنه اعـتنـق أباه يـقبله وعـلي ( ع ) أيضاً يـقبله ويقول : زادك الله شرفاً وتعـظيماً
وفخراً وعـلماً وحلماً ولعـن الله قاتليك يا أبا عـبد الله .
{المعـصوم السادس الإمام الرابع عـلي زين العابدين عـليه السلام}
(( ظبية تلتجئ بالإمام علي بن ا لحسين زين العابدين ( ع ) ))
عـن حمران بن أعـين قال : كان الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) قاعـداً في جماعة من أصحابه ، إذ جاءته ظبية فبصبصت عـنده ( أي حركت إ ذ نيها وضربت بيديها ) .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) لأصحابه : أتدرون ما تقول هذه ا لظبيه ؟
قالوا : لا .
قال الإمام ( ع ) : تدعي هذه الظبية أن فلان بن فلان من قريش اصطاد خشفاً لها ( أي ولدها ) في هذا ا ليوم ، وإنما جاء ت أن أسأل القرشي أن يترك الخشف بين يديها فترضعه .
ثم قال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : قوموا بنا إلى الصياد ، فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم فقال للأمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ): فَداك أبي وأمي ما جاءَ بك ؟
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أسألك بحقي عـليك ألا أخرجت إليَّ الخشف الذي ا صدته اليوم كي ترضعه أمه .
فأخرج الصياد الخشف ووضعه بين يدي أمه فأرضعته .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أسألك يا فلان لما وهبت لنا الخشف .
قال الصياد : قد فعـلت .
فقام الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : عندئذ وأرسل الخشف مع أمه فحضت الظبية فبصبصت وحركت ذنبها .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أتدرون ما قالت الظبية ؟
قالوا : لا .
قال الإمام ( ع ) : قالت : (( ردَّ الله عـليكم كلَّ غائب لكم ، وغـفر لعـلي بن الحسين كما ردَّ عـليَّ ولدي )) .
{المعـصوم السابع الإمام الخامس محمد بن علي الباقر عـليه السلام}
(( الإمام ا لباقـر( ع ) ينهى عـن المنكر))
كان أبوا لصَّبَّاح ا لكناني من أكابر وفقهاء وأصحاب الإمام الباقـر( ع )، جاء يوماً إلى باب الإمام
( ع )، فـطرق الباب فخرجت إليه جارية ناهدة فضرب أبوا لصَّبَّاح بيده عـلى رأس ثديها وقال
لها : قولي لمولاك إني بالباب.
فصاح الإمام الباقـر( ع ) مِن آخرا لدار: أدخل لا أُمَّ لك.
قال أبوا لصَّبَّاح : فـدخلت وقـلت ولله ما أردتُ رَيْبَةً- لم أقصد الشهوة- ولا قصدت إلاَّ زيادةً في يقيني ( هل أنَّ الإمام يعـلم ما وراء الجدران أم لا )؟.
فقال الإمام ( ع ) : صدقت لئن ظننتم أنَّ الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذاً لا فرق بيننا وبينكم . فإيَّاك أن تعـود لمثلها .
{المعـصوم الثامن الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق عـليه السلام}
(( عـلم ا لكتاب كله عـندنا ))
قال سدير الصيرفي- وهو من أصحاب الإمام الصادق ( ع ) : كنت أنا وأبو بصير، ويحيى
ا لبزَّا ر، وداود بن كثير، في مجلس أبي عـبد الله ( ع ) إذ خرج إلينا وهو مغـضب، فـلما أخذ مجلسه، قال ( ع ) : يا عـجباً لأقوام يزعـمون أناَّ نعـلم الغـيب، ما يعـلم الغـيب إلاَّ الله عـزَّ وجلَّ. فمن أين لي العـلم بالمغـيبات ؟. لقد هممت بضرب جاريتي فلانه. فهربت مني، فما عـلمتُ في أي بيوت الدار هي؟
قال سدير: فـلما قام من مجلسه وصار في منزله، دخلت أنا، وابو بصير، و ميسر وقـلنا له: جُعـِلنا فداك، سمعـناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك، ونحن نعـلم أنك تعـلم عـلماً كثيراً، ولا ننسبك إلى عـلم الغـيب.
فقال ( ع ) : يا سدير ألم تقـرأ القـرآن قـلت: بلى.
فقال ( ع ) : فهل وجدت فيما قـرأت من كتاب الله عـز وجل:
{ قال الذي عـنده عـلم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفكْ}
قلت : جُعِـلتُ فداك، قد قـرأته.
قال ( ع ) : فهل عـرفت الرجل- آ صف بن برخيا وزير النبي سليمان ( ع )-؟
وهل عـلمت ما كان عـنده من عـلم الكتاب؟
قلت : أخبرني به.
قال ( ع ) : قد قـطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من عـلم الكتاب؟
قلت : جُعِلتُ فداك، ما أقـلَّ هذا؟
فقال ( ع ) : ما أكثر هذا أن ينسبه الله عـز وجل إلى العـلم الذي أخبرك به. يا سد ير، فهل وجدتَ فيما قـرأتَ من كتاب الله عـز وجل أيضاً:
{قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عـنده عـلم الكتاب}
قلت : قد قـرأته، جُعـِلتُ فداك.
قال ( ع ) : أفمن عـنده عـلم الكتاب كله أفـْهَمْ، أم من عـنده عـلم الكتاب بعـضه؟
قلت : لا، بل من عـنده عـلم الكتاب كله.
فأوماَ ( ع ) بيده إلى صدره، وقال: عـلم الكتاب والله كله عـندنا، عـلم الكتاب والله كله عـندنا.
(( أقول: لعـلَّ ثمَّة أحد من المخالفين حاضر في المجلس الأول الذي خرج عـليهم الإمام أبو عـبد الله الصادق ( ع ) بحالة الغـضب فاتقى منهم تقية، أما في المجلس الثاني ، الذي خلا فيه الإمام مع ا صحابه المخلصين، فأخبرهم بالحقيقة بأن الله عـز وجل قد وهب الأئمة ( ع ) عـلم الغـيب كما وهب آ صف بن برخيا من قبل في حين أن عـلم آ صف إلى عـلمهم قد قطرة من البحر.
{المعـصوم التاسع الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم عـليه السلام}
((1- بأبي أنت وأمي يا مستودع الأ سرا ر))
عـن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة عـلى أبي عـبد الله ( ع ) فقال له : رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه .
فقال أبو عـبد الله ( ع ) : ادعـوا لي موسى، فدُعِيَ، فقال له: يا بني، إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنههم؟
فقال : نعم يا أبه إن الذي كنتُ أصلي له كان أقرب إليَّ منهم، يقول الله عـز و جل:
{ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. سورة ق الآية 16
قال : فـضمه أبو عـبد الله ( ع ) إلى نفسه، ثم قال: يا بُنَيَّ بأ بي أنت وأمي، يا مستودع الأسرار.
((2- ما منعـك أن تسأل إ بني؟ ))
وعـن محمد بن الحسين، عـن صفوان بن يحيى، عـن عـيسى شـلقان، قال: دخلت عـلى أبي عـبد الله ( ع ) وأنا ا ر يد أن اسأله عـن أبي الخطاب، فقال لي مبتدئاً قبل أن أجلس، يا عـيسى ما منعـك أن تـلقى إ بني فـتسأله عـن جميع ما تريد؟
قال عـيسى : فذهبت إلى العـبد الصالح ( ع ) وهو قاعد في الكُتَّاب وعـلى شفتيه أثر المداد، فقال لي مبتدئاً : يا عـيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين عـلى النبوَّة فـلم يتحوَّلوا عـنها أبداً، وأخذ ميثاق الوصيين عـلى الوصيَّة فـلم يتحوَّلوا عـنها أبداً، وأعـار قوماً الإيمان زماناً ثمَّ يسلبهم إيَّاه، وإنَّ أبا الخطاب ممَّن أُعـير الإ يمان ثم سلبه الله تعالى، فضممته إليَّ وقبَّلتُ بين عـينيه ثم قـلتُ: بأبي أنت وأمِّي ذرية بعـضها من بعـض والله سميع عـليم.
ثم رجعـت إلى أبي عـبد الله ( ع ) ، فقال لي : ما صنعـت يا عـيسى؟
قلت له : بأبي أنت وأمِّي أتيته فأخبرني مبتدئاً من غـير أن اسأله عـن جميع ما أردت أن اسأله عـنه، فعـلمت والله عـند ذلك أنه صاحب هذا الأمر.
فقال : يا عـيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عَـمَّا بين دفَّـتَيْ المصحف لأجابك فـيه بعـلم.
ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب فعـلمت ذلك اليوم أنه صاحب الأمر.
{المعـصوم العاشر الإمام الثامن عـلي بن موسى الرضا عـليه السلام}
(( بِمَ يُعْـرَفُ الإمام ))
دخـل أبو بصير عـلى الإمام الرضا ( ع ) وهو بخـراسان فقال لأبي الحسن ( ع ) : جُعـِلْتُ فداكَ ، بِمَ يُعـْرَفُ الإمام الحق؟
فقال الرضا ( ع ) : بخـصال:
1- أمَّا أولها فإنه بشيء- وصية وتصريح- قد تقدم من أبيه إشارة إليه لتكون عـليهم حجة.
2- ويُسأل فـيجيب عـن الحلال والحرام بدون مكث.
3- وإذا سُكِتَ عـنه ابتدأ الإمام.
4- ويخبر بما يقع في الغـد.
5- ويكلم الناس بكل لسان.
ثم قال ( ع ) لأبي بصير: يا أبا محمد، أعـطيك عـلامة- من عـلامات الإمام- قبل أن تقوم- وتخرج من المجلس-
قال أبو بصير: فـلم ألبث أن دخل عـلينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخـراساني بالعربية، فأجابه أبو الحسن ( ع ) بالفارسية.
فقال له الخـراساني : والله جُعِلتُ فداك ما منعني أن أكلمك بالخـراسانية غـير ا ني ظننت أنك لا تحسنها.
فقال ( ع ) : سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك بالفارسية، فـما فـضلي عـليك؟
قال أبو بصير: ثم قال لي: يا أبا محمد ، إن الإمام لا يخفى عـليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فـليس هو بإمام حق.
{المعـصوم الحادي عشر الإمام التاسع محمد بن علي الجواد عـليه السلام}
(( بُهـِتَ الذي كفـر ونجا الذي آمن ))
قال عـلي بن خالد : قال محمد- وكان زيدياً كنت بالعـسكر وهو مدينة سامراء فبلغـني أنَّ هناك رجـل محبوس أُتِيَ به من ناحية الشام مكبولاً وقالوا إنه تـنبَّأ.
قال عـلي بن خالد : فأتيت الباب وداريت البوَّابين والحَجَبَة حتى وصلت إليه فإذا رجـل له فهم، فـقـلت : يا هذا ما قـصَّتـُكَ وما أمرك؟
قال : إني كنت رجلاً بالشام أعـبد الله في الموضع الذي يقال له: موضع رأس الحسين ( ع ) فـبينا أنا في عـبادتي إذ أتاني شخصٌ فقال لي، قم بنا فقمت معه بـينا أنا معه إذ أنا في مسجد الكوفة.
فقال لي : تعـرف هذا المسجد؟
فـقلت : نعـم هذا مسجد الكوفة.
قال السجين : فـصلَّى وصلـَّيت معه، فـبينا أنا معه إذ أنا في مسجد رسول الله ( ص ) في المدينة، فسلم عـلى رسول الله ( ص ) وسلـَّمت وصلـَّى وصلـَّيت معه وصلَّى عـلى رسول الله
( ص )، فـبينا أنا معه إذ أنا بمكة، فـلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه، فـبينا أنا معه، إذ أنا في الموضع الذي كنت أعـبد الله فـيه بالشام عـند مقام رأس الحسين ( ع ). فـلمَّا كان العام القابل إذ أنا به فعـل فعـلته الأولى فـلمَّا فـرغـنا من مناسكنا وردَّني إلى الشام وهمَّ بمفارقـتي قـلت: له سألتكّ بالحق الذي أقدرك عـلى ما رأيت- من طيِّ الأرض- إلاَّ أخبرتني من أنت ؟ فـقال : أنا محمد بن عـلي بن موسى.
قال : فـتراقى الخبر- واشتهـر حتى انتهى إلى محمد بن عـبد الملك الزيات- وزير الخليفة العـباسي المعـتصم- فبعـث إليَّ وأخذني وكبَّلني في الحديد وحملني إلى العـراق.
قال عـلي بن خالد : فـقلت له: فارفع القـصَّة إلى محمد بن عـبد الملك ففعل وذكر في قـصَّته ما كان فوقَّع في قـصَّته- واستهـزأ بالإمام أهانه:- قـل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكَّة وردَّكَ من مكَّة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال عـلي بن خالد : فغـمَّني ذلك من أمره ورقـقت له وأمرته بالعـزاء والصبر.
قال: ثمَّ بكَّرت عـليه فإذا الجند وصاحب الحـرس وصاحب السجن وخلقُ الله، فقلت ما هذا؟
فقالوا : المحمول من الشام الذي تـنبَّأ أفـتـُقِد البارحة فلا يُدرَى أخُسِفَت به الأرض أو اختطفه الطير.
وهم لا يعـلمون أنَّ ذلك كان إعـجازاً من الإمام الجواد ( ع ) حيث نجَّاه من السجن.
{المعـصوم الثاني عشر الإمام العاشر عـلي بن محمد الهادي عـليه السلام}
(( هلا ك المشعـبذ المتجاسر))
ورد رجـل مشعـبذ من ناحية الهند يلعـب بلعـب الشعـبذة ولم يُرَ مثـله، وكان المتوكل يحاول بمختلف الطرق أن يؤذي الإمام الهادي ( ع ) ، ويُطفئْ نوره الوهاج بِفـِيِه ويأبى الله إلآَّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون .
فقال المتوكل لذلك الرجـل : إنْ أنت أخجـلتهُ- يعـني الإمام الهادي ( ع )- أعـطيتكَ ألف دينار زكيه.
فقال المشعـبذ الهندي : مُرْ بأن يُخْبَزْ رقاقاً خفافاً واجعـلها عـلى المائدة وأقعـدني إلى جنبه فلا يقوم من مقامه إلآَّ خجلاً .
فأمر المتوكل ففعـلوا ما أراده المشعـبذ. وأحضر مائدةً عـليها أنواع الأ طعمة ودُعيَ إليها جماعة من الشخصيات فيهم الإمام الهادي ( ع ) جاءها مظطرَّاً، فجلس الحاضرون إلى جنب المائدة، وجلس المشعـبذ إلى جنب الإمام الهادي ( ع ) فـلما مد الإمام ( ع ) يدهُ إلى الخبز الرقاق فـطيرها المشعـبذ إلى الجانب الآخر، ومد الإمام يده إلى الأخرى فـطيرها فـتضاحك الناس
( فتكرر العـمل من المشعـبذ عـدة مرات ). فعـرف الإمام ( ع ) نوايا المتوكل من هذه الحركات فغـضب غـضباً شديداً وضرب يده عـلى صورة الأسد التي في المسورة- المُتكى- فقال (( خذ عـدوَّ الله)). فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعـت الرجل. وعادت في المسورة كما كانت . فاستولى الخـوف والوحشة عـلى المتوكل وأُغـميَ عـليه ووقع عـلى الأرض عـلى وجهه، وفرَّ الأخرون من المجـلس. فـلمَّا أفاق المتوكل من غـشيته إ لتمس من الإمام ( ع ) أن يردَّ المشعـبذ قائلاً : سألتك إلآَّ جـلستَ ورددته.
فقال الإمام الهادي( ع ) : والله. لا يُرى بعـدها. أتسلطُ أعـداءَ الله عـلى أولياءِ الله؟. وترك الإمام الهادي ( ع ) المجلس وخرج من عند المتوكل فلم يُرَ الرجـل بعـد ذلك أبداً.
{المعـصوم الثالث عشر الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري عـليه السلام}
(( ويحـك أ تريد دليلاً أ بين من هذا ؟! ))
قال محـمد بن عـلي ابن إبراهيم بن موسى بن جعـفر( ع) ضاق بنا الأمر- أمر المعاش - فقال لي أبي أمض بنا حتى نصير إلى هذا الرجـل يعـني أبا محـمد- الحسن العـسكري (ع) فإنه قد وُصِفَ عـنه سماحة .
فقلت : تعـرفه؟
قال : ما اعـرفه ولا رأيته قـط. فقصدناه. فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمرلنا بخمسمائة درهـم، مائتا درهم للكـسوة ومائتا درهـم للدين ومائة للنفقة.
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلا ثمائة درهـم، مائة أشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة. وأخرج إلى الجبل (( هـو المدن بين آذربيجان وعـراق العـرب وفارس وهـو هـمدا ن وقـزوين )) فـلما وافـينا الباب خـرج إلينا غـلامه فقال: يدخل عـلي بن إبراهيم ومحمد ابنه فـلما دخلنا عـليه وسلَّمنا قال( ع ) لأبي : يا عـلي ما خلـَّفـك عـنَّا إلى هذا الوقت؟
فقال : يا سيدي استحيت أن ألقاك عـلى هذا الحال.
فـلمَّا خـرجنا من عـنده جاء نا غـلامه فناول أبي صرَّة فقال : هذه خمسمائة درهـم، مائتان للكسوة ومائتان للدَّين ومائة للنَّفقة، وأعـطاني صرَّة فقال هذه ثلا ثمائة درهـم اجعـل مائة في ثمن حمار ومئة للكسوة ومئة للنَّفقة ولا تخرج إلى الجبل، وصر إلى سوراء.(( بلد بقـرب الحلة )) فصار إلى سوراء وتزوَّج بامرأة، فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف (( يعـتـقد أن الإمام موسى بن جعـفر( ع ) حيٌّ وهو الإمام القائم وليس بعـده من إمام وحجة، وهذا هـو مذهب ا لواقفيَّة ))
فقال محمد بن إبراهيم راوِ الحديث فقـلت له : ويحك أتريد أمراً أبين من هذا؟!
فقال : هذا أمر قد جـرينا عـليه وصار لنا عادة.
أقول : وتدلُّ هذه القصَّة عـلى أنَّ الإمام ( ع ) يعـلم البواطن وكذا تدلُّ عـلى سماحة الإمام العـسكري( ع ) وسخائه، وهكذا فيها دلالة عـلى أنَّ ألطاف الإمام العـسكري( ع ) كانت تشمل غـير شيعـته أيضاً، وفيها أيضاً أنَّ الإمام( ع ) كان موصلاً لرحمه لأنَّ عـلي بن إبراهيم ومحمد بن عـلي بن إبراهيم هما من أحفاد الإمام موسى بن جعـفر( ع ) .
{المعـصوم الرابع عشر الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن العسكري عـليه السلام}
(( الإمام المهدي ( عج ) يُحَمِّـلُ شيعـياً قـطيفـياًّ رسالة إلى أحد العـلماء ))
نقـل العالم الكبير آية الله العـظمى الآخـوند ملاَّ عـلي الهمداني ( ره ) عن أستاذه العـظيم آية الله العـظمى الشيخ ضياء الدين العـراقي المتوفَّى في (( 1361 هـ ق )) المدفون في النجف الأشرف قـال :
قـال الأستاذ : عّـزّمّ أحـد الشيعة من أهل القـطيف أن يتشرف بزيارة مولانا الإمام الرضا ( ع ) . وفي إثناء مسيرته من الحجاز إلى خـراسان فـقـد ما دبَّره لنفسه من مؤونة السفـر من النقود، فـبقي حائـراً لا يدري بمن يلوذ.
فـتوسَّل بمولا نا صاحب العـصر عـجـل الله فـرجه الشريف فرآى سيداً نورانياًّ وقوراً مقبلاً إليه فـقـال له :
خذ هذه الأموال مؤونةً لسفـرك إلى مدينة سامراء، وفي مدينة سامراء إذهب إلى محضر الميرزا الشيرازي ( ره ) وقل له : يقول لك السيد مهدي- يعـني إمام الزمان ( ع ) – لنا عـندك أموال، فخـذ منها ما يبلغ بك إلى زيارة جـدي الإمام عـلي بن موسى الرضا( ع ) .
فـقـال القـطيفي : قـلت لذلك السيد النوراني: فإذا قـلت للسيد ا لميرزا الشيرازي أنَّ السيد مهدي قـال هكذا سوف يسألني من هو السيد مهـدي؟ وما هو دليلك وعـلا ما تك ؟ فماذا أقـول له ؟
قـال السيد النوراني : قـل للميرزا ( ره ) الشاهد عـلى ذلك هو الصيف الماضي عـندما تشرَّفـتم إلى زيارة مرقـد عـمّـَتي زينب ( ع ) مع الملاَّ عـلي الكني الطهـراني في الشام، وبسبب كثرة الزوار، رأيت أنَّ الزوار ألـقـوا فـضلا ت مأكولا تهم عـلى سطح الحـرم، فأخذت طرفاً من عـباء تك وجمعـت بها ا لفـضلا ت في زاوية من السطح، أخـذها الملاَّ عـلي الكني بيده أخـرجها إلى خارج الحـرم.
قال القـطيفي : فذهبت إلى مدينة سامراء، وتشرَّفت بزيارة ا لميرزا الشيرازي( ره ) وأبلغـته رسالة السيد مهـدي، فـقام ا لميرزا الشيرازي من مكانه واستقـبلني بحـفاوة وقـبَّل عـيني وهـنّـَئني وقـال لي : لقـد أعـطاني السيد مهـدي- يعـني الإمام المهـدي ( عج ) مؤونة سفرك إلى مشهـد.
ثمَّ بعـد فـترة تشـرَّفت بزيارة الملاَّ عـلي الكني في طهران وحكيت له القـصَّة، فـصدَّ قـني ولكنه تألم قـلباً وتمنى لو كان السيد النوراني- يعـني الإمام المهـدي عـجل الله تعالى فـرجه الشريف- قد أعـطاه هذا الشـرف العـظيم أن يقوم هو بهذا الواجب وينال الفخـر والعـزَّة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وارزقنا شفاعتهم واحشرنا معهم واهلك أعداءهم من الأولين والآخرين
لا تنسونا في الدعاء اخوكم محمد رعد
اهل البيت(عليهم السلام)
{المعـصوم الأول نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عـليه وآله وسلم}
(( إ سلام أ لف نفـر من قـبيلة بني سليم مرَّةً واحدة ))
كان النبي الأكرم (ص) مع أصحابه إذ جاءه أعـرابي معه ضب قد صاده وجعـله في كمه. فقال: من هذا وأشار إلى النبي ( ص ) .
قالوا : هذا النبي.
قال الأعـرابي: واللا ت والعـزى ما أحد أبغـض إلي منك. ولولا أن تسميني قـومي عجولاً لعجلت عـليك فـقـتـلتك.
فقال رسول الله ( ص ): ما حملك عـلى ما قـلت ؟ آمن بالله.
فقال الأعـرابي: لا آمنت أو يؤمن بك هذا الضب. وطرحه.
فقال النبي الأكرم ( ص ): يا ضب. فأجابه الضب بلسان عـربي يسمعه القوم : لبيك وسعـديك يا زين من وافى القيامة.
قال رسول الله ( ص ) : ما تعـبد؟
قال الضب : الذي في السماء عـرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عـقابه.
قال رسول الله ( ص ) : فمن أنا يا ضب؟
قال الضب : رسـول رب العالمين، وخاتم النبيين، قد أفلح من صدقك، وخاب من كذبك.
قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعـد عـين، لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحدٌ أبغـض إليَّ منك، وإنك الآن أحبُّ إليَّ من نفسي ووالديَّ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأنك محمدٌ رسول الله، فـرجع إلى قومه وكانوا بني سليم، فأخبرهم بالقصة فآمن ألف إنسان منهم.
{المعـصوم الثاني سـيدة نساء العالمين فاطمة الزهـراء عـليها السلام}
(( بركة عـقـد الزهـراء ( ع ) ))
صلَّى رسـول الله ( ص ) بالمسلمين ذات يوم ، ولما فـرغ من صلا ته جلس في مصلاَّهُ والناس حوله ، فـبينما هم كذلك إذ أقـبل إليه شيخ طاعـن في السن فقـير الحال وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعـفاً .
فقال : يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعـمني وعـاري الجسد فاكسني وفقير فارشني .
ولم يجد النبي الأكرم ( ص ) شيئاً ينفقه عـليه فقال : ما أجد لك شيئاً ولكن الدال عـلى الخير كفاعـله .
يا بلال قم فقف به عـلى منزل فاطمة . فانطلق الأعـرابي مع بلا ل ، فوقف عـلى باب فاطمة ونادى بأعـلى صوته: السلام عـليكم يا أهل بيت النبوة ... ثم حكى لها قـصته .
ولم تكن فاطمة ولا زوجها ولا أبوها قد طعـموا طعاماً خلال ثلاث ليال .
فعـمدت الزهراء ( ع ) عـلى ما بها من الجـوع أن تستجيب لهذا الشيخ الفقير- إلى عـقد كان في عـنقها أهدته لها فاطمة بنت عـمها حمزة بن عـبد المطلب ( ره ) . فـقطعته من عـنقها وأعـطته إلى الأعـرابي فقالت : خذه وبعه عـسى الله أن يعـوضك به ما هو خير منه .
فأخذ الأعـرابي العـقد وانطلق مسروراً إلى مسجد رسول الله ( ص ) والنبي ( ص ) جالس مع أصحابه فقال : يا رسول الله أعـطـتني فاطمة هذا العـقد وقالت بعه عـسى الله أن يصنع لك .
فـلما سمع رسول الله ( ص ) كلام الأعـرابي ، بكى وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد أعـطتك إيََّّاه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم .
فعـرض الشيخ العـقـد للبيع .
فقال عـمار بن ياسر ( ره ) : بكم العـقـد يا أعـرابي ؟
قال الأعـرابي : بشبعه من الخبز واللحم ، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربيِّ ، ودينار يبلغـني إلى أهلي .
وكان عـمار( رحمه الله ) قد باع سهمه الذي أعـطاه رسول الله ( ص) من خيبر فقال : للأعـرابي لك عـشرون ديناراً ومائتا درهم وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعـك من خبز البر واللحم .
ففـرح الأعـرابي بما سمع ، بذل عـمار ( رحمه الله ) في شراء العـقـد وشكره عـلى ذلك ثم رخى يده داعـياً فقال : اللهم أعـط فاطمة مالا عـين رأت ولا أذن سمعـت .
فقال رسول الله ( ص ) : آمين .
فعـمد عـمار ( رحمه الله ) إلى العـقـد فـطيبه بالمسك ، ولفه في بردة يمانية ، وكان له عـبد اسمه (( سهم )) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العـقـد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العـقـد فادفعه إلى رسول الله ( ص ) وأنت له .
فأخذ المملوك العـقـد فأتى به رسول الله ( ص) أخـبره ، بقول عـمار ( رحمه الله ) ،
فقال النبي ( ص ) : انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العـقـد وأنت لها .
فجاء سهم بالعـقـد وأخبرها بقول رسول الله ( ص ) فأخذت فاطمة العـقـد وأعـتـقت سهماً المملوك .
فضحك الغلام سهم فقالت فاطمة ( ع ) ما يضحكك يا غلام ؟
فقال سهم : أضحكني عِـظًمُ بركة هذا العـقـد ، أشبع جائعاً ، وكسى عـرياناً ، وأغـنى فقيراً ، وأعـتـق عـبداً، ورجع إلى صاحبه .
{المعـصوم الثالث الإمام الأول عـلي بن أبي طالب عـليه السلام}
(( ظهور المرقـد الطاهـر للإمام عـلي ( ع ) بعـد (( 130 )) سنة ))
لما استشهد الإمام ( ع ) حمل جسده الطاهـر أولا ده وبعض الخاصة من أصحابه تحت ستار الليل وفي الخـفاء الكامل إلى مدفـنه الطاهـر ، وذلك خـوفاً من الأعداء الأ لدًّاء بالأخص الخـوارج وبني أمية الذين كانوا يحملون حـقداً وبغـضاً دفـيناً في قـلوبهم ، فـلو عـلموا بمكان قبره الشريف لأخـرجـوا جسده الطاهـر وأهانوه .
فـمضت عـشرات السنين ، وما زال القـبر مخـفياً عـن الناس ، حتى ظهر عـلى إثر حادثة في أيام هارون الرشيد ، وإليكم الحادثة :
عـن عـبد الله بن حازم قال : خـرجنا يوماً مع هارون الرشيد من الكوفة نتـصيد ، فصرنا إلى ناحية الغـريين و الثوية ، فـرأينا ظباءً فأرسلنا عـليها الصقـور والكلاب فجا ولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمةٍ فسقـطت عـليها فسقـطت الصقـور ناحية ورجعـت الكلاب ، فعجب الرشيد من ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقـور والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعـت عـنها الكلاب والصقـور ففعلت ذلك ثلاثاً .
فقال لي هارون الرشيد : أُركضوا ، فمن لقـيتموه فأ ْتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد ، فسأله الرشيد بعـض الأسئلة فقال الشيخ : إن جعـلت لي الأمان اخبرتك .
قال الرشيد : لك عهد الله وميثاقه ألاَ أُهيجك ولا أُؤذيك .
قال الشيخ : حدثني أبي عـن آبائي أنهم كانوا يقولون أن في هذه الأكمة قبر عـلي بن أبي طالب ( ع ) ، جعـله الله حـرماً ، لا يأوي إليه شئ إلا أمَن .
فنزل هارون الرشيد فدعا بماءٍ وتوضأ وصلى عـند الأكمة وتمرَّغ عـليها وجعل يبكي ثم انصرفـنا إلى الكوفة .
وبهذه الصوره ظهـر للناس المرقـد الطاهر لمولانا الإمام عـلى بن أبي طالب بعد إخفائه عن جور الظلمة لمدة (( 130 )) سنة .
{المعـصوم الرابع الإمام الثاني الحسن بن عـلي المجتبى عـليه السلام}
(( قـضاء الإمام الحسن في أ يام خلا فة الإمام عـلي (ع)
))
أُتِيَ برجل في أيام خلاف الأمام عـلي ( ع ) كان في خَـرِبَة وبيده سكين ملطخ بالدم ، وإذا برجل مذبوح يتشحط بدمه وكانت القرائن تدل عـلى أن هذا الرجل هو الذي ارتكب القتل وقام بهذه الجـريمه فأخذه الشرطة وجاءوا به إلى أميرالمُؤ منين ( ع ) .
فقال الإمام ( ع ): ما تقـول ؟ ( من قـتـل ذلك الرجـل المذبوح في الخـرابة ) .
فقال الرجل وكان قـصاباً : أنا الذي قـتـلته .
فحكم الإمام عـلي ( ع ) بحسب القـرائن الظاهرية بالقـصاص وأمر بإعـدامه .
فـلما ذهبوا به للقـصاص منه ، أقـبل القاتل الحـقيقي مسرعاً فقال : يا أميرالمؤمنين ماهذا صاحبه أنا الذي قـتـلته .
فقال أمير المؤمنين ( ع ) للقـصاب القاتل الأول : ما حملك عـلى إقرارك عـلى نفسك ؟
قال القـصاب : ما كنت أستطيع أن أنكر وقد شهد عـليَّ أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عـليه فخـفت الضرب . فأقـررت . وأنا رجل كنت ذبحتُ بجنب هذه الخـربة شاةً وأخذني البول فدخلت الخـربة فـرأيت الرجل يتشحط بدمه . فوقـفت متعجـباً فـدخل عـلي هؤلاء فأخذوني .
فقال أميرالمؤمنين ( ع ) : خـذوا هذا القـصاب وهذا القاتل فاذهـبوا بهما إلى الحسن ( ع ) وقولوا له ما لحكم فيهما ؟
فجاء وا بهما إلى الإمام الحسن ( ع ) وقـصـوا عـليه قصتهما فقال الإمام الحسن المجتبى ( ع )
قولوا لأمير المؤمنين ( ع ) وإن هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيا هذا وقد قال الله عـز وجـل ( ومن أحيا نفساً فكأ نما أحيا الناس جميعاً ) يخـلىَّ عـنهما وتخْـرَج دية المذبوح من بيت المال .
فأمرأميرالمؤمنين ( ع ) أن يطلق القـصاب والقـاتل وأعـطى دية المذبوح من بيت المال إلى ورثته .
{المعـصوم الخامس الإمام الرابع الحسين بن عـلي عـليه السلام}
((1- عـلة عـدم قـتل الإمام الحسين ( ع ) بعـض أعـدائه ))
عـن الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) فأمضاه : رأيت أبي ( ع ) يوم عاشوراء يحمل عـلى العـدو فيقـتلهم ويترك بعـضهم مع كونهم في متناول يده وباستطاعته قـتلهم .
ولم أكن أعـلم سر هذه القضية إلى أن وَصلْتُ إلى مقام الإمامة . فعـرفت أن سبب عـدم قـتل أبي ( ع ) لأولئك يرجع إلى وجود مؤمنين في صلبهم ممن سيكونون من أولياء أهل البيت ( ع ) . فكان أبي ( ع ) حفاظاً عـلى محبينا لا يقـتـل آباءهم .
(( 2- مفاخرة الإمام الحسين مع أ بيه ( ع ) ))
كان النبي ( ص ) جالساً ذات يوم وعـنده عـلي بن أبي طالب ( ع ) إذ دخل الحسين ( ع ) فأخذه النبي ( ص ) وجعـله في حجـره وقـبل بين عـينيه وقـبل شفتيه وكان للحسين ( ع ) ست سنين .
فقال عـلي ( ع ) : يا رسول الله أتحب ولدي الحسين ( ع ) ؟
فقال : كيف لا أحبه وهو عـضو من أعـضائي .
فقال : يا رسول الله أينا أحب إليك أنا أم الحسين ؟
فقال الحسين يا أبه : من كان أعـلا شرفاً ، كان أحب إلى رسول الله ( ص ) وأقـرب .
فقال عـلي ( ع ) : أ تـفـاخـرني يا حسين ؟
قال : نعـم إن شئت يا أبتاه .
فقال عـلي ( ع ) : أنا أمير المؤمنين ، أنا لسان الصادقين ، أنا وزير المصطفى ، أنا مفتاح
الهدى ، حتى عـد من مناقبه نيفاً وسبعـين منقبة ثم سكت .
فقال رسول الله ( ص ) للحسين ( ع ) : أسمعـت يا أبا عـبد الله وهو عـشر معـشار ما قاله من
فضائله ومن ألف أ لف فضيلة وهو فوق ذلك وأعـلى .
فقال الحسين ( ع ) : الحمد لله الذي فـضلنا عـلى كثير من عـباده المؤمنين وعـلى جميع
المخلوقين . ثم قال: أما ما ذكرت يا أبه يا امير المؤمنين فأنت فيه صادق أمين .
فقال النبي ( ص ) : أذكر أنت فضائلك يا ولدي . فقال ( ع ): أنا الحسين ابن عـلى ابن أبي
طالب ، وأمي فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين ، وجدي محمد المصطفى سيد بني
آدم
اجمعين ، لا ريب فيه يا أبه ، أمي أفضل من امك عـند الله وعـند الناس ا جمعـين ،
وجدي
خير من جدك و ا فضل عـند الله وعـند الناس أجمعـين ، وأبي خير من ابيك عـند الله
وعـند
الناس أجمعـين ، وأنا ناغاني في المهد جبرائيل وتلقاني إ سرافيل ، يا أبه أنت عـند الله
أفضل مني وأنا ا فخر منك بالآباء والأمهات والأجـداد .
ثم أنه اعـتنـق أباه يـقبله وعـلي ( ع ) أيضاً يـقبله ويقول : زادك الله شرفاً وتعـظيماً
وفخراً وعـلماً وحلماً ولعـن الله قاتليك يا أبا عـبد الله .
{المعـصوم السادس الإمام الرابع عـلي زين العابدين عـليه السلام}
(( ظبية تلتجئ بالإمام علي بن ا لحسين زين العابدين ( ع ) ))
عـن حمران بن أعـين قال : كان الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) قاعـداً في جماعة من أصحابه ، إذ جاءته ظبية فبصبصت عـنده ( أي حركت إ ذ نيها وضربت بيديها ) .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) لأصحابه : أتدرون ما تقول هذه ا لظبيه ؟
قالوا : لا .
قال الإمام ( ع ) : تدعي هذه الظبية أن فلان بن فلان من قريش اصطاد خشفاً لها ( أي ولدها ) في هذا ا ليوم ، وإنما جاء ت أن أسأل القرشي أن يترك الخشف بين يديها فترضعه .
ثم قال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : قوموا بنا إلى الصياد ، فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم فقال للأمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ): فَداك أبي وأمي ما جاءَ بك ؟
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أسألك بحقي عـليك ألا أخرجت إليَّ الخشف الذي ا صدته اليوم كي ترضعه أمه .
فأخرج الصياد الخشف ووضعه بين يدي أمه فأرضعته .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أسألك يا فلان لما وهبت لنا الخشف .
قال الصياد : قد فعـلت .
فقام الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : عندئذ وأرسل الخشف مع أمه فحضت الظبية فبصبصت وحركت ذنبها .
فقال الإمام عـلي بن الحسين زين العابدين ( ع ) : أتدرون ما قالت الظبية ؟
قالوا : لا .
قال الإمام ( ع ) : قالت : (( ردَّ الله عـليكم كلَّ غائب لكم ، وغـفر لعـلي بن الحسين كما ردَّ عـليَّ ولدي )) .
{المعـصوم السابع الإمام الخامس محمد بن علي الباقر عـليه السلام}
(( الإمام ا لباقـر( ع ) ينهى عـن المنكر))
كان أبوا لصَّبَّاح ا لكناني من أكابر وفقهاء وأصحاب الإمام الباقـر( ع )، جاء يوماً إلى باب الإمام
( ع )، فـطرق الباب فخرجت إليه جارية ناهدة فضرب أبوا لصَّبَّاح بيده عـلى رأس ثديها وقال
لها : قولي لمولاك إني بالباب.
فصاح الإمام الباقـر( ع ) مِن آخرا لدار: أدخل لا أُمَّ لك.
قال أبوا لصَّبَّاح : فـدخلت وقـلت ولله ما أردتُ رَيْبَةً- لم أقصد الشهوة- ولا قصدت إلاَّ زيادةً في يقيني ( هل أنَّ الإمام يعـلم ما وراء الجدران أم لا )؟.
فقال الإمام ( ع ) : صدقت لئن ظننتم أنَّ الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذاً لا فرق بيننا وبينكم . فإيَّاك أن تعـود لمثلها .
{المعـصوم الثامن الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق عـليه السلام}
(( عـلم ا لكتاب كله عـندنا ))
قال سدير الصيرفي- وهو من أصحاب الإمام الصادق ( ع ) : كنت أنا وأبو بصير، ويحيى
ا لبزَّا ر، وداود بن كثير، في مجلس أبي عـبد الله ( ع ) إذ خرج إلينا وهو مغـضب، فـلما أخذ مجلسه، قال ( ع ) : يا عـجباً لأقوام يزعـمون أناَّ نعـلم الغـيب، ما يعـلم الغـيب إلاَّ الله عـزَّ وجلَّ. فمن أين لي العـلم بالمغـيبات ؟. لقد هممت بضرب جاريتي فلانه. فهربت مني، فما عـلمتُ في أي بيوت الدار هي؟
قال سدير: فـلما قام من مجلسه وصار في منزله، دخلت أنا، وابو بصير، و ميسر وقـلنا له: جُعـِلنا فداك، سمعـناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك، ونحن نعـلم أنك تعـلم عـلماً كثيراً، ولا ننسبك إلى عـلم الغـيب.
فقال ( ع ) : يا سدير ألم تقـرأ القـرآن قـلت: بلى.
فقال ( ع ) : فهل وجدت فيما قـرأت من كتاب الله عـز وجل:
{ قال الذي عـنده عـلم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفكْ}
قلت : جُعِـلتُ فداك، قد قـرأته.
قال ( ع ) : فهل عـرفت الرجل- آ صف بن برخيا وزير النبي سليمان ( ع )-؟
وهل عـلمت ما كان عـنده من عـلم الكتاب؟
قلت : أخبرني به.
قال ( ع ) : قد قـطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من عـلم الكتاب؟
قلت : جُعِلتُ فداك، ما أقـلَّ هذا؟
فقال ( ع ) : ما أكثر هذا أن ينسبه الله عـز وجل إلى العـلم الذي أخبرك به. يا سد ير، فهل وجدتَ فيما قـرأتَ من كتاب الله عـز وجل أيضاً:
{قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عـنده عـلم الكتاب}
قلت : قد قـرأته، جُعـِلتُ فداك.
قال ( ع ) : أفمن عـنده عـلم الكتاب كله أفـْهَمْ، أم من عـنده عـلم الكتاب بعـضه؟
قلت : لا، بل من عـنده عـلم الكتاب كله.
فأوماَ ( ع ) بيده إلى صدره، وقال: عـلم الكتاب والله كله عـندنا، عـلم الكتاب والله كله عـندنا.
(( أقول: لعـلَّ ثمَّة أحد من المخالفين حاضر في المجلس الأول الذي خرج عـليهم الإمام أبو عـبد الله الصادق ( ع ) بحالة الغـضب فاتقى منهم تقية، أما في المجلس الثاني ، الذي خلا فيه الإمام مع ا صحابه المخلصين، فأخبرهم بالحقيقة بأن الله عـز وجل قد وهب الأئمة ( ع ) عـلم الغـيب كما وهب آ صف بن برخيا من قبل في حين أن عـلم آ صف إلى عـلمهم قد قطرة من البحر.
{المعـصوم التاسع الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم عـليه السلام}
((1- بأبي أنت وأمي يا مستودع الأ سرا ر))
عـن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة عـلى أبي عـبد الله ( ع ) فقال له : رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه .
فقال أبو عـبد الله ( ع ) : ادعـوا لي موسى، فدُعِيَ، فقال له: يا بني، إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنههم؟
فقال : نعم يا أبه إن الذي كنتُ أصلي له كان أقرب إليَّ منهم، يقول الله عـز و جل:
{ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. سورة ق الآية 16
قال : فـضمه أبو عـبد الله ( ع ) إلى نفسه، ثم قال: يا بُنَيَّ بأ بي أنت وأمي، يا مستودع الأسرار.
((2- ما منعـك أن تسأل إ بني؟ ))
وعـن محمد بن الحسين، عـن صفوان بن يحيى، عـن عـيسى شـلقان، قال: دخلت عـلى أبي عـبد الله ( ع ) وأنا ا ر يد أن اسأله عـن أبي الخطاب، فقال لي مبتدئاً قبل أن أجلس، يا عـيسى ما منعـك أن تـلقى إ بني فـتسأله عـن جميع ما تريد؟
قال عـيسى : فذهبت إلى العـبد الصالح ( ع ) وهو قاعد في الكُتَّاب وعـلى شفتيه أثر المداد، فقال لي مبتدئاً : يا عـيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين عـلى النبوَّة فـلم يتحوَّلوا عـنها أبداً، وأخذ ميثاق الوصيين عـلى الوصيَّة فـلم يتحوَّلوا عـنها أبداً، وأعـار قوماً الإيمان زماناً ثمَّ يسلبهم إيَّاه، وإنَّ أبا الخطاب ممَّن أُعـير الإ يمان ثم سلبه الله تعالى، فضممته إليَّ وقبَّلتُ بين عـينيه ثم قـلتُ: بأبي أنت وأمِّي ذرية بعـضها من بعـض والله سميع عـليم.
ثم رجعـت إلى أبي عـبد الله ( ع ) ، فقال لي : ما صنعـت يا عـيسى؟
قلت له : بأبي أنت وأمِّي أتيته فأخبرني مبتدئاً من غـير أن اسأله عـن جميع ما أردت أن اسأله عـنه، فعـلمت والله عـند ذلك أنه صاحب هذا الأمر.
فقال : يا عـيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عَـمَّا بين دفَّـتَيْ المصحف لأجابك فـيه بعـلم.
ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب فعـلمت ذلك اليوم أنه صاحب الأمر.
{المعـصوم العاشر الإمام الثامن عـلي بن موسى الرضا عـليه السلام}
(( بِمَ يُعْـرَفُ الإمام ))
دخـل أبو بصير عـلى الإمام الرضا ( ع ) وهو بخـراسان فقال لأبي الحسن ( ع ) : جُعـِلْتُ فداكَ ، بِمَ يُعـْرَفُ الإمام الحق؟
فقال الرضا ( ع ) : بخـصال:
1- أمَّا أولها فإنه بشيء- وصية وتصريح- قد تقدم من أبيه إشارة إليه لتكون عـليهم حجة.
2- ويُسأل فـيجيب عـن الحلال والحرام بدون مكث.
3- وإذا سُكِتَ عـنه ابتدأ الإمام.
4- ويخبر بما يقع في الغـد.
5- ويكلم الناس بكل لسان.
ثم قال ( ع ) لأبي بصير: يا أبا محمد، أعـطيك عـلامة- من عـلامات الإمام- قبل أن تقوم- وتخرج من المجلس-
قال أبو بصير: فـلم ألبث أن دخل عـلينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخـراساني بالعربية، فأجابه أبو الحسن ( ع ) بالفارسية.
فقال له الخـراساني : والله جُعِلتُ فداك ما منعني أن أكلمك بالخـراسانية غـير ا ني ظننت أنك لا تحسنها.
فقال ( ع ) : سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك بالفارسية، فـما فـضلي عـليك؟
قال أبو بصير: ثم قال لي: يا أبا محمد ، إن الإمام لا يخفى عـليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فـليس هو بإمام حق.
{المعـصوم الحادي عشر الإمام التاسع محمد بن علي الجواد عـليه السلام}
(( بُهـِتَ الذي كفـر ونجا الذي آمن ))
قال عـلي بن خالد : قال محمد- وكان زيدياً كنت بالعـسكر وهو مدينة سامراء فبلغـني أنَّ هناك رجـل محبوس أُتِيَ به من ناحية الشام مكبولاً وقالوا إنه تـنبَّأ.
قال عـلي بن خالد : فأتيت الباب وداريت البوَّابين والحَجَبَة حتى وصلت إليه فإذا رجـل له فهم، فـقـلت : يا هذا ما قـصَّتـُكَ وما أمرك؟
قال : إني كنت رجلاً بالشام أعـبد الله في الموضع الذي يقال له: موضع رأس الحسين ( ع ) فـبينا أنا في عـبادتي إذ أتاني شخصٌ فقال لي، قم بنا فقمت معه بـينا أنا معه إذ أنا في مسجد الكوفة.
فقال لي : تعـرف هذا المسجد؟
فـقلت : نعـم هذا مسجد الكوفة.
قال السجين : فـصلَّى وصلـَّيت معه، فـبينا أنا معه إذ أنا في مسجد رسول الله ( ص ) في المدينة، فسلم عـلى رسول الله ( ص ) وسلـَّمت وصلـَّى وصلـَّيت معه وصلَّى عـلى رسول الله
( ص )، فـبينا أنا معه إذ أنا بمكة، فـلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه، فـبينا أنا معه، إذ أنا في الموضع الذي كنت أعـبد الله فـيه بالشام عـند مقام رأس الحسين ( ع ). فـلمَّا كان العام القابل إذ أنا به فعـل فعـلته الأولى فـلمَّا فـرغـنا من مناسكنا وردَّني إلى الشام وهمَّ بمفارقـتي قـلت: له سألتكّ بالحق الذي أقدرك عـلى ما رأيت- من طيِّ الأرض- إلاَّ أخبرتني من أنت ؟ فـقال : أنا محمد بن عـلي بن موسى.
قال : فـتراقى الخبر- واشتهـر حتى انتهى إلى محمد بن عـبد الملك الزيات- وزير الخليفة العـباسي المعـتصم- فبعـث إليَّ وأخذني وكبَّلني في الحديد وحملني إلى العـراق.
قال عـلي بن خالد : فـقلت له: فارفع القـصَّة إلى محمد بن عـبد الملك ففعل وذكر في قـصَّته ما كان فوقَّع في قـصَّته- واستهـزأ بالإمام أهانه:- قـل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكَّة وردَّكَ من مكَّة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال عـلي بن خالد : فغـمَّني ذلك من أمره ورقـقت له وأمرته بالعـزاء والصبر.
قال: ثمَّ بكَّرت عـليه فإذا الجند وصاحب الحـرس وصاحب السجن وخلقُ الله، فقلت ما هذا؟
فقالوا : المحمول من الشام الذي تـنبَّأ أفـتـُقِد البارحة فلا يُدرَى أخُسِفَت به الأرض أو اختطفه الطير.
وهم لا يعـلمون أنَّ ذلك كان إعـجازاً من الإمام الجواد ( ع ) حيث نجَّاه من السجن.
{المعـصوم الثاني عشر الإمام العاشر عـلي بن محمد الهادي عـليه السلام}
(( هلا ك المشعـبذ المتجاسر))
ورد رجـل مشعـبذ من ناحية الهند يلعـب بلعـب الشعـبذة ولم يُرَ مثـله، وكان المتوكل يحاول بمختلف الطرق أن يؤذي الإمام الهادي ( ع ) ، ويُطفئْ نوره الوهاج بِفـِيِه ويأبى الله إلآَّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون .
فقال المتوكل لذلك الرجـل : إنْ أنت أخجـلتهُ- يعـني الإمام الهادي ( ع )- أعـطيتكَ ألف دينار زكيه.
فقال المشعـبذ الهندي : مُرْ بأن يُخْبَزْ رقاقاً خفافاً واجعـلها عـلى المائدة وأقعـدني إلى جنبه فلا يقوم من مقامه إلآَّ خجلاً .
فأمر المتوكل ففعـلوا ما أراده المشعـبذ. وأحضر مائدةً عـليها أنواع الأ طعمة ودُعيَ إليها جماعة من الشخصيات فيهم الإمام الهادي ( ع ) جاءها مظطرَّاً، فجلس الحاضرون إلى جنب المائدة، وجلس المشعـبذ إلى جنب الإمام الهادي ( ع ) فـلما مد الإمام ( ع ) يدهُ إلى الخبز الرقاق فـطيرها المشعـبذ إلى الجانب الآخر، ومد الإمام يده إلى الأخرى فـطيرها فـتضاحك الناس
( فتكرر العـمل من المشعـبذ عـدة مرات ). فعـرف الإمام ( ع ) نوايا المتوكل من هذه الحركات فغـضب غـضباً شديداً وضرب يده عـلى صورة الأسد التي في المسورة- المُتكى- فقال (( خذ عـدوَّ الله)). فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعـت الرجل. وعادت في المسورة كما كانت . فاستولى الخـوف والوحشة عـلى المتوكل وأُغـميَ عـليه ووقع عـلى الأرض عـلى وجهه، وفرَّ الأخرون من المجـلس. فـلمَّا أفاق المتوكل من غـشيته إ لتمس من الإمام ( ع ) أن يردَّ المشعـبذ قائلاً : سألتك إلآَّ جـلستَ ورددته.
فقال الإمام الهادي( ع ) : والله. لا يُرى بعـدها. أتسلطُ أعـداءَ الله عـلى أولياءِ الله؟. وترك الإمام الهادي ( ع ) المجلس وخرج من عند المتوكل فلم يُرَ الرجـل بعـد ذلك أبداً.
{المعـصوم الثالث عشر الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري عـليه السلام}
(( ويحـك أ تريد دليلاً أ بين من هذا ؟! ))
قال محـمد بن عـلي ابن إبراهيم بن موسى بن جعـفر( ع) ضاق بنا الأمر- أمر المعاش - فقال لي أبي أمض بنا حتى نصير إلى هذا الرجـل يعـني أبا محـمد- الحسن العـسكري (ع) فإنه قد وُصِفَ عـنه سماحة .
فقلت : تعـرفه؟
قال : ما اعـرفه ولا رأيته قـط. فقصدناه. فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمرلنا بخمسمائة درهـم، مائتا درهم للكـسوة ومائتا درهـم للدين ومائة للنفقة.
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلا ثمائة درهـم، مائة أشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة. وأخرج إلى الجبل (( هـو المدن بين آذربيجان وعـراق العـرب وفارس وهـو هـمدا ن وقـزوين )) فـلما وافـينا الباب خـرج إلينا غـلامه فقال: يدخل عـلي بن إبراهيم ومحمد ابنه فـلما دخلنا عـليه وسلَّمنا قال( ع ) لأبي : يا عـلي ما خلـَّفـك عـنَّا إلى هذا الوقت؟
فقال : يا سيدي استحيت أن ألقاك عـلى هذا الحال.
فـلمَّا خـرجنا من عـنده جاء نا غـلامه فناول أبي صرَّة فقال : هذه خمسمائة درهـم، مائتان للكسوة ومائتان للدَّين ومائة للنَّفقة، وأعـطاني صرَّة فقال هذه ثلا ثمائة درهـم اجعـل مائة في ثمن حمار ومئة للكسوة ومئة للنَّفقة ولا تخرج إلى الجبل، وصر إلى سوراء.(( بلد بقـرب الحلة )) فصار إلى سوراء وتزوَّج بامرأة، فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف (( يعـتـقد أن الإمام موسى بن جعـفر( ع ) حيٌّ وهو الإمام القائم وليس بعـده من إمام وحجة، وهذا هـو مذهب ا لواقفيَّة ))
فقال محمد بن إبراهيم راوِ الحديث فقـلت له : ويحك أتريد أمراً أبين من هذا؟!
فقال : هذا أمر قد جـرينا عـليه وصار لنا عادة.
أقول : وتدلُّ هذه القصَّة عـلى أنَّ الإمام ( ع ) يعـلم البواطن وكذا تدلُّ عـلى سماحة الإمام العـسكري( ع ) وسخائه، وهكذا فيها دلالة عـلى أنَّ ألطاف الإمام العـسكري( ع ) كانت تشمل غـير شيعـته أيضاً، وفيها أيضاً أنَّ الإمام( ع ) كان موصلاً لرحمه لأنَّ عـلي بن إبراهيم ومحمد بن عـلي بن إبراهيم هما من أحفاد الإمام موسى بن جعـفر( ع ) .
{المعـصوم الرابع عشر الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن العسكري عـليه السلام}
(( الإمام المهدي ( عج ) يُحَمِّـلُ شيعـياً قـطيفـياًّ رسالة إلى أحد العـلماء ))
نقـل العالم الكبير آية الله العـظمى الآخـوند ملاَّ عـلي الهمداني ( ره ) عن أستاذه العـظيم آية الله العـظمى الشيخ ضياء الدين العـراقي المتوفَّى في (( 1361 هـ ق )) المدفون في النجف الأشرف قـال :
قـال الأستاذ : عّـزّمّ أحـد الشيعة من أهل القـطيف أن يتشرف بزيارة مولانا الإمام الرضا ( ع ) . وفي إثناء مسيرته من الحجاز إلى خـراسان فـقـد ما دبَّره لنفسه من مؤونة السفـر من النقود، فـبقي حائـراً لا يدري بمن يلوذ.
فـتوسَّل بمولا نا صاحب العـصر عـجـل الله فـرجه الشريف فرآى سيداً نورانياًّ وقوراً مقبلاً إليه فـقـال له :
خذ هذه الأموال مؤونةً لسفـرك إلى مدينة سامراء، وفي مدينة سامراء إذهب إلى محضر الميرزا الشيرازي ( ره ) وقل له : يقول لك السيد مهدي- يعـني إمام الزمان ( ع ) – لنا عـندك أموال، فخـذ منها ما يبلغ بك إلى زيارة جـدي الإمام عـلي بن موسى الرضا( ع ) .
فـقـال القـطيفي : قـلت لذلك السيد النوراني: فإذا قـلت للسيد ا لميرزا الشيرازي أنَّ السيد مهدي قـال هكذا سوف يسألني من هو السيد مهـدي؟ وما هو دليلك وعـلا ما تك ؟ فماذا أقـول له ؟
قـال السيد النوراني : قـل للميرزا ( ره ) الشاهد عـلى ذلك هو الصيف الماضي عـندما تشرَّفـتم إلى زيارة مرقـد عـمّـَتي زينب ( ع ) مع الملاَّ عـلي الكني الطهـراني في الشام، وبسبب كثرة الزوار، رأيت أنَّ الزوار ألـقـوا فـضلا ت مأكولا تهم عـلى سطح الحـرم، فأخذت طرفاً من عـباء تك وجمعـت بها ا لفـضلا ت في زاوية من السطح، أخـذها الملاَّ عـلي الكني بيده أخـرجها إلى خارج الحـرم.
قال القـطيفي : فذهبت إلى مدينة سامراء، وتشرَّفت بزيارة ا لميرزا الشيرازي( ره ) وأبلغـته رسالة السيد مهـدي، فـقام ا لميرزا الشيرازي من مكانه واستقـبلني بحـفاوة وقـبَّل عـيني وهـنّـَئني وقـال لي : لقـد أعـطاني السيد مهـدي- يعـني الإمام المهـدي ( عج ) مؤونة سفرك إلى مشهـد.
ثمَّ بعـد فـترة تشـرَّفت بزيارة الملاَّ عـلي الكني في طهران وحكيت له القـصَّة، فـصدَّ قـني ولكنه تألم قـلباً وتمنى لو كان السيد النوراني- يعـني الإمام المهـدي عـجل الله تعالى فـرجه الشريف- قد أعـطاه هذا الشـرف العـظيم أن يقوم هو بهذا الواجب وينال الفخـر والعـزَّة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وارزقنا شفاعتهم واحشرنا معهم واهلك أعداءهم من الأولين والآخرين
لا تنسونا في الدعاء اخوكم محمد رعد
تعليق